اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر الشيخ رائد صلاح وعددا من الفلسطينيين، بعد الاعتداء عليهم بالضرب إثر محاولتهم الوصول إلى باب المغاربة الموصل إلى باحة المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة. وتشكيل دروع بشرية للحيلولة دون مواصلة الجرافات الاسرائيلية لعملية هدم المعالم الإسلامية وقالت إن من بين المعتقلين سليمان غبارية رئيس بلدية أم الفحم سابقا إضافة إلى خمسة شبان آخرين.في الوقت الذي تواصل فيه ان الجرافات الإسرائيلية أعمال الحفر والهدم في محيط المسجد الأقصى بوتيرة أسرع مما كانت عليه . في هذا السياق أبقت الشرطة الإسرائيلية على القيود التي فرضتها على دخول المصلين إلى باحة المسجد الأقصى بذريعة استمرار عمليات الهدم عند باب المغاربة. وقال المتحدث باسم الشرطة إن السماح بالدخول اقتصر على من تجاوز ال45 من العمر ويحمل بطاقة هوية زرقاء تمنحها إسرائيل، مشيرا إلى نشر أكثر من 2000 جندي في محيطة باحة الحرم القدسي الشريف والبلدة القديمة في القدس.في هذه الأثناء تواصلت الإدانات لإعمال الهدم التي نفذتها الجرافات الإسرائيلية قرب حائط البراق المتاخم للمسجد الأقصى. ودعا النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي محمد بركة إلى الوقف الفوري للحفريات الحالية. الجريمة التي تقترفها قوات الاحتلال عند باب المغاربة تعيد إلى الأذهان جريمة الاحتلال التي ارتكبتها في المكان قبل نحو 40 عاما حين دمرت حي المغاربة الفلسطيني في المكان، وأزالت عن الوجود حوالي 140 بيتا إضافة إلى المتاجر وغيرها من المرافق. كما دعا رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية الشعب الفلسطيني إلى أن يهب لحماية المسجد الأقصى "الذي يتعرض للتهويد". كما أعلنت أجهزة الأمن الفلسطينية أن إضرابا عاماً أقيم في مدينة الخليل بالضفة الغربية، احتجاجاً على الأشغال التي تقوم بها إسرائيل بالقرب من أحد مداخل المسجد الأقصى في القدس. وخرج آلاف الفلسطينيين في عدد من مدن الضفة الغربية وقطاع غزة في مظاهرات استنكار لأعمال الحفر في محيط المسجد الأقصى، وطالب الفلسطينيون إسرائيل بالكف فوراً عن الأشغال التي تقوم بها واعتبروا ما يجرى محاولة لطمس هوية المسجد.على الصعيد العربي والإسلامي أدان العاهل الأردني عبد الله الثاني الأعمال الإسرائيلية، مؤكدا أن بلاده ستتخذ جميع الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على المقدسات الإسلامية في القدس. وطالب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إسرائيل بالتوقف الفوري عن القيام بأي نشاط أو إنشاءات في منطقة المسجد الأقصى أو أي عمل من شأنه "استفزاز مشاعر المسلمين وإثارة غضبهم". وبصفته رئيسا للجنة القدس المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي دعا العاهل المغربي محمد السادس إسرائيل إلى الوقف الفوري لهذه الأعمال. كما طالبت سوريا منظمة المؤتمر الإسلامي بالتحرك لوقف كل ما يهدد سلامة وحرمة الحرم القدسي الشريف. وأعربت الجامعة العربية في بيان لها عن القلق البالغ والغضب الشديد تجاه ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من "عدوان متواصل وبخطوات متسارعة للإضرار بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس وإجراءات تهويد هذه المدينة المقدسة لدى الشعوب الإسلامية والمسيحية". ودعت الجامعة المنظمات الدولية المعنية بتحمل مسؤولياتهم فورا "لوقف هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم على المسجد الأقصى المبارك خاصة ومدينة القدس عامة للمحافظة على السلم والأمن الدوليين". كما أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن العطية ما تقوم به إسرائيل من أعمال بالقرب من أحد مداخل المسجد الأقصى في القدس معتبرا أنها "ممارسات استفزازية". وندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه بالأعمال الإسرائيلية، وحذر من أن المسجد الأقصى سيكون الشرارة التي تشعل النار في العالم الإسلامي كله غضبا لأولى القبلتين. ودعا البيان علماء الأمة ودعاتها ومفكريها ومثقفيها إلى القيام بواجبهم في تنبيه الأمة إلى الخطر المحدق الذي يحيط بالمسجد الأقصى. أما على الصعيد الدولي فقد قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن ما وصفها بالتصرفات الاستفزازية إزاء المقدسات الدينية أمر غير مقبول، وذلك عقب محادثاته في موسكو مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى.