ندوة في جامعة صنعاء بعنوان " ثورة 21 سبتمبر.. عقد من الصمود في مواجهة العدوان والوصاية"    "العفو الدولية": "الفيتو" الأمريكي السادس ضد غزة ضوء أخضر لاستمرار الإبادة    وزير الخدمة يرأس اجتماعا للجان دمج وتحديث الهياكل التنظيمية لوحدات الخدمة العامة    إصلاح المحويت يقيم مهرجاناً خطابياً وفنياً بذكرى التأسيس ال35    تعز.. خسائر فادحة يتسبب بها حريق الحوبان    الأرصاد يتوقع هطول أمطار رعدية على أجزاء من 6 محافظات    انطلاق بطولة كأس الخليج للناشئين في قطر    الشيخ عبدالملك داوود.. سيرة حب ومسيرة عطاء    بمشاركة 46 دار للنشر ومكتبة.. انطلاق فعاليات معرض شبوة للكتاب 2025    شباب اليمن يحيون ذكرى 21 سبتمبر بفعاليات كشفية وثقافية ورياضية    وفاة 4 من أسرة واحدة في حادث مروع بالجوف    0محمد اليدومي والإصلاح.. الوجه اليمني لانتهازية الإخوان    هولوكست القرن 21    نزال من العيار الثقيل يجمع الأقرع وجلال في نصف نهائي بطولة المقاتلين المحترفين بالرياض    بورصة مسقط تستأنف صعودها    إب.. وفاة طفلين وإصابة 8 آخرين اختناقا جراء استنشاقهم أول أكسيد الكربون    البنك المركزي يوجه بتجميد حسابات منظمات المجتمع المدني وإيقاف فتح حسابات جديدة    مظاهرة غاضبة في تعز تطالب بسرعة ضبط قتلة المشهري وتقديمهم للعدالة    زرعتها المليشيا.. مسام ينزع 1,103 لغماً خلال الاسبوع الثاني من سبتمبر    بسبب الفوضى: تهريب نفط حضرموت إلى المهرة    الصحفي الذي يعرف كل شيء    وكالة تكشف عن توجه ترامب لإصدار مرسوم يرفع رسوم تأشيرة العمل إلى الولايات المتحدة    خصوم الانتقالي يتساقطون    قيادي انتقالي.. الرئاسي انتهى والبيان جرعة تخدير    ضربة أمريكية لسفينة فنزويلية يتهمها ترامب بتهريب المخدرات    البرازيل تنضم لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام العدل الدولية    قلت ما يجب أن يقال    الرشيد يصل نهائي بيسان ، بعد الفوز على الاهلي بهدف نظيف، وسط زخم جماهيري وحضور شعبي الاول من نوعة منذ انطلاق البطولة    الرئيس المشاط يعزي في وفاة الشيخ عبد الله أحمد القاضي    بن حبريش: نصف أمّي يحصل على بكلاريوس شريعة وقانون    المركز الثقافي بالقاهرة يشهد توقيع " التعايش الإنساني ..الواقع والمأمون"    متفوقاً على ميسي.. هالاند يكتب التاريخ في دوري الأبطال    مانشستر سيتي يتفوق على نابولي وبرشلونة يقتنص الفوز من نيوكاسل    أين ذهبت السيولة إذا لم تصل الى الشعب    الربيزي يُعزي في وفاة المناضل أديب العيسي    محافظة الجوف: نهضة زراعية غير مسبوقة بفضل ثورة ال 21 من سبتمبر    الكوليرا تفتك ب2500 شخصًا في السودان    جائزة الكرة الذهبية.. موعد الحفل والمرشحون    البوندسليجا حصرياً على أثير عدنية FM بالشراكة مع دويتشه فيله    الفرار من الحرية الى الحرية    ثورة 26 سبتمبر: ملاذٌ للهوية وهُويةٌ للملاذ..!!    الصمت شراكة في إثم الدم    الهيئة العامة للآثار تنشر القائمة (28) بالآثار اليمنية المنهوبة    نائب وزير الإعلام يطّلع على أنشطة مكتبي السياحة والثقافة بالعاصمة عدن    الوفد الحكومي برئاسة لملس يطلع على تجربة المدرسة الحزبية لبلدية شنغهاي الصينية    موت يا حمار    أمين عام الإصلاح يعزي الشيخ العيسي بوفاة نجل شقيقه ويشيد بدور الراحل في المقاومة    رئيس هيئة النقل البري يعزي الزميل محمد أديب العيسي بوفاة والده    حكومة صنعاء تعمم بشأن حالات التعاقد في الوظائف الدائمة    الامم المتحدة: تضرر آلاف اليمنيين جراء الفيضانات منذ أغسطس الماضي    العرب أمة بلا روح العروبة: صناعة الحاكم الغريب    خواطر سرية..( الحبر الأحمر )    اكتشاف نقطة ضعف جديدة في الخلايا السرطانية    100 دجاجة لن تأكل بسه: قمة الدوحة بين الأمل بالنجاة أو فريسة لإسرائيل    في محراب النفس المترعة..    بدء أعمال المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم في صنعاء    العليمي وشرعية الأعمى في بيت من لحم    6 نصائح للنوم سريعاً ومقاومة الأرق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفاتحة على آثار موزع!
