صنعاء.. اعتقال الدكتور العودي ورفيقيه    قبائل المنصورية بالحديدة تجدد النفير والجهوزية لإفشال مخططات الأعداء    وبعدين ؟؟    اليوم العالمي للمحاسبة: جامعة العلوم والتكنولوجيا تحتفل بالمحاسبين    قراءة تحليلية لنص "خصي العقول" ل"أحمد سيف حاشد"    الجدران تعرف أسماءنا    قرارات حوثية تدمر التعليم.. استبعاد أكثر من ألف معلم من كشوفات نصف الراتب بالحديدة    التلال بحاجة إلى قيادي بوزن الشرجبي    الجوف .. تنفيذ المرحلة الثانية من شبكة الطرق الزراعية بطول 52 كلم    تمرد إداري ومالي في المهرة يكشف ازدواج الولاءات داخل مجلس القيادة    صحة غزة: ارتفاع الجثامين المستلمة من العدو الإسرائيلي إلى 315    شبوة تحتضن بطولة الفقيد أحمد الجبيلي للمنتخبات للكرة الطائرة .. والمحافظ بن الوزير يؤكد دعم الأنشطة الرياضية الوطنية    موسم العسل في شبوة.. عتق تحتضن مهرجانها السنوي لعسل السدر    أبين.. حادث سير مروع في طريق العرقوب    مليشيا الحوثي تسعى لتأجير حرم مسجد لإنشاء محطة غاز في إب    القائم بأعمال رئيس الوزراء يشارك عرس 1000 خريج من أبناء الشهداء    صنعاء.. إيقاف التعامل مع منشأتَي صرافة    الأرصاد يتوقع أجواء باردة إلى شديدة البرودة على المرتفعات    وزارة الخدمة المدنية توقف مرتبات المتخلفين عن إجراءات المطابقة وتدعو لتصحيح الأوضاع    توتر وتحشيد بين وحدات عسكرية غرب لحج على شحنة أسلحة    عالم أزهري يحذر: الطلاق ب"الفرانكو" غير معترف به شرعا    تسعة جرحى في حادث مروع بطريق عرقوب شقرة.. فواجع متكررة على الطريق القاتل    انتقادات حادة على اداء محمد صلاح أمام مانشستر سيتي    سؤال المعنى ...سؤال الحياة    برباعية في سيلتا فيجو.. برشلونة يقبل هدية ريال مدريد    بوادر معركة إيرادات بين حكومة بن بريك والسلطة المحلية بالمهرة    جحش الإخوان ينهب الدعم السعودي ويؤدلج الشارع اليمني    هل يجرؤ مجلس القيادة على مواجهة محافظي مأرب والمهرة؟    الأربعاء القادم.. انطلاق بطولة الشركات في ألعاب كرة الطاولة والبلياردو والبولينغ والبادل    العسكرية الثانية تفضح أكاذيب إعلام حلف بن حبريش الفاسد    إحباط عملية تهريب أسلحة للحوثيين بمدينة نصاب    غارتان أمريكيتان تدمران مخزن أسلحة ومصنع متفجرات ومقتل 7 إرهابيين في شبوة    الدوري الايطالي: الانتر يضرب لاتسيو في ميلانو ويتصدر الترتيب برفقة روما    العدو الصهيوني يواصل خروقاته لإتفاق غزة: استمرار الحصار ومنع إدخال الوقود والمستلزمات الطبية    فتح منفذ حرض .. قرار إنساني لا يحتمل التأجيل    الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر اليمني ل 26 سبتمبر : الأزمة الإنسانية في اليمن تتطلب تدخلات عاجلة وفاعلة    الشيخ علي محسن عاصم ل "26 سبتمبر": لن نفرط في دماء الشهداء وسنلاحق المجرمين    الأستاذ علي الكردي رئيس منتدى عدن ل"26سبتمبر": نطالب فخامة الرئيس بإنصاف المظلومين    مرض الفشل الكلوي (27)    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    تيجان المجد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    عين الوطن الساهرة (1)    الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري تعزّي ضحايا حادث العرقوب وتعلن تشكيل فرق ميدانية لمتابعة التحقيقات والإجراءات اللازمة    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفاتحة على آثار موزع!
