تحتفل الجمهورية اليمنية غداً السبت مع سائر دول العالم بأسبوع الأمم المتحدة العالمي الأول للسلامة على الطرق والذي يتزامن مع الأسبوع العربي للمرور وذلك خلال الفترة 4-10 مايو الجاري. وأوضح العميد عبدالله شبيل مدير عام الادارة العامة للمرور لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) أن هذه الفعالية التي تنظمها وزارتا الداخلية والصحة العامة والسكان بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية تهدف إلى تسليط الضوء على الاسباب والعواقب الوخيمة للحوادث المرورية وخاصة بين فئة الشباب الذين يشكلون نسبة 40 في المائة من ضحايا حوادث السير.. بالاضافة إلى رفع مستوى الوعي المروري بقواعد المرور والسلامة في الطرق. وقال شبيل :إن الفعاليات الاحتفالية ستبدأ باستعراض كرنفالي شبابي وطلابي ومنظمات جماهيرية ينطلق من ملعب الظرافي بصنعاء حتى مقر الاحتفال بنادي ضباط الشرطة.. مشيراً الى أنه سيتم عرض عدد من هياكل السيارات التي تعرضت لحوادث مرورية خلال العام الماضي، لتجسيد حجم المعاناة والخسائر الناجمة عن حوادث السير، والتوعية بنماذج حية بضرورة اتباع سبل الوقاية منها.. لافتاً الى ان ادارة المرور ستستخدم ايضاً السيارات المتنقلة المزودة بشاشة للعرض السينمائي لعرض بعض الحوادث التي وقعت في بعض محافظات الجمهورية بهدف نشر الوعي لدى كافة أبناء المجتمع في الاحياء السكنية والاسواق الشعبية ببشاعة الحوادث المرورية وضرورة اتباع الارشادات المرورية من اجل السلامة في الطرق... الى جانب نشر الوعي المروري عبر الندوات التلفزيونية والفعاليات الاخرى المرتبطة بالمناسبة . وقال العميد شبيل": إن الاحتفال يتضمن برامج تكريم السائق المثالي في القطاع الخاص أو الخدمة العامة وكل من تعاون مع رجال المرور ليقوموا بدورهم الوطني المنوط بهم في تنظيم حركة السير ومساعدة المشاة على العبور، وفي مقدمة أولئك المتعاونين وسائل الاعلام التي تعتبر أداة تعكس كل الجهود التي تبذل في سبيل السلامة على الطرق. ودعا مدير عام المرور المواطنين الى الاضطلاع بمسئولياتهم المتمثلة بتبصير أبنائهم بكيفية عبور الطريق عند الذهاب الى المدرسة والعودة وذلك من خلال الأماكن المخصصة للمشاة أو الأرصفة دون العبور في طريق السيارات، أو الاستعانة برجل المرور ليقوم بتأمين الطريق لهم.. مشيراً الى أن تأمين الطريق لكل المواطنين وخصوصاً الأطفال والعجزة وذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى يعتبر من صميم أعمال رجل المرور حتى تتحقق السلامة المرورية ويتحقق الهدف المتمثل في التخفيف من حوادث السير والخسائر البشرية التي تذهب ضحايا تهور البعض وإهمال البعض الآخر. وتشير الاحصاءات الصادرة عن الادارة العامة للمرور الى تزايد اعداد الحوادث المرورية في عموم محافظات الجمهورية خلال الاعوام 2002م- 2006م، حيث ارتفعت من عشرة آلاف و532 حادثاً مرورياً سجل عام 2002م الى 13 الفاً و11 حادثاً مرورياً سجل عام 2006م، وزادت القيمة النقدية للأضرار المادية الناجمة عن الحوادث خلال الفترة نفسها من مليار و271 مليوناً و290 ألف ريال إلى مليارين و836 مليوناً و361 ألف ريال . وبينت تلك الاحصاءات أن عدد الحوادث المرورية المسجلة خلال الربع الاول من العام الجاري 2007م في عموم محافظات الجمهورية بلغت /3427/ حادثاً مرورياً منها /2704/ حوادث تصادم و/487/ انقلاباً و/1154/ حادثاً دهس مشاة و/82/ حوادث أخرى.. وأرجع التقرير أسباب 90 في المائة من هذه الحوادث الى الاهمال والسرعة المفرطة. يشار الى ان تنظيم اسبوع الأمم المتحدة العالمي الأول للسلامة يأتي تنفيذاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (5/60/ (A حول تحسين السلامة على الطرق بالعالم الصادر عام 2005م والذي جاء تالياً لقرارات أخرى صدرت في السنوات الأخيرة من كل من الجمعية العامة للأمم المتحدة وجمعية الصحة العامة.. ويمثل هذا الأسبوع فرصة فريدة لرفع الوعي حول آثار إصابات المرور على الطرق خاصة بين الشباب وتعزيز العمل حول العوامل الرئيسية ذات الأثر الأكبر في تجنب إصابات المرور على الطريق . وتشير الاحصاءات الدولية الى ان حوادث الطرق تقتل سنوياً حوالى 1.2 مليون شخص وتحدث إصابات وإعاقات لدى 20 إلى 50 مليوناً آخرين وهي أرقام ستواصل الزيادة بحسب الإحصاءات الدولية خلال العقود الثلاثة القادمة بحيث تصبح إصابات الطرق هي ثامن سبب رئيسي للوفيات عام 2030م. وأكدت تلك الاحصاءات ان أكثر من 40 في المائة من كل الوفيات على مستوى العالم من حوادث الطرق في الفئة العمرية 1-25 سنة ويشكل الذكور نسبة 75 في المائة بين الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق . وتقدر الخسائر الناجمة عن حوادث التصادم على الطرق بحوالي 518 بليون دولار أمريكي سنوياً على مستوى العالم، وتمثل 1 - 5.1 في المائة من اجمالي الناتج القومي في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط و 2 في المائة من اجمالي الناتج القومي في البلدان ذات الدخل المرتفع . وعلى الرغم من ذلك فقد تمكنت بعض الدول من إحداث انخفاض حاسم في عدد تلك الحوادث وتكرارية وقوعها وشدة الإصابات المرتبطة بها عن طريق تشخيص أسباب وقوع تلك الحوادث وبالتالي مواجهتها والتعامل معها والتي من أهمها السرعة المفرطة ، وتناول المنبهات أثناء القيادة ، عدم استخدام مقاعد الرضع والأطفال ، عدم استخدام الخوذات وربط الأحزمة الى جانب تصميم الطرق وبنيتها الاساسية. وكانت الجمهورية اليمنية قد تقدمت عام 1998م الى مؤتمر رؤساء أجهزة المرور في الوطن العربي الذي يعقد كل عامين في تونس، بمقترح يتضمن آلية لانتظام انعقاد هذا المؤتمر، وتم تحويله الى الاجتماع الدوري لوزراء الداخلية العرب حيث تم إقراره وجرى تطبيق العمل به اعتباراً من العام 2000م والذي كان شعاره الأول (لا تسرع وعد سالماً لأسرتك).