أوصى المشاركون في المؤتمر الدولي الثامن لرابطة الجامعات الإسلامية, الجامعات والمؤسسات الإسلامية بالاضطلاع بدورها في تعميق البحث العلمي في العلوم الإسلامية والاجتهاد لاستنباط الحكم الشرعي للنوازل والمشكلات الجديدة التي تواجه المجتمعات الإسلامية، وتكوين أجيال قادرة على مواجهة مشكلات الحياة. وأكد المشاركون في المؤتمر الذي اختتم أعماله اليوم بصنعاء تحت شعار "التجديد في الفكر الإسلامي" ضرورة إتباع المنهج الوسطي بعيدا عن الغلو والتطرف، وبعيدا عن التفريط والانكفاء على ما تقدمه لنا الحضارات الأخرى دون تبصر. ورأت توصيات المؤتمر ان الاجتهاد يتطلب تطوير الدراسات الإسلامية التي تدرس في الجامعات الإسلامية في مجالات الفقه وأصوله وتوجيه منظومة العلوم الاجتماعية والإنسانية توجيها إسلاميا. ودعت توصيات المؤتمر الذي نظمته جامعة صنعاء بالتعاون مع جامعة الإيمان ورابطة الجامعات الإسلامية ومشاركة أكثر من مائة عالم ومفكر عربي وإسلامي، الجامعات الإسلامية لضرورة دعم خطط الرابطة في تطوير الدراسات الإسلامية وتأليف الكتب والمراجع التي تتماشى مع روح العصر مع الاحتفاظ بثوابت الدين الإسلامي الحنيف. كما طالبت رابطة الجامعات الإسلامية بعقد ندوات متخصصة لدراسة المتطلبات الدراسية والتربوية والعملية الكفيلة بتخريج علماء وباحثين قادرين على الاجتهاد ابتداء من التعليم الأساسي وصولا إلى التعليم الجامعي وإمكانية إقامة دراسات تكميلية بعد الدراسة الجامعية والتدريب في المجامع الفقهية. وشدد المؤتمرون على ضرورة إحياء تراث المسلمين العلمي في اطار عمليات التجديد في سائر العلوم والمعارف والبناء عليها بما يتلائم مع متغيرات الزمن وروح العصر دون مساس بثوابت الإسلام ومقاصده وما اتفق عليه العلماء, وتقديم الصورة النقية والمتسامحة للدين الإسلامي الحنيف وكذا تنقية الدراسات الإسلامية مما شابها من ضعف في العصور المختلفة. ونبه المؤتمر إلى خطورة تولي الاجتهاد من لم يتم تكوينهم تكوينا علميا وفقا للضوابط التي وضعها الأصوليون من العلم بالكتاب والسنة والتخصص في العلوم الإسلامية المؤهلة للاجتهاد, وكذا أهمية الربط بين النقل والعقل عند التجديد والاجتهاد في العصور الحديثة حتى يظل نور الوحي هاديا لحياة المسلمين. وأهاب المؤتمرون بعلماء وأساتذة العلوم الاجتماعية والإنسانية في الجامعات الالتزام بالتوجيه الإسلامي للعلوم وعدم القبول بأي فكر يتعارض مع حقائق الدين مهما كانت أهمية محتواها، فضلا عن الاجتهاد في تحقيق الوئام بين العلوم وكنوز التراث والفكر الإسلامي. وأكد المؤتمر أهمية النهوض باللغة العربية باعتبارها وعاء الحضارة الإسلامية وأداة التعبير عن علومها، وكذا أهمية بحوث الإعجاز العلمي في القرآن والسنة والتي كان للمدرسة العلمية اليمنية قصب السبق في التعمق فيها. مطالبين رابطة الجامعات الإسلامية إلى تبني قضية التجديد والاجتهاد باعتبارها ضرورة دينية. وطالب المشاركون بضرورة توثيق الجرائم ضد الإنسانية وحرب الإبادة التي ارتكبتها وترتكبها قوات الصلف الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة وعدم ترك المجرمين من الإفلات من العدالة. مناشدين المنظمات الحقوقية العربية والإسلامية والدولية والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان للمبادرة برفع دعاوى أمام المحاكم الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة وتعويض الضحايا عن ما لحقهم من أذى وأضرار.