منذ أن كنت صغيراً كان حلمي أن أمتطي صهوة الحصان أو أشاهده بأم عيني واقفاً أمامي لكي أتمتع برؤية جمال هذا المخلوق المعروف بقوة التحمل والسرعة في قطع المسافات. والكل يعرف أن أسلافنا كانوا إلى أزمنة قريبة يعتمدون على الخيول العربية الأصيلة في تنقلاتهم وحتى في معاركهم وحروبهم، حيث لا توجد هناك آلة حربية يعتمد عليها مقاتلو ذلك الزمان بدرجة أساسية غير الفرس والسيف، وبالتالي فإن شغفي كان غير عادي ولهذا ظللت أتابع أخباره من خلال رياضة الفروسية، حيث كانت بعض الدول العربية وبالذات دولة الكويت مهتمة إلى حد كبير بهذه الرياضة، وهو الشيء الذي جعل كثيراً من الأسر الكويتية وكذلك بعض الشيوخ يمتلكون إسطبلات لتربية وتهيئة الخيول للسباقات وعروض الفروسية المختلفة. وكنت أحفظ في ذلك العمر المبكر أسماء مضمار سباق الخيل كمضمار جليب الشيوخ، وهو مضمار مشهور ومشهود له بالسباقات القوية.. وحقيقة كان المذياع هو الناقل الوحيد للعبد لله تلك الأخبار قبل أن تأتي إلينا بعض المجلات الرياضية العربية في مطلع الثمانينات ومنها الرياضي العربي الكويتية التي تعطي مساحة لا بأس بها لرياضة الفروسية، ولهذا كان حلمي دائماً مرتبطاً بالخيل وإن كانت أمنيتي تحققت في قاهرة المعز، وبالتحديد في صحراء أهرامات الجيزة الشهيرة، وذلك في إحدى زياراتي لأرض الكنانة عندما امتطيت وجود الخيل الذي طاف بي حول الأهرامات وأبو الهول في يوم تاريخي بالنسبة لي ليبقى في ذاكرتي أمداً طويلاً إلا أنني بقيت أحلم بأن أرى الفرسان يركضون على صهوة جيادهم على أرض وادي الأحقاف التي ارتسمت عليها بطولات الفرسان وتاريخ تليد. وهو ما تحقق بعد طول انتظار عندما أقدم الشيخ/عبدالله بن سعيد الكثيري على استجلاب الخيل العربي إلى الوادي في يوم احتفل به جموع غفيرة من مشائخ وأعيان ومواطنو الوادي، يتقدمهم المحافظ الرياضي طه هاجر الذي كان قدومه إلى الوادي مع قدوم هذه الخيل، حيث شهد مع الجموع الغفيرة استعراضاً رائعاً لفنون الفروسية في ساحة أعدت لذلك أمام منزل الشيخ الكثيري الذي يعود له الفضل بعد الله في عودة رياضة الفروسية وإنشاء أول إسطبل في حالة اهتمامه بتطوير تلك الفكرة الرائعة التي أصبحت حديث كل المهتمين والمحبين لمتابعة موروث الأجداد.. رياضة الفروسية.