- نعمل مع المجلس المحلي بشبو من أجل خدمة قضايا المرأة امرأة عادية.. ربما تسعة أعوام من عملها في محافظة شبوة جعلت من انجازاتها وتجربتها امرأة غير عادية حصلت على دبلوم كلية الاقتصاد جامعة عدن إدارة ومحاسبة ثم بكالوريوس طب بشرى من روسيا وتخصصت في الأشعة التلفزيونية ونالت شهادة من قبل اللجنة الوطنية العليا لشئون المرأة ومنظمة undp في تمكين المرأة سياسياً.. وحصلت على دورة تأهيلية من منظمة الأمم المتحدة undp لتمكين المرأة سياسياً ومساعدتها في انجاز المهام والمشاريع.. انها الدكتورة / إشراق ربيع السباعي نائبة رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة في محافظة شبوة. عن تجربة عملها خلال 9 أعوام في محافظة شبوة تذكر: قدمت إلى هذه المديرية للعمل كطبيبة أمراض نساء وولادة لتقديم الخدمات الطبية في المديرية والمديريات المجاورة الأخرى في هذه المحافظة، بالتنسيق مع أحد الأعيان في المنطقة نتيجة للحاجة الماسة لهذه الخدمة وتردده المستمر في طلب يد العون لهذه الأسر، لكون المنطقة هذه محرومة من تلك الخدمات خاصة النساء آنذاك وقد التمست هذه المشكلة أثناء عملي في صنعاء وبقدوم المرضى المستمر لتلقي العلاج بالعاصمة من هذه المحافظة في حالات صعبة جداً.. فكان قدومي دون تردد وبدأت بفتح العيادة اليومية التي تعمل على مدار الساعة لاستقبال النساء وتقديم العون والمساعدة لهن. واجهتها صعوبات وعراقيل في بداية عملها من أهم هذه المشاكل ذكرت: كانت وضعية الجانب الصحي المتردي بالنسبة للمرأة والجهل والأمية وقلة الوعي، تدهور التعليم ومشاكل الفقر، بالإضافة إلى التمييز ضد المرأة والحقوق الشرعية المغلقُة وحرية الحديث المسلوبة من المرأة والنظرة الخاطئة عن المرأة العاملة، رغم كوني طبيبة وأقدم خدمة إنسانية ، فكان علي أن أبدأ بعمل استراتيجية تساعد في استمرارية العمل وتقديم الخدمات في هذه المنطقة القبلية والمحاطة بالعادات والتقاليد المغلقة، ومعالجة جذور المشاكل ومسبباتها وليس نتاج المشاكل وافرازاتها. وأضافت قائلة: من هذا المنطلق من الشعور بالمسئولية لكي أتلافى المسببات لهذه المشاكل التي تخص قضايا المرأة بالذات، لهذا أخذت على عاتقي تحد كبير للعمل من هذه الظروف الصحية، إنما كانت لدي قناعة بأنني سوف أحقق شيئاً بالأخير.. فكان الهدف الأول للعمل في هذه الاستراتيجية التي وضعتها هو الجانب الصحي والتوعية للأم الحامل، فقدمت الخدمات المتواصلة للأم الحامل وتوعيتها بتنظيم النسل وتقديم يد العون في أية لحظة لها. وبتلك الجهود لاستمرارية التوعية منطلقة من داخل المستوصف الأهلي الخاص بي، والعناية والمتابعة للأم الحامل نتيجة للجهل الذي تعانيه من الرعاية الصحية بسبب الأمية والجهل والفقر، حتى وصلنا إلى مانريد ونبتغيه وأصبحت الأم الحامل تتردد للعيادة لمتابعة الحمل وتلقي العلاج اللازم وأخذت تطلب تنظيم النسل وبدأت تفهم بأن حياتها أهم. كسب ثقة الرجل لم تكتف الدكتورة السباعي بعملها كطبيبة فإضافة إلى كونها رئيسة جمعية النشء الحديث في محافظة شبوة، فهي عضوة في جمعية حماية البيئة وتطوير ودعم المرأة الريفية فكان هدفها الثاني في عملها بالمحافظة وتقول: بعد انقضاء خمسة أعوام على تواجدي في هذه المحافظة والاطلاع الكامل على خصوصية المنطقة وأهلها وتقاليدها وبعد تعزيز الثقة بيننا بدأت بتقديم المساعدة في التربية والتعليم بالتنسيق مع إحدى الجمعيات في مديرية عسيلان المجاورة وهي جمعية حماية البيئة، بدعم من مستوصف بيحان الأهلي «والذي تديره». ومن هذا المنطلق قمت بالنزول الميداني إلى مدارس الأولاد لكسب الثقة وإيجاد الفرق المؤازرة لدعم المرأة في استمرارية العطاء وتقبله منها، كامرأة في هذا العمل، فبدأت بالتواصل مع الطلاب والمدرسين وتقديم المساعدة والتحفيز وإلقاء المحاضرات للتوعية وإقامة الندوات عن المرأة والصحة والبيئة وكذلك المساهمة بفتح العيادة الصحية المدرسية «في المدرسة وتقديم مياه الشرب النقية للطلاب في بعض المدارس وغيرها من أوجه التعاون. وبعد هذا بدأت تدريجياً بالقدوم إلى مدارس البنات وخلق التواصل مع أولياء الأمور وتشكيل مجلس الآباء في مدرسة البنات بدلاً من الأمهات وكان الهدف من هذا بحسب ثقة الرجل ومشاركته في صنع القرار ومعالجة الأمور بالنسبة للفتيات وإيجاد الفرقة الأخرى لمؤازرة المرأة