كعادتها اهتمت الصحف العالمية الصادرة أمس الثلاثاء بالأوضاع في العراق وفلسطين وأفغانستان التي وصلت اليها. المروع العظيم ففي إطار التعليق على استقالة سفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة جون بولتون كتبت صحيفة ذي غارديان افتتاحيتها تحت عنوان "دموع قليلة على المروع العظيم" تقول فيها إن القليل من الدموع قد تذرف خارج الكونغرس على رحيل بولتون.ومضت تقول إن مصير بولتون السياسي قد تقرر نهائيا، كما حدث مع وزير الدفاع دونالد رمسفيلد، بمجرد تلقي الجمهوريين هزيمة نكراء من قبل الديمقراطيين في الانتخابات النصفية للكونغرس، مشيرة إلى أن اثنين من رجالات الإدارة المرتبطة أسماؤهم بكوارث حرب العراق يدفعان الآن الثمن. وقالت الصحيفة إن بولتون كان شخصية مستقطبة تروع الآخرين لدعم وجهات نظر الصقور، وعلقت الصحيفة على الاستقالة قائلة إن ذلك يعكس الواقع الجديد في واشنطن يتمثل في عجز بوش عن الحصول على ما يريد في ظل سيطرة الديمقراطيين على مجلسي النواب والشيوخ. أسوأ عام على الفلسطينيين قالت صحيفة ذي إندبندنت إن حملة الاستغاثة التي ستطلقها هذا العام بمناسبة أعياد الميلاد ستخصص للفلسطينيين في الأراضي المحتلة، حيث كان 2006 الأسوأ في تاريخهم منذ 20 عاما. واستندت الصحيفة في تقريرها إلى الجمود الذي يشهده سوق الذهب في غزة، حيث لم يعد يرتاد الناس إليه لبيع ما يملكون من مجوهرات حسب ياسر مطير (35 عاما) الذي يدير محلا للذهب. وقال مطير إن "هذا العام هو الأسوأ منذ 20 عاما، إن ذلك ضرب من الجنون". وأكدت الصحيفة أن 1.3 مليون مواطن في غزة لم يشعروا باليأس كما يشعرون به هذه الأيام. وخصصت ذي إندبندنت افتتاحيتها تحت عنوان "واجبنا أن نساعد الضحايا الحقيقيين للصراع" لتسليط الضوء على الجمعيات الخيرية التي تمد يد المساعدة لمن لا تنظر إليهم عيون كاميرات الإعلام، فمنهم الأطفال والمعاقون وكبار السن الذين يدفعون ثمن الحروب، وهم الضحايا الحقيقيون لها. مهام جديدة ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن القادة العسكريين في العراق بدؤوا في تحويل دور آلاف الجنود الأميركيين إلى المراكز الإرشادية في وحدات الجيش والشرطة العراقية وخاصة في منطقة العاصمة، في محاولة أخيرة منهم لبسط سيطرتهم على العنف الطائفي. وشملت المهام الجديدة في غضون الأسابيع الثلاث الماضية ألف جندي أميركي في بغداد للخدمة كمدربين ومستشارين للوحدات العراقية، وفقا لما قاله ضباط أميركيون كانت الصحيفة قد التقتهم. وقال القادة الميدانيون إنهم يعتقدون بأن تدفق المستشارين الأميركيين من شأنه أن يسهم في مساندة وتقديم الدعم للوحدات العراقية لتحسين الوضع الأمني. غفلة أميركية في أفغانستان أما في الشأن الأفغاني فكتبت نيويورك تايمز افتتاحيتها تحت عنوان "خسارة الحرب الجيدة" تقول فيها إنه من المفترض أن تكون حرب أفغانستان جيدة وهي الحرب التي كانت ستكسبها أميركا، ولكن بسبب غفلة الإدارة الأميركية وسوء الإدارة، تحولت الحرب من جيدة إلى سيئة. وقالت إن الإخفاق في تحقيق الأمن -في إشارة إلى فشل برنامج التدريب الأميركي للقوات الأفغانية- يفسر عدم ثقة العديد من الأفغان بحكومة كرزاي الموالية لأميركا، وتنامي الولاءات لطالبان بحثا عن الحماية. كما أشارت إلى أن الإخفاق في تأمين قوات شرطة فاعلة يوضح السبب الذي يكمن وراء تنامي زراعة الأفيون لتصل إلى 60% هذا العام. الفلسطينيون كشركاء تحت هذا العنوان كتب رئيس فريق العمل الأميركي زياد العسلي مقالا في صحيفة واشنطن تايمز يقول فيه إن عمليات الخطف في غزة ولبنان التي آلت إلى الحرب على لبنان في يوليو/تموز كشفت التحول الزلزالي الذي شهدته المنطقة، والذي جاء بسبب الحرب على العراق وحل جيشه. وقال إن الحرب على العراق سلمته إلى إيران وجعلته مفتوحا للاستثمارات الإيرانية بحكم علاقات طهران مع الشيعة، ما دفع أميركا فيما بعد إلى البحث عن إستراتيجية خروج من المستنقع العراقي وعن شركاء في المنطقة لمواجهة الشرق الأوسط الجديد. وأشار إلى أن النتيجة الحتمية تكمن في ظهور إيران كدولة عظمى في المنطقة وكقوة إرشادية للعديد من القوى الأخرى مثل سوريا وحزب الله وحماس. وحذر الكاتب أولئك الذين يهتمون لأمر الفلسطينيين والإسرائيليين بأن الوقت ينفد وأن عدم التحرك بالسرعة المطلوبة قد يسهم في ابتلاع هذه الزاوية من العالم بالمد الديني والأيديولوجي المتقد في المنطقة. لا تعويضات وفي موضوع داخلي كشفت صحيفة يو أس إيه توداي عن أن إدارة بوش سعت مرارا لخفض مستحقات التعويضات التي ينبغي تقديمها للعمال الذين أصيبوا بالسرطان وأمراض أخرى إثر تعرضهم للإشعاعات النووية والمواد السامة لدى عملهم في المنشآت النووية الأميركية. وحصلت الصحيفة على تلك المعلومات من مذكرة كتبها محققون تابعون للكونغرس، مشيرة إلى أن التحقيق يركز على برنامج فدرالي أُنشئ عام 2000 لتعويض العمال الذين أصيبوا أثناء عملهم في مصانع الأسلحة النووية إبان الحرب الباردة. وأشارت المذكرة إلى أنه تم رفع 98 ألف حالة إلى القضاء في إطار هذا البرنامج، وقد وافقت وزارة العمل على التعويض لأكثر من 24 ألف حالة، غير أن سجلات البرنامج تؤكد أن معظم الذين حصلوا على الموافقة لم يتلقوا تلك المستحقات.