- ياسين الزكري .. الخلاف اليوم يبدأ من التجمهر وسط بيروت العاصمة بهدف إسقاط الحكومة التي تلح من جانبها على أن الطريق الوحيد الممكن لإسقاط الحكومة هو البرلمان كما هو معروف في الدول الديمقراطية فيما تعتبر المعارضة أن ذلك غير ممكن في ظل امتلاك من بيده الحكومة الأغلبية النيابية واصفة النزول إلى الشارع بالحل الأخير الممكن. رئيس التيار الوطني الحر والنائب المعارض في البرلمان اللبناني ميشال عون قال إن المظاهرة الواسعة تحيي العيش المشترك والوحدة الوطنية، ليس بالكلام بل بنمط حياة أصبح اللبنانيون يعيشونه.وشن عون هجوماً على محطات التلفزة التي تكلمت عن أعداد من هذه الطائفة أو تلك شاركت في التظاهرة ..وقال عون إن القرار الحر يصنع بتلاقي اللبنانيين كما هو الحال اليوم ولا يصنع هذا القرار في السفارات وفي الخارج.. وقال عون إن المعارضة تسعى اليوم إلى العودة إلى السلطة ليس كي يكون لها وزراء بل للمشاركة الفعلية غير الساعية إلى التعطيل بل إلى المشاركة الحقيقية.وطالب عون بتنحي رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وأن يجلس مكانه رئيس آخر أكثر إدراكاً بمشاكل لبنان حد وصف العماد عون الذي اعتبر إن فريقه السياسي يستطيع تطهير المجتمع اللبناني من الفساد.وركز عون في كلامه على عدم فئوية وطائفية التحرك الذي سيبقى مفتوحاً حتى إسقاط الحكومة واصفاً إياه بأنه تحرك وطني بحت.من جهة أخرى رد وزراء في الحكومة على ما ورد من كلام في تظاهر الجمعة .. وقال وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت ان الحكومة شرعية وباقية ولا يستطيع أحد الطلب من فؤاد السنيورة الرحيل لحين أن يسمى المجلس النيابي رئيس حكومة جديد بعد استشارات نيابية واستشارات مع رئيس الجمهورية.وقال فتفت أن الحكومة ليست في صدد إعلان حالة الطوارئ في البلاد لأن شروط ذلك ليست متوفرة من جهة ولأن التظاهر يجري بطريقة سلمية فلا داعي لاتخاذ تدابير من هذا النوع .. كما اعتبر فتفت إن الخطاب السياسي الذي شهدته ساحة التظاهرة كان خطاباً انقلابياً لناحية تغيير رئيس الحكومة وقال: بأي حق وبأية صفة يطالب عون باستقالة السنيورة ؟ وتابع قائلاً ان الأكثيرية النيابية وحدها التي تسمي رؤساء الحكومات في لبنان.من جهتها قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية نائلة معوض إن الحكومة دستورية وإنها لن تسقط تحت ضغط الشارع ودعت حزب الله إلى العودة إلى الحكومة وإلى الحوار لأن الأمور حد قولها لا تحل في الشارع بل من خلال المؤسسات.الأمين العام لحزب الله كان دعا الناس للتظاهر لإسقاط الحكومة وهي الدعوة التي وجهها أيضاً عدد آخر من قيادات المعارضة اللبنانية ومنها العماد ميشيل عون ورئيس الوزراء الأسبق عمر كرامي اللافت الجميل في المواجهة إعلان البطريرك الماروني نصر الله سفير موقفاً رافضاً للتحرك في الشارع واتفاق ذلك مع حضور إلى مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني وهو المرجع السني الأعلى في لبنان إلى القصر الحكومي.حيث أقام قباني الصلاة في السراي حيث رئيس الحكومة والوزراء في خطوة واضحة لدعم حكومة السنيورة.ودعا قباني المعارضة من السراي الحكومي إلى التعقل والعدول عن منطق الشارع والعمل من خلال المؤسسات الدستورية.نصر الله يعتبر أن مشكلة الحكومة هي أنها حكومة الفريق الواحد على الرغم من مشاركة حزب الله وحركة أمل فيها والذين استقال ممثلوهما في الحكومة مؤخراً للتحول صوب المعارضة.وأشار نصر الله إلى إن لبنان لا يمكن أن يدار من قبل فريق سياسي واحد لذلك جاءت دعوة المعارضة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تخضع لوصاية خارجية.فيماقال السنيورة إن حكومته لن تجبر على تقديم الاستقالة وإنها مصممة على إعادة بناء قدرات لبنان الأمنية والدفاعية.وأضاف السنيورة في كلمة إلى الشعب اللبناني عشية التحرك المضاد أن استقلال لبنان ونظامه الديمقراطي في خطر ودعا المعارضة إلى احترام حرية الآخرين والحفاظ على مصالح اللبنانيين قائلاً إنه لن يغادر السلطة إلا إذا صوت البرلمان بذلك، ودعا اللبنانيين إلى التكتل خلف حكومته .الدستور اللبناني ينص على شرعية الحكومة في ظل استمرار ثلثيها زائد واحد، وكان الوزراء الشيعة انسحبوا في وقت سابق من الحكومة في محاولة لإسقاطها، غير أن الخطوة لم تفلح في إسقاط الحكومة التي أقرت خلال تلك الفترة قرارات مهمة أهمها مشروع تشكيل المحكمة الدولية في جرائم الاغتيالات التي شهدها لبنان مؤخراً وأبرزها اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري.المعارضة تهدف من خلال التحرك رلى تأليف حكومة وحدة وطنية قد تكون مهمتها إقرار قانون انتخاب جديد وتنظيم انتخابات نيابية مبكرة تعتقد المعارضة أنها ستفوز بها لأن الأكثرية الحالية لم تعد تتمتع بتأييد غالبية اللبنانيين.. الحكومة كانت أيضاً من أوائل المنادين بقانون انتخابات جديد ما يظهر عدد من نقاط الاتفاق العامة وان حدثت خلافات في التفاصيل غير ان الظروف الحالية ربما لاتخدم فرصة الأكثرية، والأبرز ظهوراً ربما هو الشعبية التي حظيت بها المعارضة اليوم علي خلفية انتصار المقاومة في الحرب الأخيرة وبالتالي فأن الدعوة لانتخابات مبكرة تزيد من فرصتها في الفوز فيما ترى الحكومة انها دستورية ولا يوجد ما يدفع بهانحو الاستقالة.والسؤال: إذا كان الاعتصام مفتوحاً وان كانت ستلحقه خطوات تصعيدية لم يصرح بما هيتها حتي الان وفي ظل الظروف المأزومة في لبنان اليوم فكم يمكن للحكومة الحالية ان تصمد ؟ وما الذي سيزيده التمسك والتمسك المضاد بوجهات النظر تلك من صعوبات على لبنان واقتصادها المتهالك لكن الأمر في الأخير يقف عند الرهان الدائم في لبنان ..الحوار وليس الاقتتال.