نقلت صحيفة "المستقبل" الجمعة 31-12-2010 عن مصدر دبلوماسي عربي قوله إن تعامل الغرب مع إيران تغيّر، وأن هناك اعترافاً بمكانتها ك"لاعب أساسي" في المنطقة. وأوضح المصدر، الذي وصفته الصحيفة بالقريب من محادثات جنيف الأخيرة المتعلقة بالأزمة النووية الإيرانية، أن معطيات جديدة برزت مثل التأكيد "أن لا أحد يشكك في دور إيران ومكانتها على المستويين الإقليمي والدولي، وأنها لاعب أساسي في المنطقة". لكنه أشار إلى أن الموقف الفرنسي لم يجارِ التحول الغربي تجاه إيران لأن باريس لا تزال ترى أنه لا ينفع مع طهران سوى الضغوط. وأوضح المصدر أن "نمط التعامل تغيّر وأصبح كيف تنخرط إيران في اللعبة وذلك بعدما كان (الغرب) يرى إيران (عبارة عن) مشكلة نووية تسبب صداعا ولا يعترف لها بأي دور أو مكانة". وقال "هناك تغيّر كلي يعكس القبول بالأمر الواقع وهو أنه لا يمكن التعامل مع إيران كأنها نيوزيلندا في الشرق الأوسط"، مشيراً إلى أن "الوضع مختلف تماماً الآن رغم أننا ما نزلنا نواجه حرب باردة أو حالة توتر". وقال المصدر إن إيران "شريك للغرب في أفغانستان.. وحتى في باكستان"، وأنها "فرضت نفسها شريكاً رئيسياً في العراق". لكنه رأى أن المشكلة في المشرق العربي "هي كيف العمل لتطويع الدينامية الإيرانية في لبنان وفلسطين ما يعني أن القوى الغربية تلتزم في هذا المجال الجيوسياسي المنطق القائل إن إيران باتت طرفاً مقيما ولم تعد تمثل طرفا يمارس نفوذا على المسرح فحسب، وأن هناك مجموعة من القضايا والملفات يجري البحث في طريقة مقارنتها مع إيران ومنها الملف النووي". وقال المصدر إن التحول في نمط التعامل الغربي مع إيران "لا يعني أن الجانبين توصلا إلى اتفاق، بل بات من الأسهل التوصل إلى مثل هذا الاتفاق. وعن اعتبار المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي أن أي قرار إتهامي يصدر عن المحكمة الدولية، الخاصة بمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، "لاغياً وباطلاً"، قال المصدر أن هذا الكلام يعد بمثابة "ضربة على الطاولة" للتنبيه الى وجود اللاعب الإيراني، وإلى أن الورقة ليست كلياً في يد سورية. وقال إن كلام خامنئي يعني أن "إيران لها دور في لبنان ولم تعد تطل من وراء الدور السوري"، مضيفاً "إيران تقر لسوريا بالأولوية في لبنان... مقابل اعتراف دمشق بالأولوية الإيرانية في العراق".