كتب/شوقي اليوسفي .. تقفز بعض الصحف المحلية إلى مرتبة الشرف حين تفرد مساحات واسعة للحديث عن جديد الوطن في الجانبين الصناعي والتجاري، وبالمقابل تهبط صحف أخرى إلى القاع حين تنفرد «على سبيل المثال» بنشر الجديد عن «المرسيدس» أو «البورش» وتترك ماهو «محلي» على الهامش تحت مبرر أن الحديث عنه يدخل في إطار المحظور واقصد «الاعلان» أو الترويج غير المباشر.. تصوروا حينما نتحدث في الصحافة المحلية عن آخر ابتكار لأجهزة تصفيف الشعر فهذا يعني «في نظر البعض» ثقافة، فيما الحديث أو التعليق عن افتتاح رصيف المعلا البحري يعد في «نظرهم» دعاية للقائمين على المشروع .. ثم نعود لنقول: من واجب الصحافة الوطنية أن تدعم القطاع الصناعي في بلادنا من منطلق ان العلاقة بينهما تقوم على أساس المصلحة المشتركة .. أي مصلحة إذا كنا في صحافتنا المحلية قد تجاهلنا كثيراً من القضايا الوطنية تحت مبررات واهية مثلاً ان يدِّعي رئيس تحرير أية مطبوعة ان نشر مقالة واحدة عن شركة خليج عدن التابعة لمجموعة هائل سعيد أنعم تعني التورط في «س» و «ج » وهذا هو الخطأ بعينه، والشاهد ان القائمين على المطبوعات الصحافية لم يطلعوا على أهمية مشروع رصيف المعلا من حيث القيمة الوطنية فتعاملوا معه على أنه تابع لمجموعة تجارية وصناعية!! هذا المشروع «على سبيل المثال»يعد من مشاريع البنى التحتية الحيوية، خصوصاً على مستوى تطوير البيئة الاستثمارية وتحسين خدمات الملاحة البحرية وتنشيط الحركة التجارية في ميناء عدن.. وبحسب تعليق الشيخ علي محمد سعيد أنعم «فإن المشروع سيسهم في توفير مبالغ كبيرة من العملات الصعبة التي كان يتم دفعها لشركة النقل البحري مقابل تأخير السفن في الميناء بما يسمى غرامة تأخير وهي مبالغ تصل إلى عشرين ألف دولار يومياً فكانت تمثل عبئاً على المستورد وتنعكس آثارها مباشرة على قيمة السلعة والحياة المعيشية للمواطنين.. لهذا أوجدنا مشروع رصيف المعلا بتكلفة 35 مليون دولار ليحل مشاكل المستورد وينتفع به الوطن بشكل رئيسي كما ان ميناء عدن يعد من أهم الموانئ في العالم لهذا يجب ان يستعيد دوره التاريخي لمواكبة التطور المتزايد في نشاط الاستثمار وحركة التجارة في البلاد والعالم. ياترى بعد ان علمنا جدوى هذا المشروع على الوطن وغيره من المشاريع العملاقة هل بإمكان الصحافة المخلصة ان تغض الطرف عنها لمجرد انها تابعة لشركة خاصة؟ اعتقد ان من الواجب إيلاء مثل هذه المشاريع أهمية بالغة باعتبارها انها تشكل منعطفاً هاماً في الحياة الاقتصادية بل وتدفع إلى مزيد من التفاؤل.. ثم والأهم من ذلك انها مشاريع تخدم الوطن والمواطن، هذا مالم يكن في نظر البعض مشروع تطوير البيئة الاستثمارية في بلادنا جريمة يحاسب عليها القانون.. أو ان البحث عن منافذ جديدة لاستعادة هيبة ميناء عدن يعد من جرائم الشرف!! هناك نوع من الصحافة المحلية يتعامل مع كل انجاز يتحقق على انه مجرد «طفرة» في حين ان الحقيقة التي لاتحجبها غيمة عابرة ان بلادنا تسير في الطريق المؤدية إلى المستقبل المنشود، والشاهد جملة مشاريع البنى التحتية. نريد ان نقول أيضاًَ ان الصحافة المسؤولة هي التي تحفز القطاع الخاص على ان يكبر بحيث توفر له المناخ المناسب بالطريقة التي تنسجم مع طموحاته الغالية.. لا ان «تقهره» بمجموعة «عقد» قد تكون ابرزها تجاهلها عن مشاريعه العملاقة.. وليس فقط الحديث عن القطاع الصناعي واجب وطني بل والاكثر منه حساسية وأهمية ان نعطي أصحاب المواقف الوطنية حقهم من التكريم الإعلامي ولو بالكلمة الصادقة «لأنها بعيداً عن المال» تفعل