- هل استفاد العمانيون مما حدث في الإمارات ؟ - كتب ماهر المتوكل .. - عيون خليجية الكتابة عن خليجي 18 بعيون خليجية وقومية تجعلنا نأسى على ما وصل إليه الحال في المشاركات في بطولات الخليج إذا ما أخذنا بطولة خليجي 18 مقياساً لاستمرار البطولات بنفس السباق وعلى نفس المنوال.فلأول مرة نلمس التصريحات العلنية الجارحة والمسيئة في بعض الأحايين على صدر الصحف الخليجية.. ولأول مرة يشكك لاعبون بمدربهم كما حدث مع لاعبي العراق رزاق فرحان ونشأت أكرم وهوار محمد وغيرهم من اللاعبين الذين عرضوا حياة المدرب أكرم سلمان للخطر.فقد كان مفاد تصريحات اللاعبين بأن المدرب لم يتمتع بالحس الوطني وتآمر على منتخب بلاده لإرضاء قيادات سعودية وعدته بمكافأة مجزية وعقد احتراف في السعودية، حسب ما نشرت بعض الصحف التي تداولت الشائعات والتصريحات المسيئة لأكرم سلمان، والتي جعلت المدرب المغلوب على أمره يقول: لقد طعنني اللاعبون في ظهري..!وقد أُعجبت بالحديث المسئول للدكتور/ضياء المنشي والوفد الإعلامي المرافق لمنتخب العراق الذين نفوا ما نشر على لسان البعثة الإعلامية في بعض الصحف الخليجية التي كانت تبحث عن الإثارة، فبدأت تؤكد إحالة المدرب أكرم سلمان للتحقيق، وأكدت إقالة الاتحاد العراقي برئاسة حسين سعيد.وتوالت الأحاديث المفبركة التي ذهبت في خانة التآمر على المنتخب العراقي الذي أرعب المنتخبات، فعمدوا إلى إثارة الفتنة بين اللاعبين والمدرب في وقت مبكر وبدأوا يضعون علامات استفهام بعد فوز المنتخب العراقي على نظيره العراقي، ونشرت تساؤلات، لماذا تعمّد المدرب أكرم سلمان عدم إنزال بعض اللاعبين. - تصريحات غير مسئولة وتوالت الأحاديث والتصريحات غير اللائقة «إذا صحت»، فأول تصريح لم يكن لائقاً ما قاله يوسف السركال رئيس الاتحاد الإماراتي عندما شن وابلاً من الإهانات ضد الحكم السعودي، وطالبه بأن يذهب لبيع «الفجل والثومة» كون الحكم السعودي ينحدر إلى فئة المهمشين في السعودية..! وعندما وجد ذلك التصريح غير المسئول للسركال غضباً واستياءً سعودياً بادر السركال إلى الاعتذار، مبرراً ما قاله بأنه كان في حالة نفسية سيئة ،وبأن الصحف استغلت غضبه ونشرت ما تحدث به في لحظات حنق. - صحافة غير مسئولة ولأول مرة شهدنا وقرأنا تصريحات للاعبين وقيادات رياضية للدول المشاركة في خليجي 18 وكنا نقرأ استياءً ونفياً هنا أو هناك لخبر هنا أو تصريح هناك.. ولأول مرة تصدرت الأخبار التي تفرّق وتثير الفتنة وتفتح باباً للتجريح وتثخن جراحات بعض الدول التي أثرت عليها وغيمت عليها الخلافات السياسية التي عادت لتغطي سماء أبوظبي.فالشيخ/أحمد الفهد الذي وجد منتخب بلاده في حالة مزرية، وبدلاً من معالجة الأمور والتفرغ لمنتخب بلاده ظل يتحدث عن منتخب اليمن.. فعقب مباراة منتخبنا الذي تعادل مع الكويت سارع أحمد الفهد إلى التصريح الذي لم ينفه الفهد، فقد قال بأن منتخب اليمن انتهى مفعوله، ولن يحصد أي نقاط، ولن يقدم شيئاً في بقية لقاءاته..!وبعدها قرأنا تصريحاً لعيسى بن راشد من الاتحاد البحريني للقدم بأن الإعلام السعودي يكذب ويفتعل المشاكل.. وسارع أحمد الفهد إلى القول بأن الإعلام السعودي لا يكتفي بالكذب، ولكن يكذب ويصدق ما يكذبه..!