- صالح هاشم : التعليم الجامعي العربي يواجه تحديات مختلفة تستدعي النظر في منظومته دعا الدكتور/علي محمد مجور رئيس الوزراء إلى تطوير التواصل والتكامل العربي في العملية التعليمية والمعرفية والبحثية لما فيه الارتقاء المستمر بمخرجات التعليم العالي وخدمة توجهات التنمية في الأقطار العربية. موضحاً أهمية توجه مخرجات التعليم العالي نحو التخصص في مجالات التنمية الشاملة بشقيها المعرفي والتطبيقي، وخلق الرابطة القوية بين مؤسسات التعليم العالي وحاجات المجتمع المحيطة بها. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الأخ رئيس الوزراء في حفل افتتاح المؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية الدورة 40 الذي بدأ أعماله أمس بصنعاء ويستمر لمدة يومين وسط مشاركة أكثر من 150 جامعة عربية ومنظمات عربية وإقليمية ودولية. حيث أشار الدكتور/علي مجور إلى الأهمية الكبيرة لهذا الملتقى العلمي العربي الذي يضم نخبة من الأكاديميين والباحثين والمسؤولين عن إدارة التعليم العالي في الوطن العربي. وقال: لقد كان للمؤتمر الثلاثين للاتحاد المنعقد في صنعاء عام 1997م أثره الإيجابي الكبير في خدمة توجهات العملية التعليمية في مجال التعليم العالي على المستوى العربي، واليوم نأمل أن يواصل الاتحاد دوره الحيوي في تطوير مستوى التعليم العالي إدارة ومناهج ومعايير اعتماد. مبيناً في ذات الوقت ضرورة إيلاء البحث العلمي الاهتمام اللائق ليتصدر مهام الجامعات كمرتكز أساسي لنشاطها العلمي، وحتى تتمكن الجامعات من القيام بدورها الصحيح والمنشود في النهوض بواقع الأمة والوصول بها إلى مستويات متقدمة في شتى نواحي الحياة. ونوه إلى أن دور الاتحاد العربي للجامعات العربية دون شك مهم جداً في تحقيق تلك الغاية، وذلك من خلال الاهتمام بالعملية البحثية والعقول العربية المبدعة والخلاقة، والمساهمة في توفير متطلباتها البحثية والاستفادة من مخرجاتها. وتناول الدكتور مجور في سياق كلمته الاهتمام والدعم الذي تقدمه الحكومة اليمنية لقطاع التعليم العام والعالي، وقال: إن الحكومة تحرص دوماً على زيادة حجم المخصصات المالية لهذا القطاع للنهوض بواقعه وتجويد مخرجاته لما فيه خدمة متطلبات التطور والتقدم العلمي للمجتمع اليمني. لافتاً إلى أن موازنة التعليم بمستوياته المختلفة قد ارتفعت إلى أكثر من 20 بالمئة بالمقارنة مع نسب تصل إلى النصف من ذلك في فترات سابقة. موضحاً أن هناك أكثر من 6 ملايين طالب وطالبة في مدارس التعليم الأساسي والثانوي ونحو 200 ألف طالب وطالبة في الجامعات التي يزيد عددها عن 15 جامعة حكومية وأهلية. مشيراً إلى خطوات إصلاح قطاع التعليم العالي الجارية في اليمن، والتي منها إعادة هيكلة بعض الكليات الجامعية لما فيه تلبية حاجة العملية التعليمية في التعليم العام ومتطلبات التنمية وسوق العمل. وعبّر رئيس الوزراء عن تمنياته لهذا الاجتماع العلمي التوفيق والنجاح والخروج بنتائج تعزز دور العلم والمعرفة في مواجهة التحديات الماثلة أمام الأمة العربية في مختلف الجوانب الاقتصادية والتنموية والاجتماعية. من جانبه أشاد الأمين العام لاتحاد الجامعات العربيةالدكتور/صالح هاشم بالتطور الذي شهده التعليم في اليمن خاصة التعليم الجامعي والعالي سواء في التوسع أم المشاركة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص في هذا المجال. وأكد أن التعليم الجامعي والعالي في الوطن العربي يواجه منذ مطلع القرن الحادي والعشرين تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية، مما يستدعي النظر في منظومة هذا النوع من التعليم والفحص والتدقيق نظراً لأهميته في خدمة وتحقيق النهضة للأوطان وتقدمها. منوهاً إلى التوسع في التعليم العالي العربي من خلال إنشاء وحدات ومراكز للتقويم الذاتي، بالإضافة إلى استحداث تخصصات جديدة تلبي سياسات الأسواق المفتوحة. وأكد الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية ضرورة مواصلة السعي لإنشاء هيئة عربية مستقلة لضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي التي ستعنى بوضع معايير عربية تأخذ بما تعتمده المؤسسات الدولية الراقية في هذا الشأن مع عدم الإغفال لواقعنا الحضاري والاجتماعي. وألقيت كلمتان من قبل رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور/داؤود عبدالملك الحدابي، ورئيس جامعة الجزائر، رئيس الدورة ال 39 الدكتور/طاهر حجار، أكدا فيهما أهمية المؤتمر الذي يمثل مراجعة دورية لواقع التعليم العالي في الوطن العربي وتطويره.. مشيرين إلى ما يمثله التعليم بشكل عام والجامعي والعالي بشكل خاص من أهمية في عملية البناء والتنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من المجالات في الوطن العربي. ودعيا إلى ضرورة إحداث نقلة نوعية في المؤسسات الجامعية وطبيعة مخرجاتها المهنية والبحثية والخدمية، وسعي الجامعات للرقي بمستواها والتميز في برامجها وتفعيل دورها في المجتمع.. وتطرقا إلى ما شهده التعليم العالي في الوطن العربي خلال العشر السنوات الماضية من تطورات وتوسعات، وكذا الإنجازات التي حققها اتحاد الجامعات العربية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي. حضر افتتاح المؤتمر وزير الخارجية الدكتور/أبوبكر عبدالله القربي، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور/صالح علي باصرة، ووزير الدولة، أمين العاصمة الدكتور/يحيى الشعيبي.