شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    شاهد.. أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء    علي ناصر محمد يفجر مفاجأة مدوية: الحوثيون وافقوا على تسليم السلاح وقطع علاقتهم بإيران وحماية حدود السعودية! (فيديو)    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخوف.. سلم السقوط إلى الهاوية
تتعدد صوره لكن نتيجته واحدة
نشر في الجمهورية يوم 11 - 11 - 2006

ضحايا: عدم قدرتنا على اتخاذ قرارات حاسمة اضاع علينا فرص العمر وحال دول تحقيق أهدافنا في الحياة
د/هناء سنان: المجتمع قد يصنع الشخص الخائف.. والتوعية النفسية والصحية من أهم طرق العلاج
استطلاع/علي سيف الرعيني
هل وقف الخوف في طريق نجاحك؟هل كان عائقاً بينك والوصول إلى هدفك؟هل عزمت على تحقيق شيء ثم عزفت عنه بسبب الخوف؟؟.. هناك قرارات قد يتخذها الإنسان في سبيل تحقيق النجاح وربما تكون هذه القرارات في منتهى الحكمة والصواب إلا أنه يتراجع عند تنفيذ هذه القرارات برغم تأكده من صحتها فالإنسان دائماً يبحث عن النجاح والسعادة ويبذل الكثير والكثير وفي نهاية المطاف يصل إلى مرحلة إتخاذ القرار الحاسم والنهائي لبلوغ النجاح لكن قد يعترض طريقه الخوف وتبدأ مرحلة التراجع والتقهقر التي تعيده إلى الوراء وتجعله ربما يصل إلى مرحلة الفشل والهزيمة في حين نجده بعد فترة من الزمن نادماً على استسلامه وانكساره أمام جبروت الخوف في حين تمكن رفاقه من التغلب على الخوف واستطاعوا أن يصلوا بأنفسهم إلى النجاح المنشود..الخوف ومدى تغلبه على الإنسان وتغلب الإنسان
عليه والعوامل التي تقهر وتزيح كابوس الخوف من طريقنا ومدى علاقته بالفشل والهزيمة كل هذا نورده في مفردات هذا الاستطلاع..
عزوف عن الزواج
الأخ /محمد مهيوب منصر «طالب» تحدث بالقول:
كما ترى أنا في الثلاثين من عمري وقد أتخذت قرار الزواج قبل خمس سنوات ولكن مرض الخوف كان ومازال عائقاً بيني وبين تحقيق قراري.كنت كلما أحسم الأمر واتخذ القرار في نفسي وأبدأ بتسجيل الخطوات وما سأقوم به لعمل الترتيبات اللازمة التي من شأنها إكمال التجهيز لأمور الزواج ومايتعلق به أتأثر من مواقف قد أراها تحصل لأصدقائي الذين سبقوني إلى الزواج وربما هذه المواقف تعكس صورة سيئة لتحمل أعباء الزواج والمسئولية والواجبات التي تقع على المتزوجين..وهنا يبدأ يسيطر على تفكيري الخوف من تبعات هذا القرار ومن العواقب الناجمة التي ستظهر مستقبلاً في حياتي الزوجية والأسرية.. ربما هذا الخوف هو الذي جعلني أعزف عن الزواج وليّ تجارب أخرى في درب حياتي كان مصدر فشلها الخوف..
مطلوب إرادة وعزيمة
الأخت /فاطمة مرشد «موظفة» قالت:أنا لا أرى أن الخوف قد يكون معضلة في مشوار حياتي إذا كنت أمتلك الإرادة والعزيمة وقادرة على المواجهة والصمود والتحدي ولكن من الطبيعي أن الإنسان سواءً كان رجلاً أو امرأة أن تساورهما المخاوف قبيل اتخاذ أي قرار خصوصاً إذا كان هذا الموقف أو القرار الذي سيتخذه الإنسان مهماً في حياته وتلك المخاوف ربما نتيجة لحسابه تبعات مابعد التنفيذ وأنا بدوري لا أمانع من أن الإنسان يكون لديه اليقظة والحذر والخوف أيضاً في تحسب عواقب الأمور ولكن بالمعقول..فلابد أن يكون الرجل أو المرأة عند مستوى المسئولية في إتخاذ القرارات..يعني مثلاً المرأة إذا كانت تمتلك مقومات إتخاذ أي قرار أو مشروع فلابد أن تحققه بعيداً عن الآثار الناجمة التي ستحدث فيما بعد التي يصورها لها الخوف وهي ربما تكون غير موجودة أساساً.
