مطالبات حوثية لقبيلة سنحان بإعلان النكف على قبائل الجوف    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    بمشاركة 110 دول.. أبو ظبي تحتضن غداً النسخة 37 لبطولة العالم للجودو    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    4 إنذارات حمراء في السعودية بسبب الطقس وإعلان للأرصاد والدفاع المدني    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    الرقابة الحزبية العليا تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    صعقة كهربائية تنهي حياة عامل وسط اليمن.. ووساطات تفضي للتنازل عن قضيته    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    الاحتلال يواصل توغله برفح وجباليا والمقاومة تكبده خسائر فادحة    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    انهيار جنوني للريال اليمني وارتفاع خيالي لأسعار الدولار والريال السعودي وعمولة الحوالات من عدن إلى صنعاء    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خورة.. حاضرة شبوة ولؤلؤة أوسان القديمة

خورة .. جنة شبوة ، ودرة اليمن السعيد على أحضانها تنتصب أعناق النخيل المثمرة بالبلح ، وفي افيائها تبتسم الخضرة ، وتتراقص الأزهار والطيور ، وعلى صدرها المذهب تجري شرايين المياه الدافقة من مرتفعات محافظة البيضاء السامقة ، ورغم مشقة الوصول إليها بسبب وعورة الطريق التي تبعد المسافة بينها وبين مدينة عتق حوالي أربع ساعات إلا أن الإنسان المشتاق لزيارة هذا المكان الملائكي يتحمل كل شيء .. المطبات الإرهاق والتعب لأن كل ذلك سيذوب مع أول إطلالة على هذه المدينة الساحرة المفتقرة لكثير من الخدمات الضرورية التي سيوضحها الاستطلاع الآتي :
حاضرة شبوة ولؤلؤة «أوسان» القديم
استطلاع/ نبيل اليوسفي
عكس التوقع
في البداية كنتُ أتوقع أن هذه المدينة المترامية الأطراف مديرية من المديريات العملاقة التي تمثل وجه محافظة شبوة وسألتٌ مرافقي رحلتي الدكتوين عارف عبدالرحمن بانافع وسالم مبارك العنبري ، مستفسراً عن ذلك فردا عليّ بحزنٍ واستياء أن خورة منطقة منسية من كل شيء وانها تابعة لمديرية مرخة السفلى رغم أن منطقة مرخة لاتكاد أن ترتقي إلى قرية ، وهذا ما لمسته اثناء زيارتي السابقة لهذه المديرية ، إذ إن البون شاسع مابين مرخة السفلى وخورة من شتى الجوانب.. العمران.. الأسواق.. الحركة الدائبة وازدحام البشر.. الدكاكين ومحطات البنزين والجمعيات وغيرها.. كل هذه الأشياء متوفرة في خورة ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا بقوة هو :
لماذا لايكون اسم المديرية خورة وليس مرخة السفلى ؟.... لست أدري .
ولادة جمعية
وسط السوق كان الزحام على أشده ، وكتل من اللحم ومن البنادق تتزاحم ، فاعتقدتُ أحد أمرين : إما أن هناك طقساً يؤدونه ، أو أن حدثاً ثأرياً ما قد حصل ، فتقدمت بتوجس لأتبين الأمر ، وطمأنني الدكتور سالم أن هذه المدينة الرائعة لامكان للثأر فيها ، وإن كان الأغلب يحملون بنادقهم على أكتافهم فهذه عادة تأصلت منذ عهد الآباء والأجداد ثم أوضح لي أن هذا اليوم هو يوم افتتاح جمعية خورة الخيرية ، وأن هذا التزاحم المتوالد إنما هو للانضمام إليها فتركتُ بقية حديثه وانصرفتُ مستعجلاً بخطواتٍ قوية تشق الزحام ، حتى وصلت إلى رئيس الجمعية الأخ صالح أحمد الحريشي الذي أجاب على كل علامات الاستفهام قائلاً :
لقد فكر المواطنون منذ زمن بانشاء هذه الجمعية طبعاً أبناء المنطقة منذ زمن بعيد وشدد المغتربون هذه الفكرة مطالبين بسرعة تنفيذها على أرض الواقع ، وأكدوا أنهم مستعدون أن يدعموها بكل مابوسعهم والحمد لله ها نحن اليوم قد افتتحناها والفرحة تغمر الجميع.
