صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطريق إلى الحق
الوحدة اليمنية..


لماذا اليمن؟
بمعنى ما الدور المنوط بهذا البلد حتى يتميز عن غيره فتكون له الأهمية التي لاتكون لسواه؟
والجواب أن اليمن أرضاً وإنساناً تحقق فيها قول عنترة العبسي:
هلاَّ سألتِ الخيل يا بنة مالكٍ
إن كنت جاهلة بما لم تعلم
إذ لا أزال على رحالة سابح
نهد تعاوره الكماة مكلّم
طوراً يجرد للطعان وتارة
يأوي إلى حصد القسي عرمرم
يخبرك من شهد الوقيعة أنني
أغشى الوغى وأعف عند المغنم
ومدجج كره الكماة نزاله
لاممعن هرباً ولامستسلم«1»
لعل قدر اليمن منذ الأزل أن تظل مخزناً بشرياً في كل نازلة وأن تظل مبعدة منسية من كل مغنم فقد تحملت عبء الفتوحات الإسلامية منذ بيعة العقبة وما أن استقر الأمر حتى دخل اليمن واليمانيون أو ادخلوا عنوة في زوايا النسيان بعد أن اضاء زيت دمائهم القصور في دمشق والقاهرة وبغداد حتى قرطبة في بلاد الأندلس
«انكم ستلقون بعدى اثره»
ظل اليمن «الأرض والإنسان» منذ القدم لغزاً يبعث الحيرة والغرابة والإعجاب والتقدير والاحترام والرثاء والشفقة والذهول والمهابة على حد سواء! في نفوس الآخرين فهو من حيث الموقع الجغرافي في قلب العالم وفي بقعة تجتذب أشهر طرق التجارة العالمية «وهو برغم ذلك منعزل لا تطاؤه أقدام الغرباء إلاَّ لماما»!
وهو برغم ثرواته المادية والبشرية بعيد عن اهتمام الأمم الغازية فقد ظلت عازفة عن الدخول في مغامرات غير محسوبة العواقب إن هي حاولت غزوه باستثناء الحملتين الفاشلتين للرومان وحتى الأحباش فانهم يمثلون امتداداً طبيعياً لمملكة سبأ مما يجعل غزوهم عملية داخلية نظراً للقرب والجوار والتمازج بين ضفتي بحر القلزم « البحر الأحمر» «ومع ذلك لم يستمروا طويلاً» حتى جاء الانجليز في العصر الحديث ليوقظوا النائمين بأصوات مدافعهم في العصر الحديث!
وبقدر الوعورة وخشونة التضاريس فان الإنسان صنع على هذه الأرض جناناً سجلت في الكتب السماوية وبنى المدرجات والسدود والصهاريج والأفلاج والقلاع والحصون والقصور والابنية والمعابد بطريقة ونمط فنيين لاتجد لهما مثيلاً في العالم كله.
واذا كانت الأمم المتحدة قد اعتبرت مدينة صنعاء القديمة تراثاً عالمياً ينبغي المحافظة عليه من الاندثار وهي بطريقها لاعتبار كل من شبام حضرموت وزبيد كذلك فان الأمر يدعو للغرابة كيف أن اليمن بهذا الموروث الثقافي والفني وبآثارها وأبنيتها وطقسها المتنوع ومنتجعاتها وشواطئها وفنونها وعاداتها تظل بعيدة عن أنظار السياح وطلاب العلوم والفنون والآداب بحيث تظل الصناعة السياحية أقل أنشطة السكان نمواً وادراراً للدخل مقارنة بدول صغيرة لاتمتلك ربع امكانيات الجذب السياحي لهذا البلد!!؟
واليمن من حيث تركيبته السكانية نقياً متجانساً فهو خالٍ أو شبه خال الإثنيات العرقية أو الدينية أو اللغوية التي تشرخ الوحدة النفسية والاجتماعية عادة لدى الدول قارن هذه الحالة بسويسرا مثلاً لكنه برغم ذلك ظل معرضاً للانشقاق والتصدع في بنائه السياسي كلما غفل عن المكائد التي يحيكها المتربصون حتى ضرب به المثل فقيل: تفرقت أيد سبأ.
فما الذي يجعل شعباً وإنساناً متجانس يتعرض للتشرذم والانقسام بين فترة وأخرى خلال تاريخه؟
برغم بعده ظاهرياً عن أتون الحروب الدولية هذا سؤال من أهم الأسئلة التي ينبغى أن يجيب عليها المفكرون وصناع الأحداث ودوائر القرار ليستمر البناء الشامخ والوحدة الرائعة وتنمو وتبقى بإذن الله.
ويظل اليمن برغم تجانسه العرقي والديني واللغوي من أصعب الدول بناءً في تركيبته الاجتماعية على الأقل بالنسبة للآخرين فهو منذ القدم موزع بتركيبته الاجتماعية توزيعاً عسكرياً أو شبه عسكري «سبعة أقاليم لكل اقليم نظمه وقوانينه وألبسته وأسلحته» «انظر شكل الجنبية مثلاً كيف يختلف من اقليم لآخر» فهو موزع على شكل فيالق وكراديس مقسمة بدورها إلى وحدات أصغر فأصغر لها قدرة عجيبة على الاجتماع والانقسام بحسب الضرورات «كندة حمير الأزد «أزد عمان وأزد تهامة» مذحج همدان «حاشد وبكيل» مراد، المعافر»
نحن أولو قوة وأولى بأسٍ شديد
من هنا نفهم لماذا يذكر القرآن الكريم قصة مملكة سبأ في سورة النمل بالذات فالنمل حشرة تدهش الألباب بأنظمتها وقوانينها وحكمتها وصرامتها.