مفعولها في النفس البشرية.. وتعالوا بنا نسأل عن أية كتابات تناولت أو استعرضت الدور الوطني الذي قد يلعبه رجل الأعمال كونه أداة نفع للوطن ولايقل أهمية عن دور المناضل في معارك السياسة.. فماذا لوكان لدينا رجال أعمال جمعوا بين الوظيفتين الوطنيتين ؟! نعم لدينا على سبيل المثال الشيخ علي محمد سعيد أنعم، عضو مجلس الشورى ورئيس مجلس إدارة مجموعة هائل سعيد أنعم، هذا الرجل ليس مجرد تاجر. فهو بحسب التاريخ والحاضر لعب دوراً فعالاً في قيام الثورة اليمنية ثم ان ادواره الأكثر فاعلية تجلت في كونه مؤسس البنك اليمني للانشاء والتعمير ومؤسس لقطاع الكهرباء ومؤسس لقطاعات حيوية ابرزها القطاع الصحي ابان توليه منصب وزير الصحة في أول تشكيل حكومي بعد قيام الوحدة!! والشيخ علي محمد سعيد أنعم الذي أسس مع عمه المرحوم هائل سعيد أنعم امبراطورية المجموعة على المستويين المحلي والخارجي مازال ينظر للوطن على انه نبض قلبه والشاهد ان المجموعة نفذت خلال الأعوام العشرة الأخيرة مشاريع عملاقة قد تكون في شكلها تابعة لمجموعة هائل سعيد وانما في مضمونها تابعة لوطن يسكنه أكثر من عشرين مليون مواطن!! هل يستحق أنا نقول له شكراً لاخلاصك ولتفانيك ونقول له أيضاً بوركت من رجل ينام وقلبه معلق بهموم الوطن !! لم نقل له ذلك ذلك إلاّ في بعض المناسبات مع ان الرجل يتمتع بحس وطني عالٍ ..لم يسبق له أن اأساء لفرد أو جماعة، مايعني ان صفحات حياته البيضاء جعلت منه شخصاً استثنائياً.. مطلوب أيضاً من الصحافة المسؤولة ان تتعامل مع هذه القامات بكثير من الامتنان كونها مهدت لصناعة حاضر متخم بالانجازات والشيخ علي محمد سعيد «وان لم يكن بحاجة إلى التلميع فإنه بالمقابل ليس «مذنباً» حتى تتعامل معه الصحافة في بعض المواقف بحذر شديد كونه تاجراً وسياسياً في آن واحد.. ان هذا الرجل وبحسب معرفتي به يجبرك على ان تحترمه بمجرد ان تكتشف تواضعه الجم وقدرته أيضاً على اعطاء دروس مثالية في المثابرة والاجتهاد حتى وان لم ينطق اقصد ان بداياته المتعثرة صنعت منه رجلاً حكيماً، رجلاً يعرف من وأين يضع خطواته السليمة .. لهذا قفز إلى حيث نجده اليوم مع البسطاء من أبناء الوطن يبادلهم المشاعر والاحاسيس وهو الرجل الثري جداً.. ان الحديث عن الشيخ علي محمد سعيد أو غيره من الاسماء الكبيرة من رجالات الأعمال هو في الأصل حديث عن قامات وطنية كان لها دور بارز في بناء الوطن بالشكل الذي يخدم التطلعات ويتناسب مع حجم حبنا للحياة.. لقد أصبح لزام على الصحافة الوطنية ان تتحمل مسؤولية تكريم رموز الوطن في مختلف المجالات من منطلق حاجتنا لان يبدعوا أكثر ثم من أجل ان نخلق في «غيرهم» روح المثابرة والتطلع!! أما إذا بقينا على جهلنا في التعامل مع أصحاب المواقف فإن في ذلك جحوداً واضحاً ونكراناً للجميل سوف يعكس نفسه بسهولة ويسر على واقع الحال!! نريد ان نكون منصفين في قول ان لدينا مشاريع عملاقة أصبحت تشكل أعمدة بناء أساسية .. ولدينا مشاريع قيد التنفيذ سوف تقفز باليمن إلى مستوى أفضل كما وان لدينا عقولاً بشرية بحجم جبال من الذهب !! المهم ان نراهم ونرى إلى مايحدث اليوم من تطور ملموس بعيون متفائلة ونترك أولئك الذين راهنوا على ضياع الوطن في لحظة أشرقت في حياتنا شمس الاطمئنان،كما وهي الحاجة أيضاً ان نقول للمخلصين من رجال الأعمال، سيروا في طريق البناء دون ان تلتفتوا إلى أصوات «المسودة وجوههم»،وغداً ان لم نصنع لكم تماثيل تفسر امتناناً لكم فإنكم ستظلون أصحاب الأيادي البيضاء في صناعة التاريخ المشرق والحاضر الأكثر اشراقاً وإلى الأمام.