معالم تلاشت وأخرى آيلة للسقوط والضياع
نشر في الجمهورية يوم 28 - 03 - 2007

حكايات الكنوز المدفونة تدفع الأهالي لتخريب المواقع والمعابد الأثرية الجهات ذات العلاقة مطالبة بالتحرك الفاعل لحماية الآثار والشواهد التاريخية في موزعاستطلاع وتصوير/ سعيد الصوفي استقليت سيارة الأجرة قاصداً منطقة «مُرة» الواقعة في عزلة الهاملي شمال مركز مديرية موزع.. قطعنا 27 كم تقريباً من مفرق المخا على خط تعز الحديدة ووصلنا وادي جسر طناح على يمين خط تعز الحديدة حيث أخذنا الاتجاه على طريق ترابية 8كم إلى منطقة مُرة مروراً بقرى الحرضة، القطان الوجيز ومن ثم مرة.. مقابر عديدة على امتداد الطريق وأشجار شوكية تحيط بنا على جنبات الطريق حتى وصلنا إلى قرية «مرة» الواقعة بين جبل الظهرة وجبل المحتدد وجبل أسود، وتحكى الروايات التاريخية ان القوم تمرمروا هنا فتفرقوا فسميت المنطقة بذلك ورويات أخرى تنسب الإسم إلى مرة والد الأمير جساس.كنا نتأمل في الاتجاهات الأربعة عّلنا نسمع صوت الجليلة وهي تصدح شعراً في وجه الملوك والأقيال، تهجو وتمدح وتذم.. كنا نتأمل في فضاءات المكان لعل ثمة بسوس أخرى تذم مجيئنا إلى هنا حيث يستوحشك المكان وأنت تنتقل بين تلك المقابر التي ترجع لحقب قديمة حينها حضرني قول عنترة بن شداد:
هل غادر الشعراء من متردم
أم هل عرفت الدار بعد توهم؟!
آثار تثير الدهشة
أثارت دهشتي أعمدة المعبد الذي يعود إلي عصور ماقبل الإسلام وتحتل مساحة تقدر ب30 متراً تقريباً كما يقدر عددها بأكثر من 30 عموداً متقاربة عن بعضها وبمسافة نصف متر.
منها ما يصل طوله إلى مايزيد عن ثلاثة أمتار والبعض الآخر أصغر من ذلك وتتفاوت أحجامها ما بين متر إلى مترين بينما تحيط بسفح جبل الظهرة أعمدة أخرى كإحاطة السور بالمعصم وتوحي لنا تلك الأحجار المغروسة في الأرض أنها بقايا سور كان يحيط بالجبل حيث تحتل القلاع والحصون ذروته.. ويبقى حصن الغراب الذي لم نستطع الوصول إلىه نظراً لوعورة طريق المشاة إلى رأس الجبل شاهداً بمآثره الحضارية دالاً على حقب تاريخية مرت بها المنطقة.
استوقفني بعض من أهالي منطقة المقيصيع في عزلة الهاملي وأكدوا لي أن ثمة صخرة تقع في رأس الجبل ووحدهم رعاة الأغنام من يصلون إلى قمته لتعودهم على تسلق الجبال بشكل يومي حيث يقومون بالضرب على تلك الصخرة وبطريقة مماثلة بضرب «الطبل» ويسمع لها صدى الطنين جراء الضرب إلى الوادي الأسفل من الجبل والمناطق القريبة منه ويخيل للسامع أن ذلك صوت طبل وليس صخرة ويحكي عنها الأهالي في المنطقة بأنها حجرة متميزة عن بقية الأحجار.
