وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر    بعد هجوم حوثي بصاروخ باليستي وطيران مسير.. إعلان عسكري أمريكية عن عملية مدمرة    توني كروس: انشيلوتي دائما ما يكذب علينا    دي زيربي يجهل مستقبل انسو فاتي في برايتون    أجواء ما قبل اتفاق الرياض تخيم على علاقة الشرعية اليمنية بالانتقالي الجنوبي    عمره 111.. اكبر رجل في العالم على قيد الحياة "أنه مجرد حظ "..    رصاص المليشيا يغتال فرحة أسرة في إب    آسيا تجدد الثقة بالبدر رئيساً للاتحاد الآسيوي للألعاب المائية    وزارة الحج والعمرة السعودية تكشف عن اشتراطات الحج لهذا العام.. وتحذيرات مهمة (تعرف عليها)    سلام الغرفة يتغلب على التعاون بالعقاد في كاس حضرموت الثامنة    حسن الخاتمة.. وفاة شاب يمني بملابس الإحرام إثر حادث مروري في طريق مكة المكرمة (صور)    ميليشيا الحوثي الإرهابية تستهدف مواقع الجيش الوطني شرق مدينة تعز    فيضانات مفاجئة الأيام المقبلة في عدة محافظات يمنية.. تحذير من الأمم المتحدة    أول ظهور للبرلماني ''أحمد سيف حاشد'' عقب نجاته من جلطة قاتلة    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    صحيفة تكشف حقيقة التغييرات في خارطة الطريق اليمنية.. وتتحدث عن صفقة مباشرة مع ''إسرائيل''    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من يوقف العبث بالآثار وتهريبها للخارج
هذا هو تاريخ اليمن (الإرهاص)
نشر في الجمهورية يوم 23 - 11 - 2006


- د. عبد الله علي الكميم
كما أظهرت الحفريات التي قامت بها المؤسسة خلال المواسم الماضية من نشاطها الأثري في الموقع ومحيطه عدداً من المباني الملحقة بالمعبد منها المدخل الرئيسي للمعبد والخاص بالملوك - إلى جانب عشرات النقوش المسندية، والنذرية التي دلت نصوصها على أن ألمقه - إله القمر- هو الإله الرئيسي للسبئيين. كما أظهرت الأهمية التي كان يمثلها معبد (أوام) في اليمن القديم . وأنه كان إلى جانب وظيفته الدينية مجمعاً قومياً تدار فيه الحياة السياسية والاقتصادية، والاجتماعية للسبئيين بوجه خاص وشعوب بلاد اليمن بوجه عام، وأن القبائل التي كانت ترتاده لتقديم القرابين، والنذور تتوافد من أنحاء اليمن، ومن المناطق المجاورة في الجزيرة العربية .
وفي يوم الأربعاء 30 نوفمبر 2005م نشرت صحيفة النداء مقالين في صفحتها الحادية عشرة أولهما عن نشاطات المعهد الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية (سيفاس) بصنعاء (الذي يهتم بكل ماله علاقة ورابط بالآثار والدراسات الاجتماعية، وقد تأسس عام 1982م على يد كريستان روبين بحسب نشرة المعهد . وكان المقال بعنوان (كنوز من تاريخ اليمن).
أما المقال الثاني فقد كان بعنوان، مزاد علني لآثارنا المنهوبة ونظراً لأهمية الموضوع وصور التماثيل التي نشرت معه ها نحن نقدم صورة كاملة له.
وفي العدد رقم (14997) بتاريخ 1 ذي القعدة 1426ه الموافق 2/12/2005م نشرت صحيفة الثورة في الصفحة رقم 30 متابعات خبرين عن آثار قرية مقولة بسنحان وعن صهاريج عدن. كان الأول تحت عنوان: (لجنة علمية للحفاظ على آثار مقولة، وكشف أسرارها التاريخية) جاء فيه: بدأت وزارة الثقافة والسياحة بتنفيذ مشروع دراسة توثيقية وأثرية شاملة لقرية مقولة معماراً وآثاراً وأسراراً لم تتضح تفاصيلها الأثرية وأبعادها التاريخية بعد ....إلخ.
وفي عددها رقم (644) بتاريخ 4 من ذي القعدة 1426 ه الموافق 6/12/2005م نشرت صحيفة البلاغ الأهلية مقابلة مع رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف تحت عنوان: في حوار ساخن جاو، وصريح جاء فيه من العناوين: لا توجد لدينا دلائل كافية على وجود عصابات منظمة لتهريب الآثار اليمنية. وقانون الآثار بحاجة إلى تفعيل.
ومن العناوين الفرعية:
- لا توجد دلائل.
- تفعيل وتعاون.
- ثروتنا الحقيقية.
- إرث الأجداد.
- إعادة القطع الأثرية.