ويكاد المفسرون يجمعون على أن سبب نزول سورة النصر هو قدوم وفود أهل اليمن «انظر تفسير ابن كثير ج 3 تفسير سورة النصر»
أما من حيث التركيبة النفسية للإنسان فإنها نفسية شبه عسكرية كذلك فهو إنسان تأنف نفسه الضيم والاستعباد ولايعترف بالهزيمة «انظر سيرة ابن هشام ج 1 مراجعة محمد حسين هيكل في قصة ذي نواس الحميري حين قذف بنفسه إلى البحر عند الهزيمة» شرس إذا استعديته لاينكسر بالجوع والفقر يحب مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم لاينسى الظلم والقهر يحب الثأر بحيث تصبح غريزة الثأر وشهوة القتل لديه أعلى الغرائز والشهوات على الاطلاق «انظر قصة الملك الكندي امرئ القيس وقصة حروب المناذرة وآل آكل المرار وقصة الصعلوك الشنفري الأزدى صاحب لامية العرب»
وإذا كان المفكر الألماني الشهير هيجل يعتبر غريزة التقدير هي أعلى الغرائز وهي الحافز الأكبر للتقدم البشري فانها تصدق تماماً لدى الإنسان اليمني في تركيبته النفسية.
ولقد أدرك الأئمة بخبثهم أهمية غريزة التقدير لدى الإنسان اليمني فوظفوها توظيفاً دقيقاً لخدمة أغراضهم الدنيئة حين سعوا إلى تقسيم المجتمع على أسس طبقية عرقية ومهنية لعزل أكبر شريحة من المجتمع عن التقدير والفخر وإذلالها معنوياً وتدمير الحافز المعنوي المحرك للنفسية اليمانية «وهو مايفسر لنانجاحهم العجيب الذي حققوه في كسر نفسية الإنسان اليماني لفترات طويلة ولايزال بعض أزلامهم يمارسون الدور نفسه» انظر رواية الرهينة للأديب الراحل زيد مطيع دماج.
لاحظ التقسيم المقيت الذي رسخوه داخل المجتمع اليمني لتدرك المغزى وهم يعلمون :أن العرب أكفاء وقد ابدلوا بهذا التقسيم التقسيم القديم لمملكة سباء وقد ذكر المفسرون أن قوله تعالى «شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم» أن قحطان مقسمة إلى شعوب «الأقاليم السبعة» لذلك بدأ بها وأن عدنان مقسمة إلى قبائل حتى قيل: قحطان تنسب إلى بلدانها وعدنان إلى آبائها «انظر مثلاً تفسير ابن كثير ج 3 عند تفسير هذه الآية أو تفسير الآلوسى..»
اليمن في الكتاب والسنة
لم تخرج النصوص القرآنية المتعلقة باليمن أرضاً وإنساناً على ماقدمناه من أهمية الفخر والتقدير في النفسية اليمانية لاحظ قوله تعالى «لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور..» سورة سبأ الآيات 1520 تلحظ في النص مدح الأرض «بلدة طيبة» «جنتان عن يمين وشمال» مدح الإنسان «صبار شكور» وماكان له عليهم من سلطان حب الفخر واستمرار الذكر «فجعلناهم أحاديث» ذكر نقاط الضعف في هذه النفسية وهو الإعراض والغفلة «ولقد صدق عليهم ابليس ظنه» «فاعرضوا» الربط العجيب بين ظلمهم لانفسهم وبين الفرقة النفسية ومن ثم الاجتماعية والسياسية «فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق»
وكلمة أسفار قد تكون جمع سفر وهذا ملحوظ في تفكك النظام السياسي وانتشارهم في الأقطار وإغترابهم «لاحظ ظاهرة الهجرة والإغتراب وحب السفر» «انظر رواية صنعاء مدينة مفتوحة لمحمد عبدالولى».
وقد تكون جمع سفر وهي الكتب والعلوم والنبوات وكلا المعنيين صحيح فإن معظم النبوات والرسالات السماوية نزلت في المساحة التاريخية لهذه المملكة «العراق والشام والجزيرة العربية ومصر» أو مواطن الهجرة التي استقر فيها اليمانيون عند كل هجرة.
يركز القرآن على البعد الروحي والنفسي وعلى الإرادة «فاعرضوا» «فقالوا» فهل كان هذا الاختيار مطلباً نفسياً وروحياً لهذه النفس التي ملت النعيم وطلب الكفاح والتحدي لتتحول إلى قصة متتابعة الفصول لاتكمل هذه النفس إلا بتحقيق ذلك هذا مايظهر من خلال النص والله أعلم.
ماهو سر التشابه في المطالب بينهم وبين الأب الأول آدم عليه السلام «لقد كان في الجنة فخرج منها بفعل الإغواء من ابليس» لتكون الحياة قصة كفاحه وكدحه «إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا» الآية 72 سورة الأحزاب.
في سورة النمل تتداخل قصة مملكة سبأ داخل الإطار العام الذي هو قصة سليمان عليه السلام وتبدأ بقوله تعالى «وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين...» لتنتهي بقوله تعالى «قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين» الآيات 20 44 سورة النمل، وهذا التداخل في القصتين «علماً أن سورة سبأ تذكر القصتين معاً فتبدأ بمملكة سليمان وأبيه داود عليهما السلام ثم قصة قوم سبأ».
ولعل هذا التداخل يفسر لنا الطرح الذي يردده بعض المؤرخين العرب والأجانب ومنهم بالطبع بعض المؤرخين اليهود أن مملكة سليمان دارت أحداثها على أرض اليمن «فاذا كانت مملكة سبأ قد امتدت على امتداد خريطة مايعرف بالوطن العربي الكبير وهي الجزيرة العربية والعراق والشام ومصر وشمال أفريقيا وهو مالا أملك دليلاً ملموساً عليه إذا كان الأمر كذلك فان كلامهم يفسر «أما أن الأحداث في اليمن أي البلاد الواقعة يمين البيت الحرام حتى بحر العرب فإن افتراضاتهم لا دليل عليها»
«انظر تفاسير الآلوسى والقرطبى والطبرى وابن كثير في تفسير آخر سورة الكهف عند قصة ذي القرنين الآيات 83 98 سورة الكهف.
