أصيب 20 فلسطينياً على الأقل واعتقل عدد آخر عندما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي ساحة الحرم القدسي الشريف بعد صلاة الجمعة، ولا يزال التوتر يخيم على أنحاء البلدة القديمة وساحة الأقصى رغم خروج المصلين الذين حوصروا لفترة داخل المسجد خلال المصادمات مع قوات الاحتلال. وقد استخدمت شرطة وجيش الاحتلال قنابل صوتية ومسيلة للدموع وأعيرة مطاطية بعد أن اجتاحت ساحة الحرم من باب المغاربة، الذي جرت بقربه على مدى الأيام الماضية عمليات الهدم.وتذرعت قوات الاحتلال بتحصن عدد من المصلين داخل المسجد الأقصى وإلقاء الحجارة على الشرطة في ساحة حائط البراق. وأفادت أنباء بإصابة 15 من عناصر الشرطة الإسرائيلية في المواجهات.وتحولت شوارع وأزقة البلدة القديمة لثكنة عسكرية بعد انتشار تعزيزات جنود الاحتلال منذ الصباح الباكر حول القدس لمنع وصول المصلين أو مسيرات الاحتجاج من المناطق الفلسطينية. وامتدت الاشتباكات لمناطق باب العامود والزاهرة والأسباط.وفي هذه الأثناء انطلقت مسيرات في العديد من المدن والبلدات في الضفة الغربية بعد صلاة الجمعة، في إطار احتجاجات على عمليات الهدم والحفريات التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية في منطقة باب المغاربة.واندلعت اشتباكات بين جيش الاحتلال والمحتجين الفلسطينيين عند حاجز قلنديا بين رام الله والقدس. وقد استخدم الجنود الإسرائيليون في هذه الاشتباكات قنابل الغاز بينما رشقهم المتظاهرون بالحجارة والقناني الفارغة، وأصيب 11 فلسطينيا في المواجهات. وخرجت أيضا مسيرات في غزة تندد باستهداف الأقصى. وفي تصريحات بمكة المكرمة دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ما وصفه "تعسف سلطات الاحتلال"، ودعا في تصريحات للصحفيين الشعب الفلسطيني للوقوف صفا واحدا ضد هذه الإجراءات. من جهته دعا قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي الأمة العربية والإسلامية لعمل جدي يتجاوز التنديد والشجب لمساندة الشعب الفلسطيني في معركة "دفاعه عن شرفه وعقيدته". وقال للجزيرة إن العالمين الإسلامي والمسيحي يجب أن يتحركا في مواجهة "البطش الإسرائيلي الذي يريد أن يحول القدس إلى مدينة يهودية".كما ناشد التميمي المجتمع الدولي التحرك "لكبح جماح الكيان الصهيوني"، وقال إن "إسرائيل تضع العالم على شفير حرب دينية وتهدد الأمن والسلام الدوليين".ودعا مشير المصري عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى تحرك جماهيري عربي إسلامي لمواجهة خطط النيل من الأقصى. وطالب المصري في تصريح للجزيرة بطرد سفراء إسرائيل من الدول العربية التي تقيم علاقات معها، ووصف وجودهم في ظل هذه الإجراءات بأنه جريمة.كما حث المصري على تكثيف الضغوط على إسرائيل لوقف مخططاتها التي "ستفجر الموقف في المنطقة". وأشار إلى صلة ما جرى في القدس باتفاق مكة المكرمة، وقال إن إسرائيل تراهن على إحداث فتنة وإرباكات داخلية في الساحة الفلسطينية وتسعى لإفشال الوفاق الذي تحقق في مكة.من جهته طالب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو في تصريح للجزيرة بضغط دولي على إسرائيل لاحترام الاتفاقات الدولية. كما تواصلت المسيرات في عدة دول عربية احتجاجا على الحفريات والاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى.فقد نظمت لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة والنقابات المهنية الأردنية مسيرة في عمان بعد صلاة الجمعة تحت شعار "نصرة للمسجد الأقصى". كما نظم آلاف اللاجئين الفلسطينين في سوريا مسيرة مماثلة.وفي مصر شهدت محافظتا الإسكندرية والغربية وقفات احتجاجية أمام المساجد احتجاجا على ما تقوم به إسرائيل من حفريات واعتداءات على الأقصى. وفي القاهرة فرضت قوات الأمن إجراءات مشددة حول الجامع الأزهر ومنعت الكثيرين من الدخول إليه لأداء صلاة الجمعة بدعوى وجود إصلاحات.بعد الصلاة تجمع عدد من المصلين خارج الأزهر ونددوا بالممارسات الإسرائيلية وبمنعهم من الصلاة داخل الأزهر. وقد ألقت قوات الأمن القبض على عدد من المحتجين ثم أطلقت سراح بعضهم في وقت لاحق.