- استطلاع/علي سيف الرعيني .. ما الذي أفقد العملية التعليمية توازنها القيمي والمعرفي وزعزع كيانها؟ .. وما الذي جعل من الكتاب المدرسي أوراقاً مفرغة لا قيمة لها في نظر الطالب؟ ما الذي حول المنهج الدراسي إلى كوم من الأوراق والأغلفة التي تبعث الملل وتجعل الطالب بعيداً عن حلقة التعليم؟ وما الذي شوه العلاقة بين الطالب والمدرس وجعلهما خصمين لايربط بينهما شيئاً من الود والاحترام؟ عن التدني الملحوظ في مستوى التحصيل العلمي ومايواجه المسيرة التعليمية من صعوبات كان هذا الاستطلاع ركود ذهني وثقافي غانم مرشد قاسم/موجه تربوي تحدث إلى الصحيفة بالقول: هناك ثلاثة أطراف هي المعنية بشكل مباشر فيما يتعلق بالمسيرة التعليمية في بلادنا وهي أولياء الأمور والمدرس ووزارة التربية والتعليم هذه الأطراف إذا ما تعاضدت وكل تحمل مسئوليته فإن ذلك سيسهم إسهاماً مباشراً في الدفع بعجلة العملية التعليمية في بلادنا وبالتالي فإن فشل العملية التعليمية في أي بلد يولد معطيات عكسية تخضع لعوامل التعرية العلمية والثقافية وتجرد الأفراد من المفاهيم والمعاني الصحيحة.. الأمر الذي يخلق جدباً ثقافياً وعلمياً ويؤدي إلى تسطح المفهوم وتلوث الفكر والخروج عن أصل الموضوع إلى الهامش.. وهذا ما تنشأ عنه عملية الركود الذهني ويقود إلى التبعية الفكرية.. لذا كان الاهتمام بقضية التعليم مسألة ضرورية وحياتية لأي شعب من شعوب العالم. ولأن التعليم مسألة ضرورية ولابد منها سيظل التعليم محل اهتمام كل الأطراف والجهات.. وإذا كان من تطور ورقي في الجوانب التعليمية في بلادنا فإن ذلك قد بلغ الذروة في الاهتمام والتقدم ولكن ذلك لايعفي من وجود خلل في بعض أطراف بل في قلب الخارطة التعليمية.. وهذا ماجعلنا نركز البحث في هذه المسائل التي ربما هي حجر عثرة في طريق العبور لأبنائنا إلى آفاق أوسع من العلم والمعرفة. أساس للتطور والرقي غنام قاسم سعيد «مدرس» أشار بالقول: التعليم قضية هامة تتطلب تضافر الجهود الرسمية والشعبية والأهلية لإنجاح عملية التعليم والمحافظة على استمرارية تطورها وتقدمها بما يكفل وصولها إلى مستوى مواكبة العصر بكل تقنياته الحاضرة وإذا كان الحديث عن مسألة كهذه يعد حديثاً عن الحاضر والمستقبل فمستقبل الأمة وحاضرها وحتى ماضيها يتعلق أولاً وأخيراً بنجاح العملية التعليمية ولانستطيع بأي حال من الأحوال أن نصنع مستقبل الغد لأجيالنا إلاّ بالتعليم.. فحياة الأمة وابتعاثها إلى الوجود لايتم إلاّ بالتعليم أي بمعنى أن أي شعب لايملك العلم فهو بلاشك فاقد لحاضره وماضيه ومستقبله.. فبالعلم نبني والكون يعمر والحياة ميدان كبير وفيها الكثير من الغموض لانستطيع الكشف عنه إلاّ بالعلم.. وكما قلت فقضية التطور والتقدم في بلادنا مرهونة بالتعليم.. وبما أن الاسلام قد دعانا إلى التعليم بل وجعله فرضاً على كل مسلم أن يتعلم ويعلم وذلك لاعتبار أن حياة المجتمع ورقيه وتطوره لاتكون بالجهل بل بالتعليم والمعرفة والبحث والكشف عن كل جيد.. فقبل سنوات لم يكن قد كشف عن كل ماهو حاصل اليوم من اختراعات وأشياء لم تكن بالحسبان لكن بالعلم أستطاع الكثير أن يعرف ويفيد البشر. حرص على تلطيف الأجواء عبدالقوي طاهر علي «مدير مدرسة» قال: نحن في إدارة المدرسة حريصون كل الحرص على توفير كل مامن شأنه تمكين الطالب من استيعاب المعلومة وفهمها.. ونحن نبذل قصارى جهدنا في السعي الحثيث لتلطيف الأجواء التي