توفي الشاعر السوداني/الهادي آدم صاحب قصيدة «أغداً ألقاك» التي غنتها الفنانة أم كلثوم عن عمر ناهز 80 عاماً بعد حياة زاخرة بالعطاء في ميادين الأدب والثقافة والفكر داخل السودان وخارجه، وقدم خلالها للمكتبة العربية عدداً من الأعمال والإصدارات الشعرية كان أولها ديوانه «كوخ الأشواق» ثم «نوافذ العدم» و«عفوا ًأيها المستحيل» ومسرحيته «سعاد» وطبعت له مؤسسة أروقة أعماله الكاملة قبل عامين. وذكر الهادي آدم في حوار أجرته في القاهرة أسماء الحسيني أن قصيدته «أغداً ألقاك» التي وصفتها أم كلثوم بأنها كنز أدبي وكانت بوابته إلى الشهرة في العالم العربي قصيدة عادية مثل بقية قصائده، وأن ما كتب لها الشهرة هو صوت أم كلثوم ولحن محمد عبدالوهاب. وعن اختيار أم كلثوم لها قال: "زارت أم كلثوم السودان عام 1968 لتغني لمصلحة المجهود الحربي بعد النكسة في 1967 في إطار جولتها في عدد من الدول العربية للغرض ذاته، وقررت وقتها أن تغني لعدد من شعراء الدول العربية من بينها السعودية ولبنان، وعندما زارت السودان استقبلت استقبالاً رائعاً، ولذا اتخذت قراراً بأن تقدم شعراء السودان، وبدأت تبحث في الشعر السوداني، وكنت سعيداً باختيار أم كلثوم لقصيدتي «أغداً ألقاك» لغنائها، لكن تأخر تقديم القصيدة بسبب ظروف وفاة الرئيس/جمال عبدالناصر حتى غنتها أم كلثوم في مايو عام 1971 في مسرح سينما قصر النيل، وكان يوماً بهيجاً».. وعن طفولته وحياته قال: «ولدت في قرية أصبحت مدينة الآن هي قرية الهلالية على شاطئ النيل الأزرق جنوبي الخرطوم وتابعة للجزيرة، وهي بيئة زراعية تجارية، والمؤكد أن الإنسان يتأثر بمسقط رأسه وموطنه، والبيئة التي نشأت فيها أهلها أناس بسطاء طيبون يحرصون على الرزق الحلال في الزراعة والتجارة ويؤازرون ويشاطرون بعضهم بعضاً في الأفراح والأحزان، ويعتبرون كل من ينتمي إليهم جزءاً لا يتجرأ منهم».