- شوقي اليوسفي .. - قال لي .. سبق أن دخلت ثلاجة الموتى على أساس أني (ميت) وبقيت في الثلاجة ساعتين تقريباً !! ثم أضاف: لقد تعرضتُ لسقوط من أعلى المنزل بسبب سقوط السطح ، بعدها أخبر الأطباء والدي أني ميت وأن خروجي من المستشفى يحتاج إلى إجراءات إدارية باعتبار أن الوفاة غير طبيعية. - والدي الذي لم يكن يشك بأي شخص ، وافق على أن يحمل جثتي رجل ضخم (قيل لنا بعد ذلك أنه متخصص في حمل الأجسام)، المهم بعد ثوانٍ معدودات أوصلني الرجل إلى ثلاجة الموتى ، وهناك أغلقوا على جثتي داخل خانة مكتظة بالموتى حيث كان إلى جواري ميت آخر وطفل ، وأظن كان هناك (رابع) مقتول على ذمة قضية أرض !! - حشروني في الثلاجة .. وبدأ والدي يستقبل العزاء بوفاة ولده الذي يفترض أن يكون قد أكل الدود لحمه !! ومع هذا ما زلت (حي) بل إني إلى الآن لم أنس صوت أبي ، وهو يشكر الله على أنني لم أمت !! وأتذكر تماماً كيف أن والدتي التي هرعت إلى الثلاجة لتلقي (النظرة الأخيرة) ، شردت بحواسها وأحاسيسها وهي تشاهدني اعود إلى الحياة وكأنما اختارني الله لأن أصبح شاهد إثبات على (فضيحة) لها شكل وطعم ولون قريتنا البائسة !!. - القرية التي يعلو فيها صوت البهائم ، صارت أفضل من طبيب يرتفع صوته وهو يقول: هذا المريض فارق الحياة ثم يوصي بحشري في الثلاجة !!ويضيف هذا (الميت الحي) : لقد اكتشف طبيب صيني أني حي حينما زار ثلاجة الموتى في مستشفى الثورة بتعز لغرض التقاط صورة تذكارية لصيني آخر فارق الحياة ،وقبل أن يجد خانة زميله الطبيب وجدني بالصدفة ، فما أن وقعت عيناه على وجهي حتى صرخ : هذا (حي) .. وطلب إخراجي ثم استدعى مدير المستشفى والطبيب المناوب بعدها، وبكل بساطة أعادني إلى عيادة الإسعاف ليجري بعض اللمسات على صدري وبطني ولم يتركني إلا (حي) !!. - قال الطبيب الصيني : الطبيب اليمني أخطأ في اعتقاده أني (ميت) وراح يسرد للجميع كيف أن توقف النبض لثوانٍ لا يعني وفاة الإنسان !! المهم عدت إلى الحياة ..وكان يامكان في قديم الزمان !! طبيب يقتلك عن جهل ، وطبيب ينقذك بالصدفة ،وهذه حكايتي مع الموت !!. - انتهى الشاب من حديثه ، وبقي السؤال قائماً: إلى متى يستمر مسلسل قتل الأبرياء بالخطأ ، ولدينا وزارة صحة بدون روح المسئولية.