الذهب يسجل مستوى قياسيا ويقترب من حاجز 4,500 دولار للأونصة    البنك المركزي يوقف تراخيص عدد من شركات الصرافة المخالفة ويغلق مقراتها    اتلاف 20 طنا بضائع منتهية الصلاحية في البيضاء    سفراء بريطانيا فرنسا ألمانيا هولندا والاتحاد الأوروبي يؤكدون التزامهم بوحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه    فقيد الوطن و الساحه الفنية الشاعر سالم أحمد بامطرف    برنامج الأغذية العالمي يعلن استمرار تعليق أنشطته في مناطق سيطرة سلطات صنعاء    إصابة مواطن بنيران العدو السعودي في منبه بصعدة    وجعي عليك يا حاشد    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    تداعيات ما بعد أحداث حضرموت    نابولي بطلا للسوبر الإيطالي على حساب بولونيا    بين "سايكس بيكو" القديمة و"أجندة التقسيم" الجديدة: اليمن في عين العاصفة    رئيس مجلس الشورى يعزّي في وفاة القاضي محمد عبدالله عبدالمغني    مخيم طبي مجاني لإزالة المياه البيضاء وزراعة العدسات بالحديدة    رويترز: أميركا تنفذ جولات استطلاع فوق نيجيريا بعد تهديدات ترامب    محمد منصور: المال الخليجي يصنع الفوضى في اليمن والمنطقة    صلاح ومرموش يقودان منتخب مصر لإحباط مفاجأة زيمبابوي    الابتزاز الرخيص آخر وسائل الشرعية    حسابات مصطفى النعمان السياسية.. حين يُستدعى الحوثي كورقة ضغط على السعودية    تصريحات النعمان تفضح إفلاس الشرعية وسقوطا أخلاقيا يكشف رغبة بالتحالف مع الحوثي    فنان تشكيلي يتلقى إشعاراً بإخلاء مسكنه في صنعاء ويعرض لوحاته للبيع    أبين.. إصابة 3 جنود من الحزام الأمني جراء هجوم بطائرة مسيّرة    الخارجية الروسية: روسيا تؤكد تضامنها مع فنزويلا على خلفية التصعيد في البحر الكاريبي    الصحفي والناشط الحقوقي نشوان النظاري    تواصل منافسات بطولة الرماية المفتوحة للسيدات والناشئات    تلغراف البريطانية: الصراع في المناطق المحتلة قد يعزز نشاط التنظيمات الإجرامية    صنعاء : تخصيص 600 مليون ريال للمشاريع الصغيرة وعدم منح أي تصريح لأي مول    ندوة ثقافية في الحالي بالحديدة بذكرى جمعة رجب    رئيس انتقالي لحج "الحالمي" يعزّي في وفاة الشيخ حسين جابر بن شعيلة    ما الذي يعنيه تعليق صندوق النقد أنشطته في اليمن؟    هيئة المواصفات تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    رشيد تعز يفوز على تضامن شبوة في دوري الدرجة الثانية    تحذيرات طبية من خطورة تجمعات مياه المجاري في عدد من الأحياء بمدينة إب    خبير مصري: إخوان اليمن يلتقون المخابرات البريطانية    خطوة إيرانية لتشويه الجنوب واستهداف الانتقالي    مستشفى الجمهوري بصنعاء يدشن جراحة القلب المفتوح    الإصلاح بحجة ينعى الشيخ مبخوت السعيدي ويذكّر بمواقفه الوطنية وتصديه للمشروع الحوثي    فيفا: السعودية معقل كرة القدم الجديد    الأرصاد يتوقع أجواء شديدة البرودة وتشكّل الصقيع    الذهب يتجاوز 4400 دولار للأونصة والفضة عند مستوى تاريخي    اغتيال جنرال في الجيش الروسي في موسكو    المغرب يفتتح كأس إفريقيا 2025 بهدفين رائعين في شباك جزر القمر    خلال مراسم تشييع جثمان الصحفي الأميري.. المشيعون: