الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشغار.. عادات متوارثة وتقاليد تغلب أولياء الأمور
بسببه تتقاتل «قبائل» ويسميه البعض ب«الزقر»
نشر في الجمهورية يوم 31 - 03 - 2007

مازال زواج الشغار (البدل) شائعاً في قرى ومناطق يمنية عدة على رغم التحولات التي يشهدها المجتمع اليمني وما يشوب هذا النوع من الزواج من سلبيات تشمل النواحي الشرعية والاجتماعية وعادة ما يكون الزوجان ضحية لزواج الشغار العائد الى استمرار عادات وتقاليد اجتماعية قديمة نهى عنها الاسلام.
فتاة مقابل فتاة أخرى، وبدون شرط ، أو مهر ، وحتى وإن كان بدون تراض من الزوجين انه زواج الشغار " البدل "، الذي راح ضحاياه عدد من الشباب ، والشابات في عدد من مناطق اليمن وخاصة في المناطق " الريفية "، التي لا يزال جهل الآباء، وأمية النساء فيه يلعبان الدور الكبير في تدمير حياة أطرافه ويقابل بصمت قطاعاً كبيراً من المجتمع.
ورغم ضحايا ذلك الزواج المنهي عنه في الإسلام " لا شغار في الإٌسلام " إلا أن كثيراً من أولياء الأمور والذين لا يزالون يجهلون حق المرأة واعتقادا منهم بأن ذلك الزواج هو حفاظ على العلاقات والتماسك الأسري ، وعدم خروج الفتاة من إطار الأسرة حرصا على ما تملك من المال والتركة وخوفا بأن يحصل عليه شخص غريب حتى وان كان من أبناء المنطقة نفسها.
" زواج البدل " ليس بظاهرة جديدة على اليمنيين، بل هو عادة متوارثة سببها الظروف المعيشية الصعبة والحرص على التماسك الاجتماعي.
حصول المرأة الريفية اليمنية على قليل من التعليم،لم يحل بينها وبين ما تعانيه من صعاب وعقبات جمة تفرضها الظروف والتقاليد الاجتماعية
السائدة التي تحول دون حصول المرأة على حقوقها الاجتماعية والإنسانية.
لغم مؤقت
وبالرغم من مزايا ذلك الزواج ان وجدت كما يطرح البعض إلا أن عيوبه ومساوئه تتجاوز حسناته بكثير، فقد كشفت التجربة فشل الكثير من الزيجات التي تمت تحت هذا المسمى، حيث أصبح ذلك الزواج بمثابة لغم مؤقت قد ينفجر في أي وقت ليطيح بعلاقات الزواج المتشابكة، وقد يدمر أسرة سعيدة هانئة ذنبها أنها أحد أطراف هذا الزواج.
فهل لزواج البدل مزايا كما يقول البعض هذا ما تحاول " سبأ " الكشف عن صحته أو كذبه في تحقيقها حول سلبيات وأثآر زواج محفوف بالفشل يوقع بفتيان وفتيات في مقتبل العمر اعتقادا من أولياء الأمور بأنهم يؤسسون لعلاقات أسرية مترابطة داخل اطار الأسرة والعائلة ذاتها قد لايكون الشاب اليمني جميل آخر ضحية لزواج الشغار المنتشر في اليمن، بعد أن دفع عقله ثمنا لهذا الزواج التعيس الذي انتهي بالطلاق ، ليطوي معه فصول من المشكلات والمآسي بين العائلتين " طرفي الزواج " رغم عدم رغبتهما ،لكن وفقا
وطالبت القادري الآباء الذين لا يعون حقوق الإنسان بأن يحترموا الدين الذي حث على تلك الحقوق " .
لكن (م . س) ترى أن ليس كل هذه الزيجات فاشلة إلا أنها ترفض أن تتزوج بهذه الطريقة و تقول " أحيانا تكون البنت مجبورة على القبول بهذا الزواج بسبب الأعراف الموجودة في اليمن والتي تعطي للأب حق تقدير الزوج الصالح فتكون البنت في معظم حالات الزواج هذه هي الخاسر الأكبر"
زواج بيع
من جانبها ترفض شذى هي الاخرى هذا النوع من الزواج على الرغم من أنها لم تتزوج بعد وتقول: بهذه الطريقة يتم الانتقاص من حقوق المرأة، وبالتالي تكون المشاكل الزوجية كثيرة، وأنا لن أقبل بزواج البدل أبداً، مهما كلف الأمر".