إنما عامل الخوف هو الذي ولّد لديها هذه العواقب أو الآثار التي تراها بأنها ستكون شراً عليها..والأمر يتطلب عقلانية أكثر وحكمة وإرادة يتبعها بالمقابل عزيمة حياتية نحو تحقيق المراد وبهذا سنحطم حاجز الخوف وسنصل إلى مانريد أن نصل إليه..
أنا أحد ضحايا الخوف
الأخ/أحمد منصر «مقاول» تحدث بهذا الخصوص قائلاً:
أنا أحد ضحايا الخوف لاأقصد الجُبن أو بمعنى الخيفة التي هي عكس الشجاعة ولكني أقصد الخوف المستمد من التردد والشك والريبة المنبثق من هذه العوامل التي ربما تخلق لدى نفسية الشخص مانعاً أو حاجزاً ففي يوم من الأيام منحني الحظ فرصة العمر التي كانت ستوصلني إلى قمة النجاح ولكن التردد والخوف جعلني لا أستطيع أن انتهز هذه الفرصة وأسير في الطريق الذي سلكه رفاقي الذين تغلبوا على مايسمى الخوف فقد قرأت إعلاناً لإحدى الشركات التي عرضت أسهم من الشركة للبيع حينئذٍ قرر عدد من الأخوة المقاولين استثمار أموالهم من خلال شراء أكبر عدد ممكن من الأسهم المتاحة للشراء كنت واحداً من هؤلاء واتفقنا على موعد للذهاب إلى مبنى الشركة ولكني سرعان ما غادرت المكان الذي كنا نجلس فيه معاً إلا وقد بدأ وسواس ربما أسميه الوسواس القهري يسيطر على كياني حينها لم استطع أن أقرر وخفت من الخسارة وبدأت أفكر في الضمانات التي ستضمن بقاء رأسمالي كما هو دون ضياع في حالة افلست الشركة..وهل ستزيد الأرباح كيفما أريد وغيرها من الأسئلة التي لم أجد لها إجابة مقنعة..
وحينها بدأ تسلل الخوف إلى كياني وتراجعت عن موقفي والآن وبعد فوات الأوان عدت إلى قراءة النجاحات التي وصل إليها رفاقي فقد أتت الفرصة التي اعتبرتها أنا مغامرة غير مضمونة ولم انتهزها وأنا اليوم اصبحت خارج النطاق فهم زادت أرباحهم ونما رأسمالهم بشكل سريع وأنا رأس المال الذي كنت امتلكه في تلك الفترة قد ذهب النصف منه في متطلبات الحياة المهم أني ذكرت لك هذا الموقف للاستدلال على أن الخوف أحياناً بل بنسبة 90%يقودنا إلى الفشل وهنا استطيع القول أن الخوف من الفشل هو الفشل ذاته وأن الشخص الواثق من نفسه لايستسلم بأي حالٍ من الأحوال لما يسمى الخوف لأنه بذلك سيندم يوماً في حين لاينفع الندم لأن الفرصة تأتي مرة واحدة ولن تتكرر أبداً..
بعيداً عن الضوء
الأخ/منتصر مرشد قاسم «موظف» أشار من جانبه بالقول:
في بداية حديثي هنا تحضرني مقولة للرئيس الراحل جمال عبدالناصر تقول:«اللهم أعطنا القوة لندرك أن الخائفين لايصنعون الحرية وأن الأيادي المرتعشة لاتقوى على البناء» ومن هذا المنطلق يتبين لنا فعلاً أن المترددين والذين يتملكهم الخوف إلى درجة عالية لايستطيعون فعل شيء فهم غير قادرين على البناء والمواجهة والإصرار لأنهم يعيشون في حالة من الاهتزاز الإرادي وبالتالي فهم يفتقرون إلى الثبات الذي من شأنه تحقيق المراد..إذن فالخوف مصدر أساسي لمرجعية الشخص وإمتلاكه التوازن الوجودي في المجتمع..وهناك أفراد ربما جعلهم الخوف في دائرة مغلقة لايستطيعون الخروج عنها ويعتبرون الخروج منها مدعاة إلى الموت فهم يحيطون أنفسهم بجدران وتجدهم دائماً يعيشون في عتمة لايتيحون لأنفسهم ولو للتعرض لقليل من الضوء..وهم ربما قد يعتبرون أن وصول هذا الضوء إليهم يعد كشفاً لهم وهم بذلك قد يعرضون أنفسهم لكوارث لاتحمد عقباها وهناك أشخاص استطاعوا أن يكسروا حاجز الخوف ويقبلون على الحياة بقوة وإرادة لاحدود لها وحققوا الكثير في حياتهم..