معالم تلاشت وأخرى آيلة للسقوط والضياع
نشر في الجمهورية يوم 28 - 03 - 2007

حكايات الكنوز المدفونة تدفع الأهالي لتخريب المواقع والمعابد الأثرية الجهات ذات العلاقة مطالبة بالتحرك الفاعل لحماية الآثار والشواهد التاريخية في موزعاستطلاع وتصوير/ سعيد الصوفي استقليت سيارة الأجرة قاصداً منطقة «مُرة» الواقعة في عزلة الهاملي شمال مركز مديرية موزع.. قطعنا 27 كم تقريباً من مفرق المخا على خط تعز الحديدة ووصلنا وادي جسر طناح على يمين خط تعز الحديدة حيث أخذنا الاتجاه على طريق ترابية 8كم إلى منطقة مُرة مروراً بقرى الحرضة، القطان الوجيز ومن ثم مرة.. مقابر عديدة على امتداد الطريق وأشجار شوكية تحيط بنا على جنبات الطريق حتى وصلنا إلى قرية «مرة» الواقعة بين جبل الظهرة وجبل المحتدد وجبل أسود، وتحكى الروايات التاريخية ان القوم تمرمروا هنا فتفرقوا فسميت المنطقة بذلك ورويات أخرى تنسب الإسم إلى مرة والد الأمير جساس.كنا نتأمل في الاتجاهات الأربعة عّلنا نسمع صوت الجليلة وهي تصدح شعراً في وجه الملوك والأقيال، تهجو وتمدح وتذم.. كنا نتأمل في فضاءات المكان لعل ثمة بسوس أخرى تذم مجيئنا إلى هنا حيث يستوحشك المكان وأنت تنتقل بين تلك المقابر التي ترجع لحقب قديمة حينها حضرني قول عنترة بن شداد:
هل غادر الشعراء من متردم
أم هل عرفت الدار بعد توهم؟!
آثار تثير الدهشة
أثارت دهشتي أعمدة المعبد الذي يعود إلي عصور ماقبل الإسلام وتحتل مساحة تقدر ب30 متراً تقريباً كما يقدر عددها بأكثر من 30 عموداً متقاربة عن بعضها وبمسافة نصف متر.
منها ما يصل طوله إلى مايزيد عن ثلاثة أمتار والبعض الآخر أصغر من ذلك وتتفاوت أحجامها ما بين متر إلى مترين بينما تحيط بسفح جبل الظهرة أعمدة أخرى كإحاطة السور بالمعصم وتوحي لنا تلك الأحجار المغروسة في الأرض أنها بقايا سور كان يحيط بالجبل حيث تحتل القلاع والحصون ذروته.. ويبقى حصن الغراب الذي لم نستطع الوصول إلىه نظراً لوعورة طريق المشاة إلى رأس الجبل شاهداً بمآثره الحضارية دالاً على حقب تاريخية مرت بها المنطقة.
استوقفني بعض من أهالي منطقة المقيصيع في عزلة الهاملي وأكدوا لي أن ثمة صخرة تقع في رأس الجبل ووحدهم رعاة الأغنام من يصلون إلى قمته لتعودهم على تسلق الجبال بشكل يومي حيث يقومون بالضرب على تلك الصخرة وبطريقة مماثلة بضرب «الطبل» ويسمع لها صدى الطنين جراء الضرب إلى الوادي الأسفل من الجبل والمناطق القريبة منه ويخيل للسامع أن ذلك صوت طبل وليس صخرة ويحكي عنها الأهالي في المنطقة بأنها حجرة متميزة عن بقية الأحجار.
حكاية الكنز وصاحب زبيد
لاحظنا بجوار أعمدة المعبد حفريات ونبش للتراب قال الأهالي ان ثمة أشخاصاً يأتون من خارج المنطقة ويقومون بعملية النبش بحثاً عن الكنز العظيم، الذي يتسامعون عنه في الروايات الشعبية في مناطق تهامة وثمة مقولة تأصلت بتلك الحكاية انه في حال تم العثور على الكنز سيحصل آخر من يسمع في زبيد عن الكنز سيحصل ملء «كوفيته».