وتضيف "رأيت زميلتي في الجامعة تعاني من هذا الزواج، بعد إكراهها على الزواج من قريب لها، بالتالي لا يمكن أن تأخذ المرأة مهرها على الورق دون أن يكون مهراً حقيقياً، وفي أغلب الأحيان لا تحصل المرأة على حقوقها الشرعية المطلوبة في ذلك".
وتابعت" هذا الزواج يُعدّ بيعاً للمرأة وانتقاصاً من حقوقها الشرعية والقانونية، والتي كفلتها الشريعة الإسلامية، بحيث لا يمكن الانتقاص من تلك الحقوق المشروعة، ولا أحد يستطيع مصادرتها أبداً".
وتروى ياسمين التي تتلهف لرؤية ابنتها التي لم تتجاوز السنتين الأسباب التي دفعت عائلتها إلى تزويجها عن طريق زواج البدل بسبب القرابة، إذ إن والدي يؤمن بالعائلية أكثر من غيره فقد تحدث مع عمي، واتفّقا على أن نتزوج دون مهر، ولا ذهب، وغير ذلك من الحقوق المشروعة في الزواج العادي، وكانت ابنة عمي مقابلي في هذا الزواج".
وبتنهيدة مليئة بالدموع والشعور بالحسرة تقول ياسمين " لم يستمر زواجنا سوى أربع سنوات، تبعتها المشاكل نتيجة خلاف حصل مع زوجة أخي أدى في النهاية إلى انفصالهما.
ونتيجة لخلافهما انفصلت عن زوجي، وحصل خلاف حادّ داخل العائلة بحيث بات الخصام والصدام واضحاً بين والدي وعمي حتى الآن لم يبق مني سوى جسد بلا روح"..وذكرت ياسمين أنها كانت تشعر وكأنها كتلة من اللحم بدون احساس و أنها كادت تفقد أمومتها عندما أخذت أسرة زوجها منها ابنتها بالقوة..يضاف إلى ذلك عدم الشعور بالاستقرار خلال فترة زواجها حين تزوجت بالإجبار ودون رضاها. . وتشير الى أن أسرتها حاليا تتعامل معها بطريقة غير لائقة في الوقت الذي لا تمتلك فيه ياسمين إمكانات الخروج والخوض في غمار الاعتماد على الذات خاصة وأنها لم تكمل دراستها حتى الابتدائية.
وتذكر ج س بأن تجربتها مع هذا النوع من الزواج سيئة لكثرة المشاكل التي تحصل معها؛ إذ لا تمر بضعة أسابيع دون
رضوان الحميري الذي تعرض لزواج شغار فاشل .. يقول رضوان " استغل أهلي عدم توافقي مع زوجتي ومشاكلنا الكثيرة لتصفية حساباتهم مع عائلة زوجتي التي كانت متمسكة جدا بأخي ورفضهم تطليقها وهو ما دفعنا ثمنه غاليا، حتى استمرت فترة النزاع أكثر من عشرة أعوام بعنا أغلب أرضنا لنصرف على المحاكم والمشايخ لحل المشكلة لتبقى الزوجتان إلى الآن معلقتين والمشكلة لم تنته.
ويعزو اخصائيون اجتماعيون
انتشار هذا النوع من الزواج في اليمن إلى اتساع دائرة الفقر خاصة في فترة " قبل قيام الثورة اليمنية " مما دفع أفراد المجتمع الذين كانوا يعيشون آنذاك في عزلة تامة إلى اعتماد هذا الزواج بسبب الظروف المعيشية فكانت طريقة " المقايضة " هذه هي الحل الأمثل بالنسبة لهم .
وتقول الدكتورة حسنية القادري مديرة مركز دراسات وأبحاث تنمية المرأة " جامعة صنعاء "استمرار هذه الظاهرة في العصر الراهن نتيجة للمغالاة في المهور والمبالغة في شروط الزواج فيكون الحل لمن لا يستطيعون توفير كل هذه المتطلبات".