تفاوت من شخص لآخر
ويضيف الأخ منتصر:ربما قد تختلف درجة الخوف من شخص لآخر لاعتبارات كثيرة منها العامل النفسي وهو المهم وهناك البيئة أو الناس الذين يعيشون مع هذا الشخص..وبمعنى آخر أن التباين في درجة الخوف ربما بسبب المواقف والملابسات والأحداث التي قد تعطي شخصية الفرد معطيات يستطيع من خلالها تكوين شخصية قوية ذات ثبات نسبي أو العكس كما قد تؤثر في نفسية الشخص هذه الأحداث وتجعله ذا وتيرة عالية من التباين والتفاوت الأمر الذي يخلق لديه شخصية غير متزنة وغير قادرة على الاستمرارية في المواقف الصعبة وبالتالي يسيطر على كيانه الخوف الذي يجعله دائماً في اعداد المتأخرين وربما تقودك مصادر الخوف إلى وضعية المهمشين في المجتمع ناهيك عن أنك تصبح مقيداً في سجن الخوف وكلما فكرت في عمل شيء قد يفيدك في حياتك أو مشروع ربما قد يعود عليك بالفائدة التي من شأنها الرفع من مستواك مادياً ومعنوياً إلا أن عقبة الخوف تظل عامل توقف وجموداً لكل ماتفكر في عمله فهي تعطل مشاريعك الطموحة وأحياناً تغير مسار حياتك إلى اتجاه آخر وهكذا يظل كابوس الخوف يطاردك في كل اتجاه إذا لم تستطع التغلب عليه وتكوين شخصية قوية قادرة على المواجهة والخوض لغمار الحياة..
مصادر عديدة للخوف
محمد ابراهيم «تاجر» قال:
شوف ياعزيزي أحياناً قد تتكون لديك فكرة في عمل شيء معين في مجال التجارة أو في أي مجال آخر من مجالات الحياة الواسعة فتبدأ برسم الخطوط ووضع البرامج وتبدأ بشرح كل ذلك لمن حولك وهنا تبدأ ردود الأفعال والتي أحياناً ماتكون غير متوافقة مع رؤيتك وحينها تبدأ المواجهة ومازال المشروع حبراً على ورق بينك وبين من حولك وهنا بدأ الخوف أحياناً لايكون الخوف من الخسارة وعدم الفائدة بالعكس تكون الدراسة قد أكدت نجاح المشروع وضمان الربح إلا أن شيئاً يظل وهو الخوف الذي يتولد لديك من كلام الناس وتصديق كلام الناس قد يدفعك إلى التراجع تحسباً من ردود الأفعال حول ماذا سيقول الناس في حالة ظهور هذا المشروع أو ذاك إلى الواقع كيف وكيف بحيث يبدأ الخوف في السيطرة على تفكير الشخص فيترك تفكيره بردة الفعل التي ستأتي من كلام الناس ..إذن تتعدد مصادر الخوف بحسب مستوى الشخص الثقافي والاجتماعي الذي يمتلكه وربما تعود مصادر الخوف إلى البيئة والعادات والتقاليد التي عاشها الشخص وكيفية نمو حالته النفسية والاجتماعية والبيئية..
عائق حقيقي
الأخت/نادية علي محمد «موظفة» تحدثت بالقول:
فعلاً الخوف يمثل عائقاً حقيقياً أمام تقدم الإنسان وخصوصاً الفتيات فمثلاً هذا مثال فقط قد أمتلك أنا موهبة في الغناء وطموحي أن أكون فنانة لكن يبقى الخوف من كلام الناس من ردة فعل المحيطين بي..وبالتالي يظل الخوف عائقاً أمام الفتاة لتحقيق طموحها فهناك فتاة ربما لديها كل إمكانيات الإبداع في مجال معيّن إلا أن عائق الخوف يكبلها وتظل تلك الموهبة أو ذلك الإبداع مكبوتاً في الذات دون أن يخرج للوجود.