وتقبل اشتراكها في رئاسة مجلس الآباء كامرأة لكسر الحاجز المغلق بين الرجل والمرأة والوقوف جنباً إلى جنب في حل المشاكل، وفي دعم الحركة التربوية وتشجيع تعليم الفتاة. وعن هدفها الثالث تحدثت رئيسة جمعية النشء الحديث قائلة: قمنا بإنشاء الجمعية التي يساهم بتمويلها مستوصف بيحان وبدأنا بمعالجة الشئون الاجتماعية في هذه الجمعية والتربوية والعلمية وشكلنا فريقاً مشتركاً من الجنسين، وكانت هذه هي اللبنة التي ساعدتنا في تحقيق الكثير وحصلنا على ثمارها من العمل المشترك والاعتراف بقيادة المرأة وترأسها للجمعية وادارتها واستمررنا بالتواصل والتشبيك في هذه المنطقة القبلية، واستطعنا أن نتواصل مباشرة مع المشايخ والأعيان والقبائل في المنطقة ووجدنا الكثير من المؤازرين لعملنا هذا، في منطقة كانت في الماضي المشكلة التي أعاقت عملنا وحققنا الارتقاء بالصحة والتوعية للأم الحامل، والارتقاء بالتعليم الأساسي للفتاة وتشجيع الفتيات لمواصلة التعليم الثانوي الذي كان معدوماً.. كما حققنا الارتقاء بالتنمية ومكافحة الفقر وتشجيع النساء على إنشاء الجمعيات ومساعدتهن. مشاركتها السياسية ليس ذلك فحسب بل اقتحمت الدكتورة إشراق العمل السياسي من خلال خوضها تجربة المجالس المحلية عام 2006م كمرشحة مستقلة لم توفق ولكن يكفيها شرف المشاركة والتجربة عن ذلك تقول في تجربتها: أقمنا حملات التوعية في التمكين السياسي والمشاركة في الترشيح للانتخابات المحلية 2006م واستطعنا أن نخلق العلاقة الجيدة في التنسيق مع السلطة المحلية الجديدة والتعاون معها في مد الجسور لتلقي المساعدة وتشجيع المرأة والمطالبة بحقوقها، ومساندتها في ايجاد الحلول الجدية للمرأة، وكان الطلب من المجلس المحلي إلينا بعمل استراتيجية للمرأة في المحافظة للعمل بها ولأول مرة والقيام بتنفيذ أهدافها لتحقيق حياة أفضل لوضع المرأة في المحافظة، وهذا النجاح يدل على الوعي الكامل لإخواننا الرجال في السلطة المحلية، وتقبلهم للمرأة في المشاركة إلي جانبهم في الخطط والبرامج بعدما كان التواصل آنذاك مغلقاً، لأنهم وجدوا فينا العزيمة والإصرار لطرق الأبواب المستمر لإبراز صورة المرأة في هذه المحافظة. واليوم، يداً بيد مع السلطة المحلية، أصبحنا نمارس العمل المشترك بما يتعلق بقضايا المرأة ودعمها وإيجاد الحلول لمساعدتها. علاقات وتواصل مستمر دأبت الدكتورة إشراق على تحقيق أهدافها وأقامت علاقات تشبيك متواصلة مع الجمعيات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية للاستفادة وتطوير الخبرات في مجال المرأة وعملت كمنسقة مع المنتدبات المحلية والمنظمات الخارجية لحقوق المرأة والشباب عن تلك التجربة تروي: لقد أسهم نشاطنا كقطاع خاص وعزز دعمه ونجاحه في التواصل المستمر وعمل التشبيك في تلقي المعلومات والمساعدة مع الجهات ذات الصلة بقضايا المرأة وأصبحنا اليوم نتواصل محلياً مع الجهات الحكومية وغير الحكومية ومع الجمعيات والمؤسسات التي لها اهتمام بقضايا المرأة ونطلب يد العون والمساعدة دون خجل لأننا نحن الذين نطمع للتغيير لحياة أفضل للمرأة في هذه المحافظة شعوراً بالمسئولية. وكامرأة انطلقت من الشعور بالمسئولية تجاه اختها المرأة وتمثيلها والدفاع عن حقوقها والارتقاء بأوضاعها الاجتماعية والثقافية والصحية وقد التمست التغيير الحاصل وما وصلنا إليه منذ بداية العمل وحتي يومنا هذا ، وهذا يدل على أن التواصل المستمر وطلب يد العون والمساعدة من الجهات الحكومية وغير الحكومية هي عناصر مهمة في سبيل تحقيق الغاية إلى الأفضل، ليكون بالأخير ما ينطبق عليه المثل «من جد وجد ومن زرع حصد». واختتمت الأخت/نائبة رئيسة اللجنة الوطنية بمحافظة شبوة سردها لتجربة عملها قائلة: أتقدم لجميع زميلاتي في كل المحافظات التي تجد لديها القدرة في دعم قضايا المرأة وإبراز الصورة الحقيقية بأن المرأة قادرة على العطاء والعمل وتحقيق ما تريد بعزيمة بأن تعمل وتجد وتجتهد وتطلب يد العون والمساعدة وسوف تجد نساءً قادرات على تبادل خبرات العطاء دون أنانية، وسوف تجد أخاها الرجل يساندها جنباً إلى جنب، ويقدرون هذا الشعور بالمسئولية. واليوم بعدما كانت الطبيبة إصبحت الناشطة التي تهتم بقضايا المرأة وتمكينها علمياً وسياسياً واقتصادياً.. أليست امرأة غير عادية في زمن قصير وفي محافظة مثل شبوة صعب اقتلاع عاداتها وتقاليدها