كذلك سيرة ابن هشام ج 1 والبداية والنهاية ج 12 كذلك في سورة سبأ كان الاختيار القدري إرادة سبأ الخالصة ولكن في سورة النمل كان الاختيار مشتركاً ظاهراً وباطناً الأنس والجن معاًَ ( قال عفريت من الجن أنا أتيك به قبل أن تقوم من مقامك قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) من هذا ندرك أنه إذا كان الشتات والتفريق أمراً قدرياً اجتمع فيه الظاهر والباطن القرار السياسي «بلقيس وسليمان» والشعور النفسي ارادة الكفاح والتحدى وخلود الذكر بحسب ظنهم الخاطئ فإن قرار الوحدة ليس قراراً سياسياً فقط لكنه بإذن الله قدرٌ اجتمع فيه الظاهر والباطن القرار السياسي والشعور النفسي وهو ماسوف نشرحه إن شاء الله في طيات هذا البحث والنصوص القرآنية كثيرة جداً.
أما النصوص في السنة فقد بلغت من الكثرة إلى درجة كبيرة وسوف نشير إلى بعض الأحاديث في صحيحي البخاري ومسلم وتدور هذه الأحاديث كما ذكرنا على التنويه بفضائل صفات أهل اليمن «غريزة التقدير» كقوله صلى الله عليه وسلم: ( أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوباً وأرقّ أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية وفي رواية والفقه يمان» صحيح مسلم شرح النووي ج1 كتاب الإيمان.
الاختيار القدري وتوريث علم النبوة فقد أورد الإمام البخاري حديث «لاتقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يحث المال ولايعده يسوق الناس بعصاه» بعد أن عنون له بقوله « باب تغير الزمان» «انظر صحيح البخاري باب تغير الزمان» «ألا ترضون أن يرجع الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله إلى رحالكم والله لو سلك الناس شعباً وسلكت الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار وواديها ولو لم أكن من قريش لكنت امرءاً من الأنصار ثم رفع يده إلى السماء حتى رأينا بياض أبطيه ودعا «اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار ثلاثاً فبكى القوم حتى اخضلت لحاهم» «انظر الصحيحين باب فضائل الأنصار أو عند غزوة حنين وقسمته صلى الله عليه وسلم لغنائم هوازن» ولايقتصر الأمر على أفراد بل أن الثناء والمدح يشمل العموم «لاتقوم الساعة حتى يخرج من عدن أبين أو من أبين عدن على اختلاف الروايات اثنا عشر ألفاً ينصرون الله ورسوله» ونظراً لكثرة النصوص فإننا نكتفى بهذا القدر.
اليمن في كتب السابقين
تظل اليمن كما قلنا لغزاً محيراً «الأرض والإنسان» فقد ذكرت في التوراة والانجيل في مواضع متعددة لاسيما في الأسفار والمزامير الخاصة بداؤود وسليمان عليهما السلام وغيرها من الأسفار بل أنها في سفر الرؤية على ماأذكر تنص صراحة أن قوم سبأ آخر الزمان سيسلبون الحكمة من اليهود «وكما أخذت ملكة سباء الحكمة من سليمان فإن قومها آخر الزمان سيأخذون الحكمة منكم» «انظر الكتاب المقدس الطبعة العربية» وهي أي اليمن تعرف عند اليونان والرومان ببلاد العرب السعيدة وعند قدماء المصريين بمملكة الطيب «بوينت» وهناك من يذكر أن هذا الاسم يطلق على مايعرف اليوم بالقرن الأفريقي ولكن الظن على أنه قد يطلق على مملكة سبأ وهي قد امتدت على الضفتين لبحر القلزم «انظر سيد محمد القمني أسفار إسرائيل والتوراة المحرفة».
أما في كتب الفرس فإن الشاهنامة تذكر قصة مطولة عن الضحاك ملك «حاموران» أي حمير وتخريبه للعالم وصراعه مع أفراسياب ملك الفرس «انظر الشاهنامة ترجمة المرحوم محمد حسين هيكل».
يمانيات: ملكٌ وصعلوك
نذكر هنا مقتطفات من معلقة امرئ القيس الكندي كنموذج للسلطة وكيف برزت الخصائص النفسية لليماني من خلال معلقته «حب الديار حس الاغتراب والجريان غريزة الثأر غريزة التقدير الفروسية..الخ».
1 قفانبك من ذكرى حبيب ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول فحومل
2 فتوضح فالمقراة لم يعفُ رسمهال
مانسجتها من جنوبٍ وشمالِ
3 ترى بعر الآر آم في عرصاتها
وقيعانها كأنه حب فلفل
4 كأن غداة البين يوم تحملوا
لدى سمرات الحي ناقف حنظل
5 وقوفاً بها صحبى علىّ مطيهم
يقولون: لاتهلك أسى وتجمل
6 وإن شفائي عبرةٌ مهراقةٌ
فهل عند رسمٍ دارسٍ من معول
ثم يقول:
وقربة أقوامٍ جعلت عصامها
على كاهلٍ منى ذلولٍ مرحل
ووادٍ كجوف العير قفرٍ قطعته
به الذئب يعوي كالخليع المعيَّل
فقلت له لماعوى إن شأننا
قليل الغنى إن كنت لمَّا تموَّل
كلانا إذا مانال شيئاً أفاقه
ومن يحترث حرثي وحرثك يهزل
تلحظ من النص الشجن والحنين وحب الديار وعند قراءة المعلقة كاملة تلمح الخصائص التي ذكرناها كاملة «انظر مقال يمانيات ملك وصعلوك المنشور في صحيفة الإبحار لكاتب البحث كذلك انظر شرح ديوان امرئ القيس وشرح المعلقات السبع للزوزني».
كما نذكر بعض الأبيات من لامية العرب للشنفرى الأزدي «الصعلوك» كنموذج لبروز الخصائص نفسها لدى الفرد العادي «بل إنها تظهر أكثر عمقاً ووضوحاً منها عند امرئ القيس».
أقيموا بنى أمى صدور مطيكم
فإني إلى قومٍ سواكم لأميل
فقد حمت الحاجات والليل مقمرٌ
وشدت لطيَّات مطايا وأرحل
وفي الأرض منأى للكريم من الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك مافي الأرض ضيقٌ على امرئ
سرى راغباً أو راهباً وهو يعقل
ولي دونكم أهلون سيدٌ عملَّسٌ
وأرقط زهلولٌ وعرفاء جيال
هم الأهل لامستودع السر ذائع
لديهم ولا الجانى بما جر يخذل
ونكتفى بهذا القدر ولمن شاء المزيد «جواهر الأدب/لامية العرب كذلك مقالنا المذكور في صحيفة الإبحار».