- أوام معجزة معمارية
تحت هذه العناوين كان الحديث عن العبث بالآثار وتهريبها عن طريق عناصر محلية وأجنبية! وقد نفى رئيس الهيئة وجود عصابة منظمة لذات الغرض وإنما في ظل ظروف غير طبيعية لا تتمكن السلطة من بسط همتها على كل مناطق الآثار ومتى وجدت فيها عناصر ضعيفة النفوس. استغلت الأوضاع هذه وقامت بجمع بعض القطع الآثارية وبيعها. وأكد على ضرورة التعاون بين السلطات المختلفة من أجل منع مثل هؤلاء من ممارسة العبث والمتاجرة بالآثار وأشار إلى أهمية آثار اليمن، وأنها أغلى ثروة يملكها الشعب وأن حمايتها واجبة على الدولة وكل المواطنين على السواء.
وعن ادعاء بعض السكان في المناطق الآثارية بأن الآثار تخصهم قال رئيس اليهئة: نحن نبذل جهوداً كبيرة في سبيل إقناعهم بأن الآثار في عموم اليمن ملك للشعب اليمني وليست حكراً على أحد وملكاً له. وإنما من حقهم أن يحصلوا على تسهيلات معينة وفرص عمل. وتوفير الخدمات وتوفير البنية التحتية لحياة كريمة.
وحول إعادة القطع الأثرية اليمنية الموجودة في الخارج قال ما معناه: إن من حقنا أن نطالب بإعادتها إلا أن هذه المطالبة ستأخذ وقتاً كثيراً في المحاكم على أن المناطق التي تضمها تضم آثاراً من بلدان أخرى وإذا ما طالبت كل الدول بإعادة آثارها ستعطل المتاحف في حين أنها تعرضها بشكل جيد وهي في الأول والأخير تراث إنساني أينما تعرض تؤدي وظيفتها علماً بأن بعضاً من القطع المهمة قد أعيدت ومن ضمنها آلهة الخصب التي سرقت من متحف عدن أثنا حرب 1994م (المشؤومة) وهربت إلى أمريكا.
وعن معبد أوام بمأرب قال رئيس الهيئة: أنه معجزة معمارية وعندما يكشف عنه كاملاً سوف يكون معجزة معمارية وربما فعلاً يبهر كل من يراه ويشاهده لأنه سيتحول إلى رمز حضاري كبير لليمن.
وفي عددها رقم (13200) نشرت صحيفة الجمهورية الصادرة في مدينة تعز خبرين على صفحتها الأخيرة أحدهما تحت عنوان (تصميم خارطة أثرية لمدينة الهجرين حضرموت).
أشارت فيه إلى أن فريقاً فنيا قد انتهى من إعداد خارطة أثرية لمدينة الهجرين التاريخية، ونقلت عن مدير فرع المدن التاريخية قوله: إن الخارطة التي استمر إعدادها أربعة أشهر من قبل مختصين شملت مسوحات وبيانات توضح المعالم الأثرية والسياحية التي تشتهر بها المدينة. وأن الخارطة ستكون بمثابة دليل يستعان به للزوار، والسياح الأجانب والباحثين الذين سيسهل عليهم الاطلاع على معالم المدينة التاريخية دون عناء.
وأشار مدير فرع المدن التاريخية أن مدينة الهجرين يوجد بها العديد من الصهاريج المائية (الجانبية) لخزن المياه. وأن البعثات التي عملت بالمدينة عثرت على قبور مقدسة، كما تمتاز مدينة الهجرين ذات الطابع المعماري الفريد بمنازلها الشاهقة والجميلة المتلاصقة, المبنية من الطين والتبن.
وثانيهما تحت عنوان: تهيئة مستوطنة ريبون للسياحة. جاء ما يلي:
اطلع محافظ محافظة حضرموت على آخر نتائج الأعمال العلمية للتنقيب عن الآثار في مستوطنة (ريبون) القديمة بمديرية دوعن وترميم أهم معالمها، وأشار الخبر إلى أن المحافظ قد التقى بالبعثة الروسية اليمنية للتنقيب عن الآثار في المستوطنة برئاسة الكسندر (سيدوق) وأشاد بما حققته البعثة من نتائج إيجابية في البحث عن آثار المستوطنة، ونشر الدراسات الجادة عنها.
والمهم أن نشير هنا إلى أن هذين المعلمين (الهجرين وريبون) من معالم (عاد).
