- وفاء القطوي .. تلعب العواطف والمشاعر والأحاسيس الدور الأساسي والأعمق في بناء وهندسة العلاقات الإنسانية بين الناس ، ولذا فكلما نمت قدرة الإنسان على حسن التعامل مع هذه العواطف والمشاعر والأحاسيس زادت قدرته على غزو قلوب الآخرين والتأثير فيهم والنبي صلى الله عليه وسلم يضرب لنا المثل والقدوة في ذلك فقد كان اقدر الناس على التعامل مع هذه المشاعر بما منحه الله عز وجل من حسن الخلق وطيب النفس وكان تأثيره قوياً لدى من عاشوا معهم ومن لم يعش معهم. والزواج من تلك العلاقات الإنسانية والتي لايمكن أن نصفها بأنها فاشلة أو ناجحة إلا من خلال عدة أمور قد تكون في مقدمتها عمق العاطفة التي تربطهما ونوعها كالحديقة تماماً فموت الشجرة لايعني نهاية الحديقة وتفتح الأزهار لايعني أنها لن تذبل مع قدوم الشتاء وهذه هي العلاقات البشرية بشكل عام. ومشاكل العلاقات الإنسانية والعواطف والمشاعر بين الأزواج أو الأشقاء وأشخاص اشتركو بعاطفة ما ، لاتعود إلى اختلاف الرجال مع الناس النساء أو الجنس مع بعضه أو لعدم وجود لغة تفاهم وإنما تعود لأسباب عديدة وخفية لم تكتشف معظمها ولهذا يحن علينا أن تفاهم طبيعة الحب وتحدياته فهذا من شأنه أن يمكننا من الاستعداد له ومواجهته تغيراته وتقلباته ، فالعلاقات العاطفية ومنها الزواج لها تضاريس وخارطة وفصول فالمرحلة الأولى هي الحب الحميم والتفاهم التام والانسجام وكأن كل طرف وجد نصفه الآخر والتقى بروحه مما يجعل قضايا الحياة الأخرى تتلاشى أمام قوة هذه المشاعر الأولية ولكن هذه القضايا تبدأ بالظهور بعد أن تستقر هذه العلاقة ويبدأ الزوجان بالجدال حول تفاصيل وأمور الحياة اليومية فتبدأ بمطالبته بمصروف يومي للبيت ومصروف يومي لها ويبدأ يطالبها بالاسراع في اعداد الغداء وتقديم العشاء وغسل الملابس وكيها وهنا تظهر أمور خفيه في علاقات الزواج وفي الحياة الزوجية وتبدأ تنجرف نحو الانهيار من تراكم الأمور الصغيرة دون أن تزول كالجبال التي تكونت من حبات الرمال والحصى وتظهر الظلال السوت والتي تؤثر على نفسية كل من الزوج والزوجة وتموت الرغبة والعاطفة بينهما لكثرة المشاكل وتراكمها. وتتسرب السعادة والراحة والحب لأن كليهما لم يكشف السر الخفي وراء هذا السراب فطبيعة الحب تحتاج إلى معرفة وتيقظ وإحساس قوي من الأفراد حتى يستمر قارب الزواج بالتجديف والاستمرار. وهناك أمور قد تبدو مهمشة وصغيرة ولكن مفعولها قوي وسحري كالابتسامة الصادقة والوجه البشوش ، يعبران عن عاطفة جياشة صادقة داخل النفس تحرك الوجدان وتهز المشاعر فترى اثرها نوراً يضيء وجه صاحبه حتى ليكاد وجه ينطق بما في القلب من ود وحب. فالابتسامة والوجه الطليق كفيلة بأن تفتح مغاليق النفوس وأن تقتحم القلوب ولأننا نعيش بعالم أصبح يعرف تضاريس الحقد والكراهية أكثر علينا أن نتسلح بالقدرة الحسنة والأخلاق العالية والنفس الطيبة. فليحاول كل من الزوجين احياء الحب وتجديده من خلال المحادثات الحميمة والابتسامة الصادقة والوجه البشوش. ويعادل كل منا التمسك بهذه التفاصيل التي نهملها فهي لنا في الحياة العامة والخاصة ولا يوجد أجمل من قول رسولنا أن تبسمنا في وجه اخينا صدقة.