مشيرة الى انه وعلى الرغم من انتشار ظاهرة زواج الشغار في اليمن إلا أن الدراسات والأرقام الخاصة بها تكاد تكون معدومة لأسباب غير معروفة.
إلا أن بعض التقديرات تذهب الى أن نسبة فشل هذا النوع من الزيجات تتجاوز 80 في المائة.
وترى القادري أن نسبة انتشاره تتضاعف كثيرا في ريف اليمن بسبب العادات والتقاليد الموروثة والتمسك بتزويج الأقارب عن طريق الشغار مما يترتب عليه مضاعفات خطيرة تهدد البناء الاجتماعي للعائلة بسبب المشاكل والخلافات.
ثقافة أوامرية
ويرفض الشاب ناظر محمد علي الزواج بهذه الطريقة ويقول :" اعتقد أن هذا الزواج مصيره الفشل " كما أنه يقوم على مبدأ عسكري " الحسنة تخص والسيئة تعم " وهذا ما لا أقبله ".
وتشير مديرة مركز تنمية المرأة إلى السلبيات الخطيرة التي يتسبب بها هذا الزواج أهمها الحالة النفسية التي تتعرض لها البنت أو الولد والتي تنعكس سلبا وتؤدي إلى الكراهية بين الزوجين وتأثيرها على الأولاد ، وفقد رغبة الطرفين ببعضهما .
وقالت:" عندما ينعدم الترابط الأسري بين الزوجين تفقد الأمانة بمعني أنه من الممكن أن ينحرفا أخلاقيا وهما متزوجان وهذا ما لمسناه في كثير من الحالات الموجودة على الواقع فقد وجدنا فتاة ومن أسرة كبيرة ومعروفة في البلد ولأنها اجبرت على الزواج انحرفت ".
لمبادئ وأعراف هذا الزواج كان لابد لهما أن يكتويا بنار هذه الخلافات .
تبدأ مأساة هذا الشاب كما يرويها والده عبد الله شايف بعد أن اتفق مع والد زوجته على أن يزوجا ابنيهما بطريقة " الزقار " اي الشغار.
وتم الزواج وبعد مرور عامين لم تتفق ابنتي مع زوجها وكانا على خلاف دائم ومن الطبيعي أن اي خلاف بينهما يمتد لابني وزوجته فما أن تعود ابنتي إلى البيت حتى تترك زوجة ابني البيت دون آية مشاكل، والمشكلة أن ابني تعلق بزوجته كثيرا فما أن تطورت الخلافات بين العائلتين ووصولها إلى المحاكم وفشل كل الحلول لجأنا إلى الحل القبلي على أن يطلق أبنينا معا بعدما خسرنا أموالاً طائلة، لكن ابني فقد عقله جراء ضغوطنا عليه ليطلق ومازال إلى الآن على هذه الحالة .
مشاكل متفاقمة
ويصف أحد أعيان محافظة إب هذا النوع من الزواج بزواج المشاكل ويقول " نتلقى كثيراً من القضايا من هذا النوع ، ونواجه صعوبة في إقناع أحد الأطراف بتقديم تنازل كترك ابنته مثلا مع زوجها إذا كانا متفاهمين على أن يدفع الشرط والمهر ، لكن الآباء يعتبروها في هذه الحالة كسر شرف ويرفضون بشدة ، وهوما يؤدي إلى تطور المشاكل بين العائلتين لتصل أحيانا إلى حد الاقتتال ".
ويروي عدداً من الوقائع الخاصة بنهايات هذا النوع من الزواج منها انتحار أحد الشباب والاقتتال بين قبيلتين ، ويؤكد أن نسبة نجاح هذا الزواج ضعيفة جدا ومهما تباينت مسميات زواج الشغار في المناطق اليمنية " الزقر ، البدل ... الخ " الإ أن طريقته واحدة ونتائجه متشابهة .
وتقوم فكرة زواج الشغار على عدم دفع أي شئ بل أخذ زوجة مقابل أخرى على أن تخضع الزوجات لنفس الظروف في السراء والضراء فإذا لم تتفق زوجة مع زوجها تنسحب هذه الخلافات على الزواج الاخر، مما يتسبب في حدوث مشاكل كبيرة بسبب تمسك أحد الأزواج بزوجته مقابل رفض الآخر وعدم التوافق.