وعن فخار (مَقْوَلَة) إحدى قرى سنحان كما أسلفت نشرت صحيفة الجمهورية في صفحة آثار وهي رقم أربعة من الصحيفة، وفي عددها (13252) بتاريخ 26 ذو الحجة 1426ه الموافق 26/1/2006م. نشرت دراسة تحت عنوان فخار مقولة للدكتور/ عبد الغني علي سعيد ، رئيس قسم الآثار - كلية الآداب جامعة صنعاء، استهلها بالقول: تقع (مقولة) جنوب شرق مدينة صنعاء، وتبعد عن صنعاء زهاء 25 ك. م وتتبع إدارياً مديرية سنحان محافظة صنعاء، وموقعها على الخط المؤدي إلى بيت الأحمر (وإلى مخلاف الكميم مسقط رأس المؤلف)، وأقرب موقع لها من الشمال الشرقي (الغربي) السياني (هي سيان) ومن الجنوب بيت الأحمر، وهي تتبع عزلة الربع الشرقي لقبيلة سنحان وتقع على خطي العرض 167 جنوباً و 168 شمالاً وخطي الطول 42 غرباً و 44 شرقاً.
وموقع (مقولة) يتوسط مراكز ومدناً حضارية ومنها على سبيل المثال لا على سبيل الحصر مدينة صنعاء من الشمال، وغيمان من الشمال الشرقي. ومن الجنوب بيت الأحمر و(نعِض) حاضرة ذي جرة (قديماً).
وتقول الدراسة: إنه يمكن أن يطلق على موقع (مَقْوَِلَة) الموقع أو المقر المتوسط للمدن والمراكز الحضارية المحيطة. وأنه كان لها دور سياسي واقتصادي مهم مع هذه المراكز. وتؤكد أنها تبعد عن مدينة نعِض حوالي 13كم.
أما عن فخار مقولة فتشير الدراسة إلى أهم خصائصه وهي:
- المادة الطينية.
- المادة المضافة إليها.
- درجة الصقل.
- السمك.
- الزخرفة.
- الطرز.
وفي العدد رقم (1240) نشرت صحيفة 26 سبتمبر وعلى صفحتها التاسعة استطلاعاً عن نشاط بعثة معهد الآثار الألماني تحت عناوين ثلاثة هكذا - أعلنت عنها البعثة الآثارية التابعة لمعهد الآثار الألماني. اكتشافات أثرية هامة في البحيرة القديمة لسد مأرب القديم سد قديم مطمور في الرمال.
أشتمل الاستطلاع على نشر صورة للمصرف الشمالي لسد مأرب القديم بعد الترميم وصوره لأساسات صخرية للسد القديم وصور لأعضاء البعثة ولوفد سياحي ألماني. وجاء في مقدمة الاستطلاع ما يلي:
أعلنت البعثة الأثرية الألمانية - التي تتولى إعادة تأهيل وترميم سد مأرب التاريخي ليصبح من المصادر الرئيسية للجذب السياحي في اليمن عن اكتشافات أثرية مدهشة وهامة في البحيرة القديمة للسد تؤكد بأن سد مأرب التاريخي مر بعدة مراحل بناء وأن الجزء الذي نراه حالياً المتعلق بالمصرف الشمالي الجاري ترميمه هو الجزء الذي تم بناؤه في المرحلة الأخيرة والتي تعود إلى فترة 548م وهناك كما أظهرت الحفريات خلف المصرف سد أقدم بنى على أساسات صخرية يعود تاريخها إلى منتصف القرن الخامس الميلادي. وإلى جواره يوجد سد أقدم من السدين السابقين ما زال مطموراً في الرمال يعود إلى القرن السادس ق.م. (هنالك دراسات تثبت أن السد يعود إلى الألف الثالث ق.م. وربما إلى ما قبل).
وقد كان هذا الاستطلاع بسبب انتهاء المرحلة الأولى من عملية الترميم وللإعلان عن الاكتشافات الآثارية الجديدة والمهمة في نفس الوقت. وذلك من قبل السفارة الألمانية في اليمن.
وقد حضر هذا الحفل أو المؤتمر الصحفي كثير من المواطنين وذوي الاختصاص وعدد من الخبراء الذين أدلوا ببعض التصريحات والتعليقات المهمة مثل مأرب اصل الحضارة وأبناؤها يرحبون بضيوفهم ويقدمون لهم كل التسهيلات. المحافظ العمل في المشروع من الأعمال الأثرية التي تنفذ لأول مرة في العالم. فوكت/ مدير المشروع سد مأرب أهم المعالم الأثرية والآية الكبرى في تاريخ الجزيرة العربية، د. يوسف عبد الله.
أما صحيفة 22 مايو فنشرت في عددها رقم (630) بتاريخ 26 ذي الحجة 1426ه الموافق 26 يناير 2006م خبراً عن نشاطات البحث الأثري في محافظة ذمار تحت عنوان: تاريخ استيطانات حضارية قبل (700)عام بمدينة ذمار وأنه تم مسح وتسجيل أكثر من (110) مواقع أثرية بالمحافظة كما أشار إلى أسباب توقف أعمال البحث والتنقيب الأثري في مدينة النخلة الحمراء بالحداء (الكميم) لإشكالات بين الأهالي.
