- صنعاء/ محمد الجبوبي .. بدأت زراعة التين الشوكي في عدد من المناطق تكتسب صفة الزراعة والمهنة لمزاياها الاقتصادية والغذائية المتعددة، بعد أن كانت نبتة غير مأبوه بها بين المزاعين والسكان في اليمن.واتجه المزارعون في بعض المناطق إلى تشكيل جمعية خاصة بمزارعي التين الشوكي بعد أن لمسوا الجدوى الإقتصادية من زراعة وإنتاج التين الشوكي.وتعد منطقة غيمان بني بهلول بمحافظة صنعاء أولى المناطق التي اتجهت إلى استزراع التين الشوكي كمنتج زراعي أساسي بديلاًَ عن شجرة القات.. وتفيد التقارير البحثية ان زراعة محصول التين الشوكي في الجبال كان يعد فاكهة هامشية، ولم يكن يزرع فى الأراضي الخصبة.فيما يذكر الكثيرون من أهالي منطقة غيمان أن المرحوم/أحمد مطهر الذي كان مشهوراًَ بصديق المزارعين في صنعاء يعود له الفضل فى انتشار زراعة التين الشوكي فى المنطقة ومنها إلى كثير من المناطق الزراعية، حيث كان مطهر أول من تبنى فكرة استزراع هذا المحصول وتسويقه كمنتج اقتصادي.وكان مطهر آنذاك رغم سخرية أهالي منطقته منه فقد ظل متمسكاً في سبعينيات القرن الماضي بفكرة زراعة التين الشوكي كمنتج زراعي أساسي واقتصادي يفيد الإنسان والحيوان، وكان يؤمن بقوة بمستقل هذا المنتج، وبذل صديق المزارعين جهوداً كبيرة لتحويل هذا المحصول إلى منتج وزراعته في أفضل أراضيه في منطقة غيمان والقيام بتسويقه إلى مدينة صنعاء.وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» كان لها نزول لمنطقة غيمان حيث التقى مندوبها بالعديد من المزارعين ومسؤولي جمعية غيمان الزراعية، وبهذا الصدد يوضح رئيس جمعية غيمان الزراعية الأخ/علي العراسي أن عدد مزارعي التين الموجودين حالياً في منطقة وادي غيمان حوالي «600» مزارع، فيما وصلت المساحة الزروعة بالمحصول إلى «355» ألف متر مربع تقريباً.. مؤكداًَ أن الجمعية تولي اهتماماً كبيراً بتشجيع زراعة التين الشوكي، منوهاًَ إلى أنها أعدت دراسة جدوى لإنشاء معملين نموذجيين أحدهما لإزالة الأشواك والتغليف، والآخر لإنتاج أعلاف المواشي من نبتة التين بهدف تسويق هذا المنتج وتصديره إلى الأسواق المحلية والخارجية.. فيما يشير الأخ/عبدالله محمد شاكر، أمين عام الجمعية إلى ان تقديرات الإنتاج السنوي خلال فصول السنة من التين الشوكي في منطقة غيمان يصل إلى «5250» طناً، يصل إجمالي قيمة مبيعاتها إلى «340» مليوناً و«750» ألف ريال.. ويمكن النظر إلى القيمة الإقتصادية والمكانة التي أصبح يحتلها هذا المحصول من خلال وجود أكثر من ثلاثة آلاف بائع متجول بعربات يدوية في أماكن متفرقة من العاصمة صنعاء والعديد من المدن الأخرى.ويقول المزارع/محمد علي حُميد إن التين الشوكي أكثر جدوى من القات مما جعله يزرع «300» لبنة من أملاكه، فيما آخرون زرعوا أكثر من هذه المساحة.. ويقول حميد إن المحصول مربح لأنه يعطي إنتاجاً كبيراً خاصة خلال فصل الصيف، كما أنه لا يحتاج إلى مياه كثيرة، فهو يعتمد على مياه الأمطار غالباً.. يذكر أن التين الشوكي الذي أصبح يحتل أهمية اقتصادية كبيرة في العديد من الدول العربية من ضمنها اليمن ينتشر في المناطق ذات المناخ البارد والمعتدل وكذا في العديد من الدول الأجنبية، ويصنف ضمن نبات الصباريات.وحسب دراسات علمية عرف نبات التين في منطقة هايتي بأمريكا اللاتينية منذ عام 1515م ودخل أوروبا عام 1777م ثم انتشرت زراعته في المكسيك، شيلي، بيرو، البرازيل، بوليفيا، الأرجنتين، ايطاليا، اسبانيا، اليونان جنوب وشمال أفريقيا بالإضافة إلى منطقة الشرق الأوسط.