الإعلام اليمني فقد أحد الأقلام الحرة التي حملت هموم الوطن    بهويته الإيمانية.. شعب الحكمة والإيمان ينتصر للقرآن    مرض الفشل الكلوي (33)    القائم بأعمال وزير الاقتصاد يلتقي ملاك وممثلي معامل الدباغة ومصانع الجلديات    الدوري الاسباني: برشلونة يهزم فياريال ويؤكد انفراده بالصدارة    تدشين البطولة المفتوحة للرماية للسيدات والناشئات بصنعاء    تقرير أممي: ثلث الأسر اليمنية تعيش حرمانًا غذائيًا حادًا    اللجنة الوطنية للمرأة بصنعاء تكرّم باحثات "سيرة الزهراء" وتُدين الإساءة الأمريكية للقرآن الكريم    الصحفي والقيادي الاعلامي الكبير الدكتور عبدالحفيظ النهاري    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    مهرجان ثقافي في الجزائر يبرز غنى الموسيقى الجنوبية    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل تنتهي أزمة الهجرة غير الشرعية قريباًَ؟
نشر في الجمهورية يوم 16 - 06 - 2007

لا أحد في واشنطن يبدو سعيداً وراضياً بالاتفاق الذي عرض على الكونغرس في منتصف شهر مايو2007 فيما يتعلق بإصلاح نظام الهجرة إلى الولايات المتحدة عموما والهجرة غير الشرعية على وجه الخصوص، فالديمقراطيون أعربوا عن كراهيتهم لتعبير الحلول الوسط وسياسة التسوية في حل الأزمات، والجمهوريون غاضبون ومنقسمون إزاء مشروع القانون الذي وافق مجلس الشيوخ على مناقشته معتبرين أن التسوية تحتوي بشكل أو بآخر على مبدأ العفو. والمهاجرون أنفسهم لا يرون في هذه التسوية حلاً شاملاً لمشكلاتهم، بل أعربوا عن خيبة أملهم في القيود الجديدة المفروضة على اجراءات شرعنة وجودهم ومستقبل أسرهم.
يقدر عدد المقيمين في الولايات المتحدة بصورة «غير شرعية» بحوالي 12 مليون شخص ، يرى البعض هناك بأن هجرتهم «جريمة فيدرالية» يعاقب عليها القانون ، ويؤيد البعض الآخر فكرة تسوية وضعهم القانوني باعتبارهم عمالة وجودها أمر مهم
غالبية الأمريكيين يريدون حلاً
الجدل حول مشروع القانون الذي من المفترض أن يصوت عليه مجلس الشيوخ في الثالث من يونيو في تصاعد منذ أن قدم المشروع للكونغرس ، فمعظم الأمريكيين طبقا لاستطلاع أجرته صحيفة نيويورك تايمز بالتعاون مع شبكة CBS الإخبارية في الفترة ما بين 13 و18 مايو 2007م يريدون تغيير قوانيين الهجرة بحيث تسمح للمهاجرين غير الشرعيين بالحصول على وضع قانوني ، كما يؤيدون برنامج " العامل الزائر" لكي يفي باحتياجات المجتمع الأمريكي لأيدي عاملة. لكن الاستطلاع أظهر في ذات الوقت أن غالبية الأمريكيين تنتابهم مشاعر مختلطة حول مدى النفع الذي عاد على الولايات المتحدة من جراء الموجات المتوالية في السنوات الأخيرة من المهاجرين غير الشرعيين. كما أن الشعب الأمريكي طبقا لنتائج الاستطلاع منقسم بشكل كبير حول مدى انفتاح الولايات المتحدة في قبولها لمزيد من المهاجرين في المستقبل. فنص الأمريكيين تقريبا مع قبول القواعد الجديدة للتسوية المعروضة على الكونغرس، خاصة في مسألة اختيار المهاجرين على أساس المهارات والتعليم وليس على أساس روابطهم الأسرية، حيث أيد 51% ممن استطلعت آراؤهم أن يتم منح الفرص للمهاجرين على أساس المهارات المطلوبة للعمل ومستوى التعليم.
