التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس اليوم في رام الله، في مسعى للوصول إلى أرضية مشتركة قبيل مؤتمر السلام الدولي الذي ترعاه الولاياتالمتحدة أواخر الشهر المقبل. وذكرت الانباء إن الجانب الفلسطيني سيركز في هذه المحادثات على وضع جدول زمني لمفاوضات الحل النهائي ووقف الأنشطة الاستيطانية والحفريات الإسرائيلية التي يرى أنها تشكل عقبة أمام عملية السلام الجديدة، مشيرا إلى أن المفاوضين الفلسطينيين سيطلبون أيضا وفاء إسرائيل بوعودها برفع الحواجز وإطلاق الأسرى والإفراج عن عائدات الضرائب المحتجزة لديها. وأضاف المراسل أن الجانب الفلسطيني ينتابه القلق من أن رايس قد تحمل معها وجهة النظر الإسرائيلية الداعية إلى إرجاء النظر في قضايا الوضع النهائي بذريعة أن اتخاذ خطوات سلام كبرى في المؤتمر قد يهدد حكومة إيهود أولمرت. ومن المقرر أن يجتمع اليوم طاقما التفاوض من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برئاسة أحمد قريع وتسيبي ليفني في محاولة للتوصل إلى وثيقة مشتركة حول المسائل الأساسية. ويأتي اللقاء بعد يوم واحد من المباحثات التي أجرتها الوزيرة الأميركية في القدس مع أولمرت ووزير دفاعه إيهود باراك ومع رئيس وزراء حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية سلام فياض في محاولة للتعرف على آراء الجانبين. وكانت رايس قد استبقت هذه اللقاءات بالقول إنها لا تتوقع تحقيق تقدم مفاجئ خلال جولتها الجديدة في الشرق الأوسط. وبموازاة ذلك ألمح مسؤولون أميركيون إلى أن مؤتمر الخريف قد يرجأ إلى موعد آخر، مشيرين إلى أن المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين ما زالوا يختلفون حول ما إذا كان الاتفاق التمهيدي بينهم ضروري أم لا. فبعد أن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي رايس أن إعلان المبادئ ليس شرطا، يشدد المسؤولون الفلسطينيون على أنهم لن يحضروا المؤتمر دون وجود وثيقة تغطي جميع المسائل العالقة ومن أهمها حدود الدولة الفلسطينية ومدى الانسحاب الإسرائيلي من الضفة الغربية ومصير القدس واللاجئين الفلسطينيين. وقد أغضبت إسرائيل أمس الفلسطينيين عندما أقرت استئناف الأشغال التي ترافقها حفريات للتنقيب عن الآثار قرب المسجد الأقصى في القدس، غير أنها عادت اليوم وقررت تأجيلها خشية من أن تؤثر سلبا على عملية السلام. وفي تطور آخر قال مبعوث الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية جون دوغارد إنه سيحث الأممالمتحدة في تقريره المقبل على الانسحاب من اللجنة الرباعية التي ترعى عملية السلام في الشرق الأوسط إذا لم تقم بواجبها تجاه الشعب الفلسطيني. وقال دوغارد في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن اللجنة التي تضم في عضويتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة وروسيا فشلت في حماية الفلسطينيين، وإنها لا تستطيع تحدي القيود التي تفرضها إسرائيل على تحركاتهم.