جمعية النشء الحديث من الجمعيات التي خدمت المرأة في محافظة شبوة بشكل خاص، وفي محافظات ابينوعدنومأرب بشكل عام رغم سنها الصغير الذي يصل إلى ثلاث سنوات، ولم تقف عند هذا الحد بل واصلت جهودها في خدمة البنية التحتية في محافظة شبوة رغم الصعوبات والعراقيل التي تواجهها، والسلطات الذكورية التي تحاول تهميشها. بداية التأسيس الدكتورة اشراق ربيع أحمد السباعي - رئيسة جمعية النشء الحديث بمحافظة شبوة بدأت حديثها بالقول :- من خلال مستوصف بيحان أنشأنا جمعية النشء الحديث التي تعد من الجمعيات الناشطة الحقوقية تدعم قضايا المرأة بشكل خاص، وتأسست في 19يونيو 2006، وبدأت بستين عضوة وأغلبهن نساء من المديريات الشمالية الغربية، وهناك الكثير من الزميلات اللاتي شاركن في العمل في الجمعية على نطاق واسع وهناك الكثير من الناشطات في صنعاءوعدنوابينومأرب، لكن جذور الجمعية انطلقت من بيحان، وقد توسعنا بعد تشكيل العديد من المحاور، ومع الخبرة المتراكمة في مديريات بيحان وعسيلان في الجوانب الاجتماعية خاصة، حاولنا الآن نعزز روابطنا لدعم قضية المرأة في هذه المحافظة النائية، ويشمل هذا الدعم عدة مجالات كالتعليم والصحة، ونحن مازلنا نواصل عملنا عن كثب في دعم الوعي وتعليم الفتاة، وكذلك الإرشادات الصحية في الأماكن التي تجتمع فيها النساء كالامراض التناسلية، وتحديد النسل والصحة الإنجابية، وقد شاركنا العديد من الرجال في هذا المجال، وامتد تطورنا حتى شمل مركز المحافظة عتق بعد مرور وقت كبير من تأسيس الجمعية، فقد قمنا بكتابة استراتيجية لتنمية المرأة من 2007إلى العام 2015ولأول مرة انفردنا بوضع استراتيجية تتلاءم مع خصوصيات المحافظة، ووضع المرأة فيها. أنشطة أخرى وتضيف الدكتورة اشراق :لقد شاركت جمعية النشء في تغطية الكثير من المعوقات لسير تعليم الفتاة في مديرية بيحان وبالأخص في مدرسة ريدان، وتعاقدنا مع مدرسات لتغطية العجز التربوي في هذه المدرسة، كما ساهمنا بأنشطة أخرى كدعم مجمع السعيد للبنين بمدرس لمادة الكيمياء -أحياء، كما غذينا لمدة عام مدرسة جردان بيحان، وقمنا بتشجير مجمع السعيد بالأشجار حوالي ثلاثة وستين شجرة، أعطينا الحوافز المشجعة للطلاب المتفوقين، ورممنا بعض الصفوف في مدرسة بلقيس للبنات، ورويداً رويداً توسع نشاطنا ليشمل مدارس النقوب، والاجتماع بالنساء لغرض التوعية في مدارس مديرية عسيلان، وحين بدأت الاستجابة لأنشطتنا وتم التنسيق مع مؤسسة الصالح وزعنا التمور والملابس على المحتاجين، وأقمنا مخيماً صيفياً مستهدفين ستة وعشرين طالباً لتدريبهم على كيفية الارتقاء بأسلوبهم التربوي وبالإضافة إلى عمل دورات مجانية للغة الانجليزية والحاسوب، كما أسهمت الجمعية في عمل دورات للنساء في الحاسوب لمحو أميتهن في المديريات الثلاث - بيحان - عسيلان - عين، وقد حصلنا على شهادة تقديرية من المكتب الإنمائي للأمم المتحدة، وخلال العام 2006شاركنا في دعم القيد والتسجيل، وقد أوصلنا المرأة إلى 49% من القيد والتسجيل، وتم الإشادة بمناخ المؤتمر العالمي المنعقد في صنعاء، كما أقدمنا على خوض الانتخابات في المحافظة لأول مرة على مستوى المحافظة في السلطة المحلية لتمكين المرأة سياسياً، ورغم الإخفاق إلا أننا نجحنا في تقوية علاقتنا بالمواطنين، وتماهت الجمعية في إطار المجتمع. البحث عن النجاح وعن مستوى نشاط جمعية النشء الحديث توضح السباعي ذلك بالقول : بعد الإخفاق في الانتخابات المحلية قدمنا طلب مشروع تمكين المرأة سياسياً.. وكانت فكرتنا أن نشكل ائتلافاً نسوياً لتقوية نشاط المرأة، وجعلنا في كل من محافظات «مأرب -شبوة - ابين» بواقع خمس عشرة امرأة لكل محافظة يتم التواصل السياسي فيما بيننا البين، وقد نشطنا كثيراً بفضل تضافر جهود النساء هناك، وفي محافظة ابين تمكنا من الاجتماع