اهداف انسانية
واضاف في سياق حديثه إن من أهداف الجمعية مساعدة الفقراء والمحتاجين ، والمصابين بالأمراض المستعصية التي تكلف احياناً الابتعاث إلى الخارج للعلاج ، بالإضافة إلى دعم الطلبة المتفوقين في المدارس والجامعات خصوصاً أولئك الذين بحاجة إلى مد يد العون ، ولو كلف الأمر إلى ابتعاثهم للدراسة في الخارج ، وكذلك توفير السكن للطلاب الدارسين داخل البلاد ، وقاطعته ، مستفهماً.
هل تنحصر هذه الخدمات على ابناء اعضاء الجمعية فقط ؟.. فرد عليّ مستعجلاً:
لا لكل ابناء المنطقة ، أما الأعضاء فإن مساعدتهم ودعمهم الذي قدموه ليس إلا لله وفي الله بدون مقابل ، والحمد لله فالجميع متكاتفون للرقي بهذه الجمعية ، ومن ضمن المهام التي ستقوم بها دعم الأندية الرياضية..
إقبال غير متوقع
وتحدث الأخ صالح عن الإقبال قائلاً :
رغم أن الجمعية لم يمر سوى يومين على انشائها إلا أنه قد بلغ عدد أعضائها إلى الآن حوالي مئتي شخص ، وأنا متأكد من أن هذا الإقبال سيتجاوز الألف والألفين وأكثر مع مرور الأيام القادمة لأن اهدافها واضحة ومصداقيتها حقيقية وسوف يستفيد منها الجميع على حدٍ سواء ، مع العلم أن شروطها ميسرة ،حيث إن من شروطها أن يدفع المواطن والموظف مائتي ريال في الشهر أما المغتربين فيدفعون مبلغ خمسمائة ريال شهرياً وإني لاشكر من خلالكم كل من اسهم وشارك في دعم هذه الجمعية الخيرية.
نقص الخدمات
من على سطح أحد المباني العملاقة العتيقة ارسلتُ بصري ليمسح الوادي الجيكوري المتدفق بماء الحياة ، وهمسات النخيل.. جبالاً صامتة وضجيج حميم يملأ الأزقة والحواري وثغاء مواطنين يحمله الصدى نغماً موسيقياً ممتزجاً مع غناء الأطفال وقيثارات الرعاة ، ومن السماء اطلت غمامة كثيفة حجبت عين الشمس اللاهبة ، فتبدت ملامح الاشياء أكثر وضوحاً ، وشجعني ذلك على التماهي وسط الحواري مشياً على اقدامي دون السيارة التي اصر الدكتور العنبري أن يحملني عليها ، لكنني اصررت على أن اترك لنفسي متعة الاكتشاف ، وكان لها ذلك حيث صادفت مبنى مكوناً من طابق واحد قديم متهالك ، فاصررت أن اذوب في متاهاته ، وكم كانت المفاجأة صافعة لي ، حين أخبرني الأخ صالح محمد طرموم مشرف التحصين إن هذا مركز صحي واسترسل في سرده قائلاً :
يقوم هذا المركز بتطعيم الأطفال والنساء بشكل رويتيني والمخصصات لاتصلنا بالشكل المطلوب ، فالغاز الذي نشغل به ثلاجة الأدوية غالٍ جداً والكهرباء كما تعلم غير متوفرة ، وكل شخص يملك موتوراً خاصاً.. ويصل عدد الأطفال الذين يتم تطعيمهم حوالي 45 طفلاً في الشهر الواحد.
