- صنعاء/ سبأ .. بدأت أمس بصنعاء ورشة العمل الوطنية الخاصة بتفعيل دور الإرشاد الزراعي في التنمية والتخفيف من الفقر، التي تنظمها الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي بمشاركة رؤساء مجالس إدارة ومدراء عموم الهيئات والمؤسسات والمشروعات الزراعية ومكاتب الزراعة في المحافظات ومسئولي ومختصي الإرشاد والبحوث وعدد من أساتذة كليات الزراعة وممثلي القطاع الخاص والتعاوني.وتناقش الورشة على مدى يومين أوراق عمل محورية وأخرى إضافية تشمل الرؤية المستقبلية للإرشاد الزراعي في اليمن، المعيقات واتجاهات الحلول وآفاق المستقبل، وتقييم تجربة الإرشاد الزراعي في ديوان عام الوزارة خلال السنوات الفترة 2004- 2006م، والتعليم الزراعي وتطوير العمل الإرشادي، إضافة إلى دور مؤسسات التعليم والتدريب الزراعي.كما تناقش متطلبات التنمية وسوق العمل من الموارد البشرية، وواقع وآفاق تطوير علاقة الإرشاد الزراعي بالمنظمات الأهلية ودورها في نشر تقنيات البحوث الزراعية، ودور القطاع الخاص في إطار عملية نشر التقنيات الزراعية الحديثة وعلاقته بالبحوث الزراعية والإرشاد.فيما تتناول أوراق العمل الإضافية معالجة وضع الإرشاد الزراعي ونشأت وتطور الإرشاد الزراعي في تهامة وآفاقه المستقبلية، بالإضافة إلى ورقة عمل في مجال إرشاد الري.وفي افتتاح الورشة أكد الدكتور/جلال فقيرة وزير الزراعة والري أهمية تطوير مكون الإرشاد الزراعي وإدراجه في جميع مكونات القطاع الزراعي.. مشيراً إلى أن دور وزارة الزراعة والري يمر بشكل عام بمرحلة تغيير جذرية على كافة المجالات وبفرض مجموعة من المتغيرات أهمها إعادة النظر في آليات الخطط والوظائف المتبعة حالياً.وقال وزير الزراعة: إن طبيعة الدور الذي ستقوم به الوزارة في المستقبل يتكون من شقين، الأول يتعلق بطبيعة العمل الميدانية، والثاني يتعلق بالإرشاد الزراعي من خلال التوعية وبناء القدرات للمزراعين وتقديم العون والتسهيلات بدءاً من مرحلة الزراعة الأولى وانتهاءً بتسويق المنتجات.وأضاف الدكتور فقيرة: إن وزارة الزراعة بصدد إعادة النظر في دور الإرشاد بما يلبي الطموح والتطلعات في تطوير القطاع الزراعي وتحديد الأدوار ووضع الخطط الواضحة.مبيناً أهمية دور الإرشاد في توعية المزارعين بكلما يتعلق بالزراعة وتطويرها وإدخال التقنيات الحديثة فيها، وكذلك بمخاطر الاستخدام العشوائي للمبيدات الزراعية وتعريفهم بالاستخدام الأمثل لتلك المبيدات بما يعود بالنفع على المنتج الزراعي وفقاً للقواعد الصحيحة ودون الإضرار بالبيئة والمستهلك.وأعرب وزير الزراعة والري عن أمله أن تخرج هذه الورشة بالنتائج المطلوبة في وضع تصور متكامل لدور الإرشاد الزراعي وطرق تعامله مع المزارعين وتقديم الخدمات لهم وتحديد السمات والصفات للعملية الإرشادية.من جانبه أوضح الدكتور/إسماعيل محرم رئيس الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي أن الأوضاع الراهنة للإرشاد الزراعي مسألة شائكة متعددة الجوانب والأبعاد ومتداخلة العوامل والمؤثرات.مشيراً إلى أن هناك الكثير من الأسباب والأوضاع التي ما زالت تستدعي وجود خدمات إرشادية فاعلة، من أهمها محدودية وسوء استخدام الموارد الطبيعية والآفات الزارعة والأنماط التقليدية السائدة للإنتاج، والحاجة إلى جهود كبيرة في التنظيم.