كما أظهرت نتائج الاستطلاع أن ثلثي الأمريكيين يؤيدون منح المهاجرين غير الشرعيين ممن لديهم سمعة وظيفية وأمنية حسنة الوضع القانوني ومنحهم تأشيرة صالحة للعمل والإقامة لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد. وذلك في تعليقهم على الفكرة الرئيسية في التسوية المعروضة على الكونغرس والتي تحظى بتأييد البيت الأبيض وقيادات من الحزبين، التي تنص على قيام كل من هو مقيم في الولايات المتحدة بصورة غير شرعية (يقدر عددهم ب 12 مليوناً) قبل يناير الماضي على التقدم لسلطات الهجرة للحصول على تأشيرة إقامة شرعية وذلك بدفع غرامة مالية قدرها 5 الآلف دولار.
ليس كل الجمهوريين غاضبين
على الرغم من رفض الكثير من المشرعين الجمهوريين مشروع القانون أو التسوية الجديدة لملف الهجرة، واصفين مشروع القانون بالعفو الذي يكافئ من انتهكوا وخالفوا القوانين الأمريكية، نتائج الاستطلاع تظهر أن الفارق ليس شاسعاً بين أراء الأمريكيين بناء على انتمائهم الحزبي في هذه القضية، ف 66 % من الجمهوريين يؤيدون مشروع القانون، في الوقت الذي يؤيد فيه 72% من الديمقراطيين المشروع.
معظم من تم استطلاع أرائهم لا يجدون لديهم مانعاً في أن يصبح المهاجر غير الشرعي قادرا في المستقبل على الحصول على الجنسية الأمريكية، لكن 59% منهم اعتبروا أن ذلك لا يجب أن يحدث قبل حصول المهاجر الشرعي على الجنسية. وطبقا للتسوية الجديدة المعروضة على الكونغرس فإن على المهاجر غير الشرعي الانتظار لثمان سنوات قبل أن يحصل على حق الإقامة الدائمة ، كما أن لا يستطيع الحصول على الجنسية الأمريكية قبل مرور 13 سنة من بداية اجراءات من إضفاء وضع قانوني على إقامته في الولايات المتحدة.
بعض الديمقراطيين غاضبون
أظهرت نتائج الاستطلاع السالف ذكره أن غالبية الأمريكيين يؤيدون برنامج "العامل الزائر" ونصف من يؤيدون هذا البرنامج قالوا إنه ينبغي أن يكون من حق العامل الذي يأتي إلى الولايات المتحدة للعمل طبقا لبرنامج العامل الزائر للحصول على الإقامة الدائمة وإمكانية الحصول على الجنسية مستقبلا. لكن مشروع القانون الذي يناقشه الكونغرس لا يشتمل على هذا الحق أو احتمال حدوثه، الأمر الذي أغضب بعض أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين عند بدء مناقشة مشروع القانون قائلين إن الواقع سيؤدي إلى سهولة استغلال العمالة محدودة المهارة. وكان مجلس الشيوخ قد صوت يوم الأربعاء 23 مايو 2007 في هذا السياق لصالح تخفيض عدد العمال الزائرين من 400 ألف عامل طبقا للتسوية إلى 200 ألف.
لقد دعا مشروع القانون الذي يزيد عدد صفحاته على ال 300 صفحة، إلى تعزيز الاجراءات الأمنية على النقاط الحدودية وفرض عقوبة قانونية على من يسمح بتشغيل عمالة غير شرعية. وقد أضهرت نتائج الاستطلاع أن 75% من الأمريكيين يؤيدون فرض المزيد من الاجراءات الصارمة في هذا السياق، كما ذكر 82% ممن استطلعت آراؤهم أنه يجب على الحكومة الفيدرالية القيام بالمزيد من اجراءات حماية الحدود. لكن 15% فقط من اعتقدوا في أن إقامة أسوار وحواجز على الحدود هي الوسيلة الرئيسة لتخفيض عدد المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة.
حقائق وأرقام حول الهجرة غير الشرعية في أمريكا
يقدر عدد المقيمين في الولايات المتحدة بصورة غير شرعية بحوالي 12 مليون شخص معظمهم من المكسيك وأمريكا اللاتينية، حيث تبلغ نسبة المكسيكيين 56% منهم ، بينما تصل نسبة المهاجرين غير الشرعيين من أمريكا اللاتينية إلى 22%. تصل نسبة المهاجرين غير الشرعيين ذوي الأصول الأسيوية 13%، بينما يمثل المهاجرون غير الشرعيين من أوربا وكندا نسبة 6% ، وأخيرا 3% هي نسبة المهاجرين غير الشرعيين من أفريقيا ومناطق أخرى.