مركز صحي بالإيجار
الأخ صالح علي صالح قعشات مساعد طبيب تحدث عن الأوضاع الصحية في منطقة خورة قائلاً :
الأوضاع الصحية سيئة للغاية فالاطباء غير موجودين ، أو بالأحرى هم موزعون هنا في المركز الصحي لكنهم غير ملتزمين غير متواجدين في مقرات أعمالهم ، أما الأجهزة المهمة فإنها غير موجودة على الاطلاق .. كأجهزة الأشعة والأمومة والطفولة وغيرها ، بالإضافة إلى أن المركز الصحي بالإيجار «خمسة عشر الف ريال شهرياً» واضاف متشائماً:
الزيارات الميدانية إلى هنا معدومة على الأقل لتحسس الاحتياجات والاشياء والمستلزمات الصحية التي لايمكن أن يستغني عنها إنسان معدومة وكذلك فإن البعثات الطبية التي تصل إلى مدينة عتق لا تمر بمنطقة خورة على الاطلاق ، بل ربما انها لاتعرف عن هذه المدينة المنسية شيئاً ، ومن ناحية الأمراض المتفشية تحدث مستاءاً :
الأمراض منتشرة بشكل كبير وخاصة السعال الديكي واسهال الغدة النكفية وللاسف لايوجد لدينا أية ادوية سوى بسيطة لا يمكن ذكرها ، والجميع يقطعون المسافة الطويلة إلى مدينة عتق لعلاج امراضهم ، وإني لأدعو مكتب الصحة في المحافظة أن يتفضل بزيارتنا ليتعرف على المعاناة التي نلاقيها نحن والمواطنون على الأقل شهرياً ، حيث يصل عدد سكان خورة 35 الف نسمة ،مع العلم أن المياه الملوثة هي السبب الوحيد في انتشار الاسهالات بشكلٍ مفجع ، حيث لا نظافة ولا بيئة ، ولا أي شيء من هذا القبيل.
ازدحام سكاني وخدمات منعدمة
أما الدكتور مبارك أحمد الحريشي فقد عبر عن هموم المنطقة قائلاً:
المنطقة مزدحمة بالسكان ، لكن مع الأسف لايوجد سوى مركز صحي واحد لايكاد أن يفي بالمطلوب ، حيث يقوم بالاسعافات الأولية والتطعيم ولايوجد الزام للكادر الطبي والصحي بالحضور ولا متابعة ، ونحن هنا نقوم مقام العيادات فقط والجميع يسافرون إلى مدينة عتق وليس هنالك وعود في المحافظة وبناء مركز للأمومة والطفولة لكن إلى الآن لم ينفذ شيء من ذلك واختتم حديثه:
اتمنى من الأخوة في مكتب الصحة بالمحافظة أن يكثفوا جهودهم لخدمة هذه المنطقة الحيوية فالطريق وعرة ، وهذا بدوره يؤثر سلباً على النساء والولادة ، وهناك بعض الوفيات بسبب الولادة والطريق الوعرة هي السبب في ذلك ، وهناك وفيات اثناء الحمل حيث يعد عدم توفر الأدوية احد هذه الأسباب بالإضافة إلى قلة الوعي الصحي..
التعليم في خورة
المسافة الطويلة لايمكن ابداً أن تكون عائقاً أمام التحصيل العلمي خصوصاً وأن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم قد قال «اطلبوا العلم ولو في الصين.. وواقع التعليم في خورة لاباس به كما حدثنا الأخ عبدالله ابوبكر باهز نائب مدير المركز التعليمي بمنطقة خورة واضاف في سياق حديثه :
التعليم في خورة بشكل عام ما بعد مدارس المعلامة ، بناء مدرسة ابتدائية وإعدادية في عام 1963م وكانت الوحيدة في خورة لكن التعليم تطور بشكلٍ كبير وقد تخرج من ابناء المنطقة الكثير الذين صاروا دكاترة واطباء ومهندسين ومدرسين ، ويبلغ عدد مدارس التعليم الأساسي اثنتي عشرة مدرسة اساسية ، ومدرستين ثانويتين.
