نفذ الاتحاد العام لشباب اليمن خلال الفترة الماضية العديد من الأنشطة والبرامج التوعوية في مختلف المحافظات استهدفت شريحة الشباب من 16 إلى 20 عاماً، متضمناً مختلف القضايا الوطنية والسياسية والدينية والثقافية والاجتماعية بهدف خلق وعي وإدراك كامل لدى هذه الشريحة لكل المتغيرات والأحداث من حولنا وبناء جيل جديد من الشباب المدرك، بعيداً عن الغلو والتطرف والتعصب. وتمثل هذه الفئة المستهدفة ما يقارب 15 في المائة من سكان اليمن وفق التعداد السكاني الأخير للعام 2004م، يث تحظى باهتمام العديد من الجهات الحكومية والمؤسسات الثقافية والشبابية المختصة، كون نجاح شعوب العالم وتقدمها اليوم أصبح مرهوناً بمدى وعي الشباب وارتباطهم بمصالحهم الوطنية والقومية باعتبارهم العمود الفقري ولبنة الأساس لبناء وتطور المجتمعات خاصة في ظل ما يشهده العالم من تحديات عصرية وتطورات تكنولوجية وعولمة مفتوحة ومتغيرات متعددة الاتجاهات تضع على كاهلها هموم الشباب والتحديات التي تواجههم. وتعد مرحلة الشباب من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته، إلى جانب أنها أفضل مرحلة يتنعم الإنسان بحلوها ومرها وسهلها وصعبها ومرارة عيشها، فالشباب يمثلون اليوم عنوان الحضارة ومخزون الإنسانية وجيل الغد المثمر وأمل المستقبل الزاهر وعماد التنمية وبهم تشحذ الهمم وترقى الأمم ويشهد لهم التأريخ. لهذا ووفقاً لبرنامج الاتحاد العام لشباب اليمن فقد عمد الاتحاد إلى إقامة ندوات توعوية للشباب تحت عنوان "الشباب في مواجهة التحديات" بمشاركة واسعة القطاع الشبابي بالمحافظات في "صعدة، عمران، مأرب، إب، ذمار، المحويت، شبوة، حجة، البيضاء وعدن، بالتعاون مع المؤسسات التربوية والكليات العلمية والمدارس بالمحافظات. وهدفت الندوات إلى تعريف الشباب بالمخاطر والأضرار نتيجة للأفكار الخاطئة التي روج لها بعض العناصر المغرر بهم، والذين استغلوا الوطن وقدراته بهدف استثمار طاقات الشباب واستغلالهم للتمرد على الوطن وتخريب مصالحه والعبث بأمنه واستقراره وزرع بؤر الفتن في أوساط المجتمعات. كما هدفت هذه البرامج التوعوية الشبابية إلى تعريفهم بالسلوكيات الخاطئة التي أمرنا ديننا الإسلامي الحنيف الابتعاد عنها خصوصاًَ أن معظم الشباب غارقون في الأهواء واتباع الشهوات باعتبارها من الأشياء التي تحط من شخصية الإنسان وتمس بكرامته وعرضه. وأوضح الأخ/معمر الإرياني رئيس الاتحاد العام لشباب اليمن في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الندوات التوعوية ضرورية ومهمة للشباب، وتحمل في طياتها المعلومات الهامة التي توقظ الشباب، وتدفعهم نحو البناء والعمران بدلاً من الانحراف والتطرف. مشيراً إلى أن الندوات تهدف إلى توعية الشباب لمواكبة المتغيرات والتطورات، خاصة قضية العناصر الإرهابية والتخريبية في بعض مناطق صعدة، والتي حاولت التغرير ببعض الشباب والإساءة والتشويه لصورة الإسلام. وقال الإرياني: اتحاد شباب اليمن هدفه واضح للجميع، والتوعية واجب ديني