حكاية الكنز وصاحب زبيد
لاحظنا بجوار أعمدة المعبد حفريات ونبش للتراب قال الأهالي ان ثمة أشخاصاً يأتون من خارج المنطقة ويقومون بعملية النبش بحثاً عن الكنز العظيم، الذي يتسامعون عنه في الروايات الشعبية في مناطق تهامة وثمة مقولة تأصلت بتلك الحكاية انه في حال تم العثور على الكنز سيحصل آخر من يسمع في زبيد عن الكنز سيحصل ملء «كوفيته».
تعدد المقابر
وفي المنطقة القريبة من موقع أعمدة المعبد تقع مقبرة قديمة بدت لنا القبور فيها بأحجار ذات لونين الأسود والكحلي وتكاد تكون موحدة في شكلها الظاهري عدا المقاسات الطولية لها وعليها شواهد مسنودة في أوساط القبور الأمر الذي يؤكد أنها تعود إلى عصور ما بعد الأسلام لكن الغريب في الأمر أن أهالي المنطقة لا يعرفون عنها شيئاً ولا يذكر غير أنها مقبرة من جملة مقابر متبعثرة على الطريق التي مررنا بها كما هو الحال في بقية مناطق المديرية حيث تنتشر فيها المقابر بكثرة.
أما تفسيرنا لظواهر تلك المقبرة وقبورها الموحدة شكلياً ومن خلال تأملاتنا قد تكون عملية دفن جرت في أوقات متفاوتة لضحايا المعارك التي تحكي عنها الروايات في المنطقة لأن ظواهر القبور وأشكالها تؤكد ذلك.. حيث دارت معارك بين القبائل ودول قديمة أدت إلى وقوع ضحايا كثر تم دفنهم في تلك المقبرة.
خيرهم للكعبين وشرهم للأذنين
علي عبدالرحمن من مواطني عزلة الهاملي قال لنا «كنت أسمع حكايات ان هذا الموقع «المعبد» يعود إلى عهد مملكة «بني مرة» أما محمد جمعان مدير مدرسة في الهاملي فيقول عن هذا المكان أن الآتي من زبيد سيحصل ملء «كوفيته» من الذهب حسب مايرويه الآباء والأجداد معتقداً أن في هذا الموقع كنز عظيم.
ويحكى جمعان ان في جبل المقيصع يقع حصن الغراب منحوت في رأس الجبل على شكل كهوف موزعة على شكل غرف.
وقال عما تتعرض له «أعمدة المعبد من التمادي عليه والعبث بها واسقاطها من موقعها ان لدى من يقومون بالعبث بها معلومات تفيد أن القدامى كانوا يقومون بحفر الصخور الشبيهة بالأعمدة ويضعون فيها المجوهرات ومن ثم يغطونها بالرصاص، ويثبتون الأعمدة في الأرض الأمر الذي دفع بالعابثين إلى النبش وإسقاط الأعمدة للكشف عن الكنز.
جمعان قال لنا وبتنهيدة «يحز في نفسي ان الهوية والأصالة التاريخية في مديرية موزع تظل محل عبث وإهمال.. وتتغاضى عنها الجهات الرسمية» وأشار إلى أن وسائل الأشغال الخاصة بشق الطرقات قد أضاعت كثيراً من المعالم التاريخية بفعل توسيعها للطرقات.
ملتقى الجازعة
ويزودنا علي عبدالرحمن بمعلومة عن أسباب كثرة المقابر في المنطقة وهو أن معارك دارت بين قبائل الزهاري والأهمول في ملتقى الجازعة ووقع فيها ضحايا كثر وجرى دفنهم في تلك المنطقة وقال ان ثمة عبارة يتداولونها منذ القدم عن منطقة الأهمول تنعتهم ب«خيرهم للكعبين وشرهم للأذنين».
