تمثل المراكز الصيفية أهمية كبيرة في تنمية المعارف والقدرات الإبداعية للطلبة لاسيما وأنها تأتي في فترة فصل الصيف مع العطلة الصيفية في فراغ طويل يعجزون عن استغلاله الاستغلال الأمثل فالبعض من هؤلاء الطلاب يقضون أوقات فراغهم في الشوارع والحارات وفي أماكن غير ملائمة فيتسببون بإلحاق الأذى والازعاج للآخرين بالإضافة إلى أن تواجدهم المستمر في مثل هذه الأماكن يكسبهم العديد من السلوكيات الخاطئة والسلبية ..ولهذا: إن إقامة المخيمات الصيفية على مستوى كافة المديريات بعموم محافظات الجمهورية أضحت مطلباً أساسياً لايقل أهمية عن التعليم في الفصل الدراسي لاسيما وأن الطلاب من خلال هذه المخيمات يكتسبون العديد من السلوكيات في الاخلاق واكسابهم معارف جديدة بالإضافة إلى إبراز قدراتهم الإبداعية والفنية ومن خلال هذا الاستطلاع الآتي : اكتشاف المواهب الطالب محمد عدنان في الصف الثاني الثانوي يأمل أن يكون هناك مخيم صيفي لهذا العام ويقول: إنه على استعداد كامل للمشاركة فيه وقد استطاع خلال الفترة القصيرة الماضية من الاجازة الدراسية أن يحضر لهذا المخيم الذي يتوقع أن تقيمه المديرية »المشاركة بالعديد من الرسومات والفنون التشكيلية«. ويضيف: لقد اشتركت في المخيم الصيفي للعام الماضي وكان في الحقيقة شيء ممتع واستفدنا من خلال هذا المخيم أشياء كثيرة منها موهبتي الفنية..ويمكن أن أكون فناناً تشكيلياً في المستقبل ، ولم أكن أتوقع بأن اعمالي ستلاقي اعجاب زملائي الطلاب وابائي المدرسين وهذا في الحقيقة جعلني أنتظر اقامة المخيم الصيفي لهذا العام بفارغ الصبر ولدي العديد من الأعمال التي سوف اشترك بها في المخيم. المخيمات الصيفية.. تنمية للقدرات الطالبة/ ليلى هزاع هي الأخرى أصبحت اليوم تجيد الكثير من أعمال المشغولات اليدوية التي اكتسبتها من خلال فعالية المخيم الصيفي للعام الماضي ، وتقول في هذا الجانب: كنت إحدى المشتركات في المخيم الذي استمر لأكثر من شهر وقد استطعنا تعلم الكثير من الحرف والمشغولات اليدوية كالنقش والتطريز والخياطة وأتمنى هذا العام أن يكون هناك تدريب على استخدام جهاز الكمبيوتر باعتباره أصبح من الاشياء الضرورية في الوقت الراهن كون ذلك سيمكننا من توسيع مداركنا المعرفية والحصول على المعلومات من خلال شبكة الانترنت كما نأمل أن تكون هناك زيارات ميدانية ترفيهية للمواقع السياحية والتاريخية بحسب ما اعتدنا عليه في المخيمات السابقة. استغلال أوقات الفراغ الأخ /وهيب عبدالله مربوش ولي أمر أشار إلى أهمية المخيمات الصيفية حيث قال : إقامة المخيمات الصيفية وما تتضمنه من أشطة بعيداً عن رقابة العملية التعليمية خلال الإجازة الصيفية تعطي الطالب روحاً معرفية جديدة يمارس فيها هواياته بطلاقة وحرية تامة بعيدة عن التزامات الواجب المدرسي وحفظ النصوص وأشياء أخرى تفرض عليه أثناء العملية الدراسية. كلنا نحرص في كل عام في أن ندفع بأبنائنا إلى المخيمات والمراكز الصيفية التي يتم تنظيمها عقب الاجازة الصيفية لسببين: الأول: بهدف الاستفادة من البرامج التي تعطى لهم من المخيمات سواء الثقافية أم الفنية أم الرياضية والتي لها أهمية كبيرة في التأثير على سلوك الطالب في تعامله مع اسرته وزملائه ومجتمعه. الثاني: إن بقاء الطالب في المنزل أو في الشارع خلال فترة الاجازة الصيفية يقلقنا كآباء.. وبقاؤه في الشارع مع زملاءه الآخرين يتطلب متابعة مستمرة والشارع لايمكن أن يعلم الابناء أي سلوك سوى تلك السلوكيات التي لانستطيع السيطرة عليه لذلك أتمنى من الدولة أن تدعم اقامة المخيمات الصيفية وأن تعد لها برامج هادفة تنمي معارف وسلوكيات الطلاب وقدراتهم الإبداعية حتى