ناقض البيت الأبيض تصريحات ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي بشأن احتمال اللجوء إلى ضربة عسكرية ضد إيران ، وشدد على أهمية الحل الدبلوماسي لأزمة الملف النووي.وقال توني فراتو مساعد الناطق باسم البيت الأبيض: إن التعليقات التي أطلقها تشيني في أستراليا عن الاحتمالات المفتوحة لمنع إيران من تصنيع سلاح نووي، لا تعني التخلي عن الحل الدبلوماسي لصالح العمل العسكري.وقال فراتو "نحن نركز على الحل الدبلوماسي ، قلنا هذا مرات عديدة ، هذا هو بالتأكيد الخيار الأفضل لدينا وهذا ما يستنفد طاقتنا في الوقت عبر مداولاتنا مع الأطراف الأخرى المهتمة في الأمم المتحدة وفي المنطقة".وكان نائب الرئيس الأميركي ألمح في وقت سابق خلال زيارته لأستراليا إلى احتمال ضرب إيران عسكريا لمنعها من امتلاك سلاح نووي.وذكرت وكالة أسوشيتد برس الأسترالية أن تشيني أيد في مقابلة مع صحيفة "ويكاند أستراليان" اقتراح السيناتور الجمهوري الأميركي جون ماكين بأن ما هو أخطر من مواجهة عسكرية مع إيران هو إيران نووية.وقال تشيني "أعتقد أنني وماكين قريبان من الاتفاق"، مضيفا: إنه لا يشك في أن إيران تناضل من أجل تخصيب اليورانيوم إلى درجة تتيح إنتاج أسلحة نووية. كما اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد باعتناق "فلسفة نهاية العالم" وإطلاق "تهديدات صاخبة ضد إسرائيل والولايات المتحدة وآخرين".وأعلن تشيني أن السماح لإيران بأن تصبح قوة نووية سيكون خطأ فادحاً، وقال أيضاً خلال محادثات مع رئيس الوزراء الأسترالي جون هوارد: إن الولايات المتحدة وحلفاءها يتبعون الدبلوماسية كمسار مفضل بشأن إيران، ولكنه كرر تصريحات سابقة بأن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة".من جهة ثانية أعربت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عن أملها في أن توافق روسيا على قرار ثانٍ يشدد العقوبات المفروضة على إيران بسبب رفضها تعليق أنشطتها النووية.وقالت رايس في مؤتمر صحفي بالعاصمة الكندية "لا أريد أن أتحدث بالنيابة عن نظيري الروسي، لكننا نتوقع الاستمرار في طريق مجلس الأمن من أجل قرار ثانٍ، على أن نتابع في الوقت نفسه طريقاً يمكن أن يؤدي إلى مفاوضات"وأشارت في الوقت نفسه إلى أن الولايات المتحدة تفضل الطريق الدبلوماسي، وأضافت "قلنا صراحة إننا نسير في الطريق الدبلوماسي ونعتبر أنه يمكن أن يتكلل بالنجاح إذا ما بقيت المجموعة الدولية موحدة".وكان مجلس الأمن تبنى في ديسمبر/كانون الأول الماضي قراراً فرض بموجبه عقوبات على إيران بسبب رفضها تعليق أنشطتها النووية الحساسة وأمهلها 60 يوماً لتعليق تخصيب اليورانيوم. وذكر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران استمرت في تجاهل المطالب الدولية.يأتي ذلك قبل يومين من اجتماع للدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن وألمانيا في لندن لبحث مسودة قرار يشدد العقوبات المفروضة على طهران وفق القرار 1737 الصادر في ديسمبر/كانون الأول الماضي.ويأتي اجتماع لندن بعد خمسة أيام من تجاهل طهران مهلة حددها لها المجلس كي توقف تخصيب اليورانيوم أو تواجه عقوبات أشد من تلك المفروضة عليها في حقلي التعاملات المالية مع الخارج وبرنامجها النووي.من جهتها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك: إن "الباب لا يزال مفتوحاً أمام المفاوضات مع إيران ، ولكن من الناحية الأخرى يظهر التقرير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران لا تفي بالتزاماتها".وفضلت ميركل التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي عدم الذهاب مجدداً إلى مجلس الأمن بشرط أن تقبل طهران شروط المباحثات المطروحة عليها من قبل الدول الست.وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بدوره قد دعا من فيينا إيران إلى احترام قرار مجلس الأمن، طالباً منها تعليق أنشطتها لتخصيب اليورانيوم وإثبات أنها لا تسعى إلى امتلاك السلاح النووي. ودعا مون بعد لقائه المدير العام للوكالة الذرية محمد البرادعي الزعماء الإيرانيين إلى التفكير في المستقبل الأفضل لشعبهم وحكومتهم والتزام القرار 1737.أما البرادعي فقال: إنه لا يزال أمام إيران فرصة للتفاوض بشأن ملفها النووي ، مذكراً باقتراحه الأخير بأن ترفع الأمم المتحدة عقوباتها عن إيران فوراً إذا وافقت على تعليق أنشطتها لتخصيب اليورانيوم.في غضون ذلك واصلت طهران تشديد لهجتها بعد يومين من تجاهل القرار الدولي المطالب بوقف التخصيب، حيث اعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن بلاده يجب أن تقف في وجه أعدائها وتواصل برنامجها النووي.ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن أحمدي نجاد قوله في كلمة ألقاها بشمال البلاد "إذا أظهرنا ضعفاً أمام العدو فستزيد التوقعات، ولكن إذا وقفنا ضدهم فإنهم سيتراجعون أمام هذه المقاومة". واعتبر أن التنازلات التي قدمتها إيران في الماضي بشأن برنامجها النووي دفعت الغرب إلى زيادة مطالبه.ولا يملك أحمدي نجاد السلطة العليا في إيران لكن تصريحاته تتناسق مع تصريحات المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي صاحب القول الفصل في شؤون البلاد، والذي كان قد أعلن أن إيران ستمضي قدماً في طموحاتها النووية.من جهته اعتبر رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام علي أكبر هاشمي رفسنجاني أن التهديدات الغربية في النزاع النووي مع إيران لن تفلح. وقال رفسنجاني في خطبة الجمعة التي نقلتها الإذاعة الإيرانية "لن يحققوا نتائج بهذه الطريقة بل ستخلق لهم مشاكل وللعالم خاصة منطقتنا".لكنه حذر الإيرانيين من استخدام لهجة متشددة موضحاً أن عليهم صون وحدتهم، وقال: إن "على المتطرفين أن يصونوا ألسنتهم لأنه في أيامنا هذه يمكن للتصريحات البسيطة أيضاً أن تعرض الجمهورية الإسلامية للخطر"إلى ذلك قالت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية الصادرة أمس: إن إسرائيل تتفاوض مع الولايات المتحدة للسماح لها بالتحليق في الأجواء العراقية، كجزء من الخطة الهجومية على منشآت إيران النووية.وقالت الصحيفة: إن تنفيذ الضربات الجوية "الجراحية" ضد برنامج إيران النووي، يتطلب من الطائرات الحربية الإسرائيلية التحليق فوق العراق.وكي يتحقق ذلك يتعين على السلطات العسكرية الإسرائيلية أخذ تصريح من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي في وزارة الدفاع لم تكشف عن اسمه، قوله: إن المفاوضات تجري بين الإسرائيليين والأميركيين لمنح تل أبيب ممراً إذا ما قررت القيام بعمل عسكري أحادي الجانب لمنع طهران من تطوير الأسلحة النووية.وقال المسؤول الإسرائيلي: إن السبيل الوحيد لضرب إيران هو التحليق فوق المنطقة الجوية التي يسيطر عليها التحالف في العراق، و"إذا لم نحل هذه المشاكل الآن فإن الطائرات الأميركية والإسرائيلية قد تبدأ في إطلاق النار على بعضها بعضاً".وأشارت الصحيفة إلى أن التخطيط العسكري في إسرائيل لضرب إيران تسارع منذ بداية العام الحالي عقب تزويد جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) لها بمعلومات قيمة تفيد بأن إيران قد تمتلك مواداً انشطارية كافية لصنع رؤوس نووية قبل 2009.م.وحول الموقف البريطاني نقلت ديلي تلغراف عن مسؤولين بريطانيين قولهم: إن أسلوب ممارسة الضغط على إيران بات يؤتي أكله في الساحة الداخلية.وقال مصدر بريطاني آخر "إننا نسير في الاتجاه الصحيح، وما زال هناك وقت كي تأتي الدبلوماسية بنتيجة فاعلة".