برعاية الأستاذ/ عبدالقادر علي هلال محافظ محافظة حضرموت وبتنظيم رائع من مركز الإبداع الثقافي للدراسات وتنمية التراث وبالتعاون مع جمعية أنصار الثقافة والتراث بغيل باوزير. اختتمت مؤخراً بمدينة غيل باوزير فعاليات الحلقة العلمية الأولى في ذكرى وفاة العلامة محمد عمر بن سلم وأحتوت على معرض المدرسة الأبوية «رباط بن سلم أنموذجاً» إلى جانب البحوث الثلاثة التي قدمت ومنها أهمية الدمج بين ثوابت المدرسة الأبوية الشرعية وآليات التعليم الأساسي والأكاديمي المعاصر وأثر ذلك في تصحيح الأخطاء والنواقص المسيسة في المرحلة للمفكر الداعية الإسلامي للشيخ أبوبكر العدني بن علي المشهور وسيرة حياة العلامة محمد بن عمر بن سلم للشيخ سالم بن أحمد بن سلم وفي حقل تدشين لفعاليات الحلقة العلمية الأولى ألقيت العديد من الكلمات من قبل رئيس اللجنة التحضيرية أكرم باشكيل وصاحب الفضيلة العلامة محمد أحمد البطاطي المدير العام لمكتب وزارة الأوقاف والارشاد بساحل حضرموت والأخ/عمر صالح الخلاقي المدير العام لمديرية غيل باوزير والداعية الإسلامي العلامة أبي بكر العدني بن علي المشهور اشارت جميعها إلى أهمية اقامة مثل هذه الحلقات للتذكير بعطاءات واجتهادات مثل هؤلاء من أصحاب الفضيلة العلماء الذين اناروا الطريق على سماحة واعتدال ووسطية ديننا الإسلامي الحنيف وإشاعة روح المحبة والتسامح وقبول الآخر.. ذكر الأستاذ أكرم باشكيل رئيس جمعية أنصار الثقافة والتراث بغيل باوزير م/حضرموت رئيس اللجنة التحضيرية أن هذه الحلقة العلمية اليوم هي بداية الطريق نحو الوقوف أمام هذا العلم الشامخ الشيخ محمد عمر بن سلم ومعرفة حياته ومناقبه وتاريخه العلمي كما نقف أيضاً أمام المعلم الذي أسسه وهو رباط الغيل وماشهدته المدينة من تغيرات وتبديلات منذ نشوء التعليم به وحتى اليوم وهي ترسم لنا ملامح هذا المعلم التنويري الذي خرّج من المشايخ والعلماء والفقهاء والقضاة وأننا اليوم بحاجة إلى الوقوف على كل مابقي من اشعاعات نور هذه المرحلة والتنقيب والبحث عن ماتركته لنا من مادة علمية قيمة أكانت مخطوطة أو مطبوعة وهي ستضيء لنا الطريق وتعرفنا بتراث هذه المرحلة ولعل مثل هذه اللقاءات والندوات والحلقات العلمية تتجه صوب هذا الهدف. تجديد حياة العلم في الرباط يتوافد على رباط بن سلم بغيل باوزير منذ تأسيسه في عام 1320ه طلبة العلم من أفريقيا ومختلف مناطق اليمن وقد تولى إدارته أعلام في الشرع والقضاء ساهموا في تخريج عدد من الكوادر التي لها أدوار كبيرة وحين أزفت بدايات عهد جديد وتجددت مسيرة العطاء والخير والريادة وفاحت من جنبات أروقته نسيم الخير معلنة عصر جديد مفعم بروحانية العلم الشرعي وعلوم الدين المختلفة فيما بزغ في الأفق رباط العلامة محمد عمر بن سلم بغيل باوزير كصرحاً شامخاً من صروح العلم والتنوير بعد أن أضحى ردحاً من الزمان ضحية للسياسات الحمقية الخاطئة نعم عاد الرباط والعود أحمد وحينها نقول جميعاً: أمنح يارباط بالحياة إلينا وأبعث الخير في بطون الوادي وأملأ الأرض من ترابك تبراً وأبق يارباط رغم أنف العوادي لاشك أن هذه المنشأة الدينية تتجدد يوماً عن يوم ويسعى القائمون عليها بكل ماأوتوا من قوة لخلق المواطن الصالح في رحاب الإيمان وواحة العلم الشرعي «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون). 6 محرم الذكرى السنوية يحتفي رباط العلامة محمد بن عمر بن سلم بمديرية غيل باوزير محافظة حضرموت في 6 محرم من كل عام بذكرى وفاة العلامة بن سلم وقد احتفل الرباط في اليومين الماضيين بالذكرى 99 لوفاة هذا الرمز العلمي البارز ويعتبر الاحتفاء به تقليداً سنوياً ويحييه رباط بن سلم حيث تنشد الموشحات الدينية ويقام مولد نبوي وتلقى بعض الكلمات من قبل المشايخ تتحدث عن مناقب وسيرة العلامة بن سلم الذي أثرى الحياة بعلمه الوافر وأسس رباطه على تقوى من الله ونور في العام 1320ه الجدير بالإشارة إلى أن الاحتفال يقام في الضريح الذي دفن فيه بمقبرة «فحيل» ويحضره نخبة من العلماء والمشائخ بالمديرية وخارجها وجمع غفير من الطلاب الدارسين. *** إضاءة: افتتح الرباط رسمياً عام 1320ه من قبل مؤسسة العلامة بن سلم حيث أنقضى منذ أفتتاحه إلى الآن قرن هجري ونيف «1320ه 1428ه» وقد ساهم الرباط في تخريج عدد من القضاة الذين تولوا مناصب عليا في الجمهورية اليمنية ولظروف سياسية توقف سير التعليم والدراسة في هذا الرباط وبعد الوحدة المباركة أعيد نظام التعليم في كثير من الأربطة وبضمنها رباط بن سلم الذي أعاد إليه الروح من جديد بعد ربع قرن من الزمان ونيف ليلعب دوره الريادي وتوافد عليه منذ ذاك الزمان طلبة العلم من أفريقيا ومناطق اليمن المختلفة ولابد من ضرورة الحفاظ على هذا التراث العظيم صاخب العطاء المتجدد الذي اعطى ولايزال يعطي من مجهودات جسام أيقظت القوى الخيرة المؤمنة وخرّج الرباط كبار أساطين العلم والثقافة ونرجو من الدولة توفير كل مايتطلبه هذا الصرح الشرعي.