قالت مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع في لبنان ان التقدم الجوهري الحاصل نتيجة المحادثات السعودية الايرانية حول الملف اللبناني وحلحلة الازمة ومواضيع اخرى اقليمية كان حافزا وراء الزيارة التي يقوم بها الرئيس السوري بشار الاسد الى طهران أمس وتستمر يومين.ونقلت صحيفة "المستقبل" اللبنانية عن تلك المصادر ان هذه المحادثات استدعت سقفا عاليا من المحادثات السورية الايرانية عبر لقاء رئيسي البلدين في قمة تتصف بأنها محورية في العلاقات الثنائية بينهما وما يتفرع من هذه العلاقات من مصالح مشتركة.وأوضحت المصادر انه "بالنسبة الى الملف اللبناني فهناك مسألة رئيسة مطروحة على اعمال القمة وهي الاستفسار الايراني من الاسد عن استعداده الفعلي لدعم المحكمة ذات الطابع الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري او عدم استعداده لذلك، وما يرتبه هذا الامر من تداعيات على الوضعين السوري دوليا واللبناني داخليا ".وفي هذا الاطار كشفت المصادر ان القادة الايرانيين سيبلغون الاسد نتائج المحادثات السعودية الايرانية وحصيلة المشاورات التي قامت بها ايران مع اكثر من طرف عربي ودولي في شأن ملفها النووي واتجاهات مصالحها في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به والضغوط التي تواجهها.وتبعا لذلك قالت المصادر ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد سيبلغ الاسد "باهتمام طهران الشديد بألا يشكل التحالف بينها وبين دمشق عامل عرقلة في وجه أي تقدم حاصل حاليا او أي تفاهم قد يجري التوصل اليه مع السعودية حول العديد من القضايا المطروحة ولا سيما حيال عناصر التفاهم لحل الازمة اللبنانية الناشئة".وترى ايران بحسب المصادر ان لديها كما لدى سوريا مصالح متنوعة قد تلتقي وقد تتضارب الا انه من المفيد العودة الى اعادة تقويم كل التطورات والتحديات التي تواجه البلدين معا وتواجه المنطقة ككل والعمل لنبذ الفتنة المذهبية ورفض تعريض السلم الاهلي والاستقرار في لبنان والمنطقة للخطر.واشارت الى ان الاسد سيسمع في طهران عن وجود رغبة ايرانية بالا تكون سوريا وأداؤها عامل "خربطة" لما يتم العمل لإنجازه بين ايران والمملكة لكونهما دولتين جارتين ولديهما مصالح مشتركة في نبذ العنف ودفع مقومات التهدئة والحلول السلمية الى الواجهة لما فيه مصلحة المنطقة ككل.وقالت المصادر انه مثلما تتجه ايران الى الاخذ في الاعتبار جديا التحذيرات الروسية والسعودية من عدم التمادي في رفض المفاوضات الدولية حول ملفها النووي فانها تأمل من دمشق التعامل مع التحديات بالطريقة نفسها وهذا ما يطلبه منها المجتمعان العربي والدولي.وأكدت المصادر ان زيارة الاسد الى طهران ستكون مهمة بالنسبة الى الملف اللبناني وهي ستناقش مجموعة رسائل عربية ودولية، مشيرة الى ان تقارير دبلوماسية عربية وردت من طهران عشية الزيارة تتضمن آمالا بحصول ايجابيات في التفاهم السوري الايراني على المرحلة المقبلة قد تنعكس ارتياحا في الملف اللبناني بكامله.