الوحدة اليمنية بين القرار السياسي والإرادة القدرية
عشية التوقيع على اتفاقية الوحدة بين شطري الوطن في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م كانت القيادتان قد وصلتا إلى مرحلة الجمود السياسي التام وكان لابد من حدثٍ بحجم الوحدة ليحرك المياه الراكدة في كلا الشطرين بل إن هذا الحدث قد حرك المياه الراكدة في الجزيرة العربية إن لم يكن في الوطن العربي.
وكانت النخب السياسية والفكرية في الشطرين أشد جموداً من السلطة ففي الشمال وصلت الأيديولوجية الإسلامية التي ينادى بها الإخوان المسلمون إلى مرحلة التشبع في نفوس المواطنين وكان لابد من امتداد أوسع لهذه الأيديولوجية وليس أنسب لانتشارها من الجنوب بينما ظلت الأحزاب اليسارية والقومية ضعيفة بعد تعرضها لضربات موجعة نتيجة الحرب بين الشطرين وحروب ماكان يعرف بالتخريب في المناطق الوسطى ونتيجة للحرب الباردة بين الكتلتين الشرقية والغربية كماهو معلوم على مستوى العالم «انظر الصحف الرسمية والحزبية مابين 89 91م».
وبالعكس من ذلك في الشطر الجنوبي فقد بلغت الأيديولوجية الماركسية حد التشبع بينما لم يكن هناك أي نفس أيديولوجي للأخوان المسلمين أو الجماعات الإسلامية وكان لابد من التوسع بالاتجاه نحوالشمال وبرغم الضربات الموجعة التي تعرض لها الحزب فقد ظلت الأيديولوجية أكثر قوة إن لم تكن قد زادت وتيرتها بعد أحداث 13 يناير 1986م «انظر صحيفتي الثوري وصوت العمال في الفترة مابين 89 91لترى مقدار الجمود قبل الوحدة والحراك بعدها كذلك الأمر في الصحف والمجلات الرسمية في الشمال لنفس الفترة».
أما على الصعيدين العربي والدولي فقد تهيأت الظروف والمناخات باتجاه قد لايخدم النظامين إن هما ظلا على نفس الوتيرة خلال الستينيات وحتى نهاية الثمانينيات فبعد أحداث 13 يناير 86م بدأت الصلات السياسية والحزبية تتقطع مع الكتلة الشرقية وبالأخص موسكو وبعد وصول ميخائيل جورباتشوف وانتهاجه لما عرف في ذلك الوقت بسياسة اعادة البناء فقد اتضحت الصورة أكثر حيث أن زيارة رئيس الكمسمول اللينيني لعدن عام 1988م قد وضعت النقاط على الحروف وصاغت إعلان وفاة شهر العسل بين عدن وموسكو إلى غير رجعة «بل بين موسكو والأحزاب الاشتراكية في كل الوطن العربي» «انظر تغير الطرح الأيديولوجي مثلاً في مجلة النهج بين الفترة من 85 89م».
كذلك لايختلف الحال في علاقة النظام في الشمال مع كل من السعودية ودول الخليج وأمريكا لاسيما بعد دخول صنعاء فيما عرف آنذاك بمجلس التعاون العربي «اليمن الشمالي العراق الأردن مصر».
وقد كان العراق آنذاك ونظام صدام في أوج مجده وازدهاره وهو الأمر الذي أغاظ دول مجلس التعاون الخليجي كما أن امريكا بدأت بانتهاج سياسة أخرى لاسيما بعد سقوط الإتحاد السوفيتي وانهيار جدار برلين.
من هذا كله يتضح أن الوحدة اليمنية لم تكن قراراً سياسياً من الدرجة ذات المستوى المعقول بل أنها كانت سفينة نوح التي توصل ليس النظامين فقط إلى بر الأمان بل كانت طوق نجاة للنخب والأيديولوجيات المتصارعة والمتماحكة في الشطرين معاً!
كما أنها مثلت بارقة أمل لكل مواطن في كل أرجاء الوطن العربي لاسيما بعد مسلسل النكسات والهزائم طوال عقدي السبعينيات والثمانينيات «نكسة حزيران الحرب العراقية الإيرانية غزو جنوب لبنان الحرب الأهلية اللبنانية أحداث الحرم وفتنة جهيمان، خروج منظمة التحرير من بيروت..الخ».
وكانت بالنسبة للمواطن اليمني حلماً بعيد المنال وفجأة صار حقيقة إنها أي الوحدة قميص يوسف الذي رد ليعقوب بصره.
كيف تبقى هذه الوحدة لتؤتي ثمارها؟
لست متملقاً والله إن قلت إن دور البطولة الفذة في هذا الحدث يستحقه علي عبدالله صالح هكذا بغير ألقاب : ذلك أنه استكمل شروط الفعل البطولي من حيث شجاعة الخطوة وسرعة تنفيذها والتنازل عن بعض الامتيازات بل أن أهم شروط هذه البطولة تتمثل في تخطي كل العقبات والحواجز أولاً والقدرة على الاستمرار والبقاء لرعاية الحلم الذي تحقق على يده ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم).
ولئن كان (البيض) قد بد لوهلةٍ شريكاً في البطولة فإنه وبغض النظر عن كل مايقال أو سوف يقال من مبررات قد استطاع أن يبكينا ليلة عيد الأضحى عام 94م كالنساء عند إعلانه قرار الانفصال «ولست أنسى أنني في تلك الليلة قد نمت وأنا أبكي واستيقظت وأنا مازلت أبكي وقد كنت يومذاك في الحصين بمنطقة الضالع في جبهة القتال».
ختاماً هذه نقاط مهمة ينبغي أن تراعى للحفاظ على هذا المكسب العظيم.
1 تحقيق أهداف الثورة اليمنية وذلك فيما يتعلق بإقامة نظام شوروي عادل والقضاء على الإمامة والاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما والقضاء على الرجعية والطبقية والمذهبية والطائفية.
