الكابتن/ عبدالقادر حسن الحداد «القادري » والذي بدأ حديثه : القادري لقب جاءني من الملاعب ككل الألقاب التي ميزت العناصر الرياضة آنذاك، «القادري» واحد من أولئك الأوائل في الرياضة الذين هاجروا وبجرأة إلى الحرة عدن ليكونوا لهم رصيداً إنسانياً واجتماعياً ورياضياً مكنه أن يؤسس اسماً له في عالم مجال التدريب، ابن السبع سنوات قال : في الأعوام «61/1962م، مع بدايات الثورة لحقت أنا فترة بسيطة من الاستعمار، الذي كان يهتم كثيراً بمدينة عدن لمالها من استراتيجية وموقع تجاري وسياحي، وقد كانت لسياسة الاستعمار حدود وأهداف من جمالية هذه المدينة التي تميزت بثقافتها وعوامل الجذب إليها وذلك كان هدفاً وراء ترحال القدرات اليمنية من كافة اليمن إلى عدن، وأوضح قائلاً: طبعاً نزوحي كان امتداداً طبيعياً لأبي الذي كان يعيش هناك منذ فترة ولأن عدن حققت استقراراً فكان أن فكرنا أن نخوض تجربة جديدة في حياتنا. بالعودة إلى المدينة التي أسرت الرياضيين أيام زمان قال : في عدن وحدها كان يوجد حوالي «65» نادياً رياضياً كانت النشاطات الرياضية مفعمة بالحيوية، كنا نشعر بأن المجتمع بالكامل شبه رياضي، وكانت المدارس تفعل انشطتها الرياضية بحب وتفانٍ مع الرياضة، فأنا مازلت أتذكر المسابقات الطلابية في ألعاب القوى وألعاب الساحة والميدان. الكابتن/ القادري يذكر في سجله الرياضي كممارس ولاعب كرة قدم بقوله : مشاركاتي مع نادي «الجزيرة» شمسان، حالياً، وقد تدرجت من هذا النادي عبر الفئات العمرية منذ بداية عام 1968م، طبعاً كانت النقلة الرياضية بالنسبة لي ومن كانوا في سني نتيجة لعوامل غياب أغلب أعضاء الفريق الأول كنا مجموعة أشبال جاءتنا فرصة الانتقال مباشرة إلى صفوف الفريق الكروي الأول لنادي الجزيرة، وقد تمركزت في الملعب في خط الهجوم، وطبعاً بجانب الكابتن الكبير «يحيى فارع» والذي كنا معه واللاعب جميل سيف الحبشي وأنا نشكل دفعة قوية للفريق ففي تلك الفترة كانوا يصفوننا بالهجوم الضارب، واستطعنا تحقيق بطولة كأس المهرجان العالمي العاشر عام 1973م أيضاً في فترة السبعينيات أحرزنا كأس «سالم عمر» وقد كان شخصية سياسية معروفة، عموماً التفاعل السياسي والرياضي الاجتماعي لتلك الفترة ترك انطباعاً قوياً وسمعة طيبة للكرة العدنية، حتى إننا كنا نعتبر الأقوى على مستوى الجزيرة، كنا من المنتخبات المعروفة كروياً وأعتقد بأن الكرة المصرية والعراقية، هي التي كانت تتفوق علينا، بينما الدول المجاورة بمن فيهم دول الخليج كانت لاتضاهي اليمن على مستوى الكرة وأضاف كروياً يحسب لنا التقدم آنذاك على الكرة الخليجية، لأننا عرفنا الرياضة من حوالي مائة عام، منذ وجود الاستعمار البريطاني الذي أدخل لعبة كرة القدم لليمن، فأندية عدن تقارن بالأندية المتقدمة بدليل مئوية نادي التلال الرياضي والمعروف بعراقته، في أجواء غلبت فيها السياسة على الرياضة، في حين كان يعتمل بالمد القومي والحس الثوري، وعندئذٍ اعتبرنا الرياضة جزءاً من السياسة.. ولمّح قائلاً: لم تكن هناك وصاية سياسية على الرياضة، صحيح بأنه في فترة من الفترات ونتيجة لقرارات سياسية كانت تهدف إلى بث سياسة التوحد من بوابة الرياضة، في ذلك الحين برز