وكان هذا الكلام غير اللائق ينشر لعدم وجود صحافة مسئولة أكدت بأن الإعلام الخليجي في خطر ويشكو من العلل، وأهم مشكلتين كانتا تتمثلان أولاً في نشر تصريحات وحوارات كاذبة للاعبين وقيادات رياضية سارع البعض إلى نفيها، واكتفى البعض بنفيه أمام جموع الإعلاميين أو عبر لقاء خاطف في إحدى القنوات المخصصة لمتابعة أحداث خليجي 18 .والمشكلة الثانية تمثلت في نشر حكايات وتصريحات تندرج في إطار المؤامرات والنوايا الخبيثة لإثارة المشاكل في هذا المنتخب أو ذاك وخلق فتنة بين هذا المدرب ولاعبيه أو بين القيادي الرياضي وأحد نظرائه.. في حين كان يجب أن تكون هناك ضوابط ومعايير وأدبيات يجب الالتزام بها.ورغم الضوابط التي وضعتها اللجنة الإعلامية لخليجي 18 برئاسة المحمود إلا أنها لم تفعّل لأن اللجنة الإعلامية لن تستطيع التحكم فيما ينشره ما يقرب من ألف وخمسمائة وسبعين صحفياً، حسب تأكيدات رئىس اللجنة «المحمود».وهذا الأمر يوجب عمل لوائح منظمة لعمل الإعلاميين في بطولات الخليج وعمل ضوابط، فأي خبر كاذب أو تصريح جارح يسيء لأي بلد أو يثير التحسس لدى هذا المنتخب أو ذاك يلتزم البلد الذي ينتمي لها ذلك الإعلامي بضرورة ترحيله وإعادته لوطنه حتى لا يكون تواجده مضراً بالبطولة ويسيء لعلاقات الأشقاء وحتى لا يثخن الجراح أو يوسع الهوة في حال وجود خلاف بين دولتين بعيداً عن كونه خلافاً سياسياً أقحم الرياضيين فيما لا شأن لهم به.أو كان هناك خلاف رياضي كما أراد البعض الذين دفعوا الأشقاء العراقيين للمطالبة باستضافة خليجي 20 نكاية باليمن وإقحام ما حدث على خلفية موقف سياسي للتأثير على علاقات الرياضيين.وجاءت دورة خليجي 18 لتعمّق الجراحات، وبرز سوء التنظيم في كل شيء، وأهم ما كان يشوه تنظيم البطولة دخول وخروج الجماهير من الملاعب، وعدم المساواة بين الجماهير في الحقوق والواجبات.ففي حين مُنعت بعض الجماهير اليمنية من الدخول أمام الإمارات، وتعرضوا للضرب ومنع البعض من إدخال مكبرات الصوت والطبول، شاهدنا وسمعنا مكبرات الصوت والطبول في مدرجات جماهير الإمارات.. وذلك بعيداً عن اعتذار رئىس اللجنة حمد بن مبارك، الذي اعتبر ما حدث تصرفات فردية ولا تعبر عن اللجنة المنظمة لخليجي 18 وبأن اللجنة ستفتح تحقيقاً حول الملابسات.ونحن هنا نسأل.. هل ما حدث في خليجي 18 كان رائعاً؟ الإجابة لا، لأن بطولات الخليج زيها زي أي تجمع عربي أو غيره يهدف إلى فتح سماء رحبة للود والمحبة والإخاء والتنافس الشريف لإثبات الذات، وعمل كل ما يقرّب بين الدول المشاركة، وليس كما حدث في خليجي 18 .وأعود وأقول بأني شاركت في الحضور لمنافسات خليجي 16،17،18 وأعتبر خليجي 16 الذي أقيم في الكويت الأفضل من كل النواحي، وتليها قطر.. وأما خليجي 18 فنأمل أن يقوم الأشقاء في الإمارات بعمل تقييم شامل وتقديم اعتذار عن كافة ما حدث من أمور أوجدت مناخاً سيئاً عكس نفسه على تصرفات الإعلاميين والحكام والجماهير والقيادات الرياضية، وخلقت جواً من التشنج واصطياد الأخطاء وممارسة أساليب التحايل والتنسيق مع المدربين وإرسال بعض السماسرة إلى اللاعبين ليغروهم بعقود وهمية ليلهوهم عن مهمتهم مع منتخباتهم ويشتتوا تفكير بعض اللاعبين.وهناك قصص نادرة كُشفت كانت تحمل نوايا سيئة وأساليب ليس مكانها التجمعات الرياضية.. فهل استفاد العمانيون مما حدث في الإمارات ليتجاوزوه في خليجي 19