عاصم مهيوب الكحلاني ..دخلتُ الغرفة ، كانت مظلمة جداً.. لكني كنتُ أراه يجلس هناك في الزاوية.. أشعلتُ النور ، ثم مضيت أصارعه في جد وصبر.. دخل صديقي : مابك؟ لكنني ارتميت على السرير : لاشيء سوى أنه يريد مصارعتي ضحك صديقي : الجنون أوله هكذا ثم خرج قائلاً: لن أنام هذه الليلة هنا ، لقد أصبحت مجنوناً. استغربتُ من كلامه.. لكنه بالنسبة لي لايعني شيئاً واصلتُ حديثي مع الذي ينتظرني في الزاوية.. كان قوياً جداً كنتُ أعرف ذلك ، لا أريده أن يفرض سيطرته عليّ .. أنا أمتلك حق الدفاع عن نفسي لا أحد في هذا العالم يستطيع إيقافي أمرته بالخروج سريعاً من الغرفة.. أخرج السيف ، وشهره في وجهي.. صمتُ في وجهه. أنت تتحداني يا «أزومي» لكنه ابتسم واعاد سيفه «ارتحت ، له كثيراً.. أريده أن يجلس بجانبي لنتحدث معاً عن قوته وخفته.. كيف يعرف أن احداً يهاجمه من الخلف دون أن يلتفت.. نهضتُ إليه لكنه كان يبتعد عني ، قلت له: لسنا في المسرح.. لن أفعل بك شيئاً.. ثم إنك قوي تستطيع رد أي هجوم مفاجئ ، ابتسم مرة أخرى ، أحسست أنه أصبح يثق بي.. حدثته طويلاً ينظر إليِّ.. يهز رأسه فقط ويبتسم.. اتفقنا على أن أعلمه القراءة ونردد الكلام معاً.. أقتربتُ منه .. لكن يده تمسك بالسيف .. اقتربتُ أكثر.. أخرج السيف من غمده، وقال : خذ سيفاً وقاتلني تنهدتُ طويلاً ، قلت : اتعبتني يا «أزومي» انصرف الآن.. أرجوك قطب وجهه ، اقترب مني شاهراً سيفه.. تمالكت نفسي.. ليس لدي شيء ادافع به عن نفسي.. هو الموت إذاً جلستُ انظر إليه دون أن أتكلم.. مر بجانبي .. مسح بيده على رأسي وكتفي ، ابتسمت .. لكنه مر.. ابتعد أكثر ، صوتي كان يعلو شيئاً فشيئاً.. أزومي.. أزومي.. أزومي.. قبل أن يغيب صرخت بصوت «عال» أزومي أزومي خرج اصدقائي من غرفهم جرياً ، احدهم جاء بفردة حذاءً واحدة.. مابك ؟ مالك؟.. احدهم قال: مجنون .. وثان قال: به جني ، وآخر قال: عبقرية زائدة.. ضحك الذي يمسك بي وقال: لعله يكتب رواية.