تكتسب زراعة التين الشوكي (الصبار) في عدد من المناطق اليمنية صفة المهنة لمزاياها الاقتصادية والغذائية المتعددة، بعد أن كان يتم التعاطي معها كثمرة هامشية، سواء من جانب المزارعين أو السكان. ومؤخرا اتجه المزارعون في بعض المناطق اليمنية، حسب تقرير بثه التلفزيون اليمني الرسمي، إلى تشكيل جمعية خاصة بمزارعي التين الشوكي بعد أن لمسوا الجدوى الاقتصادية من زراعته وإنتاجه. وتعد منطقة غيمان بني بهلول بمحافظة صنعاء أولي المناطق التي اتجهت إلي الإكثار من زراعة التين الشوكي كسلعة زراعية أساسية بديلة عن شجرة القات. ويذكر الكثير من أهالي منطقة غيمان أن المزارع احمد مطهر الذي كان مشهوراَ بلقب صديق المزارعين في صنعاء يعود له الفضل في انتشار زراعة التين الشوكي في المنطقة وانتقالها إلي كثير من المناطق الزراعية الأخرى، إذ كان أول من تبني فكرة زراعة هذه الثمرة وتسويقها كمنتج اقتصادي. ورغم سخرية أهالي منطقته منه في البداية، فقد ظل مطهر متمسكاً في سبعينات القرن الماضي بفكرة زراعة التين الشوكي كمنتج زراعي أساسي واقتصادي يفيد الإنسان والحيوان، وكان يؤمن بقوة بمستقبل هذا المنتج. وبذل صديق المزارعين جهودا كبيرة لتحويل التين الشوكي إلى منتج اقتصادي وزراعته في أفضل الأراضي في منطقة غيمان وتسويقه في مدينة صنعاء. وأوضح رئيس جمعية غيمان الزراعية علي العراسي أن عدد مزارعي التين الموجودين حالياً في منطقة وادي غيمان يبلغ حوالي 600 مزارع، فيما وصلت المساحة المزروعة بالتين الشوكي إلى 355 ألف متر مربع تقريباً. وأكد العراسي إن الجمعية تولي اهتمام كبيراً بتشجيع زراعة التين الشوكي، منوهاَ إلي أنها أعدت دراسة جدوى لإنشاء معملين نموذجيين أحداهما لإزالة الأشواك والتغليف والأخر لإنتاج أعلاف المواشي من نبتة التين الشوكي بهدف تسويق هذا المنتج وتصديره في الأسواق المحلية والخارجية. وأشار عبد الله محمد شاكر أمين عام الجمعية إلي أن تقديرات الإنتاج السنوي في منطقة غيمان تصل إلي 5250 طناَ، فيما تبلغ قيمتها السوقية أكثر من 340 مليون ريال. ويمكن النظر إلي القيمة الاقتصادية والمكانة التي أصبح يحتلها التين الشوكي في اليمن من خلال وجود أكثر من ثلاثة آلاف بائع متجول بعربات يدوية في أماكن متفرقة من العاصمة صنعاء والعديد من المدن الأخرى. وقال المزارع محمد علي حميد إن التين الشوكي أكثر جدوى من القات مما جعله يزرع 300 شجرة منه. وأضاف إن المحصول مربح لأنه يعطي إنتاجا كبيرا خاصة خلال فصل الصيف، كما انه لا يحتاج إلى مياه كثيرة إذ يعتمد علي مياه الأمطار غالباً.