تعالت أصوات المواطنين والمزارعين وبعض المسئولين المطالبة بوضع حد للمبيدات الحشرية غير القانونية التي تغزو اليمن والتي يقدر عدد أنواعها بالآلاف في وقت كشفت فيه تقارير صحية رسمية عن وقوف المبيدات وراء 17 ألف حالة سرطان في اليمن سنوياً. وعبر العديد من المزارعين اليمنيين عن قلقهم الشديد من ازدياد تدفق المبيدات المهربة إلى الأسواق وقال أحد المزارعين إن زوجته توفيت بسبب مرض السرطان حيث كان يعتمد عليها في رش القات بالمبيدات التي أودت بحياتها ويرى الكثير إن معظم المزارعين اليمنيين عرضة للخطر، وكذلك هو حال من يقومون برش المواد الكيميائية والناس الذين يعيشون بالقرب من المزارع التي تستخدم الميثيل وكذلك من يذهبون إلى المزارع بعد عملية الرش مباشرة. في هذه الأثناء ذكرت مصادر في وزارة الصحة أن المبيدات الحشرية المستخدمة في رش القات والفواكه والخضروات تتسبب من 000.16 إلى 000.17 حالة من أمراض السرطان كل عام، وكان مدير المركز الوطني للسرطان نديم محمد سعيد أكد في تصريحات وجود عدد من المبيدات السامة المتداولة مشيراً إلى أن استخدامها بشكل مستمر يؤدي إلى أمراض خطيرة من بينها السرطان، وقال إن استخدام هذه المبيدات في رعاية القات والخضروات جعلت 30% من السكان في اليمن يعانون من سرطان الفم واللثة وهي نسبة مخيفة وتمثل واحدة من أكبر النسب للإصابة بمرض سرطان الفم واللثة في العالم.. ووفقاً لما يراه أحمد الحداد مدير الجمعية الدوائية في كلية الطب في جامعة صنعاء فإن الشيء الأكثر إشكالاً هو أن 70% من هذه المبيدات والتي تستخدم في رعاية القات غير مسموح باستخدامها قانونياً كما أنها وصلت إلى البلد عن طريق التهريب. وقال الحداد: يعد مضغ القات سبباً رئيسياً لسرطان الجهاز الهضمي والفشل الكلوي وذلك بسبب المبيدات التي ترش على أشجار القات. عبدالله بشار رئيس الجمعية العامة للخدمات الزراعية يقول إن مضغ القات عادة شعب اليمن ولأن مزارعي القات يجنون مالاً وفيراً من ورائه فهم يضطرون إلى استخدام المبيدات الحشرية السامة بالإضافة إلى السماد الطبيعي لتعجيل نمو شجرة القات. وخلال الجلسة التي عقدها مجلس الشورى في ديسمبر لمناقشة مشكلة شيوع استخدام المبيدات الحشرية والمواد الكيمائية السامة، قال وزير الزراعة جلال فقيرة أن بعض هذه المبيدات بما فيها دي دي تي «أحدى المبيدات التي تؤثر على الجهاز العصبي» وكذلك الزيزفون «الشجرة التي تؤدي إلى أمراض الكبد والكلية المزمنة» بالإضافة إلى الميثيل المبيد السام الأكثر خطورة «الذي يؤثر على الجهاز العصبي المركزي مما يؤدي إلى الشعور بالدوار ووجع الرأس وصعوبة التنفس والتقيؤ والإسهال والرعشة وصعوبة الرؤيا والرشح وربما إلى الموت» كل هذه المبيدات محرمة دولياً ولابد من محاسبة من يبيعون هذه المواد. وفيما أكدت مصادر في وزارة الزراعة اليمنية إن تقرير مجلس الشورى الخاص بالمبيدات لاقى استجابة من وزير الزراعة فقد أنتقد التقرير وزارة الزراعة لعدم مراقبتها لأعداد مختلفة من المبيدات بما فيها المواد الضارة مثل هيربيسايدز واستيسايدز وفنجيسايدز في الأسواق المفتوحة وقال الوزير إن وزارته حاولت التقليل من الرخص المعطاة لمصدري المبيدات بعدما كشفت عن وجود مخازن للمبيدات غير المرخص بتوريدها في صنعاء وأضاف أننا نحاول بالتعاون مع المسئولين في صنعاء تخليص هذه المدينة من المبيدات الحشرية ومحلات المواد الكيمائية، وقال تقرير مجلس الشورى في نهاية نوفمبر أن تجارة المبيدات والسماد الطبيعي انتعشت بسبب القوانين الضابطة لها والتي تم صياغتها في عام 1999 إلا أنه لم يعمل بها.