نيويورك/ وكالات.. ألغى فجأة مجلس الأمن الدولي المنقسم على نفسه زيارة لمقر الاتحاد الأفريقي في إثيوبيا لبحث قوة تنشر في إقليم دارفور غرب السودان في المستقبل بعد إخفاقه في الاتفاق على ما سيناقشه هناك. وكان من المقرر أن يشارك وفد مؤلف من ثمانية مبعوثين برئاسة بريطانيا في اجتماعات مع مسؤولين سودانيين وفي الاتحاد الأفريقي في مقر الاتحاد بأديس أبابا. ولكن المبعوثين قالوا إن خلافات ظهرت بشأن ما إذا كان الوفد لديه تفويض بالمشاركة في محادثات وحجم الوفد، وما إذا كان يتعين أن تحل هذه الزيارة محل زيارة مزمعة يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وموظفوه لأديس أبابا بعد ثلاثة أيام. وقال خورخي فوتو بيرناليس سفير بيرو في الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي في الشهر الجاري للصحفيين بعد مشاورات مطولة بين أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر "لم نستطع التوصل إلى إجماع بشأن الاجتماع في أديس أبابا". وأضاف أنه كانت هناك خلافات بشأن قضيتين إحداهما كانت "التفويض الذي سيحظى به الوفد والقيود التي ستكون عليها والرسالة التي سينقلها"، وأن الأخرى كانت التشكيل وتطوع عدد من الوفود للذهاب "وتلقينا اقتراحات بأن نعين وفداً أصغر ولكن لم يتم التوصل إلى إجماع أيضا بشأن هذا الأمر". وقال بعض الدبلوماسيين إن الولايات المتحدة التي لم تكن ضمن الوفد عارضت هذه الزيارة قائلة إن الوفد لا يمكن أن يتفاوض بالإنابة عن مجلس الأمن، وأضاف الدبلوماسيون إن روسيا اعترضت أيضا على اقتراحات تشكيل وفد أصغر. وكان من المقرر أن يرأس الوفد المؤلف من ثمانية أعضاء السفير البريطاني إيمير جونز باري الذي رأس أيضا وفدا من مجلس الأمن للسودان وتشاد في يونيو/ حزيران وكان المبعوثون الآخرون من الصين وغانا وفرنسا وتنزانيا والارجنتين وقطر ودولة الكونغو الديمقراطية. وفي الخرطوم أيضا قال مسؤول في الاتحاد الأفريقي إن الاتحاد لن يتسامح إزاء الهجمات على قوات السلام التابعة له المنتشرة في دارفور. وقال مفوض السلم والأمن بالاتحاد سعيد جنيت في مؤتمر صحفي "ليس مقبولا أي عمل عسكري ضد عناصر البعثة الأفريقية أو القوافل التابعة لها.. وطالب أطراف الصراع بوضع السلاح فورا والكف عن القيام بأية عمليات تهدد مسيرة السلام. وقد التقى سعيد جنيت الذي يزور السودان منذ الأربعاء الماضي مسؤولين حكوميين وتفقد قوات السلام الأفريقية في الفاشر بدارفور. وتقول الأمم المتحدة إن 200 ألف شخص قتلوا بسبب الحرب الأهلية وتبعاتها منذ 2003 إضافة إلى تهجير 2.5 مليون شخص آخرين. وفي سياق ذي صلة أعلن سعيد جنيت بداية العمل التحضيري لانطلاقة الحوار الدارفوري كإحدى أهم مراحل تحقيق السلام في الإقليم. وقال المتحدث باسم الخارجية السودانية على الصادق إن هذه المساعي تندرج في إطار تنفيذ اتفاقية السلام في الإقليم، وأشار في اتصال مع الجزيرة إلى أن الحوار "يمهد لمصالحة شاملة لبسط الأمن والاستقرار" في دارفور. وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك قد قال أمس إن الولايات المتحدة تبحث صيغة تسوية حول القوة التي تحاول الأمم المتحدة نشرها في إقليم دارفور، مشدداً على أن المنظمة الدولية تبقى عنصراً رئيساً في هذه الصيغة وبنفس الصفة التي يتمتع بها الاتحاد الأفريقي. وقال إنه يجري البحث حالياً عن طريقة يمكن معها طمأنة مخاوف الحكومة السودانية وكذلك القلق الذي تعبر عنه حكومات أخرى في المنطقة حول طبيعة القوة الدولية.