تعدد المقابر
وفي المنطقة القريبة من موقع أعمدة المعبد تقع مقبرة قديمة بدت لنا القبور فيها بأحجار ذات لونين الأسود والكحلي وتكاد تكون موحدة في شكلها الظاهري عدا المقاسات الطولية لها وعليها شواهد مسنودة في أوساط القبور الأمر الذي يؤكد أنها تعود إلى عصور ما بعد الأسلام لكن الغريب في الأمر أن أهالي المنطقة لا يعرفون عنها شيئاً ولا يذكر غير أنها مقبرة من جملة مقابر متبعثرة على الطريق التي مررنا بها كما هو الحال في بقية مناطق المديرية حيث تنتشر فيها المقابر بكثرة.
أما تفسيرنا لظواهر تلك المقبرة وقبورها الموحدة شكلياً ومن خلال تأملاتنا قد تكون عملية دفن جرت في أوقات متفاوتة لضحايا المعارك التي تحكي عنها الروايات في المنطقة لأن ظواهر القبور وأشكالها تؤكد ذلك.. حيث دارت معارك بين القبائل ودول قديمة أدت إلى وقوع ضحايا كثر تم دفنهم في تلك المقبرة.
خيرهم للكعبين وشرهم للأذنين
علي عبدالرحمن من مواطني عزلة الهاملي قال لنا «كنت أسمع حكايات ان هذا الموقع «المعبد» يعود إلى عهد مملكة «بني مرة» أما محمد جمعان مدير مدرسة في الهاملي فيقول عن هذا المكان أن الآتي من زبيد سيحصل ملء «كوفيته» من الذهب حسب مايرويه الآباء والأجداد معتقداً أن في هذا الموقع كنز عظيم.
ويحكى جمعان ان في جبل المقيصع يقع حصن الغراب منحوت في رأس الجبل على شكل كهوف موزعة على شكل غرف.
وقال عما تتعرض له «أعمدة المعبد من التمادي عليه والعبث بها واسقاطها من موقعها ان لدى من يقومون بالعبث بها معلومات تفيد أن القدامى كانوا يقومون بحفر الصخور الشبيهة بالأعمدة ويضعون فيها المجوهرات ومن ثم يغطونها بالرصاص، ويثبتون الأعمدة في الأرض الأمر الذي دفع بالعابثين إلى النبش وإسقاط الأعمدة للكشف عن الكنز.
جمعان قال لنا وبتنهيدة «يحز في نفسي ان الهوية والأصالة التاريخية في مديرية موزع تظل محل عبث وإهمال.. وتتغاضى عنها الجهات الرسمية» وأشار إلى أن وسائل الأشغال الخاصة بشق الطرقات قد أضاعت كثيراً من المعالم التاريخية بفعل توسيعها للطرقات.
ملتقى الجازعة
ويزودنا علي عبدالرحمن بمعلومة عن أسباب كثرة المقابر في المنطقة وهو أن معارك دارت بين قبائل الزهاري والأهمول في ملتقى الجازعة ووقع فيها ضحايا كثر وجرى دفنهم في تلك المنطقة وقال ان ثمة عبارة يتداولونها منذ القدم عن منطقة الأهمول تنعتهم ب«خيرهم للكعبين وشرهم للأذنين».
قبة باسعد
قبل حوالي 20 سنة تعرضت قبة باسعد التاريخية في موزع للبرق ماأدى ذلك إلى حدوث انشقاق كامل للقبة.. وفي الفترة الأخيرة تعرضت بسبب الأمطار للإنهيار وسقوط سقف المبنى في الثاني من يناير الماضي.. أهالي المنطقة قالوا لنا ان فريقاً من الآثار بالمحافظة زار الموقع ولاحظ التشققات التي كانت بارزة في هيكل القبة قبل سقوطها ووعد بضرورة المعالجة السريعة ولم يحدث شيء من ذلك وسقطت القبة ولم يثر ذلك حفيظة الجهات ذات العلاقة في الوقت الذي فيه بقية المعالم «الجامع الكبير، قبة المحولي، السيد حسين تؤذن بالرحيل.