تضاعفت أعداد المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة في السنوات العشر الأخيرة بصورة كبيرة، ففي عام 1980 كان عددهم يقدر ب 3 ملايين فرد. وفي عام 1982 زاد عددهم بمقدار 300 ألف فرد. وبلغ عددهم في نهاية عام 1986 أربعة ملايين. ولكن تناقصت أعداد المهاجرين غير الشرعيين في بداية التسعينيات لتصل إلى 3 ملايين فرد. ولكن هذا العدد كاد أن يتضاعف في عام 1996 عندما وصل عددهم إلى 5 ملايين مهاجر. وقفز هذا العدد إلى 8 ملايين و400 ألف مهاجر بحلول عام 2000. ومن ثم ارتفع هذا العدد في عام 2005 ليصل إلى 11 مليونا و100 ألف مهاجر مقيم بصورة غير شرعية.
في عام 1996 قدم الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون تشريعا عرف ب "عفو كلينتون" تم بمقتضاه منح ملايين المهاجرين غير الشرعيين عفواً شاملاً، وتصحيح أوضاعهم القانونية. لكن بسبب تضاعف أعداد المهاجرين غير الشرعيين في السنوات العشر الأخيرة، بالإضافة إلى وجود إدارة جمهورية محافظة، اتخذت الإدارة الأمريكية في السنوات الأخيرة اجراءات قانونية وأمنية صارمة حين أجاز مجلس النواب في ديسمبر 2006 قانوناً يقضي بجعل التواجد داخل الولايات المتحدة بشكل غير شرعي جريمة فيدرالية يعاقب عليها القانون.
على الرغم من أن نسبة المهاجرين غير الشرعيين لا تزيد عن نسبة 4.9% من أجمالي الأيدي العاملة في الولايات المتحدة، فإنهم يمثلون نسبة كبيرة من الأيدي العاملة في قطاعات ومجالات معينة. ففي قطاع الزراعة يمثل المهاجرون غير الشرعيين نسبة 24% من إجمالي عدد المزارعين في أمريكا. وفي مجال النظافة ، يشغل المهاجرون غير الشرعيين نسبة 17% من نسبة العاملين في هذا المجال. وفي قطاع البناء والتشييد يمثل المهاجرون غير الشرعيين نسبة 14% من العاملين في هذا المجال.
توجد النسبة الأكبر من المهاجرين غير الشرعيين في ولايتي كاليفورنيا وتكساس حيث تزيد أعدادهم في كل منهما عن المليون فرد، بينما توجد أعداد تتراوح مابين 250 ألفاً إلى المليون في ولايات نيويورك وأريزونا وفلوريدا وجورجيا ونورث كارولينا والينوى. وتوجد أعداد تتراوح ما بين 100 ألف و250 ألف في ولايات بنسلفانيا وواشنطن وأورغن وميشيغان وفرجينيا وأوهايو.يقدر عدد المقيمين في الولايات المتحدة بصورة «غير شرعية» بحوالي 12 مليون شخص ، يرى البعض هناك بأن هجرتهم «جريمة فيدرالية» يعاقب عليها القانون ، ويؤيد البعض الآخر فكرة تسوية وضعهم القانوني باعتبارهم عمالة وجودها أمر مهم
غالبية الأمريكيين يريدون حلاً
الجدل حول مشروع القانون الذي من المفترض أن يصوت عليه مجلس الشيوخ في الثالث من يونيو في تصاعد منذ أن قدم المشروع للكونغرس ، فمعظم الأمريكيين طبقا لاستطلاع أجرته صحيفة نيويورك تايمز بالتعاون مع شبكة CBS الإخبارية في الفترة ما بين 13 و18 مايو 2007م يريدون تغيير قوانيين الهجرة بحيث تسمح للمهاجرين غير الشرعيين بالحصول على وضع قانوني ، كما يؤيدون برنامج " العامل الزائر" لكي يفي باحتياجات المجتمع الأمريكي لأيدي عاملة. لكن الاستطلاع أظهر في ذات الوقت أن غالبية الأمريكيين تنتابهم مشاعر مختلطة حول مدى النفع الذي عاد على الولايات المتحدة من جراء الموجات المتوالية في السنوات الأخيرة من المهاجرين غير الشرعيين. كما أن الشعب الأمريكي طبقا لنتائج الاستطلاع منقسم بشكل كبير حول مدى انفتاح الولايات المتحدة في قبولها لمزيد من المهاجرين في المستقبل. فنص الأمريكيين تقريبا مع قبول القواعد الجديدة للتسوية المعروضة على الكونغرس، خاصة في مسألة اختيار المهاجرين على أساس المهارات والتعليم وليس على أساس روابطهم الأسرية، حيث أيد 51% ممن استطلعت آراؤهم أن يتم منح الفرص للمهاجرين على أساس المهارات المطلوبة للعمل ومستوى التعليم.