بكثير من النساء، وقد استدعينا لقيام دورة تدريبية في بيحان للثلاث المحافظات من الشركة الشرق أوسطية الامريكية «ميبي».. حضرها الأخ محمد عبدالله الكبسي وكيل المحافظة لشئون المديريات الشمالية الغربية، مع العلم أننا قد حاولنا توطيد العلاقة مع السلطة المحلية ونجحنا في ذلك، فقداتيحت لنا الفرص في مناقشة قضايانا مع المحافظين السابقين، و قد وصلنا اليوم إلى المكتب التنفيذي في اللجنة الوطنية للمرأة، وتنمية المرأة، واتحاد نساء اليمن، كما تم تعزيز مكانة المرأة في المكاتب التنفيذية، لأنه من ضمن أهداف الجمعية تعزيز الوظائف للنساء وقد كان لنا ذلك، وطبعاً استمررنا في عملنا بعد أن طعمنا لذة النجاح، فتابعنا دورة القابلات والمرشدات التي أقيمت لأول مرة في مديرية بيحان، وتعهدنا بضمانة تجارية لأجل استمرار هذه الدورة الهامة لمدة عام. ندوة مميزة وتواصل الدكتورة اشراق ساردة عمل الجمعية بالقول: امتد الائتلاف الذي أقمناه إلى محافظة عدن، واستمرت «ميبي» في دعمنا وكان الملحق الأمريكي في السفارة الامريكية والأخ عبدالكريم شائف قد حضرا ندوتنا التي أقمناها في عدن لأكثر من خمسمائة امرأة، بمبادرة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح والكوتا، مع قيامنا بالتعريف بمعنى الكوتا، والأسباب التي تدعونا إلى المطالبة بتعديل الدستور، وكان لهذه الندوة صداها، ومن تلك الانطلاقة القوية تابعنا البنية التحتية لمحافظة شبوة، وفي مديرية عتق وبالتحديد في منطقة خمر، حيث وجدنا أن المرأة تعاني مشكلة جلب الماء من مسافات بعيدة، وتواصلنا مع السفارة اليابانية في قسم المشاريع، وبعد متابعة عام ونصف العام حصلنا على مشروع للماء لمنطقة خمر يقدر ب77ألف دولار أمريكي مايقارب 61مليون ريال وإن شاء الله خلال اسبوع ستركب هذه الغطاسة لحل الإشكالات المائية العويصة. دعم الاتحاد الأوروبي وعن دعم اتحاد الأوروبي تقول: دعمنا الاتحاد الأوروبي بمشروع حقوق الإنسان، ومناهضة العنف ضد المرأة والطفل ب59 ألف يورو، منها 01% مساهمة الجمعية ويستهدف حملات توعوية بالتنسيق مع الجمعيات في مأرب وأبين وجمعيات أخرى على مستوى محافظة شبوة من أجل أن نرفع من قدراتها، حيث سيكون هناك ورش عمل وندوات ودورات تدريبية ومساعدة النساء لمحو الأمية، وإدماج المهمشين وإعادتهم إلى التأهيل الدراسي، وانني أتمنى أن ينجح هذا المشروع الذي يتجاوز استهدافه كل ماسبق ذكره إلى الأوقاف ورجال الأمن. طموحات مستقبلية أما عن طموحات الجمعية المستقبلية فتقول: هناك طموحات كثيرة مستقبلية للجمعية رغم الصعوبات والعراقيل التي تواجهها مع العلم أن المرأة في السابق ليست كالمرأة اليوم، فالمرأة اليوم أصبحت أكثر علماً وثقافة رغم محاولة تشويه سمعتها، والحمدلله جمعيتنا مزودة بكل ماتحتاجه كما يؤمن البعض إلى سوق العمل وخدمة الوطن، وإخراج سيدات الأعمال بالإضافة إلى الحياكة ونسج الصوف وغيره، ولنا تواصل مع منظمات عديدة سواء كانت محلية أم خارجية، وكوادرنا جميعها مؤهلة يمكن الاستعانة بها في التدريب.. ومع الأسف هناك بعض الإعلاميين من أبناء المحافظة يسيئون لسمعة هذه المحافظة التنموية التي بدأت تنهض في ظل الدكتور علي حسن الأحمدي نهضة غير عادية، وقد وجدنا من المحافظ الأحمدي اهتماماً كبيراً جداً في كل مايخص قضايا وهموم ومشاكل المرأة. مرتكزات هامة واختتمت حديثها بالقول: إن من أهم القضايا التي تركز عليها جمعيتنا هي قضية الثأر التي نحاول القضاء عليها بكل ما أوتينا من جهود، وكذلك محاربة القات واغتصاب الأطفال، والحد من الفقر، وأتمنى من كل الإعلاميين أن يبرزوا دور المرأة بحق وحقيقة، بكل ماتقدمه على مستوى الساحة من بصمات في رفد التنمية، مع العلم أننا نقابل التحدي والعراقيل بالإصرار على بلوغ أهدافنا المنشودة.
