- الشيخ قاسم أحمد عقلان .. الثابت عن الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم: «أن قوماً يجري خروجهم من جهة المشرق، يمرقون من الدين وسيماهم التحليق، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم»، هذا وصف نبوي ثابت في كتب الحديث الصحاح لطائفة من أمته يخرجون من الدين الحق ويهدمون الدين والدولة ويحدثون الفساد في الأرض، وأنهم يتظاهرون بحرصهم على الدين ويقرأون القرآن دون فهم واتقان وأهم علامة يعرفون بها ويتميزون بها عن عداهم التحليق أي إقامة حلقات تنظيمية سرية لأفراد داخل غرف مغلقة وعند النظر في فكر الحوثي وأصحابه يتحقق لنا أنهم جزء من هؤلاء الخوارج المارقين ففكرهم هو جزء لا يتجزأ من فكر الخوارج المارقين عن الدين الهادمين لأصوله، وكلياته الداعين لهدم النظام والدولة المفسدين في الأرض المحاربين لله ورسوله ودينه الحق، فمن أعطاهم الحق للتمرد والخروج على الدولة وإرهاب الناس وسفك الدماء المعصومة سوى شيطانهم الرجيم ودجاجلة كذابون أدعياء ضالون مضلون يتهوكون في الفتنة حتى النخاع وحكم الشارع الحكيم فيهم ما جاء في صريح سورة المائدة وتحديدياً آية الحرابة حيث قال تعالى: «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم» فهم محاربون لله ولرسوله ولعامة المؤمنين وخارجون عن الجماعة العامة التي فيها ولي الأمر قالى تعالى: «ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً» نص صريح أن كل مؤمن شاق الله ورسوله بعد بيان الدين الحق له فهو متبع لهواه هادم للدين خارج عن جماعته العامة جماعة السلطان الأعظم ومعاقب في الدنيا بسلب العصمة عنه ونفيه عن أرضه ووطنه، وان آية الحرابة صريحة في هذا إذ يقول تعالى «أو ينفوا من الأرض» فالمحارب لله الذي زهق النفوس الآمنة المعصومة بسبب الدين والملة أو بسبب العهد والميثاق السابق للوجود، أو بسبب المواطنة، حكم الله فيه القتل ثم قطع يده ورجله من خلاف ثم صلبه للاعتبار والزجر، بعد أن تقوم عليهم الحجة وتتحقق فيهم صفة العلم والفهم والقدرة مطلقاً فإن لم يتوبوا بعد ذلك تعين على ولي الأمر إقامة حد الحرابة فيهم قطعاً وقطع دابر فسادهم وكل من روج لهم وحرضهم على البغي والإفساد في الأرض بلسانه ومقاله أو بماله فهو منهم، وحكم الله فيه النفي من الأرض أي سحب الجنسية عنه وطرده عن الوطن حتي يتوب ويعود إلى رشده أو يهلك فهذا حكم الله بصريح عبارة الخطاب القرآني قطعاً. فمن أخاف الناس في بيوتهم ومقرات عملهم وطرقهم بالنهب أو القتل أو الاختطاف فهو داخل في مسمى المحارب المفسد في الأرض من حيث حكم الشارع ويدخل في مسمى الخوارج المارقة من الدين كما سبق، وأن الحوثي وأصحابه المتمردين، طائفة بيقين أنهم من الخوارج وثبت في الواقع أنهم محاربون لله مفسدون في الأرض مستبيحون للدم المعصوم يهدمون الدين والدنيا ضالون مضلون يسعون في البلد فساداً بسبب فهمهم المعوج الممروج للدين قطعاً، وهم سفهاء ليسوا أهلاً لفهم الدين الحق قطعاً وان المطلوب من القيادة السياسية في اليمن أن تتعامل مع الحدث بجدية وحذر شديدين وعدم التساهل، فلابد أن يذهب إليهم علماء قادرون على إفهامهم الضلالة والغواية التي وقعوا فيها بعلم أو بجهل حتى جرى إخراجهم للإفساد في الأرض، فلم يخرجوا عن هوى وجهل بل بعلم وبفهم تلقوه عن شيوخ دجاجلة كذابين مارقين من الدين الحق ساعين إلى الإفساد في الأرض فإذا أصرو على مواقفهم الإفسادية وجب قتالهم وأسر من يمكن أسره منهم وإقامة حد الحرابة عليهم، إن كان مقاتلاً يقتل وتقطع أطرافه من خلاف ويصلب، وإن كان محرضاً ومروجاً لفتنتهم بلسانه وقلمه، ومقاله، وحاله أو بماله وسلاحه فيجرى فيه سلب الجنسية ونزع صفة المواطنة عنه ونفيه إلى أي أرض تقبل ذلك .. هذا حكم الله فيهم وليس حكم البشر ولابد أولاً من الإفهام والبيان، والله المستعان. فهذه أحكام شرعية رادعة زاجرة كي يتحقق للناس الحياة الآمنة المستقرة، إن إقدام المتمردين على تهديد يهود صعدة وإخافتهم وطردهم من مساكنهم وأرضهم لهو من كبائر المعاصي والآثام وتدخل سافر في وظائف ولي الأمر والدولة، وذلك أنهم مواطنون منذ القدم ويحملون الجنسية اليمنية وهم أخوة لنا مؤمنون بشريعة رسول الله موسى عليه السلام، لهم ما لنا وعليهم ماعلينا من الحقوق والواجبات، وليسوا كفاراً محاربين وقد ثبت في آيات الكتاب العزيز أن ما أنزل علينا في القرآن مصدق لما مع أهل الكتاب ولدينا بحث موسع في القضية فأهل الكتاب مطالبون بالعمل بكتابهم كما في سورة المائدة حين أمرهم الله بتحكيم التوراة والإنجيل والحكم بالأحكام التي وردت فيها فمن كان منهم مؤمناً بكتابه وعاملاً بما فيه فهو فرد مؤمن بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر ودليل هذا صريح آيات القرآن في سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة وغيرها، وسييسر الله لنا إخراج البحث الموسع في هذه القضية الخطيرة بعونه تعالى.