2 استمرار حالة الوعي بأهمية الوحدة والتنبه لذلك الطابور الخامس الذي ينادي ويتباكى على الإمامة أو التشطير «وماحالة الحوثي عنا ببعيد».
3 التركيز على بؤر الفساد واجتثاثها وبناء اقتصاد قوى يخرج الفرد من حالة الضيق والفقر.
4 التركيز على الحوافز المعنوية للإنسان اليمني لينطلق نحو البناء والعمل والله من وراء القصد.لعل قدر اليمن منذ الأزل أن تظل مخزناً بشرياً في كل نازلة وأن تظل مبعدة منسية من كل مغنم فقد تحملت عبء الفتوحات الإسلامية منذ بيعة العقبة وما أن استقر الأمر حتى دخل اليمن واليمانيون أو ادخلوا عنوة في زوايا النسيان بعد أن اضاء زيت دمائهم القصور في دمشق والقاهرة وبغداد حتى قرطبة في بلاد الأندلس
«انكم ستلقون بعدى اثره»
ظل اليمن «الأرض والإنسان» منذ القدم لغزاً يبعث الحيرة والغرابة والإعجاب والتقدير والاحترام والرثاء والشفقة والذهول والمهابة على حد سواء! في نفوس الآخرين فهو من حيث الموقع الجغرافي في قلب العالم وفي بقعة تجتذب أشهر طرق التجارة العالمية «وهو برغم ذلك منعزل لا تطاؤه أقدام الغرباء إلاَّ لماما»!
وهو برغم ثرواته المادية والبشرية بعيد عن اهتمام الأمم الغازية فقد ظلت عازفة عن الدخول في مغامرات غير محسوبة العواقب إن هي حاولت غزوه باستثناء الحملتين الفاشلتين للرومان وحتى الأحباش فانهم يمثلون امتداداً طبيعياً لمملكة سبأ مما يجعل غزوهم عملية داخلية نظراً للقرب والجوار والتمازج بين ضفتي بحر القلزم « البحر الأحمر» «ومع ذلك لم يستمروا طويلاً» حتى جاء الانجليز في العصر الحديث ليوقظوا النائمين بأصوات مدافعهم في العصر الحديث!
وبقدر الوعورة وخشونة التضاريس فان الإنسان صنع على هذه الأرض جناناً سجلت في الكتب السماوية وبنى المدرجات والسدود والصهاريج والأفلاج والقلاع والحصون والقصور والابنية والمعابد بطريقة ونمط فنيين لاتجد لهما مثيلاً في العالم كله.
واذا كانت الأمم المتحدة قد اعتبرت مدينة صنعاء القديمة تراثاً عالمياً ينبغي المحافظة عليه من الاندثار وهي بطريقها لاعتبار كل من شبام حضرموت وزبيد كذلك فان الأمر يدعو للغرابة كيف أن اليمن بهذا الموروث الثقافي والفني وبآثارها وأبنيتها وطقسها المتنوع ومنتجعاتها وشواطئها وفنونها وعاداتها تظل بعيدة عن أنظار السياح وطلاب العلوم والفنون والآداب بحيث تظل الصناعة السياحية أقل أنشطة السكان نمواً وادراراً للدخل مقارنة بدول صغيرة لاتمتلك ربع امكانيات الجذب السياحي لهذا البلد!!؟
واليمن من حيث تركيبته السكانية نقياً متجانساً فهو خالٍ أو شبه خال الإثنيات العرقية أو الدينية أو اللغوية التي تشرخ الوحدة النفسية والاجتماعية عادة لدى الدول قارن هذه الحالة بسويسرا مثلاً لكنه برغم ذلك ظل معرضاً للانشقاق والتصدع في بنائه السياسي كلما غفل عن المكائد التي يحيكها المتربصون حتى ضرب به المثل فقيل: تفرقت أيد سبأ.
فما الذي يجعل شعباً وإنساناً متجانس يتعرض للتشرذم والانقسام بين فترة وأخرى خلال تاريخه؟
برغم بعده ظاهرياً عن أتون الحروب الدولية هذا سؤال من أهم الأسئلة التي ينبغى أن يجيب عليها المفكرون وصناع الأحداث ودوائر القرار ليستمر البناء الشامخ والوحدة الرائعة وتنمو وتبقى بإذن الله.
ويظل اليمن برغم تجانسه العرقي والديني واللغوي من أصعب الدول بناءً في تركيبته الاجتماعية على الأقل بالنسبة للآخرين فهو منذ القدم موزع بتركيبته الاجتماعية توزيعاً عسكرياً أو شبه عسكري «سبعة أقاليم لكل اقليم نظمه وقوانينه وألبسته وأسلحته» «انظر شكل الجنبية مثلاً كيف يختلف من اقليم لآخر» فهو موزع على شكل فيالق وكراديس مقسمة بدورها إلى وحدات أصغر فأصغر لها قدرة عجيبة على الاجتماع والانقسام بحسب الضرورات «كندة حمير الأزد «أزد عمان وأزد تهامة» مذحج همدان «حاشد وبكيل» مراد، المعافر»
نحن أولو قوة وأولى بأسٍ شديد
من هنا نفهم لماذا يذكر القرآن الكريم قصة مملكة سبأ في سورة النمل بالذات فالنمل حشرة تدهش الألباب بأنظمتها وقوانينها وحكمتها وصرامتها.
ويكاد المفسرون يجمعون على أن سبب نزول سورة النصر هو قدوم وفود أهل اليمن «انظر تفسير ابن كثير ج 3 تفسير سورة النصر»
أما من حيث التركيبة النفسية للإنسان فإنها نفسية شبه عسكرية كذلك فهو إنسان تأنف نفسه الضيم والاستعباد ولايعترف بالهزيمة «انظر سيرة ابن هشام ج 1 مراجعة محمد حسين هيكل في قصة ذي نواس الحميري حين قذف بنفسه إلى البحر عند الهزيمة» شرس إذا استعديته لاينكسر بالجوع والفقر يحب مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم لاينسى الظلم والقهر يحب الثأر بحيث تصبح غريزة الثأر وشهوة القتل لديه أعلى الغرائز والشهوات على الاطلاق «انظر قصة الملك الكندي امرئ القيس وقصة حروب المناذرة وآل آكل المرار وقصة الصعلوك الشنفري الأزدى صاحب لامية العرب»
وإذا كان المفكر الألماني الشهير هيجل يعتبر غريزة التقدير هي أعلى الغرائز وهي الحافز الأكبر للتقدم البشري فانها تصدق تماماً لدى الإنسان اليمني في تركيبته النفسية.
