تمثل الصحة المدرسية أو مايسمى بالطب المدرسي أحد أقسام الطب الوقائي والتي تهدف إلى مراقبة الطفل والاهتمام به ورعايته من الناحية الصحية باعتبار أن العقل السليم في الجسم السليم.. كما أنه من الضروري الاهتمام بطلاب المدارس الذين يمثلون حوالي 70% من السكان والعمل من أجل رفع الوعي الصحي لدى الطلاب منذ وقت مبكر وتشجيع الصحة المدرسية كوسيلة استراتيجية للحد من الأمراض والمخاطر الصحية بين الشباب... أتذكر أنه كان هناك اهتمام بدور الصحة المدرسية خلال فترة الثمانينات وكان يتوفر في معظم مدارس العاصمة عيادة مجهزة بالأدوات والوسائل الطبية الأساسية يداوم فيها ممرض أو طبيب متفرغ يتواجد في المدرسة طوال اليوم الدراسي.. ولكن من الملاحظ هذه الأيام أن هناك غياب شبه تام لدور الصحة المدرسية ، حيث لاتتوفر في معظم المدارس خدمات الصحة المدرسية ولو بحدها الأدنى والمتمثل في عيادة مجهزة بالأدوات والوسائل الطبية الأساسية لمواجهة أي حوادث طارئة داخل المدرسة ، باعتبار أن الطفل يقضي يومياً مابين خمس أو ست ساعات في المدرسة ولهذا يجب أن تكون المدرسة مجهزة لأستقباله وحمايته ووقايته خلال فترة تواجده فيها. وهذا أمر ضروري لابد من مراعاته حفاظاً على الأطفال في التعليم الأساسي وبالذات في صفوفه الأولى وهذا لايعني أن بقية الصفوف الأساسية الأخرى لم تكن بحاجة إلى ذلك بل إن الضرورة تقتضي وجود أو توفر الطب المدرسي لمختلف مراحل وطلاب وطالبات ومدارس التعليم العام الأساسية والثانوية بالجمهورية وهذه قضية هامة نطرحها على جهات الاختصاص.