اقبال فتيات مؤقت
وعن تعليم الفتاة ومستوى اقبالها يوجد اقبال للفتيات وخاصة في السن المبكر ، ولكن مع الأسف يحصل تسرب خاصة من الصفوف الثانوية ، والأسباب كثيرة منها نقص المعلمات في مدرسة البنات والتعليم المختلط ، كما أن للثأر تأثير كبير ليس على مستوى إقبال الفتيات للتعليم ، ولكن الفتيات ايضاً مع العلم أن الانضباط موجود في المدارس وعلى مستوى المدرسين والطلاب .
مياه ملوثة
في أعلى الوادي لفت انتباهي مواسير مياه مهملة وإلى جانبها مضخة عملاقة ، وعلى قمة الهضبة خزان فارغ ، فادركتُ على التو أن المدينة غارقة في الأنهار الجارية وتفتقر إلى المياه النقية ،وصدق ظني حين أكده الأخ طاهر سالم طريش بقوله:
لقد جاء المقاول قبل فترة لأجل ربط المواسير التي انزلها وسط الوادي الذي يمر فيه السيل ، وجاء السيل الجارف واخذ معظم المواسير إلى حيث لا ندري أما بالنسبة للمضخة فقد اتى بها الأهالي والآبار موجودة لكن ليس هناك امكانيات لتشغيلها ، وتعد مشكلة المياه من المشكلات العويصة التي تعاني منها خورة ، وجميعنا ينقل المياه أما عبر الحمير أو القلابات ، ونحن نتمنى من الذين يسمعون نداءنا أن المياه التي نشربها ملوثة ، ونحتاج إلى مشروع يقينا هذا التلوث ، ويجنبنا اضراره المرضية أما بالنسبة للخزان والمواسير المرمية فإن الاخيرين لهن أكثر من سبعة عشر عاماً والخزان هكذا على قمة الهضبة لانفع منه ولا فائدة.
وللكهرباء قصة
اصوات الموتورات الكهربائية الخاصة تكاد أن تطغى على أصوات البشر وضجيجها يزعج سمع الفضاء ويوحي للنفس بشيء نشاز وفي قلب المدينة موتور عملاق أكله الزمن لافائدة منه ، كما تحدث بذلك الأخ محمد ابوبكر بانافع ، رئيس لجنة إعادة تشغيل كهرباء خورة قائلاً :
الكهرباء في خورة سيئة للغاية وخاصة هذا المشروع الضخم الذي اقيم على حساب الأهالي قديماً ، وبدعم من الأخوة المغتربين ، حيث كان لايسمح لأحد بالزواج حتى يدفع رسوم إقامة مشروع الكهرباء ، حتى المغترب لايجدد جوازه أو لايخرج إلى اليمن حتى يدفع قسطه ، وكان بناء هذه المحطة الصغيرة في العام 1983م وقد توقفت في العام 1994م بسبب الاهمال المالي والإداري ، وكذلك تقاعس الأهالي عن تسديد فواتير الكهرباء ، وقد كانت تعمل من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثالثة عصراً ومن الرابعة مساءً حتى الخامسة والنصف فجراً وكانت تعتمد عليها المحلات التجارية والورش والصناعات وغيرها ، وقد اتلفت الموتورات كلها وشلحت واضاف بانافع قائلاً :
قريباً إن شاء الله هناك مشروع نزلت مناقصته قبل عشرة أيام وقد فتحت الظروف والمشروع بدعم حكومي ، ونحن نتمنى أن يصل الينا في اسرع وقت ممكن ، لأنه في الحقيقة الموتورات ازعجتنا بشكل كبير جداً إلى درجة تصل أن لانسمع بعضنا البعض إلا بقوة ، والمشروع الذي سيأتي يكلف 240 مليون ريال ، ونحن نسعى جاهدين لخدمة المنطقة في اسرع وقت ممكن ومعنا الأخ عبدالله علي طرموم الذي لايألو جهداً بدعمنا بما تسمح به استطاعته ، واختتم حديثه بالقول :
اتمنى أن يتكاتف الجميع بالحفاظ على المشاريع التي تمنح لنا حتى نستطيع العيش في رفاهية وسعادة ، وحتى يكون للمشاريع ديمومتها على مدار الزمان والأجيال .