أما عن الاستيطان فقال كاتب الخبر: أن هذه الأنشطة (نشاطات البحث) حققت نتائج متميزة بداية بموقع هران الذي كشفت أعمال البحث أن الاستيطانات التي تعاقبت على الموقع تعود إلى العصر البرونزي والحجري الحديث مما يؤكد وجود حياة في مدينة ذمار قبل أكثر من (700) سنة من ميلاد المسيح.
وفي عددها رقم (15056) بتاريخ 1 محرم 1427ه الموافق 31 يناير 2006 م نشرت صحيفة الثورة خبراً عن اكتشاف مومياوات في منطقة الجوف جاء الخبر في الصفحة الأخيرة هكذا: العثور على ثلاث مومياوات بمحافظة الجوف. وأشار إلى أن وزير الثقافة والسياحة قد أمر بتشكيل لجنة مختصة من الآثاريين لإعداد دراسة علمية تفصيلية حول حالة وعمر ثلاث مومياوات أثرية عثر عليها مؤخراً بمحافظة الجوف كما وجه بإيداعها في المتحف الوطني.
وفي العدد رقم (15058) بتاريخ 3 محرم 1427ه الموافق 2/2/2006م نشرت صحيفة الثورة خبراً واستطلاعاً عن آثار مأرب جاء فيه من ضمن العناوين.
- رئيس الجمهورية يستقبل مديرة معهد الآثار الألماني ويطلع على نتائج التنقيبات في محافظتي مأرب والجوف.
- توجيه هيئة الآثار بالبدء بأعمال التنقيب في مدينة مأرب القديمة.
- الدولة ستمضي في أعمال الاستكشافات الأثرية ومحاسبة من يعبث بها.
- حضارة الشعب اليمني تمتد لأكثر من ثلاثة آلاف سنة.
ونشرت مع الخبر صورة في الصفحة الأولى والرئيس يستقبل مديرة المعهد الألماني بصنعاء مقدمة التقرير وأخرى وهو يمسك صورة فوتوغرافية لمسلة اكتشفت في منطقة الجوف تحتوي على مجموعة من الخطوط اليمنية القديمة ومنها الهيروغليفية أو أبجديتها الأولى.
وهو بلا شك كشف مثير بل وخطير يؤكد ما نذهب إليه عن عمق العلاقات بين اليمن ومصر عبر الفراعنة المنحدرين من أصول يمنية. وعن الكتابة الهيروغليفية التي ربما تكون بواكيرها في اليمن.
وفي الصفحة السابعة (متابعات) نشرت الصحيفة موضوعاً تحت هذين العنوانين:
- وجه بالبدء بأعمال التنقيب عن الآثار بمدينة مأرب القديمة.
- الرئيس آثارنا ثروة عظيمة لا تقدر بثمن. اشتمل الموضوع على عدد من العناوين هي:
ماذا عن مأرب التاريخ؟.
تحت هذا العنوان قال كاتب المقال: ستحضر تفاصيل تاريخ بلد مليء بالقصص والحكايات الأسطورية التي تدلل على عظمة الحواضر اليمنية القديمة من الوهلة الأولى التي تطأ فيها قد ماك حاضره أرض مملكة سبأ والعاصمة التاريخية والحضارية لليمن كانت فيها مأرب الموطن الرئيسي لازدهار حضارة إنسانية وارفة قد امتدت ظلالها حسب الشواهد والمراجع التاريخية من بلاد الأندلس غرباً إلى تخوم أندونسيا شرقاً.
وعن مدينة مأرب قال إنها: (واحدة من أهم المدن التاريخية في العالم على الإطلاق باحتضانها لواحدة من أعرق الحضارات الإنسانية القديمة التي ازدهرت في جنوب الجزيرة العربية، وصارت المرتكز الأساسي للحضارات اليمنية القديمة المتعاقبة.
وتحت عنوان/ سد مأرب قال: اليوم يتجلى أبرز الشواهد في سد مأرب العظيم الذي يشكل على مدى عقود (بل قرون) مضت حجر الزاوية، والمحور الرئيسي في ازدهار تلك الحضارة.
وبعد الكلام عن أعمال الحفر والتنقيب في موقع السد القديم قال: وتبين النتائج الدور الريادي لهذه المنشأة المائية الأضخم في العالم القديم.
