الحوثيون .. ماذا يريد هؤلاء من اليمن؟ لماذا الحقد الدفين والنقمة العاتية على اليمن الأرض والانسان؟ هؤلاء الحوثيون ومعهم أولئك عشاق الغدر بالوطن أصحاب السوابق في العدوان على حق اليمن في ثورته وجمهوريته ووحدته، هؤلاء وأولئك تلقوا مالاً بخساً نظير قيامهم بالأعمال العدائية والانتقامية ضد الوطن وزعزعة أمنه واستقراره وتقويض وحدته ونظامه الجمهوري. واهمون هؤلاء في دعوتهم إلى الإمامة وفي سعيهم للعودة باليمن إلى ماقبل 1962م، واهمون في ثقتهم بالشيطان من أنه سيعينهم على تبييض وجوههم لدى من هم مرتهنون لهم ، لأنهم يتكئون على متكآت عفنة كريهة، متكأ المذهبية ،متكأ المناطقية، ومتكأ الطائفية، يجهلون أو يتجاهلون بأن هذه المتكآت النتنة والعفنة قد عافها اليمنيون الأحرار بكل فئاتهم ومذاهبهم في عموم ربوع الوطن. مذهبياً : أولاً لا يعرف اليمنيون الاثنى عشرية كمذهب ولا تعرف اليمن كل اليمن غير مذهبين اثنين فقط هما المذهب الشافعي والمذهب الزيدي، وعبر التاريخ فأتباع هذين المذهبين يعيشون أخوة متحابين، كما أن المذهبين في ذاتهما متداخلان إلى درجة كبيرة جداً في حين أن الحوثيين يسعون لإدخال الاثنى عشرية إلى بلادنا كأداة لاستعداء اليمنيين كل اليمنيين زيوداً وشوافع ، إذ يزعم الحوثيون باثني عشريتهم فساد المذاهب الأخرى، وجواز سفك دماء أهلها ويزعمون أيضاً استحقاقهم وحدهم الولاية العامة دون غيرهم من سائر المسلمين. ويسعون وبعض أنصارهم للتضليل على العوام ممن مذهبهم الزيدية لكسب عواطفهم ولاستمالتهم إلى صفهم المعوج، وهنا لابد أن يدرك الجميع أن البون شاسع بين ما يعتقده الحوثيون وبين المذهب الزيدي ، ولابد أيضاً من أن يدرك الجميع أن علماء الزيدية يستنكرون ويخطئون أفعال الحوثيين ولا يقرون بشرعية ما يفعلونه فيما يسمى بالغدير وعاشوراء بل إن الحوثيين بمذهبهم الذي يعتنقونه يعتبرون الإمام زيد بن علي مؤسس المذهب الزيدي رافضياً مثله مثل الامام الشافعي وسائر أئمة المذاهب السنية عامة رضي الله عنهم وعن تابعيهم أجمعين وذلك لأنه رفض الخوض في الشيخين ابوبكر وعمر رضي الله عنهما ولأنه قال فيهما « رحمهما الله وغفر لهما ما سمعت أحداً من أهلي يقول فيهما إلا خيراً». ومن هنا صارت الزيدية العدو اللدود للتشييع وعلى هذا فمن يلتقي من الزيود بمن رفض مذهب امامهم زيد رضي الله عنه فليس بزيدي كما يدعي لنفسه وبهذا يسقط متكأهم النتن المستند على المذهبية ولبيان سقوط متكأهم الثاني والذي لا يقل نتانة عن سابقه والمستند على الطائفية نقول : إن التاريخ يقرر ان كل أبناء الشعب اليمني «في الشمال سابقاً» قد ذاقوا مرارة الحكم الامامي البغيض ومن ان قوائم طلائع الثوار قد ضمت ابطالاً يمنيين من مختلف فئات المجتمع اليمني دون تمييز وإن انتصار الثورة والجمهورية إنما تحقق بدماء الشهداء اليمنيين من مختلف فئات المجتمع دون تمييز أيضاً وهاهو الواقع اليوم يسير على ذات المنوال المحكوم بالنفس الوطني ويقف المجتمع اليمني بكل فئاته ودون تمييز الموقف الرافض لهذه الجماعة الضالة ومن معها، ومن جانب آخر فليس هناك من ينكر ان معظم القاطنين في صعدة وفي حجة مثلاً هم من أبناء تعز وإب والعكس، وهكذا في عموم ربوع الوطن وذلك كان نتاجاً للدول اليمنية القديمة السبئية والحميرية والمعينية من تأثير على الحراك الاجتماعي وتنقل اليمنيين من منطقة إلى أخرى. نعلم ان القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس لم تدع أية وسيلة أو طريقة من أجل احتواء الموقف إلا وسلكته وليس لمرة واحدة بل لمرات عديدة، فكثيرة هي الوساطات من جانب الدولة وكثيرة هي حالات الرفض من جانب الحوثيين وكثيرة هي حالات العفو من جانب الدولة وكثيرة هي حالات النكث بالعهد والقيام بالاعتداء من جانب الحوثيين. لماذا ؟ لأن هؤلاء يقرأون التاريخ قراءة خاطئة فقد استلهموا من واقعة صفين أن أية وساطة أو حوار مع الآخر أو هدنة مع الوطن انما هي عبارة عن غدر وخديعة وعلى ذلك فلا جدوى مع هؤلاء غير استمرار الوقوف مع الحكومة من أجل نصرة لواء القانون ودعوتها إلى ضرورة الاضطلاع بمسئوليتها الدستورية والقانونية في هذه القضية وفي تقويض نشاط هذه الفئة غير المشروع وتضييق خناقه صوناً للأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي في كل شبر من ربوع يمن ال 22 مايو، يمن الوحدة والثورة والجمهورية. وأخيراً مخطئون أولئك الذين يؤثرون السلبية تجاه هذه القضية ظناً منهم ان سلبيتهم ستنأى بهم وبأولادهم عن ويلاتها .. لابد من الدعوة إلى وجوب عقاب من يصمون آذانهم عن نداء الوطن . وما حال العراق والعراقيين عنا ببعيد. الرحمة للشهداء .. والنصر للثورة وللجمهورية .. والخلود للوحدة.