قبة باسعد
قبل حوالي 20 سنة تعرضت قبة باسعد التاريخية في موزع للبرق ماأدى ذلك إلى حدوث انشقاق كامل للقبة.. وفي الفترة الأخيرة تعرضت بسبب الأمطار للإنهيار وسقوط سقف المبنى في الثاني من يناير الماضي.. أهالي المنطقة قالوا لنا ان فريقاً من الآثار بالمحافظة زار الموقع ولاحظ التشققات التي كانت بارزة في هيكل القبة قبل سقوطها ووعد بضرورة المعالجة السريعة ولم يحدث شيء من ذلك وسقطت القبة ولم يثر ذلك حفيظة الجهات ذات العلاقة في الوقت الذي فيه بقية المعالم «الجامع الكبير، قبة المحولي، السيد حسين تؤذن بالرحيل.
كان لقبة باسعد شكلهاالظاهري الشبيهة بقبة الصخرة في فلسطين وبنيت بأحجار فريدة غير متوافرة في المنطقة كما لايوجد أي مبنى آخر شبيه لها في اليمن وقيل أن الأحجار جاءت من الحبشة، وتتضارب المعلومات عن تاريخ بنائها فثمة مصادر تاريخية ترجع تاريخ بنائها إلى ما قبل ألف عام بينما الدكتور/عبدالأحد زيد عيون ينفي ذلك وقال ان تاريخ بناءها يعود إلى عهد الاحتلال الحبشي لليمن بحدود 525م.
وقال انها كنيسة وليست مسجداً كمايدعي البعض ونفى أن يكون باسعد هو من بناها حيث يؤكد أن القبة سميت باسم باسعد وهو رجل حضرمي كان تاجراً مشهوراً في سوق موزع وأطلق اسمه على السوق «سوق باسعد» وبحكم قرب الكنيسة من السوق أطلق عليها اسمه.
قباب قديمة
ويشير الدكتور عبدالأحد إلى أن كثيراً ممن يمرون على تلك القباب المنتشرة في موزع يرون أنها إسلامية بينما هي قديمة جداً بدليل ان تلك القباب وجدت فيها كتابات وزخرفات.. وتمكن من عمل مقارنة بينها وبين الكتابات والزخرفات «آلحبشية» وقال ان الكتابات والحروف تشبه إلى حد ما الحميرية، ولكنها «جعزية» بحد ذاتها والجعزية هي الحبشية، وهي من الكنائس التي بنيت في عهد موزع أحد أبناء كليب.. عادل سعيد أحد المهتمين بقبة باسعد ومن الساكنين بجوار القبة قال ان أحجار المبنى نادرة وهي من الياجور «ذكر وأنثى» أحجار حبشية وتوجد على القاعدة السطحية للقبة نجمات سداسية من الجص.
يا محولي حولي
وفي الجانب الآخر توجد قبة السيد حسين وقبة المحولي التي يعود تاريخ بنائها إلى ماقبل 700 سنة ويوجد بداخلها ضريح الشيخ المحولي وكان يحيط بها سور قد انهار وبجانبها بئر نضب منها الماء ووضع القبة حالياً لايسر حيث عنوان السقوط بارز للعيان من خلال تشققات عديدة في المبنى بشكليه الداخلي والخارجي وكذلك الحال بالنسبة لقبة السيد حسين الأمر الذي يؤكد ان سقوطهما أمر لا محالة منه بعد سقوط قبة باسعد نتيجة الاهمال الذي لازمهما.
فثمة مقولة شائعة كان يرددها الناس قديماً عند «ضريح المحولي» «يامحولي حولي» ويرددون ذلك كطقوس عند طلبهم حاجة ما أو لتحقيق أمنية ما وباعتقادهم نتيجة الجهل والأمية ان الضرورة تقتضي الصراخ بتلك العبارة بجوار المحولي لتحقيق مآربهم.
معالم آيلة للسقوط
الشيخ /عبدالكريم أحمد علي حيدر ممثل مديرية موزع في المجلس المحلي بالمحافظة قال: ان مديرية موزع تزخر بالاثار القديمة وهي دالة على ان المنطقة عريقة إلاأن الشيء المؤسف جداً أنها آثار مهملة وطمر الكثير منها جراء ذلك الاهمال فثمة قبة باسعد تعرضت للسقوط وغداً الجامع الكبير الذي يعود تاريخ بنائه إلى عهد الملك المظفر فترة الدولة الرسولية قبل حوالي «771» سنة وهو جامع أثري شبيه بجامع المظفر بمدينة تعز وفيه خمس قباب في الجزء الأول من السطح فيما الجزء الثاني سقف بالأخشاب الصلبة وهي أخشاب قديمة قيل أنها جاءت من الهند.
