اجتمعت في برلين امس الأربعاء اللجنة الرباعية الدولية الخاصة بالشرق الأوسط، بمشاركة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليسا رايس، التي وصلت إلى برلين تلبية لدعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وأطلعت رايس اللجنة الرباعية على نتائج مباحثاتها مع رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وكذلك نتائج القمة الثلاثية بينها وبين اولمرت وعباس.والتقت رايس في برلين بنظيريها الألماني فرانك فولتر شتاينماير والروسي سيرغي لافروف وبأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون. وحثت رايس اللجنة الرباعية التي تضم روسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي على بذل جهد اكبر لدفع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وكانت رايس قد أنهت جولة في الشرق الأوسط بلقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي أكد ضرورة ضمان استمرارية المجتمع الدولي وبشكل خاص الولايات المتحدة بالدفع بقوة لإحياء عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط. وقد اجتمعت رايس في عمان مع مسؤولين عربا بينهم الأمير بندر بن سلطان الأمين العام لمجلس الأمن القومي السعودي ورئيس المخابرات المصري عمر سليمان. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أميركي رافق رايس في زيارتها أن الوزيرة التقت في اجتماع رباعي غير معلن مسؤولي أجهزة الأمن الأردنية والمصرية والسعودية والإماراتية لبحث موضوع حكومة الوحدة الفلسطينية من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.وكانت رايس قد أعلنت عقب اجتماعها مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في القدس الاثنين أن اللجنة الرباعية يمكن أن تلعب دورا أكبر في دعم عباس في مواجهة حركة حماس. من ناحية أخرى، قالت منظمة أوكسفام الخيرية الدولية إن على أعضاء اللجنة الرباعية إنهاء المقاطعة غير الأخلاقية للحكومة الفلسطينية. وقال جيريمي هوبس مدير أوكسفام الدولية إن على الرباعية أن ترفع العصابة لتري الدمار الذي سببته سياساتها للعائلات الفلسطينية العادية. وأضاف أن استخدام المساعدات الدولية كعصا لفرض تغيير سياسي لا يفتقر للقيم فحسب بل أنه يؤدي إلى نتائج عكسية.وكانت الرباعية قد فرضت المقاطعة بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية وتشكيل الحكومة ورفضها شروط الرباعية للاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف والالتزام باتفاقيات السلام الإسرائيلية الفلسطينية السابقة. ودعت أوكسفام إسرائيل كذلك إلى الإفراج عن أموال الضرائب الفلسطينية التي تحتجزها منذ فوز حماس.من جانب آخر أعلنت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أن إسرائيل تأمل في أن تبقي اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط التي اجتمعت أمس الأربعاء في برلين على شروطها لرفع العقوبات التي تفرضها على الحكومة الفلسطينية، وفي المقابل استأنفت إسرائيل سياسة اغتيالات نشطاء فلسطينين بإقدامها على قتل مسؤول عسكري كبير في حركة الجهاد الإسلامي. وقالت ليفني لإذاعة الجيش الإسرائيلي "من المهم أن تواصل المجموعة الدولية احترام هذه الشروط غير القابلة للتفاوض"، وأضافت أن "إسرائيل من جهتها لن تجري أي مفاوضات حول هذه الشروط وآمل في ألا يقدم أحد تنازلا حول هذه المسألة". وكانت ليفني تشير إلى الشروط الثلاثة التي وضعتها اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة والامم المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي) لرفع الحصار المالي والدبلوماسي المفروض منذ سنة على الحكومة التي ترئسها حماس والتي تستعد حركة فتح للانضمام إليها في إطار اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وتطالب اللجنة الرباعية من أجل رفع هذه العقوبات أن تعترف أي حكومة فلسطينية بإسرائيل وكذلك بالاتفاقات الإسرائيلية- الفلسطينية المبرمة سابقا ونبذ العنف. وعلى الصعيد ا لميداني استأنفت قوات الاحتلال الإسرائيلي سياسة الاغتيالات بحق نشطاء فلسطينين، حيث أفادت مصادر طبية أن مسؤول الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في جنين بشمال الضفة الغربية قتل أمس الاربعاء بنيران وحدة خاصة تابعة للجيش الإسرائيلي. وقال شهود إن محمود قاسم ابو عبيد (25 عاما) قتل في وسط جنين بنيران عناصر من وحدة اسرائيلية خاصة تنكروا بلباس فلسطينيين، وأضافت المصادر نفسها انهم رصدوا سيارته على مستديرة قبل ان يطلقوا عليها الرصاص.