ومن الواضح أن نسبة نجاح هذا النوع من الزيجات متدنية، والقاعدة هي تراضي الزوجين لكن زواج البدل يشذ عنها.
عادات وتقاليدسلبية
يقول الحاج سعيد المحمودي (85 عاما) " زوجت أثنين من أولادي بهذه الطريقة وزواجهم مستمر حتى الآن دون مشاكل فالحمد لله جميعهم متفاهمون والعائلتان كذلك".
لكن ما ينطبق على عائلة الحاج سعيد قد لا تجده في كثير من العائلات التي تعاملت مع هذا الزواج كتصفية حسابات بحسب رأي
حصول مشكلة معهم، لكثرة تدخل الأهل في حياتهم الخاصة داخل البيت، الذي لا تستطيع من خلاله الإحساس بنوع من الاستقلالية الحقيقية.
وقالت:" لا توجد حرية كاملة حتى في الحياة الخاصة بيني وبين زوجي، لأن أهل زوجي ما زالوا يعيشون على نظام العائلة الممتدة، وكل شيء بيننا مشترك من الطعام حتى راتب زوجي الذي لا ننعم به أبداً.
وأضافت: "لا أنصح الفتيات بزواج البدل،لأنه عادة قديمة يجب أن تتلاشى آثارها من مجتمعنا، بشكل ينتقص من حقوق المرأة المسلمة التي كفلتها لها الشريعة الإسلامية، من المهر والذهب والبيت والحياة المستقرة داخل العائلة، بعيداً عن تدخل أحد في حياة الأزواج الخاصة.
ومن جانبها ترى (ص ر ) تزوجت قبل عشرين عاماًعبر زواج البدل ان زواج البدل يمكن أن يكون ناجحاً إذا كان هناك تفاهم بين الزوج وزوجته، يحصل هذا من خلال منع الآخرين من التدخل في شؤون العائلة الداخلية، بهدف الحفاظ على الترابط الأسري، وحماية الأطفال، مع إعطاء الزوجة حقها الشرعي في المهر والمسكن وغيره.
وأضافت: "والحمد لله استطعت أنا وزوجي الحفاظ على أسرتنا، وتربية أطفالنا حتى أصبحوا رجالاً في الجامعات، ولم تحصل معنا أية مشاكل صعبة، وفي حال حدوثها كنا نحلها داخلياً، وسراً، دون علم أحد من أهلنا، هكذا اتفقنا منذ البداية، حتى تكون حياتنا ناجحة".
وتستدرك " مع كل هذا فإنني أحبذ أن يتم زواج الأبناء في هذه الأيام بعيداً عن زواج البدل، حتى لا تكون هناك مسوّغات لأحد في هدم أية أسرة نتيجة لحصول خلافات عائلية، ومشاكل بين الزوجين.
ويقول الشيخ عبده الحميدي أستاذ مساعد في كلية التربية جامعة أب (قسم دراسات إسلامية وقرآن) زواج الشغاركان سائدا في الجاهلية الأولي قبل الإسلام وجاء الإسلام ونهى عنه حفاظا وصونا لكرامة وحق المرأة .
وأضاف الشيخ بأن "سلبيات زواج البدل عديدة ،لأن كلا الزواجين يرتبط تلقائيًّا بالآخر، فما يحدث في أحدهما ينتقل إلى الآخر".
ويرى الحميدي :" أن هذا الزواج نادرًا ما ينجح، والواقع أثبت ذلك "معللاً بأنه إذا انتهى أحد الزواجين بالطلاق نتيجة وجود ما يعكر صفو الحياة الزوجية، وجدنا أن الزواج الآخر ينهار ويحدث الطلاق مع أنه لا يوجد ما يوجب الطلاق، بل العكس تمامًا ربما كان زواجًا ناجحًا، والزوجان يعيشان في انسجام ووئام.