وبالرغم من الأقدمية التاريخية للجامع وكمعلم تاريخي لم يحظ حتى الآن بعملية الترميم والصيانة ووضعيته الحالية تنذر بالسقوط اذا لم يتدارك الأمر من الآن وهو ما يخشاه الأهالي خوفاً من السقوط المفاجئ على رؤوس المصلين وتكررت دعوات الأهالى للجهات المسئولة بضرورة عمل اللازم قبل وقوع الكارثة.
ويقول الشيخ/عبدالكريم «نحن عبر المجلس المحلي لا نستطيع القيام بأي عمل بالنسبة للآثار لأن هذه المسألة تتطلب إمكانيات كبيرة وميزانية المجالس المحلية محدودة جداً لا تفي بتسيير نشاطها».
ويعد الجامع من أجمل وأعظم مساجد موزع وكمعلم أثري أسس على طراز جميل وشكل يستوقف الناظر هو مبنى من الحجر المنحوت والطوب الأحمر وكان له منارتان سقطت واحدة وبقيت المنارة الأخرى من جهة الغرب وله بابان الباب الشرقي والآخر غربي.
علامات الإهمال
حين ولجنا إلى داخل الجامع الكبير بدت لناعلامات الإهمال واضحة تماماً تنذر بالسقوط القادم لمبنى الجامع وفي المنارة الوحيدة للجامع تعشعش العصافير في المدرج المؤدي من قاعدة المنارة إلى سطح الجامع كانت حركة طيرانها نشطة وأصواتها تعلو متنقلة بين أزقة الجامع وأسقفه الداخلية تارة تتدلى وتارة تطير وكأنها تحتفل بفرح لقدومنا ومستبشرة بمجيئنا لعل في ذلك فأل خير لنقل الصورة التي عليها حال الجامع الذي ينتظر تحريك صمت الجهات المعنية بصيانة وترميم تلك المعالم الأثرية.
قلعة دار السلطان
وفي التلة القريبة من مركز مديرية موزع تقع ثمة قلعة كانت تسمى قلعة جبل دار السلطان قال لنا الشيخ عبدالملك حيدر أن بناءها يعود إلى فترة الحكم العثماني الأول لليمن وهي عبارة عن مبنيين متجاورين وجرى ترميمها في عهد حكم الأئمة إلاّ أن أسقف الدور الثاني قد انهارت كما انهارت أجزاء عديدة منها وهي على وشك السقوط الكامل لم يتبق من أجزائها واتخذهاالعثمانيون كمركز إداري إبان فترة حكمهم.
أطلال شاخصة
وفي مناطق عديدة من مديرية موزع ثمة بقايا آثار لسدود كانت قائمة في عهد مملكة المعافر، وترجع بعض الروايات إلى أن عددها بلغ ستين سداً وستين عيناً.. إلا أن الدكتور/عبدالأحد دحض تلك المعلومات ومصادرها وقال ان في ذلك مبالغة بينما هي ستة سدود وست عيون، انطلقت معظمها عند الغزو الحبشي أو ربما نتيجة تواجد الغزاة الفارسيين في اليمن لكي يضيقوا الخناق على الأمراء اليمنيين بحيث يعوقعوا أضربة قاصمة في الناحية الاقتصادية والزراعية وبحسب الباحث الدكتور عبدالأحد أستاذ اللغات والحضارات القديمة بجامعة تعز فإن هناك عيوناً تنبع من جهة بلاد العقمة وجبال منح وجبال الجعشني ولايزال الماء يشع فيها وقال «لقد وجدتها بنفسي مغلقة بالرصاص والبرونز» ويشع الماء منها طوال السنة وهي منغلقة تماماً.
