عواصم/ وكالات.. فيما أعلن الجيش الأمريكي نيته في تغيير استراتيجيته في العراق بعد يومين على استقالة وزير الدفاع دونالد رامسفلد إلا أنه سيواجه بدعاوى قانونية ضده. فقد أعلنت جمعية محامين تدافع عن معتقلي غوانتانامو انها سترفع شكوى الثلاثاء المقبل أمام محكمة ألمانية ضده على دوره في حالات تعذيب بحق سجناء. وبدوره، رحب محام سعودي موكل من قبل أسر المعتقلين السعوديين في غوانتانامو بتنحي وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد عن منصبه مؤكداً انه "يحتفظ بحقه" في ملاحقته قضائياً عن انتهاكات مفترضة في غوانتانامو. وقال المحامي كاتب الشمري في بيان ان استقالة رامسفلد اثر هزيمة الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفية البرلمانية في الولايات المتحدة تمثل "خطوة ايجابية بالنسبة لقضية معتقلي غوانتانامو" معتبراً ان رامسفلد كان "المسؤول الاول عن الانتهاكات والتجاوزات التي ارتكبت بحق المعتقلين في غوانتانامو". وأضاف الشمري ان رامسفلد كان "من اشد المتمسكين بإبقاء هذه القضية خارج دائرة القانون الدولي والقانون الاميركي" و"اجاز استخدام 36 أسلوباً من أساليب التعذيب اسماها بتقنيات الاستجواب". وتابع "بصفتي محاميا في هذه القضية ووكيل اسر معظم المعتقلين السعوديين في غوانتانامو فإني احتفظ بحقي في اقامة دعوى ضد رامسفلد وبقية المسؤولين عن التجاوزات التي حصلت بحق المعتقلين بالاضافة الى استمرار اعتقالهم بدون مسوغات او مبررات قانونية". ولا يزال هناك 90 سعودياً على الأقل بين معتقلي غوانتانامو بعد ان افرج عن 37 منهم. كما سلمت السلطات الاميركية السعودية جثماني اثنين من المعتقلين اللذين قالت انهما انتحرا. ويستعد مركز الحقوق الدستورية وبضع منظمات للدفاع عن حقوق الانسان لرفع شكوى بتهمة التعذيب ضد رامسفلد وآخرين امام محكمة المانية باسم مبدأ القضاء الدولي الذي اجاز الملاحقات ضد بينوشيه في اسبانيا. وقالت الجمعية ومقرها في نيويورك "في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2006, سيقدم مركز الحقوق الدستورية شكوى ضد وزير الدفاع الاميركي السابق دونالد رامسفلد امام محكمة المانية". وقرر المركز تقديم شكوى بتهمة التعذيب ضد رامسفلد وكذلك ضد وزير العدل البرتو غونزاليس والمدير السابق لوكالة المخابرات الاميركية جورج تينت وكذلك ضد "مسؤولين اميركيين كبار اخرين" امام محكمة المانية باسم مبدأ القانون العالمي. ويبدو أن استقالة رمسفيلد، فتحت نقاشا عسكريا أيضا فضلا عن الجدل القانوني، بشأن سير العمليات العسكرية في العراق. واعلن كبير العسكريين الاميركيين الجنرال بيتر بايس ان الجيش الاميركي يدرس تغيير الاستراتيجية في العراق. وفي مقابلة مع محطة التلفزيون الاميركية "سي بي اس"قال قائد الجيوش الاميركية "نحن بحاجة لان ندرس بأنسفنا وبكل تجرد ما يصح وما لا يصح وما يعيق التقدم وما يجب علينا تغييره". وحسب مسؤول في وزارة الدفاع فضل عدم الكشف عن هويته فان الجنرال بايس شكل داخل قيادة الجيوش الاميركية مجموعة عمل من استراتيجيين اكتسبوا خبرة في العراق لتقديم افكار جديدة. ويشارك في هذه المجموعة الكولونيل اتش. ار ماك ماستر الذي كان قائدا لفرقة الخيالة التي تصدت للمتمردين في مدينة تلعفر بشمال العراق قبل عام في ما اعتبر بمثابة عملية كلاسيكية للقضاء على التمرد. وأوضح الجنرال بايس انه التقى الاثنين اللجنة الخاصة حول العراق التي يترأسها وزير الخارجية الاسبق جيمس بيكر والبرلماني السابق لي هاملتون.وستقدم هذه اللجنة مقترحات الى الرئيس جورج بوش خلال الاسابيع المقبلة حول تغيير الاستراتيجية في العراق. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن صديق مقرب ان غيتس عاد مؤخراً من رحلة الى العراق مع اللجنة وقد اعرب عن استغرابه لكون دونالد رامسفلد لم يتحرك بشكل اسرع امام تدهور الوضع في هذا البلد. وسيفتح رحيل رامسفلد النقاش حول عدد القوات الاميركية الضرورية (150 الف عسكري حالياً) لفرض الاستقرار في العراق وحول الشروط والجدول الزمني لانسحابها. والسؤال الذي يطرح حالياً في البنتاغون هو معرفة ما إذا كان المطلوب ارسال المزيد من القوات الامريكية للتصدي لأعمال العنف الطائفية وما اذا كان من الضروري استعمال المزيد من الحزم مع الميليشيات الشيعية.