- علماء النفس.. أجيبوا عن تساؤلات أبنائكم بصراحة! - عندما استيقظ فجأة ظن أن أمه تتعرض للخنق من قبل والده - فاطمة..لم تحصل على السعادة رغم توفر كل السبل المادية - سعيد الجعفري .. الحديث عن الجنس مايزال تحت دائرة الخطوط الحمراء التي لايجوز الخوض في تفاصيلها وتبقى طي الكتمان..إذ يلج الكثيرون عش الزوجية دون معرفة كافية تقودهم إلى حياة زوجية سعيدة يمثل الجنس فيها السر الخفي لتبقى الكثير من التفاصيل عن الممارسات الجنسية الصحيحة كفيلة بوصول الطرفين إلى النشوة حيث تتداخل الكثير من العوامل النفسية والعضوية والاجتماعية في التأثير على ذلك. وغالباً ما تكون الممارسة تقليدية لاتلبي وجهة الطرفين، ولعل من أهم العوامل التي تقف وراء ذلك هو غياب الثقافة الجنسية المطلوبة لدى أطراف العلاقة ..حيث تبقى قضايا الجنس أسرار لايجوز إذاعتها أو افشائها ويجرى الحديث عن بعضها بحذر شديد يتهامس فيه الأصدقاء فيما بينهم، كما يعد نقلها للآخرين بمثابة خيانة تسيئ للصداقة. أحمد يقول:نشأت وأنا أجهل أي شيء عن الجنس وبدأت أعرف عنه فجأة حينما تحركت فيه الرغبة. وفي ظل مجتمع لاتسمح تقاليده وأعرافه في الحديث عن الجنس ينشأ الأطفال يجهلون العلاقة التي تربط والديهم،وتمتلكهم الحيرة لماذا يفضل والده النوم إلى جوار والدته؟! وهنا ينصح علماء النفس بضرورة إجابة الطفل عن تساؤلاته ولو كان فيها نوع من الإحراج حتى لايحصل على الإجابة من غيرهم بطريقة سيئة. أحمد الذي يدرس حالياً في قسم علم النفس إذ يتذكر قسوة والده عليه لمجرد انه استيقظ من النوم في وقت ممنوع،كان كفيلاً لأن يُلقى به خارج الغرفة. ظلت هذه القصة مثار حيرة أحمد عن سر قسوة والده المفاجأة وحرمانه من النوم جوار والدته..ثم أنه لايتوقف الآن عن الضحك لمجرد تذكره لذلك. الشدة في التكتم عن قضايا الجنس من والدي الطفل تصل حد تحرج الزوج من تقبيل زوجته أمام الأطفال،لأن ذلك عيب في نظرهم. رمزي الطالب في علم النفس أيضاً يقول:إنني ما زلت أتذكر صراخ أخي الصغير لإعتقاده أن والده يقوم بخنق والدته والإعتداء عليها،ويضيف أنه طالما تساءل وطرح تساؤلاته على والدته من أين جاء؟ إلا أن جواب والدته على الدوام :" من ركبتي" هذه القضايا تظهر حجم السرية التي تحيط بقضايا الجنس ويصل الشباب سن الزواج بمعلومات بسيطة لاتزيد عن كونها عملية اتصال جنسي بين الزوجين تنتهي بمجرد انتهاء رغبة الزوج. إذ تؤثر تلك التبعات بالثقافة المنقوصة عن الجنس على مرحلة الشباب فهذا عبده صالح،بيئته المحافِظة أثرت على شخصيته كثيراً،حياء،خجل، انطواء،عزلة عن شباب جيله. وحينما كتب له أن يعيش حياة جديدة برفقة زوجة تنتظر منه الكثير نظراً للبنية التي يتمتع بها بما لم ينقصها شيء من متطلبات الحياة الكفيلة بإسعاد كثيرات باستثناء هي. إنّ محنة زوجها التي عجز معالجون لجأ إليه والديه وهم كثر «بالاعشاب والقرآن».استدعت ذهابها إلى منزل والديها وظل الأمر في نظر ولدي «عبده» أنه سحر قام به أحدهم وصفوه«بالخبيث». إلا أن أحد أقارب الزوجة لم يكن مقتنعاً بمثل تلك التأويلات إذ قام بالإنفراد «بعبده وزوجته» واسدل عليهما نصائح قد تنفع في تجاوز المحنة ،إذ أعاد الثقة إلى «عبده وزوجته» التي اعتمدت مبدأ الإهتمام بنفسها وإثارة زوجها والتقرب منه. إنّ المشكلة لاتقف عن حدود هذا المستوى ولكنها ترسم شكل الحياة الزوجية وتحدد ماإذا كانت سعيدة أم لا؟.. فغالباً ما تنعكس الأخطاء وجوانب التقصير في الممارسة الجنسية التي ربما لاتكون بصورتها الطبيعية إلى نفور الزوجين وتولد عدم الرغبة لأي منهما في الاستجابة للآخر والتي تنعكس على الحياة الزوجية وخلق مشاعر الكراهية بين الزوجين التي قد تحول دون الاستمرار. نتوقف هنا أمام اعترافات حصلنا عليها بصعوبة وبشتى الحيل لإقناع أصحابها بالبوح. «فاطمة» لم يكن ينقصها شيء في بيت زوجها الذي حاول جاهداً نيل رضاها واسعادها فهو لم يحرمها من شيء كانت تطلبه فقد جعلها تعيش حالة بذخ، لكنها لم تكن راضية بالوضع،تصرفاتها تؤكد ذلك تذمرها من الحياة الزوجية وعدم الرضى بما يقدمه الزوج، فهي تخفي رغبتها في عدم الاستمرار وتفضيل الانفصال ،لجأت كثيراً إلى منزل والديها لتحقيق مثل هذه الأمنية ،لكنها كانت تعود مجبرة لعدم اقتناع والديها طالما والزوج لم يقصر وهو مشهود له بأخلاقه وكرمه وحبه لها ومع ذلك كان إصرار الزوج ورفضها للعودة إلى منزل زوجها تهديدها لهم بالانتحار فيما لو أجبروها مرة أخرى بالعودة إلى زوجها..فرضخوا إلى رغبتها وتم الإنفصال.. وحظيت بعد ذلك بزوج كثيراً ماكان يتعامل معها بقسوة ولا يتردد في إهانتها والتجريح بها وضربها ومع ذلك إزدادت تمسكاً به رغم إلحاح والديها عليها بطلب الطلاق..على الرغم من المستوى المعيشي البائس لفاطمة مع زوجها الحالي لكنها كانت أكثر حباً له فقد وصلت إلى الراحة والسعادة الحقيقية التي طالما بحثت عنها مع زوجها الأول «حد قولها».