سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مالگو الصحف الرسمية «العادية» ينقلبون على أحجامها في عملية تغيير هدفها «اقتصادي» وشعبوي بدرجة أگبر تعتمد على عناوين مثيرة: الجنس، الجريمة، الأسرار الخاصة
- الصحف الكبيرة «العادية» بدأت تتقزم في الحجم ، تكبر في المضمون، شفط دهون العاملون في الصحافة لا يعرفون «اليأس» هكذا قال أحد قدمائهم قبل عقود. المقولة التي كان منبعها آنذاك، حرص رجال على تقديم كل جديد ومفيد بهدف كسب أكبر شريحة من القراء والاستحواذ على الشعبية الأكبر، بدأ منتسبو الصحافة ومالكو الصحف يطبقونها في السنوات الأخيرة، ويلفتون الأنظار إلى مطبوعاتهم ليس بتقديم صحافة متميزة ، ولكن بالظهور بشكل مغاير عما كانوا عليه سابقاً، معللين ذلك التحول بمسببات كثيرة، أغلبها اقتصادية. التغيير المفاجىء في أحجام الصحف من الأشكال العادية إلى الصغيرة «التابلويد» وتعني المضغوط شعار رفعه معظم رؤساء تحرير ومالكو الصحف الأوروبية في البدء، وقلدهم فيما بعد، مالكو صحف عربية في الخليج.. وبتحقيقها للسبق فإن جريدة «التايمز» الانجليزية المعروفة بأنها «السيدة العجوز» للمؤسسة الإعلامية البريطانية، سحبت في طريقها «الاندبندنيت» الصحيفة الأوسع انتشاراً هناك في تحول سريع وصفه المتحدث الرسمي باسمها بأنه «غير مستعجل» وجاء مدروساً بعد استفتاء شامل مع القراء، والمعلنين. على الرغم من العوائد الاقتصادية التي ستحظى بها الصحف المشمولة في الحجم ، من حيث كلفة الطباعة، ومناسبتها للقطارات والطائرات، الا أن الكثير من المحللين يعتبرون أن صحف الحجم الصغير هي الصحف الصفراء، المصطلح الذي يطلق على المطبوعات التي تهتم بإلإثارة، وتتصدر أغلفتها عناوين وأخبار الجريمة، الجنس، والاسرار الخاصة، كسلوك مختلف تماماً عن صحف الحجم الكبير، التي تميل إلى نشر الاخبار الجادة والمواد الرصينة. وتتميز الصحف الصغيرة «آلتابلويد» بملامح تجريرية وإخراجية مختلفة من حيث الإكثار من العناوين والاهتمام بتضخيمها، كما تمتاز عن نظيراتها ذوات الحجم الأكبر بعناوين موجدة ومبتكرة بمهنية عالية. وفي حين يعتقد كثيرون بأن التغيير الذي بدأ يقوم به مالكو الصحف بتصغير حجمها في عملية اشبه ب«شفط الدهون» لذوات النهود الكبيرة، مجازفة كبيرة قد لا تنجح وخاصة في الجانب الإعلاني الذي باتت تعتمد عليه معظم الصحف في العالم عندما يتقلص حجم الإعلان إلى النصف ويتم خسران ما يقارب من 50% من دخلها ، يرى البعض أن الحجم الصغير قد ينجح كثيراً في البلدان النامية، حيث لايوجد لديها ما تخسره بالنسبة للإعلان. الأمر اذي يصفه مراقبون بأن قرار تحول الصحف السعودية إلى حجم أصغر، بالخطوة غير الصحيحة التي ستهدد مستقبلها قياساً بالمقدار الإعلاني المكثف في صفحاتها الملونة والتي يعتمد عليها معظم رجال المال في المملكة يعتمدون عليها كمروج مهم لمنتوجاتهم وعقاراتهم وما فاض منها يذهب إلى التلفزيون ، وصحف من خارج المملكة. في اليمن ، البدء بتحول جذري في الصحافة وأشكالها، أمر وارد في ظل ما يشهده العالم من ثورة على كل ماهو قديم وتقليدي. وبالرغم من تمسك الصحف الرسمية فقط بالحجم الكبير منذ انشائها قبل سنين الا أن تحولهن لأحجام صغيرة قد يقبل بارتياح واسع في أوساط اليمنيين، المعروفين، بالقطبة» في كل أمورهم، وبالذات في قراءة صحيفة يومية فيها القليل من العناوين المثيرة، الكثير من الفائدة. وعلى الرغم من ارتباط كثير من القراء في الأوساط اليمنية وبالذات 4060 عاماً بالأحجام الكبيرة للصحف ويرون في تغييره بعد زمن «تدهوراً» فإن الأمر يختلف بالنسبة للأجيال الصغيرة، معظمهم يميلون إلى قراءة الأخبار ذات المحتوى البسيط الذي تتميز به صحف الحجم الصغير «صورة + عنوان» إضافة إلى سهولة طيها، وقراءتها دون تصدير ازعاج في مقايل القات ، أو على كراسي المواصلات العامة، حين لا تشعر بأن جارك قد بدأ يتضايق. ويعتقد كثيرون أن صحف الحجم الصغير بتقديمها لصحافة مختصرة ومواد شيقة مدعمة ب«الصورة المعبرة» بأنها هي التي تستهوي أكبر شرائح من القراء. فقدانهم أمر ضروري اذا استمر الحال دون تقديم جديدة. التحول من الحجم الصغير إلى العادي، يخلق نوعاً كبيراً من الاضطراب لدى القارئ المتابع، ويجعله يبتعد ببطء عنها ساحباً وراءه أعداداً كبيرة من أرقام التوزيع إلى الخلف. ويرى متابعون أن تحول صحيفة من الحجم العادي إلى الحجم الصغير قد يلاقى بنوع من النفور في البداية لكن سرعان ما تسري المودة بين الاثنين بعد وقت قصير، بعكس تحول صحف من الحجم الصغير إلى الكبير الذي يقابل ب«خسران قاعدة واسعة من المتابعين الذين اعتادت أعينهم على بنط عنوان وصورة محدودتين، كما حصل مع صحف «الوحدة» و«الرياضة» الأسبوعيتين اللتين فقدتا كثيراً من بريقهما المعهود على الرغم من الألوان التي خضبت صفحاتها فيما بعد.