القليل من التركيز على الرياضة. تقليص الاندية وحدث أن تقلص عدد الأندية ليستقر الأمر على الأندية الموجودة حالياً بالساحة الرياضية، وقد كان الدمج - وإن كان وراءه قرار سياسي - يهدف إلى المصلحة العامة. «القادري» يرى الشيء الجميل في رياضة تلك الأيام أن المواهب الكروية كانت متعددة، وأن كل ناد كان يزخر بالعديد من اللاعبين المميزين ولم يقتصر الأمر على ناد بعينه، بل غالبية الأندية كانت تمتلك لاعبين موهوبين وذوي مستوى عالٍ ولايقلون كفاءة عن لاعبي المنتخبات وأكد : نحن لانزال نفاخر بأن النجم الدولي اللاعب الكبير الكابتن/ علي محسن مريسي، لاعب من الطراز الفريد تخرج من مدينة عدن، ولعب لنادي الزمالك المصري، بل لقد تلقى «علي محسن مريسي» عرضاً للعب في النادي الاسباني ريال مدريد، وهو من الأندية المشهورة عالمياً، وهذا دليل بأن عدن كانت تحتضن لاعبين بوزن علي محسن اللاعب والإنسان. «عبدالقادر حسن» يعود للحديث عن نفسه، قائلاً : للأسف أنا لم أوفق بالمشاركة خارجياً بزي المنتخب، وقد تم اختياري لأكثر من مرة مع ذلك لم يحالفني حظ اللعب للمنتخب، ويضيف : لكني مع كرة القدم عشت أحلى لحظاتي ولا أزال مع الرياضة، فأنا مولع بمجال التدريب وقد دخلت دورة رياضية طويلة كانت دراسة مفصلة عن علم التدريب بإشراف مدربين «روس وصينيين ، وكذا الأستاذ/ صبري بناته كان ذلك بعد الثانوية العامة عام 75/1976م ، كنا «غازي عوض، صالح هزاع، محمود عبيد، ومرشد» وآخرون حضروا معنا من مختلف أندية عدن دورة أقامها الاتحاد اليمني لمدة شهرين، وكانت الدورة للاعبين الكبار، وقد كان الكابتن علي محسن ، مترجماً وقد توجت هذه الدراسة بتزويدنا بدورة إضافية من المدرب الألماني «هورسوكال» والذي كان يعتبر في حينها مسئولاً على منطقة الشرق الاوسط.. وقال: في الوقت الذي كنت أمارس فيه رياضة كنت أيضاً أؤدي مهام التدريب لقد كنت مدرباً لفريق الطلائع وقد أوكلت إلي المهام بعد أن كان غادر الكابتن/ يحيى فارع، إلى محافظة تعز وقد أحببت هذا المجال وظللت لفترة طويلة أدرب الناشئين حتى أن اللاعب المعروف «عادل سعيد» تدرب على يدي في فئة الأشبال وقد كانت النوعية الرياضية والكثرة موجودة في عدن، في تلك الفترة ونتيجة للأجواء الملخبطة حدث أن غادرت عدن في العام 1974م عن طريق طور الباحة سافرت براً، وقد كانت رحلتي شاقة، ولمدة يومين توجهت مشياً على الأقدام سافرت إلى أن وصلت إلى منطقتي بالحجرية «دبع» وفي المدينة الحالمة تعز بدأت اللعب لنادي الطليعة ولعدة شهور ثم كان أن سافرت للدراسة إلى دولة الكويت الشقيق، لكنني في تلك الرحلة لم أحقق مبتغاي، لم أستطع إتمام دراسة الثانوية هناك نظراً للكلفة الزائدة فقد كان نظام الكويت التعليمي يقضي دراسة المرحلة الثانوية لمدة أربع سنوات فيما أعتقدتها أنها ثلاث سنوات وقد كانت ظروفي لاتسمح بذلك لذلك عدت إلى بلدي. نجوم .. وفريق الأحرار وأوضح في مجال تخصصي دربت فرق مثل الطليعة، الذي كان فريقاً له نكهة خاصة بتعز، وقد امتلك الطليعة لاعبين أكثر من رائعين منهم/عبدالحميد الشاوش عبدالله بيليه، حيدر علي صالح، عوني عباس خليل لاعب مصري، فيصل أسعد، أمين علي ناجي، تعز كانت تمتلك