قال تقرير تربوي إن ظاهرة الرسوب والتسرب للأطفال من مدارسهم وإخلال المعلمين في اداء واجباتهم المهنية تكبد اليمن ما يزيد عن 17 مليار ريال سنوياً. وأوضح التقرير أن الكلفة المالية التي تتكبدها البلد إثر ظاهرة رسوب الطلاب وتسربهم من صفوفهم الدراسية وصلت خلال عام 2004م إلى13,62 ) ملياراً بارتفاع تصل نسبته 2% عن العام قبل الماضي في حين تتكبد الدولة سنويا (4.286) مليارات ريال جراء إهمال المدرسين لواجباتهم المهنية وهو ما يشير إلى أن هناك هدرا كبيرا في الجهد والوقت والمال. وحذر التقرير من تفاقم ظاهرة الرسوب والتسرب في ذلك النوع من التعليم. مشيرا إلى أن نمو مثل تلك الظاهرة لها نتائج عدة منها ارتفاع نسبة البطالة وانخفاض مستوى الدخل وانتشار الفقر فضلا عن المضاعفات التي تسببها تلك الإشكاليات على البلد من البحث عن وسائل لحلها وقال التقرير -الذي صدر حديثا عن المجلس الأعلى لتخطيط التعليم- ونشره موقع " المؤتمر نت " الاخباري إن متوسط السنوات التي يقضيها كل تلميذ من الجنسين في المرحلة الأساسية 15.4 سنة بزيادة قدرها 6.4 سنوات عن المدة المقررة لإنهاء هذه المرحلة في حين يصل متوسط السنوات التي يقضيها كل طالب في المرحلة الثانوية إلى 4.4سنوات بزيادة قدرها سنة عن السنوات المقررة لإنهاء هذه المرحلة. مشيراً إلى أن نسبة المتخرجين من التعليم الأساسي مثلت 79 % فيما مثلت نسبة الرسوب والمتسربين 26،4% من إجمالي المتقدمين للامتحانات وهذا يؤكد ضعف الكفاءة الداخلية لهذا النوع من التعليم في حين مثلت نسبة الرسوب والتسرب في التعليم الثانوي 27,3% وهو ما يزيد عن 185532 طالباً وطالبة في عام 2005م. وقد وصل عدد المدارس التي تم تشييدها حتى عام 2005 م إلى 14,410 مدرسة منها 3,058 مدرسة مشتركة للتعليم الأساسي والثانوي . وبحسب التقرير فإن الصفوف الدراسية لم تكن ذات قدرة استيعابية لكل التلاميذ في المرحلتين الأساسية والثانوية؛ حيث إن متوسط التلاميذ في المرحلة الأساسية أرتفع إلى (40) تلميذاً في الصف الواحد بينما متوسط عدد التلاميذ في مدارس التعليم الثانوي 53 تلميذاً في الصف الدراسي . وقال التقرير إن المدارس ذات البنى المعمارية القائمة وغير القائمة المخصصة للتعليم العام ارتفعت من 13335 مبنى عام 2002م إلى 14003 مدرسة عام 2005م بنسبة ارتفاع تقدر ب2.5% وهي نسبة أعتبرها التقرير متدنية . ووزع التقرير تلك المباني 13033 مدرسة ذات مبنى مدرسي (سكن مستقل , عمارة , شقة ) منها 478 ( صندقة , خيمة , عشة ) و492 ( مسجد , في العراء , حيد، أو جرف ) . وأوضح التقرير أن المدارس ذات البنى المعمارية شكلت ما نسبته 91.6% و93.1% بزيادة قدرها 1.5% بين عامي 2003 و2005م. ورصد التقرير 2613 مدرسة خلال عام 2005م تم بناؤها بدعم مشترك بين مشروع تطوير التعليم الأساسي وتوسيعه والصندوق الاجتماعي للتنمية والتحفيز والأشغال العامة واليونسيف والبنك اليمني للإعمار والحكومة اليابانية. وكشف التقرير عن مظاهر تبديد كبيرة في المنشآت المدرسية أبرزها المدارس المغلقة لأسباب أعادها التقرير إلى الخلافات بين الأهالي أو عدم توفير المعلمين إضافة إلى بطء تنفيذ مشاريع البنى المدرسية موضحاً أن هناك أكثر من 80 مشروعاً تربوياً متعثراً لعدم رصد تكاليفها المالية، فضلاً عن مدارس تم بناؤها في مواقع غير مناسبة . وأضاف:غياب التوزيع العادل والمخطط للمباني وفقاً للريف والحضر مع تعدد الجهات التي تقوم بتنفيذ المشاريع المدرسية فضلاً عن غياب آلية التنسيق وتغييب معايير الخارطة التعليمية؛ الأمر الذي يؤدي إلى خلق مشاكل في التشغيل والتجهيز دون أن يتحقق مردود يذكر. وقال التقرير إنه بالرغم من ارتفاع معدلات التحاق التلاميذ في التعليم العام من (4091045 طالباً وطالبة عام 2002م إلى 4664721 عام 2005م إلا أن عدد السكان في الفئة العمرية (6-17) يصل إلى 7714310 أي أن هناك( 2752292 )خارج نطاق التعليم منهم( 978885) لم يلتحقوا بالتعليم الأساسي و( 1774307)لم يلتحقو بالتعليم الثانوي . ووفقاً للبيانات فإن معدل الالتحاق الصافي للتعليم الأساسي يبلغ 70.97% وأغلب المتسربين من التلاميذ الذين تم قبولهم في الصف الأول من أعمار أكبر من السن القانوني ,إضافة إلى أن أغلب الملتحقين بالتعليم الثانوي هم من الفئات العمرية الأكبر سناً نتيجةً لتأخر التحاقهم بالصفوف الأولى. موضحا أن عدد الملتحقين بالتعليم العام في الأرياف وصل إلى 3280227 أكثر منه في الحضر