يكونوا عناصر فاعله وقادرة أن تتحمل المسئولية في المستقبل. صقل المواهب أما الأخ تكار صائل أحمد باحث اجتماعي يقول في هذا الجانب: اقامة المراكز الصيفية للطلاب خلال الاجازة الصيفية مهم جداً لاسيما وأنها تسهم في تنمية مواهب وقدرات الطلاب الفنية والإبداعية وصقل كل ماهو مفيد لهم كما أن الأنشطة الصيفية ستعمل على ردم ساحة كبيرة من الفراغ الذي يقضيه الشباب في العطلة الصيفية فمثل هذه الأنشطة يجب أن تستمر وبشكل أوسع على أن تلبي رغبات الطلاب في الاستفادة من هذه الإجازة فبعض الطلاب يريدون تقوية أنفسهم في مواد دراسية وفنية أو في تعلم الكمبيوتر وغيرها.. لذلك نتمنى من هذه المخيمات أن تضع في برامجها مثل هذه المجالات التي يستفيد منها الطلاب. تنمية معارف وقدرات الطلبة من جانبه يتحدث الأستاذ/ وديع عبده حسن تربوي : إن استغلال الاجازة الصيفية في تنمية معارف وقدرات الطلاب يعد من الاشياء المهمة التي تساعد في رفع مستوى الادراك بالنسبة للطلاب لذلك ينبغي أن تكون البرامج المعدة من خلال المخيمات الصيفية برامج هادفة تلبي طموحاتهم وتعزز قدراتهم المعرفية الإبداعية حتى إذا جاء العام الدراسي القادم يكون هؤلاء الطلبة على استعداد كبير لاستقبال العام الدراسي الجديد بشغف كبير. مشاركة وتحضيرات مبكرة وعن الاستعدادات الجارية لاقامة المخيمات الصيفية تحدث الأخ/ أبوبكر سالم مدير عام الأنشطة بمكتب التربية والتعليم بمحافظة عدن حيث قال: يمثل النشاط الصيفي بالنسبة لنا تقليداً راسخاً للعمل التربوي .. حيث قال : نولي اهتماماً كبيراً جداً لقضايا التحضيرات والاستعدادات للنشاط الصيفي من وقت مبكر وذلك وفقاً لتوجيهات الأخ أحمد محمد الكحلاني محافظ المحافظة الذي وجه بضرورة أن يكون هناك استعداد مبكر للنشاط الصيفي وتم اجراء العديد من اللقاءات مع مديري التربية في المديريات ورؤساء اقسام الأنشطة والمعنيين في الجهات ذات العلاقة من المؤسسات للمشاركة باعتبار أن العمل المشترك عامل مهم جداً في انجاح النشاط الصيفي وقد تم التنسيق في هذا الجانب مع مكتب الشباب والرياضة والشئون الاجتماعية وانطلقت عملية التحضير منذ شهر يناير. استكمال الترتيبات كما بدأت المديريات عملية تحضير من خلال اجراء اللقاءات مع مديري المدارس ووكلاء الأنشطة وتم التأكيد على أهمية التحضير الجيد للنشاط الصيفي وتسجيل المشاركين ، للمشاركة بعد اشعار أولياء أمورهم وحتى الآن تقريباً استكملنا كافة الترتيبات من الناحية التنظيمية والفنية ، والمستقبلية في تحديد المدارس التي ستستظيف النشاط الصيفي. حيث ستنظم هذا العام في محافظة عدن 16 مركزاً صيفياً منها ثمانية مراكز للطالبات وثمانية مراكز للطلاب إلى جانب ثلاثة مخيمات لذوي الاحتياجات الخاصة. كما أن اهتمام قيادة المحافظة أعطى حافزاً كبيراً جداً في رفع المستويات وتعزيز الاهتمام بقضايا التحضير للنشاط الصيفي . العاشر من يوليو. وعن بدء تدشين نشاط المخيم الصيفي أشار مدير عام الأنشطة بالقول: بعد استكمال الامتحانات النهائية مباشرة حيث سيتم تدشين النشاط الصيفي وتحديداً في العاشر من يوليو ، وسيتضمن النشاط الصيفي الاتجاهات المنزلة من قبل وزارتي الشباب والرياضة والتربية والتعليم والتي تحدد طبيعة النشاط العام داخل المخيمات ، وحقيقة إن تجربة العام الماضي أكدت أن المراكز الصيفية كانت ناجحة جداً ، وكان هناك اقبال كبير جداً وأكثر من القدر المقرر مشاركتهم خاصة في مراكز الطالبات فبعض مخيمات الطالبات تتسع لعدد 300 طالبة فيما الاقبال يصل إلى 650 طالبة الأمر الذي يستدعي بالضرورة مشاركة كل مؤسسات الدولة في رعاية ودعم ومؤازرة النشاط الصيفي. إبراز