تساعد على تحفيز الطلاب واهتمامهم بكتبهم الدراسية والمقررة لهم. كما أننا نقوم بالتواصل المستمر مع أولياء الأمور لطرح المواضيع والاشكاليات التي ربما قد تحصل لبعض الطلاب كما أننا حريصون على انتقاء المدرسين والخريجين المتخصصين وذلك حتى نتمكن من انجاح العام الدراسي الذي يثمر عن تفوق اعداد كبيرة من الطلاب حيث يخرجون بحصيلة علمية صحيحة تفيدهم في حياتهم أيضاً.. هناك من الطلاب من يتواءم مع نظام واساليب المدرسة وقد يحصل منهم تصرفات وسلوكيات لاتقبلها إدارة المدرسة هؤلاء نقوم باستدعاء أولياء أمورهم ومن هناك قد نجد الحل فإما التزام الطالب وإما حرمانه من العام الدراسي.. وهذا مايحصل نادراً ويكون بنظر ولي أمر الطالب.. أيضاً هنا في المدرسة أؤكد لك بأن كل العاملين في هذه المدرسة من مدرسين وإداريين هم على تفاهم مشترك مع طلابهم. الكل مسئول عما يحدث عبده ناجي عبدالدائم «مثقف» قال:- إبتعاد الطالب عن المدرسة وهروبه في معظم أيام الدراسة بعيداً عن حوش المدرسة ليس مصدر ذلك المدرس بل مصدره الأساسي هو الطالب ذاته.. بعض الطلاب دائماً يبحثون عن قضاء أوقاتهم بعيداً عن البيت وفرصتهم السانحة هي ساعات الدراسة لأنهم يملكون مبرراً واضحاً.. وكما قلت أحياناً الطالب يريد الهروب من قيد النظام الأسري وتسلط الآباء وتقيد حرياتهم وسجنهم في البيت هؤلاء يرغبون في الترويح عن أنفسهم والخروج حيث يستغلون أوقات الدراسة .. وبعضهم يكون أولياء أمورهم مشغولون عنهم في حياتهم اليومية ومشاغلهم ولايهتمون بأولادهم وأبنائهم وفي الغالب تجد الطالب وقد خسر سنة دراسية وفشل،كما لاننكر وجود بعض مدرسي المواد الذين لايملكون الأسلوب الأمثل في طرق التدريس فهم يمارسون أساليب القمع والتعقيد الأمر الذي يساهم في كره الطالب للمدرسة وللتعليم إجمالاً، لكن هذا لايعني أن المدرس هو من يتحمل المسئولية بمفرده عن فشل الطالب بل الأسرة أيضاً والمجتمع. وضع مختلف وفي نفس الموضوع شارك الأستاذ/حسن ناجي مدرس من الرعيل الأول بالقول: المنهج الدراسي لايعلق به عيب بل هناك تطور في المعلومة وتوسع في المعرفة وتبسيط لما هو صعب في الكتاب المدرسي فعزوف بعض الطلاب عن الدراسة والتعليم نابع من عوامل أخرى ربما لها علاقة بصعوبة الحياة المعيشية أو بميل نفسيات البعض واتجاهاته فالبعض من الطلاب يجد نفسه محاصراً في سنين دراسته .. فهو يرى بأن مسألة السنة أو السنتين التي سيقضيها في استكمال دراسته الثانوية قد يحقق بها الكثير مما يتطلبه في تكوين مستقبله إن قضاها في عمل أو غربة أو أي شيء آخر يعني أصبح المهم كيف يستطيع أن يسابق الزمن ليحقق شيئاً ما يفيده في معيشته كما أن النظره للتعليم لم تعد كما كان في السابق حيث كان الطالب وحتى في الفصول الأولى يحظى بالتشجيع والاهتمام من قبل الكل أما اليوم أصبح الوضع مختلفاً تماماً فولي الأمر يغض الطرف عن متابعة ابنه لاعتقاده بأن هناك ماهو أهم وهو مصدر للرزق والشغل ومكابدة الحياة. من المحرر مهما تكن الظروف أو الدوافع التي تدفع بالطالب إلى تحديد موقف سلبي من المدرسة أو من المنهج الدراسي أو حتى من المدرس من الضروري العمل بجهود متضافرة وبتعاون من قبل الأسرة والمدرسة والجهات ذات العلاقة لإعادة المياه إلى مجاريها وتشجيع الطلاب على التحصيل العلمي واحترام العلم والمعلم. المنهج الدراسي يتحول إلى أوراق مفرغة حين تتأزم العلاقة بين الطالب والمدرسة