وتبين الاستنتاجات الأهمية التي لعبها السد في الحفاظ على تماسك تلك الحواضر وقيامها لعدة قرون، يقول الدكتور (بو كارت) مدير المشروع، مشروع إعادة ترميم وتأهل سد مأرب القديم: سد مأرب من أعظم المنشآت الأثرية والتاريخية في العالم حيث لا يوجد معلم بهذا الحجم والقدر من الأهمية. تتم دراسته من قبل المعهد الألماني للآثار منذ نحو 25 عاماً وأصبحت لدينا فكرة واضحة تقريباً عن شكل السد القديم وطريقة عمله، ودوره في الحفاظ على تماسك وبناء الحواضر اليمنية القديمة التي شيدت في هذا الجزء من الأرض. ويضيف: السد أحد أهم المنشآت المائية في العالم، وكان يمثل المخزون المائي لمدينة مأرب القديمة، بما تمثله من قنوات ري حديثه تعكس المهارة والتقنية المبكرة جداً التي عرفها اليمنيون في تشييد السدود وبناء الحواجز المائية الضخمة.
وتحت عنوان جانبي آخر هو: تقنية مبكرة قال: يرى الدارسون لتاريخ اليمن القديم أن اليمنيين القدماء بدأوا باستصلاح الأراضي بوادي أذنة في مأرب استصلاحاً بسيطاً وبدائياً أن تغمر بالسيل الذي يفيض في الوادي خلال موسم الأمطار، وكانت البداية في حوالي الألف الثالث قبل الميلاد.
يقول الدكتور يوسف محمد عبد الله: إن أول بناء للسدود يعود للألف الثالث ق.م. وما نراه اليوم جاء نتيجة خبرة وتراكم معرفي، وكان اليمنيون في كل مرة يصبون خبرتهم وتجاربهم في هذا السد ويعملون على تطويره وتوسعته، ويتعاملون مع الماء بكفاءة عالية حتى وصلوا إلى التقنية التي يظهر عليها السد اليوم.
ويتبين الدارس للاكتشافات الأثرية المستحدثة في اليمن الدرجة المتقدمة للحالة الحضرية التي كانت تعيشها تلك الممالك في ذلك الزمن البعيد. وأبرزها ما عثرت عليه مؤخراً البعثة الأمريكية من نماذج أولية لمحركات هيدروليكية تعمل على طاقة المياه استخدمت في استصلاح الأراضي القديمة للزراعة، وكذا السدود المتبعة بتشكيلها المعماري الفريد في عصره وفي مقدمتها سد مأرب.
وتحت / عنوان تجارة البخور قال: نتأمل في أبرز مظاهر دواعي الاستقرار التي أفضى إليها وجود السد فنجد أول ما بلغت الانتباه أن أهل الممالك اليمنية لم يكونوا أقواماً رحلاً متحولين على عكس خبراتهم في الشمال بقدر ما أن ابتكارهم لدواعي الاستقرار والمدنية التي شكل الماء العنصر الفصل فيها قد أدى إلى جانب تشييده السدود، وتشييد المدن العامرة، وممارسة التجارة كمظهر حضاري راقٍ تجلى في أنصع صورة بتجارة البخور، والتوابل، واللبان ذائعة الصيت في العالم القديم، ومحور الثراء والمنفعة التي اكتسبتها تلك الأقوام.
ويضيف: وشكلت حركة الاتجار والتسويق في بلاد اليمن آنذاك أهمية قصوى بالنسبة للاقتصاد العالمي القديم الذي ساهمت في ازدهاره دول وحضارات أخرى.
وعن أصول الأبجديات قال صاحب الاستطلاع: ولتدوين الأحداث المفصلية في حياتهم سجل أهل اليمن القديم نصو بأبجدية ذات خطوط عمودية ومنحرفة تحاكي الخط العربي الطولاني، والمتعرج (يقصد المسند) وخط الجزم الذي يعتبر امتداداً له) وهو ما يشير إلى مظهر آخر من المظاهر الحضارية حيث تؤكد المراجع أنه اجتمع في اليمن القديم نسبة عالية من المتعلمين الذين يحسنون القراءة والكتابة باللغة السبئية وهي لغة تنتمي إلى اللغات السامية، وتتكون حروفها من 29 حرفاً.
وقال: وهناك أكثر من 10 آلاف مخطوط تم اكتشافها تباعاً في القرن العشرين (إنه يقصد النقوش) وكان أهمها وأبرزها قد عرض مؤخراً في معرض آرترن ساكلز في الولايات المتحدة الأمريكية، ضمن معرض اليمن الأثري المنتقل الذي عاد في الآونة الأخيرة بعد رحلة دامت عشر سنوات جال فيها أنحاء أوروبا.
وقال تحت عنوان فرعي -تماثيل-ومعظم التماثيل التي رصعت بجمالها المعرض اليمني الفريد كانت مصنوعة من المرمر وهو صف الرخام الشديد الشفافية والناعم الملمس، معظمها ذات نظرة حالمة ومحيا أقرب إلى الابتسام وأذرعها ممدودة إلى الأمام في إشارة إلى الخير والرغبة في العطاء، بما يميزها عن تماثيل حضارات الجوار كالأغريقية والرومانية التي كانت تتسم بالنظرة الحادة والوضعية الإستيتكية الصارمة لشخوصها.