توافقه الرأي في ذلك الدكتورة حسنية القادري التي تقول " نهى الشرع عن هذا الزواج رحمة بالناس وحكمة للأمة لأن الزواج في الإسلام هدفه بناء أسرة وبناء كيان لكن زواج البدل محكوم بالتعاسة وتحطيم كثير من الأسر وتأكيد لأنانية الأسرة وتمسكها بالتقاليد غير الإسلامية"وأضافت:" يتم مثل هذا الزواج في المناطق الريفية بسبب أمية الفتاة وجهلها معنى ومسؤولية الزواج وفرح كثير من الفتيات خاصة وأنهن يتزوجن في سن صغير لا يتجاوز أعمارهن 12سنة بثوب الزفاف ولأن الفتاة في تلك المناطق الريفية عندما تتزوج تتوقف عن رعي الأغنام.
وترى القادري أن هذا الزواج فيه انتقاص من حقوق الإنسان وانتزاع لحق المرأة وكرامتها "هذا الزواج فيه ظلم للمرأة والرجل على السواء لأن الزواج في الإسلام بالتراضي وزواج البدل يتم بالمقايضة والمجاملة ما بين أولياء الأمور الذي غلبتهم العادات والتقاليد.
ويستند الحميدي الى قول الرسول صلى الله علية وسلم " لا شغار في الإسلام " .. مؤكدا أن زواج البدل فيه هضم للمرأة واستلاب لحقها واصفا زواج الشغار بالمتاجرة .. ويتساءل الحميدي ما ذنب الزوجة التي تعيش سعيدة مع زوجها وأطفالها حتى تطلق.. إنها في ذلك تتعرض لظلم فادح، وما ذنب الزوج الذي يضطر إلى تطليق زوجته مع أنه يتحمل جزءًا من المسئولية؛ لأنه قام بزواج البدل من الأساس.
وبالطبع فإن زواج مثل هذا النوع - وكما يقول الأستاذ الحميدي يكون بمهر (طبعًا سيكون المهر متساويًا في كل تفصيلاته وهذا حرام شرعًا) أما إذا تم الزواج بدون مهر فسيكون الظلم هنا أشد؛ لأن المستفيد هنا الذكران فقط، حيث حصل كل واحد منهما على زوجة دون مهر، أما المرأة فقد تعرضت للظلم في كل الأحوال فهي لم تحصل على مهرها، كما أن زواجها معلق باستمرار ونجاح الزواج الآخر".
وانتقد الحميدي إغفال منظمات المجتمع المدني والمنظمات المعنية بحقوق المرأة للتوعية بمخاطر زواج الشغار وطالب بوضع برامج توعوية للقضاء على هذه الظاهرة .
واشترط أستاذ الشريعة الحميدي لقيام هذا النوع من الزواج الفصل بين زيجة وأخرى بحيث إذا لم تتوافق أحد الزيجات تبقى الأخرى كما هي مع دفع المهر والشرط اللازم.
ويحمل الشيخ الحميدي مسؤولية إخفاق زواج البدل أكثر من طرف، وعلى رأسهم المحيطون بالأسرة من العائلة الممتدة حتى الأب والأم، وبطبيعة الحال سيعيش الأطفال بعيداً عن الأب والأم، وهذا بحد ذاته له تأثيرات سلبية على المجتمع بشكل عام".
وبعد كل ذلك هل فقدان جميل لعقله، وانتحار شاب آخر في منطقة أخرى ، واقتتال قبيلتين بعد سنين في المحاكم ، وثبوت التجارب لفشل زواج البدل ، والتأكيد على تحريمه، والحالات النفسية التي يصاب بها الزوجين نتيجة ذلك الزواج كفيل بتغيير عادات وتقاليد ومعتقدات بعض أولياء الأمور وإدراكهم لمخاطر تلك الزيجات .
وهل حان الوقت لتبدأ الأسر بمنع هذا الزواج المحكوم عليه بالفشل من بدايته ، وتحطيم وتدمير كثير من الأسر ، وتشرد عدد من الأبناء بدون دخل أو ذنب لهم ، ولكن تلبية لرغبات الآباء وتقاليد وعرف تلك المناطق التي لا يزال ساكنوها يجهلون آثاره وسلبياته فواحدة تتزوج والثانية تتطلق حتى وان كانت تحب زوجها .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.