لإبداعات الطلاب فيما يقول الأخ/ محمد أحمد موسى العبادي مدير إدارة الأنشطة بجامعة عدن في هذا الجانب : المخيمات الصيفية أصبحت تمثل أهمية كبيرة جداً في استغلال الإجازة الصيفية للطلاب بما تتضمنه من برامج ثقافية واجتماعية ورياضية وفنية ، تساهم في تعزيز القدرات الإبداعية للشباب وإبراز مواهبهم في مختلف المجالات وقد حرصت جامعة عدن على تنمية هذه المجالات ليس في الإجازة الصيفية فحسب بل خلال العام الجامعي أثناء سير العملية الدراسية من خلال اقامة العديد من الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية واقامة العديد من المسابقات في مجال القصة القصيرة والنص المسرحي والفنون التشكيلية سواء في إطار الجامعة على مستوى الكليات أم المشاركة في المسابقات التي تستضيفها العديد من الجامعات الشقيقة بالجمهورية وقد حصلت جامعة عدن على المراكز الأولى سواء في بطولات تنس الطاولة أم الشطرنج أم كرة القدم التي اقيمت على مستوى الجامعات اليمنية. بالإضافة إلى أن جامعة عدن ومنذ أكثر من عشرين عاماً تنظم اسبوع الطالب الجامعي الذي يعد تقليداً سنوياً يتميز بإقامة الجامعة ويتم من خلاله اقامة كافة الأنشطة والمسابقات في مختلف المجالات. مخيمات لذوي الاحتياجات الدكتور/ عبدالله النهاري مدير عام مكتب التربية والتعليم بعدن اشار إلى أن تربية الشباب ينبغي أن توجه لها كافة الجهود والعناية الكاملة فالاهتمام بالشباب يعني الاهتمام بالمستقبل وهذا ماحرصت عليه القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ/ علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - الذي يولي قطاع الشباب اهتماماً كبيراً كونه يدرك اهمية اقامة المراكز الصيفية للشباب لتعزيز قدراتهم الإبداعية والرياضية والأدبية. وأضاف الدكتور/النهاري بالقول: لقد حرصنا في محافظة عدن على تنفيذ تلك التوجيهات من خلال التحضيرات إقامة 16 مخيماً للطلاب والطالبات في كافة مديريات المحافظة بالإضافة إلى ثلاثة مخيمات لذوي الاحتياجات الخاصة ، حيث ستتضمن هذه المخيمات برامج ثقافية ورياضية ومهنية تحت اشراف مجموعة من التربويين الاكفاء الذين يتمتعون بخبرات متميزة في مجال الأنشطة الرياضية والثقافية والتربوية المختلفة ولاشك أن ذلك سيعمل على تنمية القدرات المختلفة لأبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات. كما ادعو أولياء الأمور إلى المساهمة في تشجيع ابنائهم والدفع بهم إلى مثل هذه المخيمات واستغلال الإجازة الصيفية بما يفيد ابناءهم ، ويحسن من مستوياتهم العلمية والمعرفية. التوعية بالمعارف السلوكية الأخ/ فؤاد البريهي مدير عام مكتب الأوقاف والارشاد بمحافظة عدن أشار إلى أن الاستعدادات الجارية لاقامة المراكز الصيفية تتمثل في اعطاء التصاريح الخاصة باقامة مراكز تحفيظ القرآن الكريم ، بحيث يتم الاشراف على تلك المراكز من قبل مكتب الأوقاف باسلوب دقيق وتزويدها بالمناهج المناسبة التي تتركز على الجوانب التربوية والسلوكية لاسيما وأن المناهج والمقررات الدراسية تفتقر إلى مواضيع التربية السلوكية التي يتعلم من خلالها الطالب الكثير من الآداب الاجتماعية بما فيها تعامله مع نفسه أولاً في مأكله ومشربة وممارسته لسلوكيات اخلاقية مع اسرته ومجتمعه بشكل عام. كما أن اهمية إقامة هذه الأنشطة خلال الإجازة الصيفية يهدف بدرجة اساسية إلى استغلال أوقات الفراغ بالنسبة لابنائنا الطلاب ، ويساعدهم على فهم أمور دينهم ودنياهم وتزويدهم بالمعارف السلوكية والدينية واتاحة الفرصة أمامهم لابراز قدراتهم الإبداعية وتوعيتهم بالجوانب الدينية والارشادية خاصة في مجال القرآن الكريم والآداب العامة.