ومن أبرز هذه التماثيل تمثال الحاكم معد يكرب الملفوف بإزار من جلد الأسد الذي يكاد يكون القطعة الفنية الأمثل، والأجمل في الغرض السخي بالتاريخ اليمني القديم وأوابده الباهرة التي تأخر اكتشافها حتى أواسط القرن العشرين. يضاف إليها تماثيل ملوك أوسان الثلاثة والتي تمثل بجمالها النموذج الأمثل للرقي الفني الذي مارسه أهل سبأ في حقبة موغلة من التاريخ.
وعن المعابد قال: تزخر مدينة مأرب بالمعابد ودور العبادة القديمة بيد أن معبد أوام هو الأقدم والأعظم والأكبر بين أوابد اليمن. وكشفت النتائج والاكتشافات الأثرية الأخيرة للبعثة الأمريكية برئاسة ميلن فيليبس رئيسة معهد الدراسات الأمريكية للإنسان أنه كان يمثل مركزاً دينياً رئيسياً لمنطقة الجزيرة العربية كما كشفت نتائج أعمال مستوطنة أثرية متكاملة، ومقبرة واسعة ما تزال مطمورة تحت الرمال، يعتقد حسب المؤشرات الأولية أن محتوياتها ستغير التاريخ تاريخ المنطقة.
وقد تم العثور في مقبرة أوام على أكثر من (400) قطعة أثرية منها تماثيل لأشخاص وحيوانات بالإضافة إلى ما يقرب من عشرين ألف مدفن يعود تاريخها إلى ما بين القرن التاسع إلى الرابع ق. م.
إلى جانب ذلك يوجد معبد (بران) المعروف بمعبد عرش الملكة بلقيس ملكة مملكة سبأ أو ما يعرف في أوساط الناس المحليين هنا بمعبد الشمس والذي يعد واحداً من أهم المعالم والأساطير التاريخية العظيمة، وقد تم مؤخراً الانتهاء من تأهيله وفتحه أمام السياح.
وعلى صفحتها الأولى وفي مقدمة العناوين نشرت صحيفة 26 سبتمبر في عددها رقم (1241) خبراً هاماً تحت هذه العناوين.
- خلال استقباله مديرة المعهد الألماني ورئيس الهيئة العامة للآثار.:
- الرئيس يطلع على اكتشافات أثرية هامة في مأرب والجوف.
- الآثار ثروة وطنية عظيمة لا تقدر بثمن وهي ملك للأجيال.
- توجيهات ببدء أعمال التنقيب في مدينة مأرب القديمة.
جاء بعد هذه العناوين القول: صنعاء - سبأ (وكالة الأنباء اليمنية) استقبل فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية أمس الدكتورة (إيرس جير لاخ) مديرة معهد الآثار الألماني بصنعاء رئيس البعثة الألمانية للتنقيب عن الآثار في محافظة مأرب التي قدمت لفخامة الرئيس تقريراً عن نتائج الاستكشافات الأثرية والتنقيب عن الآثار التي قامت بها البعثة في محافظة مأرب ومنها الاكتشافات الأثرية التي تمت في معبد (أوام) بصرواح وفي منطقة مأرب.
وأشارت (جير لاخ) إلى ما حققته أعمال التنقيب للبعثة من اكتشاف أثري هام يتمثل في آثار سد قديم تحت بقايا سد مأرب التاريخي، ويعود تاريخ تلك الآثار إلى ما بين القرنين السادس والثامن ق.م، وأشادت بالتعاون الذي أبداه المواطنون في محافظة مأرب مع البعثة الأثرية الألمانية من أجل اكتشاف المزيد من الآثار التاريخية والتي سيكون لها انعكاساتها الإيجابية على صعيد الكشف عن حقب تاريخية هامة من تاريخ اليمن.
وأضافت الصحيفة: كما اطلع فخامة الرئيس من الأخ عبد الله با وزير رئس الهيئة العامة للآثار على نتائج الاستكشافات الأثرية الجديدة، ومنها أعمال التنقيب التي قامت بها البعثة الأثرية الفرنسية في منطقة السودة (لعلها السوداء) بمحافظة الجوف التي أسفرت عن اكتشاف العديد من الآثار واللقى الأثرية الهامة ومنها مسلة أثرية بطول ستة أمتار والتي وجدت في أحد المعابد وما زال عليها العديد من النقوش والرسومات والكتابات بخط المسند، ويعود تأريخها إلى القرن التاسع ق.م.
وقد وجه فخامة الرئيس الهيئة العامة للآثار، والسلطة المحلية بمحافظة مأرب بالبدء في أعمال التنقيب عن الآثار في مدينة مأرب القديمة.