كان لقبة باسعد شكلهاالظاهري الشبيهة بقبة الصخرة في فلسطين وبنيت بأحجار فريدة غير متوافرة في المنطقة كما لايوجد أي مبنى آخر شبيه لها في اليمن وقيل أن الأحجار جاءت من الحبشة، وتتضارب المعلومات عن تاريخ بنائها فثمة مصادر تاريخية ترجع تاريخ بنائها إلى ما قبل ألف عام بينما الدكتور/عبدالأحد زيد عيون ينفي ذلك وقال ان تاريخ بناءها يعود إلى عهد الاحتلال الحبشي لليمن بحدود 525م.
وقال انها كنيسة وليست مسجداً كمايدعي البعض ونفى أن يكون باسعد هو من بناها حيث يؤكد أن القبة سميت باسم باسعد وهو رجل حضرمي كان تاجراً مشهوراً في سوق موزع وأطلق اسمه على السوق «سوق باسعد» وبحكم قرب الكنيسة من السوق أطلق عليها اسمه.
قباب قديمة
ويشير الدكتور عبدالأحد إلى أن كثيراً ممن يمرون على تلك القباب المنتشرة في موزع يرون أنها إسلامية بينما هي قديمة جداً بدليل ان تلك القباب وجدت فيها كتابات وزخرفات.. وتمكن من عمل مقارنة بينها وبين الكتابات والزخرفات «آلحبشية» وقال ان الكتابات والحروف تشبه إلى حد ما الحميرية، ولكنها «جعزية» بحد ذاتها والجعزية هي الحبشية، وهي من الكنائس التي بنيت في عهد موزع أحد أبناء كليب.. عادل سعيد أحد المهتمين بقبة باسعد ومن الساكنين بجوار القبة قال ان أحجار المبنى نادرة وهي من الياجور «ذكر وأنثى» أحجار حبشية وتوجد على القاعدة السطحية للقبة نجمات سداسية من الجص.
يا محولي حولي
وفي الجانب الآخر توجد قبة السيد حسين وقبة المحولي التي يعود تاريخ بنائها إلى ماقبل 700 سنة ويوجد بداخلها ضريح الشيخ المحولي وكان يحيط بها سور قد انهار وبجانبها بئر نضب منها الماء ووضع القبة حالياً لايسر حيث عنوان السقوط بارز للعيان من خلال تشققات عديدة في المبنى بشكليه الداخلي والخارجي وكذلك الحال بالنسبة لقبة السيد حسين الأمر الذي يؤكد ان سقوطهما أمر لا محالة منه بعد سقوط قبة باسعد نتيجة الاهمال الذي لازمهما.
فثمة مقولة شائعة كان يرددها الناس قديماً عند «ضريح المحولي» «يامحولي حولي» ويرددون ذلك كطقوس عند طلبهم حاجة ما أو لتحقيق أمنية ما وباعتقادهم نتيجة الجهل والأمية ان الضرورة تقتضي الصراخ بتلك العبارة بجوار المحولي لتحقيق مآربهم.
معالم آيلة للسقوط
الشيخ /عبدالكريم أحمد علي حيدر ممثل مديرية موزع في المجلس المحلي بالمحافظة قال: ان مديرية موزع تزخر بالاثار القديمة وهي دالة على ان المنطقة عريقة إلاأن الشيء المؤسف جداً أنها آثار مهملة وطمر الكثير منها جراء ذلك الاهمال فثمة قبة باسعد تعرضت للسقوط وغداً الجامع الكبير الذي يعود تاريخ بنائه إلى عهد الملك المظفر فترة الدولة الرسولية قبل حوالي «771» سنة وهو جامع أثري شبيه بجامع المظفر بمدينة تعز وفيه خمس قباب في الجزء الأول من السطح فيما الجزء الثاني سقف بالأخشاب الصلبة وهي أخشاب قديمة قيل أنها جاءت من الهند.
