- بيت لحم - وكالات .. احتفلت مدينة بيت لحم بعيد الميلاد امس الاثنين بدعوات للسلام في بلدة يعتقد أن السيد المسيح ولد فيها وتأثرت بشدة من المخاوف الأمنية والاقتصادية والقيود التي تفرضها إسرائيل على السفر.وتجمع مئات من الزوار في ساحة كنيسة المهد التي زينت بأنوار ملونة واشجار عيد الميلاد. وتدفق المصلون أيضا على غار كنيسة المهد التي يجلها المسيحيون بوصفها المكان الذي ولد فيه السيد المسيح.وتم الاحتفال بقداس منتصف الليل التقليدي بوجود الرئيس الفلسطيني محمود عباس وغمرت ساحة كنيسة المهد الأصوات الرقيقة للترانيم واجراس الكنيسة.ودعا رئيس الكنيسة الكاثوليكية في القدس البطريرك ميشيل صباح بطريرك اللاتين في كلمة إلى وقف القتال بين الجماعات الفلسطينية وإلى استئناف عملية احلال السلام التي طال توقفها بين الإسرائيليين والفلسطينيين.وقال صباح إنه يدعو المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى القيام بخطوات جديدة لوقف عمليات القتل وقيادة الشعبين إلى فترة جديدة. وحث صباح الفلسطينيين على إلقاء سلاحهم والعودة إلى المحادثات. وأضاف أن إطلاق النار بين الاشقاء ليس هو الطريق إلى الحرية.. وعلى الرغم من هذه الاحتفالات شعر كثيرون من سكان بيت لحم انه ليس هناك شيء يذكر للاحتفال به بعد أسابيع من العنف في الأراضي الفلسطينية بين حركة فتح التي يتزعمها عباس وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والتي فازت في الانتخابات البرلمانية التي جرت في يناير /كانون الثاني. وقال حنا ابو عيطة وهو مسيحي يبلغ من العمر 60 عاما "نحتاج للسلام بشكل اكبر الان ."نريد فقط فرصة للعيش".وتدهوت الأحوال المعيشية في بيت لحم في الوقت الذي يصعب فيه على السكان العثور على عمل في القدس وبلدات الضفة الغربية مثل الخليل بسبب نقاط التفتيش الإسرائيلية وحاجز إسرائيلي يتوغل في أراضي الضفة الغربية التي يريد الفلسطينيون إقامة دولة عليها.وتقول إسرائيل إن هذا الحاجز المكون من سياج من السلك وجدران خرسانية يهدف إلى منع وصول المفجرين الانتحاريين اليها.وأصابت العقوبات التي فرضها الغرب على السلطة الفلسطينية التي تقودها حماس موظفي الحكومة الفلسطينيين والذين لم يحصل كثيرون منهم على رواتبهم منذ شهور.وخفف الجيش الاسرائيلي القيود المفروضة على التنقل للسماح للأجانب بالإضافة إلى المسيحيين الإسرائيليين والفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة زيارة البلدة خلال عيد الميلاد. وقال الأمريكي براندي ويبستر (25 عاما) "أعتقد انه شيء رائع ان يستطيع الناس التجمع هنا للاحتفال بعيد الميلاد مهما كانت ديانتهم. "واضاف ان بيت لحم "يتردد صداها في قلبك وتعطي الامل". ولكن السياحة وهي شريان الحياة لاقتصاد بيت لحم تراجعت بشدة منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية عام 2000. وهبط متوسط عدد الزوار الى مستوى متدن بلغ 20 الف شخص شهريا بعد ان كان نحو 100 الف قبل الانتفاضة. ويقدر معدل البطالة بنحو 65 في المائة وقال حنا ابو حنك وهو مسيحي من سكان بيت لحم عمره 24 عاما "الناس يجدون ان من الصعب العثور على عمل والمسيحيون يغادرون".