والخوف لايولد من فراغ بل له مصادر وعيون تغذيه وتنميه إلى أن يصبح كياناً موجوداً لانستطيع التغلب عليه من هذه المصادر تفكير الناس درجة الوعي لديهم ..مستوى تحضرهم الثقافي ومدى خروجهم عن الطوق الذي تسيطر عليه معتقدات فكرية عتيقة من الماضي.
دعوة للثقة بالذات
الأخ/بكيل عبدالله عبدالرحمن أكد بالقول:
تخيل ياأخي بأن الخوف قد يأتي إليك في ظلمة الليل وأنت في غرفتك وهو على هيئة رجل ثم يدق عليك الباب في هذه الحالة إذا امتلكت عزيمة وصمود فإنك ستتغلب عليه وإذا أصابتك حمى الذل فإنه سيتغلب عليك..أقول لك كيف..أنت إذا قمت في تلك اللحظة وفتحت الباب فإنك لن تجده وهنا تكون المواجهة هنا قضيت عليه وإذا أنت تسمرت في أرضية الغرفة فإنه سيظل يلاحقك كل ليلة ويبعد عنك النوم ويجعلك في حالة أرق وقلق لاتستطيع الفكاك منها..كذلك في محاولة تحقيق أهدافنا وطموحنا يجب علينا أن لانتردد في المواجهة وخوض معركة الحياة والتحدي لنتغلب على عامل الخوف..
بالإضافة إلى ذلك يتطلب الأمر منا أن نكون عند مستوى الثقة بالنفس لأنها من أهم العوامل التي تدفع الخوف بعيداً عن تفكيرنا.
أنا لا أقصد أن نتهور في أفعالنا دون مراعاة الحذر ولكني أكره التردد والتراجع وأحب المغامرة المقرونة بالثقة والجدارة بحيث لاندع الخوف يتحكم ويسيطر على تفكيرنا بأي حالٍ من الأحوال.
مضادات للخوف
الأخ/عبدالفتاح العطيفي ذهب إلى القول:
إذا كان الخوف بمعنى الحيطة والحذر فلا بأس أما إذا كان الخوف مقروناً بالذل فهذا مالاينبغي ويجب علينا أن نطهر أنفسنا منه ونرقى بأفكارنا إلى الثقة بما نفعله وما نقرره..وقد يأتي الخوف نتيجة لضعف قد يراه الفرد في نفسه أو ربما يكون ناتجاً عن قوة الطرف الآخر..
وفي كل الحالات ليس من الصواب أن نعطي لأنفسنا حق الإنقياد للخوف بل يجب علينا الثبات والإتزان والإصرار والتحدي...هناك مواقف ربما قد تثير في نفسك الخوف والاهتزاز لكن أيضا هناك قوى مضادة للخوف تكسر للخوف وتنتصر عليه..
هذه القوى توجد في الإنسان وهي قوة الشجاعة وهنا نقصد شجاعة الكلمة والموقف المنبثق من الإصرار المتواصل ومواكبة الخطى..وأحياناً قد يأتي الخوف نتيجة لحب الذات وتقديس المصلحة الشخصية وجعلها فوق كل اعتبار كما إن الحياة مليئة بالنوافذ التي تنفذ من خلالها مصادر الخوف.
نريد تشجيعاً من المجتمع
الأخت/لينا «مدرسة» أشارت من جانبها بالقول:
هناك مواقف ربما قد تخيفني عن تنفيذ طموحي أحياناً أبدأ بتنفيذ خطواتي نحو تحقيق الهدف المراد تحقيقه وإذا بملابسات قد تحدث وعراقيل وصعوبات ربما يكون مصدرها الخوف أحياناً يتملكني خوف شديد أثناء مراحل تنفيذ الخطوات قد تصيبني بعض الاعتراضات والوساوس القهرية من جرأة ماسأقوم به لأني أشعر أن هناك من سيخالفني الرأي أو لن يوافق عما أقوم به كوني امرأة وقد يقول قائل هذه الأعمال لاتليق بسيكلوجية المرأة وهنا ينبعث في داخلي إضطراب نفسي يتحول إلى خوف يجعلني أغير رأيي واتجاهي إلى اتجاه آخر وأبدأ بالعد التنازلي حتى أعزف عما كنت أفكر فيه..