وبالرغم من الأقدمية التاريخية للجامع وكمعلم تاريخي لم يحظ حتى الآن بعملية الترميم والصيانة ووضعيته الحالية تنذر بالسقوط اذا لم يتدارك الأمر من الآن وهو ما يخشاه الأهالي خوفاً من السقوط المفاجئ على رؤوس المصلين وتكررت دعوات الأهالى للجهات المسئولة بضرورة عمل اللازم قبل وقوع الكارثة.
ويقول الشيخ/عبدالكريم «نحن عبر المجلس المحلي لا نستطيع القيام بأي عمل بالنسبة للآثار لأن هذه المسألة تتطلب إمكانيات كبيرة وميزانية المجالس المحلية محدودة جداً لا تفي بتسيير نشاطها».
ويعد الجامع من أجمل وأعظم مساجد موزع وكمعلم أثري أسس على طراز جميل وشكل يستوقف الناظر هو مبنى من الحجر المنحوت والطوب الأحمر وكان له منارتان سقطت واحدة وبقيت المنارة الأخرى من جهة الغرب وله بابان الباب الشرقي والآخر غربي.
علامات الإهمال
حين ولجنا إلى داخل الجامع الكبير بدت لناعلامات الإهمال واضحة تماماً تنذر بالسقوط القادم لمبنى الجامع وفي المنارة الوحيدة للجامع تعشعش العصافير في المدرج المؤدي من قاعدة المنارة إلى سطح الجامع كانت حركة طيرانها نشطة وأصواتها تعلو متنقلة بين أزقة الجامع وأسقفه الداخلية تارة تتدلى وتارة تطير وكأنها تحتفل بفرح لقدومنا ومستبشرة بمجيئنا لعل في ذلك فأل خير لنقل الصورة التي عليها حال الجامع الذي ينتظر تحريك صمت الجهات المعنية بصيانة وترميم تلك المعالم الأثرية.
قلعة دار السلطان
وفي التلة القريبة من مركز مديرية موزع تقع ثمة قلعة كانت تسمى قلعة جبل دار السلطان قال لنا الشيخ عبدالملك حيدر أن بناءها يعود إلى فترة الحكم العثماني الأول لليمن وهي عبارة عن مبنيين متجاورين وجرى ترميمها في عهد حكم الأئمة إلاّ أن أسقف الدور الثاني قد انهارت كما انهارت أجزاء عديدة منها وهي على وشك السقوط الكامل لم يتبق من أجزائها واتخذهاالعثمانيون كمركز إداري إبان فترة حكمهم.
أطلال شاخصة
وفي مناطق عديدة من مديرية موزع ثمة بقايا آثار لسدود كانت قائمة في عهد مملكة المعافر، وترجع بعض الروايات إلى أن عددها بلغ ستين سداً وستين عيناً.. إلا أن الدكتور/عبدالأحد دحض تلك المعلومات ومصادرها وقال ان في ذلك مبالغة بينما هي ستة سدود وست عيون، انطلقت معظمها عند الغزو الحبشي أو ربما نتيجة تواجد الغزاة الفارسيين في اليمن لكي يضيقوا الخناق على الأمراء اليمنيين بحيث يعوقعوا أضربة قاصمة في الناحية الاقتصادية والزراعية وبحسب الباحث الدكتور عبدالأحد أستاذ اللغات والحضارات القديمة بجامعة تعز فإن هناك عيوناً تنبع من جهة بلاد العقمة وجبال منح وجبال الجعشني ولايزال الماء يشع فيها وقال «لقد وجدتها بنفسي مغلقة بالرصاص والبرونز» ويشع الماء منها طوال السنة وهي منغلقة تماماً.
مدينة السواء
شواهد وآثار ونفقوش قال الباحث الدكتور/عبدالأحد زيد عيون أنها دالة على ما يطرحه فمدينة السواء عاصمة دولة االمعافر التي بناها كليب مازالت تزخر بالكثير من الآثار والشواهد والنقوش المتعلقة بدولة المعافر وملكها كليب.. فقبور قتلى حرب البسوس مازالت إلى اليوم في مدينة موزع وتقع على سطح خصيب وادي رسيان وأرض فرسان قديماً وثمة حصون عديدة ترجع إلى عهد مملكة المعافر ولعل منها حصن السواء الذي فيه قصر الملك كليب كماتوجد في جبال مخون وهي ماتسمى اليوم بالمخاعدة.