وفي الصفحة الأخيرة من نفس العدد قالت الصحيفة في ذات الموضوع: مسلة يمنية تكشف أسرار حضارة اليمن، وتحت العنوان قالت: كشف أثري كبير ربما يفتح الباب أمام اكتشافات مثيرة في الحضارة اليمنية القديمة الكشف الذي ظهر في أحد المعابد بمحافظة الجوف عبارة عن مسلة يمنية قديمة نقش عليها وكتب بخطوط قريبة من الهروغليفية لغة الفراعنة القدامى في مصر بالإضافة إلى خط المسند وطولها 6 أمتار. ويؤكد علماء الآثار أن عمر المسلة يعود إلى القرن التاسع ق.م. وأنها ستفتح المجال واسعاً لمعرفة أسرار وكنوز الحضارات القديمة في اليمن. وهكذا تبدأ اليمن تبوح ببعض أسرارها عن الحضارات العظيمة الخالدة وفي نفس اليوم أي الخميس 2 محرم 1427 ه الموافق 2/2/2006م نشرت صحيفة الثورة اليومية الصادرة في صنعاء خبراً عن الموضوع تصدر صفحتها الأولى والأخيرة تحت عناوين بارزة هكذا:
- رئيس الجمهورية يستقبل مديرة معهد الآثار الألماني ويطلع على نتائج التنقيب في محافظتي مأرب والجوف.
- توجيه هيئة الآثار بالبدء بأعمال التنقيب في مدينة مأرب القديمة.
- الدولة ستمضي في أعمال الاستكشافات الأثرية. ومحاسبة من يعبث بها. - حضارة الشعب اليمني تمتد لأكثر الأكثر من ثلاثة آلاف سنة.
جاء تحت هذه العناوين الآتي:
استقبل فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية أمس الدكتورة (إيرس جير لاخ) مدير معهد الآثار الألماني بصنعاء رئيس البعثة الألمانية للتنقيب عن الآثار في محافظة مأرب التي قدمت له تقريراً عن نتائج الاستكشافات الأثرية والتنقيب عن الآثار التي قامت بها البعثة في محافظة مأرب ومنها الاكتشافات الأثرية التي تمت في معبد (أوام) بصرواح وفي منطقة مأرب مشيرة إلى ما حققته أعمال التنقيب للبعثة من اكتشاف أثري هام يتمثل في آثار سد قديم تحت بقايا سد مأرب التاريخي.
وفي الصفحة الأخيرة أوردت صورتين للسد القديم وعلقت عليهما هكذا كنوز وأوابد تاريخية تحكي شموخ حضارة إنسانية ضاربة في أعماق الأرض والوجدان اليمني يحافظ عليها كما يحافظ على حدقات العيون كما يبدو في الصورتين سد مأرب القديم.
تعليقات مبتسرة على البراهين.
من خلال قراءة ما نشرته الصحف خلال العقد الأخير عن نشاطات بعثات وفرق التنقيب عن الآثار في مناطق مختلفة من اليمن نستطيع استخلاص ما يلي:
1- أن اليمن كانت تعج بالسكان في كل أرجائها، وأن آثارهم غطت كل هذه الأرجاء منذ أكثر من مليون ونصف من السنين.
2- أن اليمن شهدت حضارات مبكرة منذ أكثر من عشرة آلاف عام. وأنها كانت عظيمة في أحجامها ودقيقة في صنعها كما وصفها القرآن الكريم، وأن حضارة عاد وثمود قد تكون حلقة من حلقات حضارات يمنية سبقتها بعد نوح وقومه.
3- أن الكتابة اختراع يمني، وأنها كانت في عهد (عاد) ومنها تفرعت الخطوط الأخرى. والدليل على ذلك وجود الحضارات العظيمة القائمة على العلم.
4- أن المعادن كشفت في اليمن في عهد سحيق بدليل بناء مدينة أرم ومن هذه المعادن وأهمها الذهب والفضة والرصاص والأحجار الكريمة.
5- أن التحنيط علم تم اكتشافه في اليمن، ومنها انتقل إلى مصر وربما غيرها.
6- أن حضارة اليمن كانت شاملة ومتكاملة، وأنها كانت تهتم بالإنسان (المواطن) بصفة عامة وليس بالملوك أو أشباههم فقط.
7- أن اليمن لم تَعْبُر أو يحل بها ما عرف بنظام العبودية في أوروبا وإنما عرفت نظام الإقطاع والسخرة كمظهر من مظاهر الإقطاع. وهو ما يعرف في الدراسات الاجتماعية ب(النمط الآسيوي للإنتاج).