ولقد أدرك الأئمة بخبثهم أهمية غريزة التقدير لدى الإنسان اليمني فوظفوها توظيفاً دقيقاً لخدمة أغراضهم الدنيئة حين سعوا إلى تقسيم المجتمع على أسس طبقية عرقية ومهنية لعزل أكبر شريحة من المجتمع عن التقدير والفخر وإذلالها معنوياً وتدمير الحافز المعنوي المحرك للنفسية اليمانية «وهو مايفسر لنانجاحهم العجيب الذي حققوه في كسر نفسية الإنسان اليماني لفترات طويلة ولايزال بعض أزلامهم يمارسون الدور نفسه» انظر رواية الرهينة للأديب الراحل زيد مطيع دماج.
لاحظ التقسيم المقيت الذي رسخوه داخل المجتمع اليمني لتدرك المغزى وهم يعلمون :أن العرب أكفاء وقد ابدلوا بهذا التقسيم التقسيم القديم لمملكة سباء وقد ذكر المفسرون أن قوله تعالى «شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم» أن قحطان مقسمة إلى شعوب «الأقاليم السبعة» لذلك بدأ بها وأن عدنان مقسمة إلى قبائل حتى قيل: قحطان تنسب إلى بلدانها وعدنان إلى آبائها «انظر مثلاً تفسير ابن كثير ج 3 عند تفسير هذه الآية أو تفسير الآلوسى..»
اليمن في الكتاب والسنة
لم تخرج النصوص القرآنية المتعلقة باليمن أرضاً وإنساناً على ماقدمناه من أهمية الفخر والتقدير في النفسية اليمانية لاحظ قوله تعالى «لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور..» سورة سبأ الآيات 1520 تلحظ في النص مدح الأرض «بلدة طيبة» «جنتان عن يمين وشمال» مدح الإنسان «صبار شكور» وماكان له عليهم من سلطان حب الفخر واستمرار الذكر «فجعلناهم أحاديث» ذكر نقاط الضعف في هذه النفسية وهو الإعراض والغفلة «ولقد صدق عليهم ابليس ظنه» «فاعرضوا» الربط العجيب بين ظلمهم لانفسهم وبين الفرقة النفسية ومن ثم الاجتماعية والسياسية «فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق»
وكلمة أسفار قد تكون جمع سفر وهذا ملحوظ في تفكك النظام السياسي وانتشارهم في الأقطار وإغترابهم «لاحظ ظاهرة الهجرة والإغتراب وحب السفر» «انظر رواية صنعاء مدينة مفتوحة لمحمد عبدالولى».
وقد تكون جمع سفر وهي الكتب والعلوم والنبوات وكلا المعنيين صحيح فإن معظم النبوات والرسالات السماوية نزلت في المساحة التاريخية لهذه المملكة «العراق والشام والجزيرة العربية ومصر» أو مواطن الهجرة التي استقر فيها اليمانيون عند كل هجرة.
يركز القرآن على البعد الروحي والنفسي وعلى الإرادة «فاعرضوا» «فقالوا» فهل كان هذا الاختيار مطلباً نفسياً وروحياً لهذه النفس التي ملت النعيم وطلب الكفاح والتحدي لتتحول إلى قصة متتابعة الفصول لاتكمل هذه النفس إلا بتحقيق ذلك هذا مايظهر من خلال النص والله أعلم.
ماهو سر التشابه في المطالب بينهم وبين الأب الأول آدم عليه السلام «لقد كان في الجنة فخرج منها بفعل الإغواء من ابليس» لتكون الحياة قصة كفاحه وكدحه «إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا» الآية 72 سورة الأحزاب.
في سورة النمل تتداخل قصة مملكة سبأ داخل الإطار العام الذي هو قصة سليمان عليه السلام وتبدأ بقوله تعالى «وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين...» لتنتهي بقوله تعالى «قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين» الآيات 20 44 سورة النمل، وهذا التداخل في القصتين «علماً أن سورة سبأ تذكر القصتين معاً فتبدأ بمملكة سليمان وأبيه داود عليهما السلام ثم قصة قوم سبأ».
ولعل هذا التداخل يفسر لنا الطرح الذي يردده بعض المؤرخين العرب والأجانب ومنهم بالطبع بعض المؤرخين اليهود أن مملكة سليمان دارت أحداثها على أرض اليمن «فاذا كانت مملكة سبأ قد امتدت على امتداد خريطة مايعرف بالوطن العربي الكبير وهي الجزيرة العربية والعراق والشام ومصر وشمال أفريقيا وهو مالا أملك دليلاً ملموساً عليه إذا كان الأمر كذلك فان كلامهم يفسر «أما أن الأحداث في اليمن أي البلاد الواقعة يمين البيت الحرام حتى بحر العرب فإن افتراضاتهم لا دليل عليها»
«انظر تفاسير الآلوسى والقرطبى والطبرى وابن كثير في تفسير آخر سورة الكهف عند قصة ذي القرنين الآيات 83 98 سورة الكهف.
كذلك سيرة ابن هشام ج 1 والبداية والنهاية ج 12 كذلك في سورة سبأ كان الاختيار القدري إرادة سبأ الخالصة ولكن في سورة النمل كان الاختيار مشتركاً ظاهراً وباطناً الأنس والجن معاًَ ( قال عفريت من الجن أنا أتيك به قبل أن تقوم من مقامك قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) من هذا ندرك أنه إذا كان الشتات والتفريق أمراً قدرياً اجتمع فيه الظاهر والباطن القرار السياسي «بلقيس وسليمان» والشعور النفسي ارادة الكفاح والتحدى وخلود الذكر بحسب ظنهم الخاطئ فإن قرار الوحدة ليس قراراً سياسياً فقط لكنه بإذن الله قدرٌ اجتمع فيه الظاهر والباطن القرار السياسي والشعور النفسي وهو ماسوف نشرحه إن شاء الله في طيات هذا البحث والنصوص القرآنية كثيرة جداً.