كما أظهرت نتائج الاستطلاع أن ثلثي الأمريكيين يؤيدون منح المهاجرين غير الشرعيين ممن لديهم سمعة وظيفية وأمنية حسنة الوضع القانوني ومنحهم تأشيرة صالحة للعمل والإقامة لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد. وذلك في تعليقهم على الفكرة الرئيسية في التسوية المعروضة على الكونغرس والتي تحظى بتأييد البيت الأبيض وقيادات من الحزبين، التي تنص على قيام كل من هو مقيم في الولايات المتحدة بصورة غير شرعية (يقدر عددهم ب 12 مليوناً) قبل يناير الماضي على التقدم لسلطات الهجرة للحصول على تأشيرة إقامة شرعية وذلك بدفع غرامة مالية قدرها 5 الآلف دولار.
ليس كل الجمهوريين غاضبين
على الرغم من رفض الكثير من المشرعين الجمهوريين مشروع القانون أو التسوية الجديدة لملف الهجرة، واصفين مشروع القانون بالعفو الذي يكافئ من انتهكوا وخالفوا القوانين الأمريكية، نتائج الاستطلاع تظهر أن الفارق ليس شاسعاً بين أراء الأمريكيين بناء على انتمائهم الحزبي في هذه القضية، ف 66 % من الجمهوريين يؤيدون مشروع القانون، في الوقت الذي يؤيد فيه 72% من الديمقراطيين المشروع.
معظم من تم استطلاع أرائهم لا يجدون لديهم مانعاً في أن يصبح المهاجر غير الشرعي قادرا في المستقبل على الحصول على الجنسية الأمريكية، لكن 59% منهم اعتبروا أن ذلك لا يجب أن يحدث قبل حصول المهاجر الشرعي على الجنسية. وطبقا للتسوية الجديدة المعروضة على الكونغرس فإن على المهاجر غير الشرعي الانتظار لثمان سنوات قبل أن يحصل على حق الإقامة الدائمة ، كما أن لا يستطيع الحصول على الجنسية الأمريكية قبل مرور 13 سنة من بداية اجراءات من إضفاء وضع قانوني على إقامته في الولايات المتحدة.
بعض الديمقراطيين غاضبون
أظهرت نتائج الاستطلاع السالف ذكره أن غالبية الأمريكيين يؤيدون برنامج "العامل الزائر" ونصف من يؤيدون هذا البرنامج قالوا إنه ينبغي أن يكون من حق العامل الذي يأتي إلى الولايات المتحدة للعمل طبقا لبرنامج العامل الزائر للحصول على الإقامة الدائمة وإمكانية الحصول على الجنسية مستقبلا. لكن مشروع القانون الذي يناقشه الكونغرس لا يشتمل على هذا الحق أو احتمال حدوثه، الأمر الذي أغضب بعض أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين عند بدء مناقشة مشروع القانون قائلين إن الواقع سيؤدي إلى سهولة استغلال العمالة محدودة المهارة. وكان مجلس الشيوخ قد صوت يوم الأربعاء 23 مايو 2007 في هذا السياق لصالح تخفيض عدد العمال الزائرين من 400 ألف عامل طبقا للتسوية إلى 200 ألف.