خورة أوسان القديمة
إن المتأمل لهذه المدينة بعين التاريخ يشاهد أنها اطلال مدنٍ قديمة خصوصاً وأن منطقة هجر الناب الأثرية إلى جانبها مباشرةً ويلاحظ أنها تحتويها ، لكن المشاهد بعين الواقع يلاحظ انعدام الوعي من الجميع بكل ماهو تاريخي حيث تحتوي هذه الجنة الضائعة على عدة مناطق هي الفالح ، جاران ، عليهان ، المحسينة ، ظرف ، السوق ، امحضبة ، لملح ، بلعود ، الهجر ، مدرك ، حيرور ، المتنة ، الفروق ، سيتنان ، الردحة ، رهوان ، البراكة ، هبعاء .. وغيرها من المناطق التي لاحصر لها ولاعد ، وقد كانت اطلالاً لدولة حمير ثم لدولة أوسان «هجر الناب» وقد تحدث الأخ عبدالله علي محمد بهذا الصدد قائلاً :
هناك آثار وقنوات قديمة منها ما أخذها السيل ، ومنها ما طمرتها ومزقتها يد الاهمال وتعد المحسينة أكثر المناطق غنى بالآثار وهناك مع الأسف بناء عشوائي فوق تاريخنا القديم وآثارنا التليدة..
كلمة أخيرة
المكان عذب شاعري ، والسحائب تسكب أمطارها ، وعبيرها وسعادتها على خورة التي كانت تسمى قديماً خيرة لكثرة الأمطار والنخيل على امتداد خمسة عشر كيلو متراً مربعاً هي كل مساحتها ، بالإضافة إلى انتشار القمح والسمسم والدخن وانواع الخضار كما أخبرنا بذلك الأخ مبارك أحمد حسين علوي عضو المجلس المحلي ، وتمد سوق محافظة شبوة «عتق» بالتمور وكذلك اسواق المديريات الأخرى وهي وإن كانت لها حدود مع محافظة البيضاء ومحافظة أبين ومديريتي مرخة العليا ونصاب إلا أنها كلؤلؤة ثمينة نادرة تتوسط زبرجد ملون.. وهناك مقومات واضحة تجعلها مديرية وهناك صحيفة ارتبطت بيوم تاريخي مشهود وهي صحيفة ترمد التي صدرت عام 1960م وسميت بذلك لمعركة ضارية في العام 1956م لقن فيها اهالي خورة العدو الانجليزي درساً قاسياً وقد أسس في هذه الحاضرة العريقة اقدم ناد وكان ينطوي تحته ستة عشر فريقاً رياضياً.
إن التماهي في الأفياء الشاعرية يبعث النفس على البقاء فيها مدة أطول والاستلقاء على اعشابها وزهورها المبتسمة ومعانقة اعناق نخيلها التي يصل عمرها قرابة القرن ونصف القرن من الزمان ، ومطاردة فراشاتها ببراءةٍ طفولية أو الركض فوق عملفة قناة زهوان المصرفه للمياه.. دون أن اشعر سافر الزمن ، وسافرت معه الشمس متزحلقة بين احضانه إلى مثوى الغروب الأخير وتبدى في فضاء خورة اشياء جديدة من العوالم السماوية وأخذ كل شيء يرتدي حلة أخرى مذهبة حتى الأحجار والشلال المتلألىء ، وهناك بدأت اللوحات العالمية تستعرض ابدعاتها متفوقة على ابداعات فان جوخ ، وادوارد طونيه ، وجويا ، ورمبرانت ، ورفائييل ، وقبل أن أهم بالرحيل الذي اعلنه رفيقاي الدكتور عارف والدكتور سالم كان هناك على الأفق لوحة موناليزية تبتسم لي بعنادٍ وفرحة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.