أما النصوص في السنة فقد بلغت من الكثرة إلى درجة كبيرة وسوف نشير إلى بعض الأحاديث في صحيحي البخاري ومسلم وتدور هذه الأحاديث كما ذكرنا على التنويه بفضائل صفات أهل اليمن «غريزة التقدير» كقوله صلى الله عليه وسلم: ( أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوباً وأرقّ أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية وفي رواية والفقه يمان» صحيح مسلم شرح النووي ج1 كتاب الإيمان.
الاختيار القدري وتوريث علم النبوة فقد أورد الإمام البخاري حديث «لاتقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يحث المال ولايعده يسوق الناس بعصاه» بعد أن عنون له بقوله « باب تغير الزمان» «انظر صحيح البخاري باب تغير الزمان» «ألا ترضون أن يرجع الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله إلى رحالكم والله لو سلك الناس شعباً وسلكت الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار وواديها ولو لم أكن من قريش لكنت امرءاً من الأنصار ثم رفع يده إلى السماء حتى رأينا بياض أبطيه ودعا «اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار ثلاثاً فبكى القوم حتى اخضلت لحاهم» «انظر الصحيحين باب فضائل الأنصار أو عند غزوة حنين وقسمته صلى الله عليه وسلم لغنائم هوازن» ولايقتصر الأمر على أفراد بل أن الثناء والمدح يشمل العموم «لاتقوم الساعة حتى يخرج من عدن أبين أو من أبين عدن على اختلاف الروايات اثنا عشر ألفاً ينصرون الله ورسوله» ونظراً لكثرة النصوص فإننا نكتفى بهذا القدر.
اليمن في كتب السابقين
تظل اليمن كما قلنا لغزاً محيراً «الأرض والإنسان» فقد ذكرت في التوراة والانجيل في مواضع متعددة لاسيما في الأسفار والمزامير الخاصة بداؤود وسليمان عليهما السلام وغيرها من الأسفار بل أنها في سفر الرؤية على ماأذكر تنص صراحة أن قوم سبأ آخر الزمان سيسلبون الحكمة من اليهود «وكما أخذت ملكة سباء الحكمة من سليمان فإن قومها آخر الزمان سيأخذون الحكمة منكم» «انظر الكتاب المقدس الطبعة العربية» وهي أي اليمن تعرف عند اليونان والرومان ببلاد العرب السعيدة وعند قدماء المصريين بمملكة الطيب «بوينت» وهناك من يذكر أن هذا الاسم يطلق على مايعرف اليوم بالقرن الأفريقي ولكن الظن على أنه قد يطلق على مملكة سبأ وهي قد امتدت على الضفتين لبحر القلزم «انظر سيد محمد القمني أسفار إسرائيل والتوراة المحرفة».
أما في كتب الفرس فإن الشاهنامة تذكر قصة مطولة عن الضحاك ملك «حاموران» أي حمير وتخريبه للعالم وصراعه مع أفراسياب ملك الفرس «انظر الشاهنامة ترجمة المرحوم محمد حسين هيكل».
يمانيات: ملكٌ وصعلوك
نذكر هنا مقتطفات من معلقة امرئ القيس الكندي كنموذج للسلطة وكيف برزت الخصائص النفسية لليماني من خلال معلقته «حب الديار حس الاغتراب والجريان غريزة الثأر غريزة التقدير الفروسية..الخ».
1 قفانبك من ذكرى حبيب ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول فحومل
2 فتوضح فالمقراة لم يعفُ رسمهال
مانسجتها من جنوبٍ وشمالِ
3 ترى بعر الآر آم في عرصاتها
وقيعانها كأنه حب فلفل
4 كأن غداة البين يوم تحملوا
لدى سمرات الحي ناقف حنظل
5 وقوفاً بها صحبى علىّ مطيهم
يقولون: لاتهلك أسى وتجمل
6 وإن شفائي عبرةٌ مهراقةٌ
فهل عند رسمٍ دارسٍ من معول
ثم يقول:
وقربة أقوامٍ جعلت عصامها
على كاهلٍ منى ذلولٍ مرحل
ووادٍ كجوف العير قفرٍ قطعته
به الذئب يعوي كالخليع المعيَّل
فقلت له لماعوى إن شأننا
قليل الغنى إن كنت لمَّا تموَّل
كلانا إذا مانال شيئاً أفاقه
ومن يحترث حرثي وحرثك يهزل
تلحظ من النص الشجن والحنين وحب الديار وعند قراءة المعلقة كاملة تلمح الخصائص التي ذكرناها كاملة «انظر مقال يمانيات ملك وصعلوك المنشور في صحيفة الإبحار لكاتب البحث كذلك انظر شرح ديوان امرئ القيس وشرح المعلقات السبع للزوزني».
كما نذكر بعض الأبيات من لامية العرب للشنفرى الأزدي «الصعلوك» كنموذج لبروز الخصائص نفسها لدى الفرد العادي «بل إنها تظهر أكثر عمقاً ووضوحاً منها عند امرئ القيس».
أقيموا بنى أمى صدور مطيكم
فإني إلى قومٍ سواكم لأميل
فقد حمت الحاجات والليل مقمرٌ
وشدت لطيَّات مطايا وأرحل
وفي الأرض منأى للكريم من الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك مافي الأرض ضيقٌ على امرئ
سرى راغباً أو راهباً وهو يعقل
ولي دونكم أهلون سيدٌ عملَّسٌ
وأرقط زهلولٌ وعرفاء جيال
هم الأهل لامستودع السر ذائع
لديهم ولا الجانى بما جر يخذل
ونكتفى بهذا القدر ولمن شاء المزيد «جواهر الأدب/لامية العرب كذلك مقالنا المذكور في صحيفة الإبحار».
الوحدة اليمنية بين القرار السياسي والإرادة القدرية
عشية التوقيع على اتفاقية الوحدة بين شطري الوطن في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م كانت القيادتان قد وصلتا إلى مرحلة الجمود السياسي التام وكان لابد من حدثٍ بحجم الوحدة ليحرك المياه الراكدة في كلا الشطرين بل إن هذا الحدث قد حرك المياه الراكدة في الجزيرة العربية إن لم يكن في الوطن العربي.