من مآثر حمير
ويقول الدكتور/عبدالأحد زيد عيون «لاتزال مآثر ملك حمير آيسف آسار ذي نواس» شاهدة على قوة صلابته في محمياته العسكرية فوق قمم «الرُّكب» مقابل هيجة المرة والوجيز وهو من وديان الهاملي بوادي «فرسان» قديماً «روسيان» حالياً، قبال الجبل الأسود غرباً، وجبل منح جنوباً وحصن الغراب شرقاً، شراف العليا شمالاً، وهناك شواهد أثرية قائمة من أعلى قمة جبل الركب لبقايات معابد قديمة وكما يبدو عالياً وجود مبنى معبد فوقه ناقوس يتدلى من سلسلة كبيرة تهزها الرياح الهوج، وفي حوائطها رسوم لحراب ونقوش كتابية قديمة لايستطيع المرء الوصول إليها بسهولة أو قراءتها بالعين المجردة من بعيد كما أشار لنا بذلك د.عبدالأحد.
بعيداً عن اللامبالاة
ويتمنى الدكتور عبدالأحد أن يحظى مشروعه بالدعم من قبل جامعة تعز وبشكل جاد والمتمثل بإنشاء مركز الدراسات وبحوث الآثار وقال ان ذلك هو حلم الجميع ويتوقع ان يلعب دوراً كبيراً في تأهيل الطلاب وخريجي الدراسات العليا في الجانب الأثري واللغوي القديم.وقال إذا لم نهتم بالتأهيل والدراسات الأثرية فلن يكون هناك أية فائدة لأن معظم السرقات للآثار وتسريها إلى الخارج نتيجة قصور أو اللامبالاة في مسألة الآثار.
يذكر أنه في عام 1996م أصدرت ايطاليا قانوناً بإعادة أي موروث مسروق أو منهوب إلى وطنه الأصلي، بعض البلدان الافريقية أعادت معظم آثارهاماعدا اليمن وقال متأسفاً لا أدري لماذا هذا الصمت عن تهريب الآثار اليمنية وعدم استرجاعها؟
رفعنا تقريراً إلى الهيئة
ونتيجة لتعرض المواقع الأثرية في موزع للاهمال قال العزي مصلح مدير فرع الهيئة العامة للآثار بتعز ان هناك دراسة اجريت قبل أربع سنوات عن الآثار في مديرية موزع أعدها فريق متخصص من الآثار وتم رفع تقرير بواقع تلك المعالم الأثرية قبة باسعد وقبة المحولي وقبة السيد حسين والجامع الكبير وغيرها، واشار إلى ان قبة باسعد كان فيها تشققات على الشكل الدائري للقبة قبل سقوطها.. واضاف بان التقرير رفع إلى رئيس الهيئة العامة للآثار مؤكداً أنه لم يتلق الرد حتى الآن من قبل رئيس الهيئة على التقرير.
في طور الاستكمال
تواصلنا مع رئىس الهيئة وبدوره احالنا إلى الأخ/ أحمد شمسان وكيل الهيئة السابق ورئىس الفريق الميداني المكلف بإعداد التقرير عن المعالم الأثرية في مديرية موزع وبدوره تحدث لنا الأخ/ أحمد شمسان من موقع الحفريات الاثرية في احدى مناطق محافظة لحج وقال: ان التقرير في طور الاستكمال وهو تقرير عاجل يشير فيه إلى ان المعالم الاثرية في مديرية موزع مهددة بالسقوط ويطالب فيه بسرعة تفادي ذلك السقوط قبل أوانه وأضاف ان رئيس الهيئة وجهه مذكرة إلى جهة الأوقاف تتضمن سرعة انقاذ تلك المعالم باعتبار الأوقاف جهة ذات علاقة مباشرة بتلك المعالم الدينية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.