8- أن حضارات اليمن كانت قائمة على دعائم ثلاث (الزراعة - تربية الحيوانات- الصناعة) وكلها تتطلب معرفة واسعة بالعلوم، والعلوم بدورها تتطلب وجود كتابة بعد أن رسخت أقدام اللغة في أوساط الناس، وتم اتفاقهم على الأسماء والمسميات والأفعال ومعانيها.
9- أن اليمانيين الأقدميين انطلقوا بحضاراتهم ومعارفهم إلى خارج حدود الجزيرة العربية. وأوصلوها في وقت مبكر إلى تخوم الهند والصين شرقاً وإلى أواسط أوروبا شمالاً وإلى المحيط الأطلسي غرباً وإلى أعماق أفريقيا جنوب غرب. بل لقد وصلوا إلى أمريكا قبل كولوميس بآلاف السنين (انظر المجلد الأول) قصة هاني تيم.
10- أن الهجرات السامية انطلقت كلها من اليمن، وأن اليمانيين والعرب ومن تفرع منهم هم الساميون. وما اليهود إلا شرذمة صغيرة من الكنعانيين الذين هاجروا من اليمن حوالي الألف الرابع ق. م. بحضارتهم وتراثهم الثقافي وخطوطهم. وأن اللغة والكتابة العبرية جزء من اللغة الأم. وخطهم متفرع من المسند وكذلك حال الفينيقيين أصلهم وخطهم من اليمن.
11- كما أثبتت الاكتشافات التي تمت حتى الآن وهي قد لا تساوي سوى 1% من مجموع كنوز اليمن التي لابد أن تفاجئ وتذهل العالم. أقول أثبتت مدى الترابط بين الحضارات في اليمن ومصر والعراق والشام وأنها كلها حضارات عربية عليها الطابع اليماني.
12- وأثبتت كذلك أن الحيوانات الضخمة. (حيوانات المنطقة الاستوائية كانت موجودة في اليمن: إلى عهود متأخرة. ومنها الأسد والبقر ووحيد القرن الوحشي وحمار الوحش والمها، أما القردة والنمور فحدث ولا حرج. وقد أثبتت الرسوم مدى قدرة الإنسان على تطويع أشرس حيوان غابي أو ما يسمى بملك الغابة (الأسد) الذي صور وهو يحرث الأرض منقاداً لرجل. وصور وهو يحمل إنساناً... إلخ. ولا غرابة في هذا فقد كان الفرس والجمل والحمار والكلب كلها حيوانات غير أليفة وربما مفترسة كما أنه ليس غريباً أن اليمن والحبشة كانتا رتقاً وأن اليمن قريبة من خط الاستواء ومن الهند، وقد أثبتت الحفريات في الأحقاف وجود عظام هذه الحيوانات وغيرها من الحيوانات الضخمة أيام أن كانت الصحراء جنات خضراء وغابات كثيفة قبل عاد، وأيام عاد وثمود، وحينما حل الجفاف بهذه البقاع انتقل بعضها نحو الغرب والجنوب والشرق حيث الغابات في الجبال، وعاشت حتى تلاشت الغابات وبقيت سلالاتها وآثارها على الأرض وفي ذاكرة الشعب، خلدها الشعراء في عصر ما قبل الإسلام ووصفوها وصفاً دقيقاً وأوردوا لبعضها عشرات الأسماء كالأسد مثلاً:
13- وأثبتت كذلك روعة الفن اليمني وكثرة إبداعات اليمانيين لا في مجال بناء القصور أو التحنيط أو الخربشات وإنما في ذلك وفي مجالات الرسم بالألوان، وفي مجالات النحت وجمال الكتابة واختراع الساعة المائية التي كانت على صدر قصر غمدان. تعد الثواني والدقائق والساعات.
14- ومما لا يدع مجالاً للشك أن الإنسان العاقل المكلف الأول عاش في اليمن وأن الرسالات السماوية الأولى كانت هنا من عهد نوح وما بعده وربما من قبله. ولم تسم صنعاء بمدينة سام اعتباطاً وإنما لأن ساماً بالفعل أول من بناها وما طوفان أبيه عنها ببعيد.
15- أن أشياء كثيرة يمكن أن تستنتج مما نشرته الصحف، ومما هون مخزون في الذاكرة، ولكننا نكتفي بهذا ونتوقف عن الاسترسال، وكلها تبرهن على مدى ما ألحق بالحضارات اليمنية وتراث اليمن وتاريخ هذا الشعب والأرض من ظلم وحيف وإساءة وتجاوز وتجاهل!!
إن حضارة عاد حقيقة مسلم بها بلا جدال وأن الوصول إليها أمر ممكن والمطلوب توفر مستلزمات ذلك.
أخيراً أرجو أن أكون قد وفقت وآمل لكم دوام التوفيق والتفوق ولصحيفتكم المقروءة الاستمرارية والازدهار.
أخوكم/ عبد الله علي الكميم.
18 / 12 / 2002م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.