يزداد مخاوف عدد من الخبراء الزراعيين الدوليين والمحليين في بلادنا من تكاثر الجراد القادم قبل اكتشافه ومكافحته مبكراً وهو ما يسمى بالجيل القادم الذي وضعت بويضاتها أسراب الجراد التي اجتاحت اليمن من إفريقيا في 19 من شهر مارس الماضي واستقرت في محافظة المهرة على سواحل المسيلة بجانب تلك الأسراب التي وصلت إلى اليمن عبر الربع الخالي واستقرت في منطقة ثمود مع منتصف شهر أبريل الماضي. ومن هذه المنطقة توزع انتشارها على مناطق مجاورة في محافظتي حضرموت وشبوة. وفي الجانب نفسه قللت المخاوف عن ما يسمى بالجيل القادم من الجراد في محافظتي مأرب والجوف كون المناطق التي اجتاحتها لم تكن ذات كثافة نباتية وذات رطوبة.. ومن المتوقع أن تغادر قريباً أسراب الجراد هذه المناطق كونها ليست مكاناً لتكاثرها وانتشارها. الدكتور/ الرميح مدير المركزالوطني لمكافحة الجراد: الفرق تحركت إلى حضرموت وشبوة ومأرب والجوف لمراقبة ومحاصرة أسراب الجراد نخشى الجيل القادم وسنقوم بمسح مكثف لمعرفة أماكن البيض لنبدأ مكافحتها مطلع يوليو القادم ولمزيد من التفاصيل التقت « الجمهورية» المختصين في المركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي وعدد من الخبراء في هذا الحوار الذي استهلينا بحديث الدكتور عبده فارع الرميح مديرالمركز الوطني عن المناطق الأكثر تضرراً من الجراد. اطمئنان في محافظتي مأرب والجوف بخصوص محافظتي مأرب والجوف فالوضع فيهما طبيعي ولا يوجد ما يدعو إلى القلق والأعداد القليلة من الجراد التي وصلت إلي هاتين المحافظتين لم تشكل أي ضرر أو خطر لأن البيئة فيها جافة. وأود أن أشير إلى أن الجراد تنتشر في زفح وثمود ومنوخ وحيدر ومحافظة شبوة وفي كثافة كبيرة جداً يستدعي التحرك بسرعة للمراقبة والمسح والتنقل أيضاً في المكافحة المختلفة. وآنوه في سياق هذا الحديث ان هناك مجموعة من الفرق ستتحرك إلى محافظات حضرموت وشبوة ومأرب والجوف للقيام بعملية المراقبة ومحاصرة أسراب الجراد ومعرفة المواقع التي يتكاثر فيها الجراد وستعطي هذه الفرق التاريخية الأولوية أولاً بأول وننتظر الجراد حتى تفقسّ الغالبية العظمى من بيضها الموجود في التربة ومن ثم سنبدأ بالتدخل بعملية المكافحة. مكافحة جزء منه ومتى وصل أسراب الجراد ومن أي دولة؟ بدأ وصول أسراب الجراد في 19 مارس وأول سرب هبط في محافظة المهرة على سواحل المسيلة وفي يومي 9101112 من شهر ابريل الماضي دخلت مجموعة الجراد إلى البلاد من الربع الخالي واستقرت في منطقة ثمود والعبر.. وفور ذلك تمت عملية المكافحة الجزئية في بعض المناطق لمحافظتي حضرموت وشبوة ونفذت عملية المسح لحوالي 4200 هكتاراً إلا أن حجم الإصابة التي ينتشر فيها الجراد أكبر ونخشى أن يظهر لنا جيل جديد من الجراد من تحت الأرض ولذا قررنا أن نراقب وفي كتب عملية فقس البيض حتى تتدخل بعد ذلك في مكافحتها بقوة. موطن التكاثر وعن الأماكن الأكثر تكاثراً وانتشاراً للجراد؟ قال الأخ مدير المركز الوطني: الجراد يتكاثر الآن في اليمن وخاصة في محافظتي شبوة والمهرة وربما غيرها.. لأن البيئة مناسبة يوجد فيها أمطار ورطوبة وأشجار ومزروعات خضراء يتغذى عليها تساعده على التكاثر واذا ما اختفت هذه العوامل فمن الضرورة أنه يختفي وينتقل إلى مواقع أخرى يوجد فيها مناطق زراعية خضراء فيهاأشجار ورطوبة في التربة. التعاون الإقليمي وعن مدى التعاون بين بلادنا والدول المجاورة قال مدير المركز الوطني لمكافحة الجراد؟ حقيقة التعاون قائم فيما يتعلق بتبادل المعلومات والتقارير .. ونحن قد طلبنا دعماً من دول الجوار والمنظمات الدولية ولكن حتى الآن لم تحصل على أي دعم منها أو تستجيب لطلبنا. مخاوف محلية ودولية من جانبه ألتقينا أيضاً المهندس فؤاد باحكيم خبير المسوحات في برنامج منع طوارئ الجراد من المناطق الوسطى والذي تحدث عن جانب المسوحات والاحصائيات لأسراب الجراد فيقول: أسراب الجراد وصلت إلى بعض مناطق اليمن في شهر مارس دخلت عبر المناطق الساحلية قدمت من الصومال ووقف جزء من الجراد في محافظتي المهرة وحضرموت وبالتحديد في منطقتي حوث وريده الشرقية من محافظة حضرموت.. ودخل الجزء الآخر ووقف في منطقة ثمود في المناطق الداخلية لمحافظة حضرموت.. ووضع بيض وتكاثرت الجراد وأعداد من الحوريات. وفي البداية من اكتشاف هذه الجراد قمنا بعملية المكافحة .. وبطبيعة المنطقة وكونها منطقة عبور ونتيجة لتغير الظروف وتعرض منطقتي ثمود والعبر لأمطار غزيرة خلال أشهر مارس وابريل ومايهيء ظروف فيها لتكاثر الجراد القادم.. ويضيف فيقول: هذا جانب الجانب الآخر نحن نتخوف من الجراد القادم بما يسمى الجيل القادم مما يدعونا لعمل عملية مسح مكثفة في هذه المناطق لمعرفة أين وضعت هذه الأسراب من الجراد بيضها وعلى ضوء ذلك سيتم الترتيب لإجراء أعمال المكافحة في بداية شهر يوليو القادم بعد إجراء عملية المسوحات في هذه المناطق وهناك توجه بأن تكون عملية المكافحة بالطائرات لأن المناطق التي يسكن فيها أسراب الجراد مناطق جغرافية صعبة لا يمكن أن تصل إليها السيارات وسيتم مكافحة هذه الحشرة بالمبيدات الزيتية التي تضع بتركيزات معينة وآلة رش خاصة. واستطرد المهندس فؤاد يقول: الأمور تحت السيطرة اذا توزعت الفرق وأعطت نتائج إيجابية لمعرفة الوضع وأين وضعت أسراب الجراد بيضها ومعرفة كذلك المساحات المتوقع أن يتكاثر ويظهر فيها الجيل القادم. وأود أن أشير ان المركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد لديه تجارب سابقة لكيفية مكافحة الجراد والقضاء عليها تماماً عندما ظهر الجراد في محافظات الجوف ومارب وشبوة عام 1993م أيام الصيف بدعم من الدول المانحة حيث قدمت طائرتين خاصة لاستخدامها لرش المبيدات الزيتية لمكافحة أسراب الجراد وكانت نتائجها جيدة ومشرفة. المكافحة والخطورة وعن الأخطار التي من الممكن تشكلها الجراد. يقول المهندس فؤاد : الهدف من مراقبة الجراد ومكافحتها في أوقات مبكرة هو منع تكون أسراب .. لأن الأسراب اذا طارت بارتفاع كبير فمن الصعب نستطيع السيطرة عليها.. هذا جانب الجانب الآخر.. تستهلك كميات كبيرة من المواد الغذائية الخضراء كغذاء يومي لها مما أنها تهدد الغطاء النباتي والأراضي الزراعية والأشجار المعمرة في المناطق الزراعية التي تتكاثر فيها أسراب الجراد.. وخطورتها كبيرة علي بلادنا وعلى الدول المجاورة في حالة أن تتجه إليها بناءً على حركة الرياح واتجاهاتها. تعاون كبير هل هناك أوجه تعاون بين بلادنا والدول المجاورة لمكافحة أسراب الجراد؟ { بالتأكيد هناك تعاون كبير من خلال عدة أوجه.. فهناك هيئة اقليمية منتسبة اليها الدول المتضررة من الجراد والهيئة تشرف على منظمة الأغذية والزراعة والدول الأعضاء تدفع اشتراكات فيها وتستخدم الاشتراكات لأي دولة من الدول المتضررة كمساعدات. وبين بلادنا والمملكة العربية السعودية الشقيقة تعاون ثنائي من خلال الاتصال أو التعاون المباشر بين مركزي الجراد في البلدين وفي نفس الوقت التعاون من خلال الحكومتين التي يمثل كل حكومة مجلس وزاري مشترك يؤكد على التعاون في مجال أعمال مكافحة الجراد سواء كان في نقل المعلومات أم في أعمال المكافحة. دور منظمة الفاو هل هناك تعاون مشترك بين مكاتب وزارة الزراعة والمركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد.. وما مدى دعم المنظمة العالمية للزراعة. هذا طبيعي فهناك تعاون مشترك بين الموكز ووزارة