ووطني، إلى جانب أن على الشباب مساهمات مختلفة في الحفاظ على مكتسبات الثورة اليمنية والوحدة المباركة ومكتسبات الأمة من الديمقراطية ومما وصلت إليه اليمن من تقدم، وبالتالي لابد لهم من دور توعوي وإيصال رسالة الشباب، وهم يرفضون هذه الفتنة ويقفون مع الوطن والقيادة في القضايا المختلفة. وأضاف الإرياني: إن الاتحاد يعمل جاهداً لتنشئة جيل خالٍ من الفساد اللا أخلاقي وأن يكونوا متسلحين بالعلوم والمعرفة، قادرين على مواجهة التحديات التي تطرأ على الساحة، وتعالج المتغيرات وتضع لها حلولاً ومعالجات. من جانبه أشار الأخ/أبو الحسن المأربي أحد علماء محافظة مأرب المشاركين في برامج التوعية إلى أن الشباب لابد لهم أن يتحصنوا بالوازع الديني والعقيدة الإسلامية السليمة والسنة النبوية المطهرة وأن ينتهجوا الاعتدال والوسطية. وأضاف المأربي قائلاً: أمتنا وسطية، والإسلام دين متسامح مع جميع الديانات حتى مع اليهود، وليس دين العنف والتشدد.. ونحرص على أن يكون شباب اليمن متحلين بالمروءة والأخلاق، والابتعاد عن التطرف والانحراف، وتجنب الإساءة للوطن، وضرورة الاستفادة من التجارب السابقة التي مر بها الوطن وتم التغلب عليها بإرادة أبناء الشعب. وفي نفس السياق تحدث الأخ/أحمد الأدول رئيس اتحاد شباب اليمن «فرع صعدة» عن الشباب بأنهم الفئة المستهدفة ذهنياً وفكرياً من العناصر الإرهابية والتخريبية.. مشيراً إلى أن الندوة التوعوية بالمحافظة كان لها أثر إيجابي في استقطاب ما يقارب 1500 شاب من أبناء المحافظة الذين اندفعوا خلال المسيرة التي شهدتها صعدة مؤخراً مستنكرين الأعمال الإجرامية التي تقوم بها عناصر التخريب والإرهاب المتطرفة بالمحافظة. موضحاً أن على الشباب اليوم مواجهة كل التحديات والاتجاه نحو البناء والعمران لا التطرف والإرهاب. ويرى الشاب/أحمد سالم من محافظة مأرب أن الشباب يتحملون المسؤولية الكاملة تجاه مجتمعهم، فالكثير من الآباء قد يكونون غير قادرين على العمل ويعتمدون على أبنائهم لإدخال مصاريفهم اليومية لعائلاتهم، وهو ما يشكل بعض الضغط النفسي والضعف الذي ربما يستغله حملة الأفكار التخريبية بالتغرير بالشباب، مستغلين حاجتهم.. مؤكداً أن واجب الدولة رعاية الشباب كونهم المستهدفين ذهنياً، وإيجاد فرص للشباب لاستقطابهم للأعمال والأشغال التي تنهي فراغهم وتسد احتياجاتهم وتبعدهم عن أبواب الشر والتطرف المتربص في بعض العقول التخريبية التي تسعى إلى خدمة مصالح خاصة. مبيناً أن الشباب عندما يجدون أنفسهم عاطلين ولا يجدون لهم أعمالاً يتمردون على الأسرة ثم المجتمع ثم يصل الحال إلى الخروج على القانون والشرعية في نفس الوقت. ويرى عبدالله عز الدين أحد شباب محافظة ذمار أن العصر اليوم عصر الأجيال الشابة.. وما نراه في الوسائل الإعلامية المختلفة من تحديات تواجه الشباب هو قضية العولمة التي على الشباب أن يحذروا منها في نبذ ما يسيء للدين والأخلاق والمجتمع، والأخذ بما ينفع الناس في حياتهم للمحافظة على مجتمع خالٍ من الأمراض العصرية.