شهدت بلادنا في مجال قطاع النقل خلال العقدين الماضيين نقلة نوعية في حياة أبناء شعبنا والانطلاق بهم إلى مستوى متقدم ومتطور من خلال توفير العديد من الباصات المريحة والحديثة ذات الخطوط البرية الطويلة التي تربط عواصم المحافظات.. ومحافظة تعز كغيرها من محافظات الجمهورية خطت خلال تلك المرحلة خطوات واسعة في رفع مستوى خدمات النقل بكافة أنواعها وأشكالها المختلفة مواكبة في ذلك حركة التطور الشامل في هذه المرحلة المهمة من مراحل التقدم. صحيفة «الجمهورية» التقت الأخ/ عبدالمنعم صلاح مدير عام مكتب النقل بتعز ليسلط الضوء حول ماشهدته تعز من تطور في هذا المجال الحيوي وإلى حصيلة هذا اللقاء.. - هل لك ان تسلط لنا الضوء حول التحولات التي شهدها قطاع النقل بمحافظة تعز ؟ من الصعب جداً عمل مقارنات بين وسائل النقل في الماضي ووسائل النقل في الحاضر ففي الماضي كانت وسائل النقل لاتزيد عن 10 سيارات بيجو تنقل الركاب من الباب الكبير حتى العرضي أو الجمهوري كانت تسير عبر الوسائل التابعة لنقابة النقل بتعز ولا يستطيع أحد ان يمارس أو يزاول نشاط نقل الركاب والبضائع إلا بترخيص من النقابة. ومنذ إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة التي شكلت حجر الأساس وقاعدة الانطلاق نحو تنمية مستدامة لقطاع النقل وفي ظل وجود قانون النقل البري رقم (33) لسنة 2003 تم تحرير النقل من الاحتكار وشهد تطوراً وقفزات نوعية خلال عشرين عاماً من عمر الوحدة لا يتسع المجال لذكرها وعلى سبيل المثال لا الحصر توسعت عملية نقل الركاب الداخلي داخل المدينة ووصل عدد الحافلات والباصات إلى (700) حافلة وباص تسير بشكل جيد وعلى أرقام منظمة لكل الأسواق والحارات داخل مدينة تعز .. فيما وصل عدد وسائل نقل الركاب الجماعي من تعز إلى مختلف محافظات الجمهورية إلى مايزيد عن خمسة وخمسين حافلة وباص نقل جماعي.. وظهرت بوضوح كثير من شركات النقل تعمل لنقل الركاب والبضائع داخلياً وخارجياً في ظل اتساع شبكة الطرق الحديثة وتحسن مستوى خدمات نقل الركاب والبضائع. توسع استثمار النقل - ماذا عن الاستثمار في مجال النقل بتعز ؟ في الواقع الاستثمار في مجال النقل مفتوح على مصراعيه وقانون الاستثمار يشجع المستثمر في مجال النقل من حيث إعفاء الحافلات ووسائل النقل الخاصة بالركاب من الجمارك وإعطاء المستثمر امتيازات ورعاية كبيرة وهذه التسهيلات أدت إلى زيادة عدد الشركات المتخصصة بالنقل الجماعي الدولي إلى 23 شركة مستثمرة حققت أهدافاً تنموية متعددة ناجحة. فيما زاد عدد شركات النقل الجماعي الداخلي من شركة واحدة إلى 5 شركات ومن ضمنها الشركة العملاقة المتحدة للنقل المحدودة التابعة لمجموعة شركات هائل سعيد أنعم وشهد الاستثمار في مجال النقل قفزات نوعية من عمر الوحدة اليمنية وتوسع الاستثمار في تعز حتى وصل عدد الشركات الخاصة بالنقل الجماعي الدولي إلى 15 شركة استثمارية. وسيقدم مكتب النقل بدعوة رجال المال والأعمال للاستثمار في مجال النقل وذلك بإنشاء شركات نقل للركاب والبضائع وكذا إنشاء وبناء المواقف والمحطات النموذجية في مداخل مدينة تعز والخط الساحلي لمدينة المخا. - تطوير مطار تعز - هل لك ان تعطينا فكرة عن إعادة تأهيل وتطوير مطار تعز وكذا إعادة تأهيل ميناء المخا؟ بالنسبة لمشروع تطوير مطار تعز وتوسعته فهو ضرورة حتمية كبيرة لماله من أهمية كبيرة وموقع جغرافي متميز يتوسط ثلاث محافظات هي تعز وإب والضالع وتلك المحافظات تشكل كثافة سكانية كبيرة.. وتعد محافظة تعز مركزاً اقتصادياً وصناعياً وتجارياً هاماً في بلادنا وكذا فقد وجه فخامة الأخ رئيس الجمهورية بضرورة توسعة مطار تعز وتم اعتماد الموازنة اللازمة لتنفيذ المرحلة الأولى من المشروع ورصد الاعتماد اللازم لتعويض المواطنين عن الأراضي التي سيتم تنفيذ المشروع فيها.. وتوسعة مطار تعز وتطوير الممر فيه سيسهم دون شك في زيادة وتسهيل نقل الصادرات إلى مختلف الدول المجاورة وذلك سيعود بالنفع والفائدة على الاقتصاد الوطني.. وسيحقق للمطار والمحافظة حركة دائمة ومستمرة على مدار الساعة وسيكون المطار قادراً على استقبال مختلف الطائرات. تعويض الملاك.. وتوسعة مطار تعز - هل تم استكمال تعويض المواطنين.. وما الذي تم تنفيذه من المرحلة الأولى لمشروع توسعة مطار تعز؟ بالنسبة للتعويضات فقد تم استكمال أعمال اللجنة القضائية المكلفة بتعويض ملاك الأراضي واعتماد المبالغ المالية اللازمة لتعويضهم. أما مشروع تطوير المطار وإعادة تأهيله بعد الانتهاء من أعمال المرحلة الأولى المتمثلة في إنشاء الممر الرئيسي الشرقي والغربي وكذا إنشاء الممر الموازي وإنشاء برج المراقبة الجوية وإنشاء مبنى المعلومات وإنشاء محطة الإطفاء والإنقاذ سيكون المطار ذات حركة دائمة ومستمرة وقادراً على استقبال مختلف الطائرات القادمة من داخل وخارج الوطن. - تطوير وتأهيل ميناء المخا - ويضيف صلاح : أما فيما يتعلق بتطوير وتأهيل وتوسعة ميناء المخا فقد وجه فخامة الأخ رئيس الجمهورية برصد واعتماد الموازنة اللازمة وقد بلغت تكاليف تنفيذ المرحلة الأولى مبلغاً وقدره 14 مليون دولار حيث يتم صيانة وتأهيل الأرصفة وإضافة رصيف جديد وكذا تعميق حوض الاستدارة والقناة الملاحية وسيتم أيضاً بناء حظيرة لاستقبال المواشي الواردة من الخارج وكذا إنشاء ورشة لصيانة المعدات والآليات. تأتي التوجيهات الرئاسية حرصاً على أهمية تطوير ميناء المخا لكونه من أقدم الموانئ البحرية على مستوى شبه الجزيرة والخليج ولأهمية قربه من الممر الدولي بمساحة 6 كيلو مترات. وتوسعة وتطوير ميناء المخا سيعود بالخير والمنفعة الكبيرة على اقتصاد بلادنا الوطني عموماً ويعود بالخير على المواطنين بمحافظة تعز خصوصاً. وبعد ان يكون ميناء المخا قادراً على استقبال البواخر العملاقة ستقوم الشركات والمصانع ورجال المال والأعمال وكبار التجار بتفعيل نشاط الميناء بنقل الشحنات والبضائع والمنتجات الزراعية والسمكية بصورة دائمة. خطط مستقبلية لمشاريع استراتيجية - ماهي الخطط المستقبلية لمكتب النقل بتعز ؟ أود أن أشير إلى ان هناك مشاريع استراتيجية وطنية لقطاع النقل طويلة المدى وقصيرة المدى تعدها وتنفذها الحكومة ممثلة بوزارة النقل. أما بالنسبة لخطتنا في مكتب النقل بتعز فهي متعددة وبحسب الأولويات سيتم تنفيذها وتتمثل في الآتي : - تجسيد الهيكل التنظيمي المقر قانوناً على مكاتب النقل في مختلف محافظات الجمهورية... و القضاء على البطالة المقنعة عن طريق تمكين الموظفين من ممارسة الأعمال وتوزيع المهام وفقاً لمبدأ التخصص الوظيفي والمسئولية وكفاءة العامل.. وأيضاً متابعة إصدار قرار إنشاء فروع لمكتب النقل في المديريات.. فضلاً عن متابعة إنشاء مجلس تنظيم حركة النقل في تعز طبقاً لقرار مجلس الوزراء رقم (380) لسنة 2005م... وكذلك متابعة اعتماد الدرجات الوظيفية اللازمة لتمكين المكتب من السيطرة على النقاط والمنافذ ومواقع تحصيل الموارد المحلية من رسوم وسائل النقل وكذا التمكن من تفتيش مكاتب فروع شركات النقل البري الداخلي والدولي والرقابة والمتابعة للمتحصلين في الفرزات والخطوط الداخلية...و - العمل على تحصيل الإيرادات المحلية من رسوم وسائل النقل طبقاً لقرار مجلس الوزراء رقم (283) لسنة 2001م... و العمل على تأهيل وتدريب الكادر الوظيفي التابع لمكتب النقل بما يواكب متطلبات العمل. - مطالبة الجهات المسئولة اعتماد النفقات اللازمة لعمل المكتب بمافي ذلك النفقات الاستثمارية لتمويل الدراسات والتصاميم لإقامة محطات نموذجية في مداخل المدينة.. و متابعة تنفيذ الرسوم والتصاميم الخاصة بالمحطات والمواقف العامة والخاصة وتنمية شبكة الطرق والعمل على تأهيل بعض المواقف الحالية لاهميتها كمثل موقف التضامن – الباب الكبير والنسيرية وموقف التحرير وموقف قبة المعصور... بالإضافة إلى إعادة النظر بمواقف وفرزات الركاب من تعز إلى المحافظات ودراسة إمكانية نقلها إلى خارج المدينة وذلك لتخفيف الازدحام والاختناق المروري والاستفادة من هذه المواقف والفرزات كمواقف داخلية لوسائل النقل الحضري... وضرورة - التواصل مع مرور تعز لإمكانية افتتاح خطوط سير جديدة... و - التواصل أيضاً مع الجهات ذات العلاقة حول إمكانية إقامة مواقف للسيارات الداخلية... وإلزام شركات النقل الجماعي الداخلي والدولي إعادة ترتيب أوضاع مكاتبها طبقاً لقانون النقل واللوائح والقرارات المنظمة لعمل شركات النقل الجماعي منعاً للازدحامات والاختناقات المرورية التي تسببها في الشوارع الرئيسية والفرعية... فضلاً عن إجراء دراسة ميدانية بالتعاون مع إدارة المرور لوضع القائمة لحركة وسائل النقل بشكل عام ووسائل النقل الحضري بشكل خاص داخل المدينة وإيجاد الحلول الممكنة للتخفيف من حدتها.. واستخدام بعض الشوارع الفرعية واستغلالها كمواقف عامة وخاصة.