أحدث شريط فيديو يظهر مقاتلين من طالبان يشجعون طفلاً على ذبح باكستاني تم اتهامه بأنه "جاسوس أمريكي" صدمة لدى الشارع والإعلام في إسلام أباد، كما أثار خلافاً بين الأصوليين في المواقع القريبة من تنظيم "القاعدة" على الانترنت حول جدوى استخدام الأطفال في مشاهد الذبح. وقالت صحيفة "ذي نيوز" الباكستانية "إن الطبيعة المروّعة والبربرية لهذا الإعدام بالذات تشير بوضوح إلى أن من يدعون قيامهم بهذه الأمور دفاعاً عن دينهم يشاركون بأنفسهم من دون تردد في أمور مضللة وكاذبة". وأضافت: إن الاستخدام غير المسبوق لطفل في الدعاية التي نشرها المتطرفون "قد تعد جريمة حرب في حد ذاتها" بحسب ما ذكرته صحيفة "الشرق الأوسط" أمس. من جانبها، شهدت مواقع الانترنت القريبة من تنظيم القاعدة جدلاً بين الأصوليين حول الشريط، فقال "مجاهد في الله" وهو اسم مستعار لأصولي إنه لا يرى "داعياً لنشر صور الذبح هذه للعالم، فضررها أكبر من نفعها". وقال أصولي آخر "لا ينبغي تربية الأطفال على هذا، فالأطفال لا يُميزون.. وإذا تربوا بهذا الشكل على الدماء مِنْ صغرهم وقع لهم انحراف وفساد تربوي وتصوري خطير جداً، ومالوا إلى الاستهانة بأمر الدماء.. وهذه نصيحة مهمة من كلام أهل العلم والحكمة فاسمعوها". فيما أشاد أصوليون آخرون بصور الإعدام تحت شعارات "الدم الدم.. الهدم الهدم" وأعدم الرجل كتحذير لباقي الجواسيس. ولكن موقعاً تابعاً لطالبان على الانترنت لم يذكر الحادث، ولم يتسن الوصول إلى متحدث باسم الجماعة للتعليق. وصور الفيلم في مكان غير معروف، وأظهر أغانيَّ جهادية وتحيات إلى زعماء طالبان، بالإضافة إلى ظهور رجل في الدقائق الأخيرة من الشريط وصف بأنه خائن لطالبان، وأنه قدم معلومات إلى القوات الأمريكية أسفرت فيما بعد عن مقتل أحد أبرز زعماء طالبان، وهو اختر محمد عثماني، في غارة جوية في افغانستان في ديسمبر/كانون الأول الماضي. وظهر الرجل في الشريط، مَعصوب العينين، وهو يعترف، طالباً الرحمة، قبل ان يأتي طفل ويصفه بأنه جاسوس ويقطع رأسه باستخدام سكين وسط صيحات من الرجال قائلين "الله أكبر"!!.