مدينة السواء
شواهد وآثار ونفقوش قال الباحث الدكتور/عبدالأحد زيد عيون أنها دالة على ما يطرحه فمدينة السواء عاصمة دولة االمعافر التي بناها كليب مازالت تزخر بالكثير من الآثار والشواهد والنقوش المتعلقة بدولة المعافر وملكها كليب.. فقبور قتلى حرب البسوس مازالت إلى اليوم في مدينة موزع وتقع على سطح خصيب وادي رسيان وأرض فرسان قديماً وثمة حصون عديدة ترجع إلى عهد مملكة المعافر ولعل منها حصن السواء الذي فيه قصر الملك كليب كماتوجد في جبال مخون وهي ماتسمى اليوم بالمخاعدة.
من مآثر حمير
ويقول الدكتور/عبدالأحد زيد عيون «لاتزال مآثر ملك حمير آيسف آسار ذي نواس» شاهدة على قوة صلابته في محمياته العسكرية فوق قمم «الرُّكب» مقابل هيجة المرة والوجيز وهو من وديان الهاملي بوادي «فرسان» قديماً «روسيان» حالياً، قبال الجبل الأسود غرباً، وجبل منح جنوباً وحصن الغراب شرقاً، شراف العليا شمالاً، وهناك شواهد أثرية قائمة من أعلى قمة جبل الركب لبقايات معابد قديمة وكما يبدو عالياً وجود مبنى معبد فوقه ناقوس يتدلى من سلسلة كبيرة تهزها الرياح الهوج، وفي حوائطها رسوم لحراب ونقوش كتابية قديمة لايستطيع المرء الوصول إليها بسهولة أو قراءتها بالعين المجردة من بعيد كما أشار لنا بذلك د.عبدالأحد.
بعيداً عن اللامبالاة
ويتمنى الدكتور عبدالأحد أن يحظى مشروعه بالدعم من قبل جامعة تعز وبشكل جاد والمتمثل بإنشاء مركز الدراسات وبحوث الآثار وقال ان ذلك هو حلم الجميع ويتوقع ان يلعب دوراً كبيراً في تأهيل الطلاب وخريجي الدراسات العليا في الجانب الأثري واللغوي القديم.وقال إذا لم نهتم بالتأهيل والدراسات الأثرية فلن يكون هناك أية فائدة لأن معظم السرقات للآثار وتسريها إلى الخارج نتيجة قصور أو اللامبالاة في مسألة الآثار.
يذكر أنه في عام 1996م أصدرت ايطاليا قانوناً بإعادة أي موروث مسروق أو منهوب إلى وطنه الأصلي، بعض البلدان الافريقية أعادت معظم آثارهاماعدا اليمن وقال متأسفاً لا أدري لماذا هذا الصمت عن تهريب الآثار اليمنية وعدم استرجاعها؟
رفعنا تقريراً إلى الهيئة
ونتيجة لتعرض المواقع الأثرية في موزع للاهمال قال العزي مصلح مدير فرع الهيئة العامة للآثار بتعز ان هناك دراسة اجريت قبل أربع سنوات عن الآثار في مديرية موزع أعدها فريق متخصص من الآثار وتم رفع تقرير بواقع تلك المعالم الأثرية قبة باسعد وقبة المحولي وقبة السيد حسين والجامع الكبير وغيرها، واشار إلى ان قبة باسعد كان فيها تشققات على الشكل الدائري للقبة قبل سقوطها.. واضاف بان التقرير رفع إلى رئيس الهيئة العامة للآثار مؤكداً أنه لم يتلق الرد حتى الآن من قبل رئيس الهيئة على التقرير.
في طور الاستكمال
تواصلنا مع رئىس الهيئة وبدوره احالنا إلى الأخ/ أحمد شمسان وكيل الهيئة السابق ورئىس الفريق الميداني المكلف بإعداد التقرير عن المعالم الأثرية في مديرية موزع وبدوره تحدث لنا الأخ/ أحمد شمسان من موقع الحفريات الاثرية في احدى مناطق محافظة لحج وقال: ان التقرير في طور الاستكمال وهو تقرير عاجل يشير فيه إلى ان المعالم الاثرية في مديرية موزع مهددة بالسقوط ويطالب فيه بسرعة تفادي ذلك السقوط قبل أوانه وأضاف ان رئيس الهيئة وجهه مذكرة إلى جهة الأوقاف تتضمن سرعة انقاذ تلك المعالم باعتبار الأوقاف جهة ذات علاقة مباشرة بتلك المعالم الدينية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.