- نوال الجوبري كعادتها الأماسي ظلت ترتب شغب يومٍ مضى لم تأبه لنا على أي حال هل كنا نقصد التلصص بصعودنا السطوح !! لقد نسيت همسك القريب عن " موتسارت - بتهوفن - سيد درويش" الموسيقى تستفزُّ أنوثتي أنا هناك غيرك تماماً لم تعد هواجسي تخصك لقد كنت مبتهجةً كما لو أنني طائرٌ استعاد وطنه أنسج كوفيةً للشتاء وأحكي للبلاطات روايةً في وقتٍ ناضجٍ من الليل عمّن تركوا أماكنهم شاغرةًً للهزائم إلاّ أن صمتك ظل يثير رغائبي ربما لهذا تركتُ أناملك تتحدث إلى الليل هل كان ليلي يعني لك شيئاً ؟!! أظنك عاجزاً تماماً عن التمثيل بلغةٍ كهذه... لن تتمكن من ضبط الصورة، المسافة بينك والسيناريو شديدةُ الارتباك لا تنسَ محو بصماتك عن اللعبة أنا قريبة منك إلى حدِّ الهروب وأنت بعيدٌ عني بما يكفي أن أحتسب الوقت الضائع مخصوماً من عمرك الجاري ليلةٌ يتيمةٌ.. تتأملني من ثقب خيط أرجوك يا أمي .. افتحي النافذة ربما ضلت غربتها إلينا أنا لا أبك لم يعد يغريني البكاء غير أنني أتجَّمل أحياناً أتلمس بالمكياج رغبات رجالٍ كثيرين عدا المساطيل يرطنون بلغاتٍ مختلفة يسهبون بالحديث عن هموم صغيرات يغيبون معها بإخلاصٍ شديد يحدث أحياناً التملّي في مشهدٍ ما من الحياة وسريعاً ما يختفي ليلُ المتعبين يا أمي " أليفٌ ، وكسير " مليءٌ بالدخان والكحول وحبّاتُ العرق عالقةٌ على أعناق بائعات الهوى بعد رقصةٍ صاخبة ليلهم أقل قسوة من ليل السياسي لهم أصدقاءٌ .. صديقات غالباً ما يأتين من الأحياء الفقيرة التأمر في حالتهم ... غيرُ ممكن بالمرّة. أنا لم أعد أنا التي تعرفها لقد سقطت مني تلك اللعب التي رافقت طفولتي بما في ذلك أحلامي الصغيرات ثم لا ترهق ذاكرتك. لأنك لن تتعرف على أي جنازة أنا فالعالم .. جنازةٌ ضخمة تتصدرها ابتساماتٌ سوداء لقتلةٍ باردين يؤولون الموت بالمحبة والطلقات بلقاح شلل الأطفال عليك أن تمضي ولا تنظر إلى عينيَّ هكذا فدولابي الخشبي لا يتسع لإثنينا معاً ثم إنني سئمت صيغ الجمع فقط أنا واحدٌ. أتعدد بضمير المتكلّم أحياناً.