وفي هذه الحالة نريد تشجيعاً على الأقل من المجتمع ومن الدولة لكي تؤدي المرأة دورها بلا خوف وبلا معوقات لكي تستطيع المرأة أن تحقق شيئاً يعود بالفائدة عليها وعلى المجتمع فالمرأة ذات قدرات عالية إذ هي تمثل النصف الآخر للمجتمع لكن سيطرة الرجل الذي مازال بعضهم حتى الآن لايؤمن بحقوقها يولّد لدى نفسية المرأة الخوف والاحباط..
مسببات الخوف
ومن وجهة نظر نفسية تحدثت الدكتورة/هناء سنان اخصائية نفسية في الإدارة العامة لصحة الأسرة بوزارة الصحة العامة بالقول:
في بداية حديثي أتطرق إلى تعريف مبسط للخوف حيث أنه شعور انتقالي داخلي عند الإنسان لمواقف وظروف وأشياء محددة في الحياة تنعكس آثارها على جوانب شخصية الإنسان الحيوية والنفسية والسلوكية والتطرق لأسباب الخوف الذي يتولد لدى الإنسان سواءً أثناء قيامه بمشروع معين أوغيره يرجع إلى الأسباب التالية:
الوراثة : تلعب الوراثة دوراً في ظهور الخوف لدى الإنسان إلا أننا لانعتبر ذلك بالشيء الرئيسي في الموضوع حيث هناك أسباب تلعب دوراً كبيراً في ظهور مشاعر الخوف ومنها أسلوب وسلوك الوالدين من ناحية شخصياتهم ومعتقداتهم وسلوكهم اليومي ذلك أن الإنسان كتلة من الأحاسيس خلال الطفولة يتأثر بكل شيء حوله وخاصة من هم أقرب إليه في المعاملة،فالتقليد من خلال ذلك يلعب دوراً كبيراً في بناء مشاعر وسلوك وشخصية الطفل في حالة كان أحد الأبوين يعاني من مشاعر الخوف..
المعاملة التربوية من قبل الوالدين :إن المعاملة التطرفية من ناحية الحماية الزائدة أولاً تلعب دوراً كبيراً في إكساب الطفل بناء تكويني شخصي تنتج عنه مشاعر الشخصية الاجتماعية والإتكالية وعدم تحمل المسئولية والقدرة على مواجهة الحياة..إضافة إلى أن المعاملة القاسية تبني شخصية متجنبة تزرع مشاعر الضعف وعدم الثقة بالنفس والتردد والحزن..والشعور بعدم المساواة والشعور بالنقص..
الظروف الأسرية المحيطة وتبدأ من تكوين الأسرة وعدد أفرادها وعدم المساواة بين الرجل والمرأة من ناحية الشعور بالكفاءة والمساواة والثقة بالنفس..
أسلوب التواصل بين الأسرة من ناحية الشعور والتفاهم والصراحة وبناء الثقة بإبداء الرأي والنقاش ومحاولات حل الصعوبات والمقومات في الحياة..
المشاكل المحيطة والمستمرة داخل الأسرة وعدم إيجاد الحلول للمشكلة..
التفكك الأسري «طلاق» هروب من تحمل المسئولية والظروف الاقتصادية«الفقر» عدم وجود دعم مساند الخ.
والمجتمع حيث نجد الكثير من الشباب أو ذوي القدرات والخبرات يتعرضون لمشاكل وظروف تمنعهم من مواجهة الحياة والتغلب على صعوباتها مما يؤدي لتحطيم المواهب والإبداعات لديهم..
وكل ذلك يرجع إلى المجتمع المحيط لعدم وجود الدعم النفسي والمادي لهؤلاء الأشخاص من قبل الأسرة والمجتمع..مما يبني أفكاراً ومعتقدات محيطة تنعكس في مشاعر وسلوك الإنسان..
أساليب المعالجة
وأضافت د/هناء بالقول:
إن مسألة التغلب على الخوف يرجع للآتي:
التوعية الصحية والنفسية للأسرة والطفل.
محاولة معالجة الأمور الظاهرة منها بالأسلوب العلمي الصحيح عن طريق تحديد أسباب الخوف وطرق المعالجة لدى المختصين من أطباء وأخصائيين نفسيين..
توعية المجتمع بالقيمة الكبيرة لمواهب وقدرات الشباب بالإضافة إلى الطرق الصحيحة في عملية التأهيل والدعم النفسي والاجتماعي..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.