الزراعة ومركز مكافجة الجراد جزء من وزارة الزراعة ولهذا توجه وزارة الزراعة مكاتبها في محافظات الجمهورية بالتعاون مع فرق المسح والمكافحة التي ترسل إلى مناطق المسح. أما بالنسبة لمستوى الدعم من المنظمة العالمية للزراعة فالدعم متواصل من منظمة الأغذية والزراعة الفاو بحكم ان هناك برنامجاً يهدف إلى تقوية قدرات مراكز ووحدات الجراد في الدول المطلة على البحر الأحمر.. وهذا البرنامج قام بكثير من الجهود في تدريب وتوفير الأدوات والمعدات والتكنولوجيا والأساليب الحديثة في أعمال المراقبة والمسح والمكافحة. إضافة إلى أن منظمة الأغذية والزراعة تلعب دوراً كبيراً آخر بين الدول المتضررة من الجراد والدول المانحة وتقوم هي بالتواصل مع نقل أوضاع الجراد في الحالات الطارئة في أي دولة فيما يخص توفير المساعدات الفنية نتيجة لما لديها من خبرات. جهود واستعدادات وعن مستوى التوصيات والقرارات التي حصلت في الآونة الأخيرة قال: بالنسبة لليمن قامت الحكومة ممثلة بمجلس الوزراء بتوفير الأموال اللازمة لأعمال المسح ومتابعة الحالات ميدانياً وتوفير الإمكانات المادية.. وما زالت اليمن في انتظار دعم الدول المانحة في مسألة المكافحة الجوية. وأود أن أنوه في هذا الشأن ان وزارة الزراعة أيضاً بذلت جهداً كبيراً في عملية الاستعدادات للبدء بالمكافحة. ونأمل من السلطات المحلية التعاون مع فرق المسح والمكافحة في مناطق تكاثر الجراد ونريد من المزارعين وشرائح المجتمع الأخرى أن يتفهموا أن فرق المسح الميداني هي لحمايتهم وحماية زراعتهم ولا يوجد أي خطر عليهم.. ونرجو أن يتبعواالارشادات والتعليمات اللازمة من فرق المكافحة. الوضع في مأرب والجوف { وفي محافظة مأرب التقينا الدكتور / عبدالقادر عساج رئيس الهيئة العامة لتطوير المناطق الشرقية «مأرب والجوف» والذي تحدث عن مخاطر وأضرار أسراب الجراد في هذه المنطقة حيث قال: حسب التقارير الأولية التي وصلتنا فإن الجراد دخل ثلاثة مناطق في مأرب هى «مدغل محرر رغوان» إضافة إلى النقعة السفلى بمديرية المدينة بمحافظة مأرب» فيما في الجوف أربعة مناطق هي ال «خلق الساعد الساق» ولكن نجد أن الجراد الصحراوي دخل هاتين المحافظتين مأرب والجوف لا يدعو إلى القلق أو الخوف لأنه جراد منفرد ومتشتت ويوجد بكميات قليلة جداً والجراد لا يعيش إلا في منطقة ذات رطوبة عالية والمناطق التي دخلها في محافظتي مأرب والجوف مناطق صحراوية وبالتالي فإنه لن يستطيع العيش أكثر.. ونحن دورنا في الهيئة هو تقصي الحقائق فقط ليس إلا ولكننا سوف نقدم كافة التسهيلات للمركز الوطني لمكافحة الجراد الصحراوي ونحن حالياً هدفنا هو استقرار الجراد في مكان معين بحيث يسهل مكافحته والقضاء عليه وهناك فرق من المركز الوطني لمكافحة الجراد الصحراوي سوف تنزل لاستكشاف الجراد الموجود في هاتين المحافظتين وبالتالي معرفة مدى خطورته من عدمها. نتائج التقارير الأولية { من جانبه تحدث المهندس/صادق عبدالحافظ مدير الشئون الزراعية بالهيئة العامة لتطوير المناطق الشرقية حول عملية الرصد الميدانية فيقول: التقارير الأولية التي وصلتنا تفيد أن هناك أسراباً متشتتة استهدف ثلاث مديريات بمحافظة مأرب إضافة إلى أربع مناطق في محافظة الجوف ولكن هذا الجراد عبارة عن جراد انفرادي انعزالي غير ناضج جنسياً.. ولكن ما أود قوله هو أن الجراد الذي بلغ عنه ليس ذو كثافة عددية تدعو إلى القلق إضافة إلى أن المنطقة التي يتواجد فيها لا يوجد فيها كثافة نباتية تعمل على تكاثره ولا أيضاً رطوبة أرضية تسمح بتكاثره ونحن بدورنا قد أبلغنا الجهات المعنية بذلك «المركز الوطني لمكافحة الجراد» حيث أبدوا استعدادهم لإنزال فرق الاستكشاف والمكافحة.