لقد دعا مشروع القانون الذي يزيد عدد صفحاته على ال 300 صفحة، إلى تعزيز الاجراءات الأمنية على النقاط الحدودية وفرض عقوبة قانونية على من يسمح بتشغيل عمالة غير شرعية. وقد أضهرت نتائج الاستطلاع أن 75% من الأمريكيين يؤيدون فرض المزيد من الاجراءات الصارمة في هذا السياق، كما ذكر 82% ممن استطلعت آراؤهم أنه يجب على الحكومة الفيدرالية القيام بالمزيد من اجراءات حماية الحدود. لكن 15% فقط من اعتقدوا في أن إقامة أسوار وحواجز على الحدود هي الوسيلة الرئيسة لتخفيض عدد المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة.
حقائق وأرقام حول الهجرة غير الشرعية في أمريكا
يقدر عدد المقيمين في الولايات المتحدة بصورة غير شرعية بحوالي 12 مليون شخص معظمهم من المكسيك وأمريكا اللاتينية، حيث تبلغ نسبة المكسيكيين 56% منهم ، بينما تصل نسبة المهاجرين غير الشرعيين من أمريكا اللاتينية إلى 22%. تصل نسبة المهاجرين غير الشرعيين ذوي الأصول الأسيوية 13%، بينما يمثل المهاجرون غير الشرعيين من أوربا وكندا نسبة 6% ، وأخيرا 3% هي نسبة المهاجرين غير الشرعيين من أفريقيا ومناطق أخرى.
تضاعفت أعداد المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة في السنوات العشر الأخيرة بصورة كبيرة، ففي عام 1980 كان عددهم يقدر ب 3 ملايين فرد. وفي عام 1982 زاد عددهم بمقدار 300 ألف فرد. وبلغ عددهم في نهاية عام 1986 أربعة ملايين. ولكن تناقصت أعداد المهاجرين غير الشرعيين في بداية التسعينيات لتصل إلى 3 ملايين فرد. ولكن هذا العدد كاد أن يتضاعف في عام 1996 عندما وصل عددهم إلى 5 ملايين مهاجر. وقفز هذا العدد إلى 8 ملايين و400 ألف مهاجر بحلول عام 2000. ومن ثم ارتفع هذا العدد في عام 2005 ليصل إلى 11 مليونا و100 ألف مهاجر مقيم بصورة غير شرعية.
في عام 1996 قدم الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون تشريعا عرف ب "عفو كلينتون" تم بمقتضاه منح ملايين المهاجرين غير الشرعيين عفواً شاملاً، وتصحيح أوضاعهم القانونية. لكن بسبب تضاعف أعداد المهاجرين غير الشرعيين في السنوات العشر الأخيرة، بالإضافة إلى وجود إدارة جمهورية محافظة، اتخذت الإدارة الأمريكية في السنوات الأخيرة اجراءات قانونية وأمنية صارمة حين أجاز مجلس النواب في ديسمبر 2006 قانوناً يقضي بجعل التواجد داخل الولايات المتحدة بشكل غير شرعي جريمة فيدرالية يعاقب عليها القانون.
على الرغم من أن نسبة المهاجرين غير الشرعيين لا تزيد عن نسبة 4.9% من أجمالي الأيدي العاملة في الولايات المتحدة، فإنهم يمثلون نسبة كبيرة من الأيدي العاملة في قطاعات ومجالات معينة. ففي قطاع الزراعة يمثل المهاجرون غير الشرعيين نسبة 24% من إجمالي عدد المزارعين في أمريكا. وفي مجال النظافة ، يشغل المهاجرون غير الشرعيين نسبة 17% من نسبة العاملين في هذا المجال. وفي قطاع البناء والتشييد يمثل المهاجرون غير الشرعيين نسبة 14% من العاملين في هذا المجال.
توجد النسبة الأكبر من المهاجرين غير الشرعيين في ولايتي كاليفورنيا وتكساس حيث تزيد أعدادهم في كل منهما عن المليون فرد، بينما توجد أعداد تتراوح مابين 250 ألفاً إلى المليون في ولايات نيويورك وأريزونا وفلوريدا وجورجيا ونورث كارولينا والينوى. وتوجد أعداد تتراوح ما بين 100 ألف و250 ألف في ولايات بنسلفانيا وواشنطن وأورغن وميشيغان وفرجينيا وأوهايو.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.