مشدداً على ضرورة تدريب قيادات المجتمعات المحلية في أوساط المزارعين وتحسين مستوى إدارة وصيانة المنشآت المائية وشبكات الري لتفعيل الخدمات الإرشادية.ولفت محرم إلى أهمية توفير نظم معلوماتية للقطاع الزراعي وتعزيز قدرات الرصد والتنبؤ بما يساعد على التخفيف من حدتها وآثارها وانعكاساتها السلبية على جهود التنمية الزراعية.من جانبه استعرض الدكتور/منصور العاقل مدير عام الإرشاد والإعلام الزراعي دور الإدارة في التوعية والأنشطة التي نفذتها، والتي تمثلت في إقامة العديد من الحقول الإرشادية في مختلف محافظات الجمهورية.إلى ذلك دشنت الوحدة الحقلية لمشروع الحفاظ على المياه الجوفية والتربة بمحافظتي ذمار والبيضاء أمس فعاليات الأيام الحقلية التخصصية لتدريب المزارعين المنتسبين إلى مجاميع وجمعيات مستخدمي المياه في المحافظتين.وتشمل الفعاليات مديريات عنس، ميفعة عنس، ضوران، جهران، الحداء، وذمار بمحافظة ذمار، ومديريات مكيراس، ذي ناعم، الطفة، رداع، والقريشية بمحافظة البيضاء، وتستمر 8 أيام وتشارك فيها 15 مجموعة تضم 112 مزارعاً من المزارعين في تلك المديريات.وسيتم يتدرب المزارعين خلال الأيام الحقلية على عمليات تركيب وتشغيل وصيانة أنظمة الري الحديث، بالإضافة إلى رفدهم بالمعلومات المتعلقة بطرق اقتصاديات الإنفاق في زراعة المحاصيل المروية، وأهمية المشاركة المجتمعية ودورها في رسم السياسات المحلية على مستوى الأحواض المائية وإدارتها إدارة مجتمعية فعالة حفاظاً على الحوض المائي من الاستنزاف.وأوضح المهندس/عبدالله عامر علي مدير الوحدة الحقلية لمشروع الحفاظ على المياه الجوفية والتربة بمحافظتي ذمار والبيضاء لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن هذه الأيام الحقلية التي يتم تنفيذها في حقول المزارعين تهدف إلى نشر المعارف والمهارات المتعلقة بمهام المشروع وأنشطته، وطرق تنفيذ برامج ومشاريع الوحدة الحقلية بالمديرية، وآليات استفادة المزارعين من المشروع في مجال الحفاظ على المياه الجوفية والتربة وحصاد المياه من خلال توفير وتركيب الأنابيب الحديدية والبلاستيكية لتحسين نقل مياه الري.كما تهدف إلى إدخال شبكة الري الحديثة بأسعار مدعومة وتسهيلات إئتمانية وإقراضية للمزارعين، وكذا الحفاظ على المدرجات الزراعية، وتهذيب وصيانة مساقط الوديان في المرتفعات، وتنفيذ الخزانات المائية لحصاد مياه الأمطار، وتحسين قنوات الري ومداخلها في الوديان الرئيسة، وإنشاء حواجز تحويلية للري من السيول.ونوه عامر بأن مشروع الحفاظ على المياه الجوفية والتربة بمحافظتي ذمار والبيضاء نفذ خلال العام الحالي 2006م، برنامج أعمال خدمات إرشاد الري وتشكيل مجاميع مستخدمي المياه والتوعية الجماهيرية في أوساط المجتمع حول طرق استخدامات مياه الري، والتي تم خلالها تشكيل 13 مجموعة من المجاميع الجديدة لمستخدمي المياه بمحافظتي ذمار والبيضاء.وأضاف: إنه سيتم دعم وتفعيل وحدات الإرشاد الزراعي المائي في المديريات المستهدفة لتوعية المزارعين بأهمية الاستخدام الأمثل للمياه وترشيد استهلاكها ومراقبة المياه الجوفية وحركة منسوب المياه خصوصاً في القيعان والأحواض المائية وتدريب الكوادر الفنية العاملة في مجال الري والمياه وإنشاء وحدات للأرصاد المناخي.