وكانت النخب السياسية والفكرية في الشطرين أشد جموداً من السلطة ففي الشمال وصلت الأيديولوجية الإسلامية التي ينادى بها الإخوان المسلمون إلى مرحلة التشبع في نفوس المواطنين وكان لابد من امتداد أوسع لهذه الأيديولوجية وليس أنسب لانتشارها من الجنوب بينما ظلت الأحزاب اليسارية والقومية ضعيفة بعد تعرضها لضربات موجعة نتيجة الحرب بين الشطرين وحروب ماكان يعرف بالتخريب في المناطق الوسطى ونتيجة للحرب الباردة بين الكتلتين الشرقية والغربية كماهو معلوم على مستوى العالم «انظر الصحف الرسمية والحزبية مابين 89 91م».
وبالعكس من ذلك في الشطر الجنوبي فقد بلغت الأيديولوجية الماركسية حد التشبع بينما لم يكن هناك أي نفس أيديولوجي للأخوان المسلمين أو الجماعات الإسلامية وكان لابد من التوسع بالاتجاه نحوالشمال وبرغم الضربات الموجعة التي تعرض لها الحزب فقد ظلت الأيديولوجية أكثر قوة إن لم تكن قد زادت وتيرتها بعد أحداث 13 يناير 1986م «انظر صحيفتي الثوري وصوت العمال في الفترة مابين 89 91لترى مقدار الجمود قبل الوحدة والحراك بعدها كذلك الأمر في الصحف والمجلات الرسمية في الشمال لنفس الفترة».
أما على الصعيدين العربي والدولي فقد تهيأت الظروف والمناخات باتجاه قد لايخدم النظامين إن هما ظلا على نفس الوتيرة خلال الستينيات وحتى نهاية الثمانينيات فبعد أحداث 13 يناير 86م بدأت الصلات السياسية والحزبية تتقطع مع الكتلة الشرقية وبالأخص موسكو وبعد وصول ميخائيل جورباتشوف وانتهاجه لما عرف في ذلك الوقت بسياسة اعادة البناء فقد اتضحت الصورة أكثر حيث أن زيارة رئيس الكمسمول اللينيني لعدن عام 1988م قد وضعت النقاط على الحروف وصاغت إعلان وفاة شهر العسل بين عدن وموسكو إلى غير رجعة «بل بين موسكو والأحزاب الاشتراكية في كل الوطن العربي» «انظر تغير الطرح الأيديولوجي مثلاً في مجلة النهج بين الفترة من 85 89م».
كذلك لايختلف الحال في علاقة النظام في الشمال مع كل من السعودية ودول الخليج وأمريكا لاسيما بعد دخول صنعاء فيما عرف آنذاك بمجلس التعاون العربي «اليمن الشمالي العراق الأردن مصر».
وقد كان العراق آنذاك ونظام صدام في أوج مجده وازدهاره وهو الأمر الذي أغاظ دول مجلس التعاون الخليجي كما أن امريكا بدأت بانتهاج سياسة أخرى لاسيما بعد سقوط الإتحاد السوفيتي وانهيار جدار برلين.
من هذا كله يتضح أن الوحدة اليمنية لم تكن قراراً سياسياً من الدرجة ذات المستوى المعقول بل أنها كانت سفينة نوح التي توصل ليس النظامين فقط إلى بر الأمان بل كانت طوق نجاة للنخب والأيديولوجيات المتصارعة والمتماحكة في الشطرين معاً!
كما أنها مثلت بارقة أمل لكل مواطن في كل أرجاء الوطن العربي لاسيما بعد مسلسل النكسات والهزائم طوال عقدي السبعينيات والثمانينيات «نكسة حزيران الحرب العراقية الإيرانية غزو جنوب لبنان الحرب الأهلية اللبنانية أحداث الحرم وفتنة جهيمان، خروج منظمة التحرير من بيروت..الخ».
وكانت بالنسبة للمواطن اليمني حلماً بعيد المنال وفجأة صار حقيقة إنها أي الوحدة قميص يوسف الذي رد ليعقوب بصره.
كيف تبقى هذه الوحدة لتؤتي ثمارها؟
لست متملقاً والله إن قلت إن دور البطولة الفذة في هذا الحدث يستحقه علي عبدالله صالح هكذا بغير ألقاب : ذلك أنه استكمل شروط الفعل البطولي من حيث شجاعة الخطوة وسرعة تنفيذها والتنازل عن بعض الامتيازات بل أن أهم شروط هذه البطولة تتمثل في تخطي كل العقبات والحواجز أولاً والقدرة على الاستمرار والبقاء لرعاية الحلم الذي تحقق على يده ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم).
ولئن كان (البيض) قد بد لوهلةٍ شريكاً في البطولة فإنه وبغض النظر عن كل مايقال أو سوف يقال من مبررات قد استطاع أن يبكينا ليلة عيد الأضحى عام 94م كالنساء عند إعلانه قرار الانفصال «ولست أنسى أنني في تلك الليلة قد نمت وأنا أبكي واستيقظت وأنا مازلت أبكي وقد كنت يومذاك في الحصين بمنطقة الضالع في جبهة القتال».
ختاماً هذه نقاط مهمة ينبغي أن تراعى للحفاظ على هذا المكسب العظيم.
1 تحقيق أهداف الثورة اليمنية وذلك فيما يتعلق بإقامة نظام شوروي عادل والقضاء على الإمامة والاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما والقضاء على الرجعية والطبقية والمذهبية والطائفية.
2 استمرار حالة الوعي بأهمية الوحدة والتنبه لذلك الطابور الخامس الذي ينادي ويتباكى على الإمامة أو التشطير «وماحالة الحوثي عنا ببعيد».
3 التركيز على بؤر الفساد واجتثاثها وبناء اقتصاد قوى يخرج الفرد من حالة الضيق والفقر.
4 التركيز على الحوافز المعنوية للإنسان اليمني لينطلق نحو البناء والعمل والله من وراء القصد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.