نجوماً رياضية لاتنسى، مثل الكابتن/ عبدالعزيز القاضي، محمد طه ، عبدالعزيز طه، عبدالملك ثابت، أحمد عبده، أيضاً كان هناك علي هزاع، عبدالواحد عتيق، منيف وأسماء كثيرة فرختهم تعز كانوا عمالقة في عالم كرة القدم، ويرجع إلى القول سبق أن تعاطفت في فترة الثمانينيات 82/1983م، مع فريق الاحرار وسعيت لتدريبه وبقيت معه لمدة لابأس بها،كما وأني دربت نادي الرشيد خلال العام 2000 وحتى 2003م. القادري القادري في ذكرياته الكثير من أحداث الرياضة، لكنه لم ينس حضور النصف الآخر في الإطار ذاته، تحدث : في فترة من الفترات كانت المرأة تشارك الرجل هموم الرياضة، حتى أن النساء بادرن إلى ممارسة الرياضة، وقال إن تفاعل المجتمع أوجد دوراً للنساء كعنصر تفاعل مع قضية الرياضة من خلال مشاركة المرأة ببرنامج معد للنساء، حيث أقيمت مباراة نسوية خالصة جمعت فريق مدينة المعلا نساء بفريق مدينة الشيخ عثمان أيضاً نساء.. ولوح قائلاً: أظن أن تلك التظاهرة الرياضية النسوية والتي اعتبرت متقدمة في ذلك الوقت مازالت عالقة في أذهان الكثيرين «القادري» يتحدث عن جمهور من نوع آخر : بطبيعة حال البشرية الشيء الذي يشد قد يشد الرجل أحياناً انتباه المرأة أيضاً، ومع المستديرة الساحرة كرة القدم كانت هناك نسوة أعطين كرة القدم جزءاً من اهتمامهن وبالأخص من كن معنا عضوات في نفس النادي ويمارسن أنشطة رياضات مثل الكرة الطائرة، كرة السلة رياضة الشطرنج ورياضات أخرى وأشار : كنا نتعامل بزمالة واخوة صافية لقد كان الاحترام يسود الجميع واكد بالنسبة لي شخصياً كانت تربطني علاقات إنسانية ووصاية معلم وتربوي، بل أكثر من ذلك كنت أخاً كبيراً، لقد كانت علاقتي إنسانية بالجنس الآخر إذ كنت مدرساً للفتيات، وفي ذلك الوقت كنت مسئولاً عن المهرجانات التي كانت تقيمها المدرسة، وكانت علاقاتنا قائمة على اعتبارات القيم الإنسانية والمثل والأخلاقيات وقد كان ذلك الجيل مصاحباً للمبادئ الساميةة القادري إذ يصف نجومية لاعبي الجزء الآخر من الوطن، يقول: حقيقة الرياضة في عدن كانت متقدمة كثيراً فاللاعب الذي كان يأتي من أندية عدن كان يظهر سريعاً وتعلو شهرته، بل كانوا يحدثون تغييرات ولهم بصمات واضحة، لنأخذ اللاعب الفذ الكابتن/ عزيز الكميم، هذا اللاعب كان مع فريقنا بعدن ضمن فريق الرديف ، لكنه مع فريق شعب صنعاء أحدث نقلة نوعية للفريق، قلب الأمور واستطاع مع الشعب أن يحرز بطولة من بطولات الدوري.. ماأود أن أطرحه هنا هو، أن الرياضة تعرضت لشقلبة حالة غريبة اجتاحت الرياضة أمور كثيرة فبدلاً من أن نسعى لتجهيز اللاعبين أخذ التوسع اتجاهاً آخر بعيداً عن الهدف المقصود من الرياضة وصل إلى صقل وتنمية وتأهيل اللاعب نفسه، لكن مايلاحظ هو تزايد الكادر الإداري والإعلامي وكذلك تدفق غير مدروس لتأهيل مدربين جدد، فيما التناقص يبدو واضحاً في عدد الممارسين للرياضة فالكادر البشري قلة وهو المستهدف في الرياضة، ونوه : خارج حدود الأندية المواهب والواعدين كثر فقط هم بحاجة إلى من ينتشلهم ويعدهم الإعداد الصحيح .. وخلص إلى القول : أتمنى أن يأخذ الاهتمام بالرياضة في الأساس من القاعدة الرياضية، وألانولي كل الاهتمامات لأعلى الهرم الرياضي.